نُشِر في May 04, 2025 at 09:05 PM
في قلب كل شركة ناجحة نجد ذلك الشخص الذي لا يكتفي بقراءة المستقبل، بل يعمل جاهدًا لكتابته، هو المدير التنفيذي (CEO) الذي يرى في كل فرصة بابًا للتطور والنمو، وليس من الكافي في عصر تتسارع فيه التحولات الرقمية بأن تكون مديرًا تقليديًا، بل عليك التحول لتصبح قائدًا رقميًا، والمدير التنفيذي يعلم جيدًا أنّ التكنولوجيا لم تعد مجرد أداة بل فرص لإعادة هيكلة الأهداف والأعمال واستغلالها بالشكل الأمثل لتعزيز الابتكار والاستدامة.
يُعرف المدير التنفيذي بأنّه صاحب أعلى منصب إداري في الشركات بمختلف مستوياتها، وهو المسؤول الرئيسي عن تنفيذ الاستراتيجيات الخاصة بالشركة وتحقيق فلسفة ورؤية الشركة وأهدافها وإحداث فرق جذري حقيقي، كثيرًا ما يتم الخلط بينه وبين رئيس مجلس الإدارة، ففي بعض الأحيان يشغلان نفس المنصب، لكن مهام رئيس مجلس الإدارة تختلف قليلًا عن المدير التنفيذي، فالمدير التنفيذي يمتلك السلطة التنفيذية لتنفيذ السياسة والخطط العامة التي يضعها الرئيس ومتابعة إدارة تنفيذ أهداف المنظمة.
في السابق كان يُقاس نجاح هذا المدير بكم الأرياح التي يستطيع جنيها للشركة وجذب التمويل الاقتصادي وخفض الإنفاق وامتلاك المهارات المالية والقيادية، أما اليوم الأمر أعقد من ذلك بكثير، إذ يقاس بمدى مرونته في مواجهة المجهول في القطاع وتمتعه بالوعي الرقمي والفهم العميق للتحولات الجذرية التي تضرب بيئات الأعمال يوميًأ، هو لا يُرشد ويوجّه فقط، بل عليه أن يُلهم ويبتكر ويقود ويراقب عملية التحوّل الرقمي داخليًا، مع المحافظة على ثقافة المؤسسة مرنة والالتزام بالقيم العليا.
الشركات الناجحة هي التي تعلم بأنّ التحول الرقمي ليس من الخيارات الثانوية لها بل ضرورة وحاجة ملحة من الضروري العمل عليها جديًا للبقاء والتنافس، وفق ذلك يتوجب على المدير التنفيذي تبني خطط واستراتيجيات رقمية تتماشى مع متطلبات السوق وأن يكون واعي رقميًا حول أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة وتحليل البيانات والأمن السيبراني.
تساعد دورات تدريبية في الإدارة في دبي في إعداد أي شخص ليشغل أي منصب إداري، من خلال هذه الدورات التي يقدمها مركز لندن بريمير سنتر للتدريب المهني في مدينة دبي وفي مجموعة مدن عالمية أخرى يمكن لأي شخص يبحث عن فرصة حقيقية لصقل مهاراته والاستعداد لتحديات اليوم والحصول على شهادة معتمدة تخوله العمل في أي قطاع أن يجد فرصته، زُر موقعنا الإلكتروني وتصفح المزيد من دوراتنا في العديد من المجالات الحيوية الأخرى.
لكي يستطيع المدير التنفيذي تحقيق قيادة ناجحة نحو مستقبل مستدام عليه أن يتحلى بمجموعة سمات شخصية ومهنية، ومنها:
من الضروري اليوم أن يكون أي مدير تنفيذي ذو رؤية استراتيجية واضحة تحفزه على الابتكار والنمو وأن يكون قادر على ترجمتها إلى خارطة طريق تقوده نحو المستقبل بخطى ثابتة، فهو يقع أمام مسؤولية كبيرة في التنبؤ باتجاهات السوق وكيفية استغلال الفرص الناشئة لتحقيق النجاح والتقدم على المنافسين.
في يومنا هذا البيانات هي كل شيء، من دون خبرة في قراءة وتحليل وإدارة البيانات ومراقبة السوق واستخلاص الرؤى وتحويلها إلى قرارات فعالة لن يكون هناك نجاح، فالمدير التنفيذي القادر على استخدام مؤشرات الأداء وفهم تحليلات السوق بكل كفاءة يمكنه أن يستكشف أفضل الفرص للنمو وأن يعلم كيف يتعامل بذكاء مع التحديات والمخاطر.
من أبرز مميزات القائد الرقمي القدرة على التكيف والتجربة بشكل عام، كما نعلم يتغير المشهد التكنولوجي بصورة مستمرة وعليه تتغير الخطط والاستراتيجيات في أي لحظة، لذا لا بدّ أن يكون المدير التنفيذي جاهزًا لتقبل الفشل وإعادة الكرّة والبحث عن خطة وحلول بديلة مبتكرة وإعادة توظيف الموارد للوصول إلى الهدف المنشود وهو النجاح في النهاية.
من المهام والمسؤوليات الرئيسية لجميع المديرين التنفيذيين تحفيز النمو والابتكار العام داخل شركاتهم، إذ يتحمل المدير التنفيذي مسؤولية تشجيع الموظفين لاستكشاف أفكار وحلول جديدة واستخدام التقنيات الحديثة في أعمالهم لتطويرها وتسريعها والخروج بأفضل نتيجة واتخاذ القرارات المناسبة، من المعروف أن للابتكار دور كبير في تحسين اسم الشركة وتعزيز مكانتها في السوق.
تترابط بيئات العمل حاليًا بشكل كبير، لذا من الضروري أن يتمتع المدير التنفيذي بمهارة إقامة العلاقات وخلق التحالفات والشراكات الاستراتيجية، فهي تساعد في تبادل الخبرات والوصول إلى أسواق جديدة، لكل ذلك دورًا رئيسيًا في تعزيز مكانة الشركة في السوق.
في السابق كان العميل يقيس رضاه لشركة ما بالحصول على منتج أو خدمة ذات جودة عالية منها، لكن الفرق اليوم أنّه ينظر إلى التجربة الرقمية الشاملة التي توفرها المؤسسة لتحديد مدى رضاه على منتجاتها وخدماتها، وانطلاقًا من ذلك من الضروري أن يتولى المدير التنفيذي مهمة قيادة جهود الفريق والتخطيط لتصميم تجارب تتمحور حول متطلبات العملاء واحتياجاتهم الأساسية وكيفية استخدام التكنولوجيا لتقديم قيمة مضافة حقيقية لهم.
يدخل الذكاء الاصطناعي كافة تفاصيل حياتنا الخاص والمهنية في ظل تساؤلات كثيرة تدور حول موضوع الخصوصية والأمان المتعلق باستخداماته، وبناءً على ذلك من واجب المدير التنفيذي تحديد إطار أخلاقي للتقنيات التكنولوجية المستخدمة وما هو مدى شفافيتها وموثوقيتها، إذا لم تعد تلك القضايا مجرد شروط قانونية بل أصبحت أساس لبناء الثقة مع العميل والمجتمع.
في ظل الاعتماد التام على العالم الرقمي في جميع المنظمات والمؤسسات، أصبح من الضروري أن يكون المدير التنفيذي ملمًا بقضايا الأمن السيبراني وكيفية حماية المعلومات والبيانات من الخطر والتهديدات الرقمية، وذلك يتحقق من خلال الاستثمار في البنى التحتية الرقمية وبرامج حماية البيانات وتعزيز الوعي الرقمي لدى الموظفين، المدير الذي يعمل على ذلك سيحقق النجاح بالتأكيد.
تبرز قضايا البيئة والاستدامة كقضايا أساسية تفرضها جميع الدول على الشركات والمؤسسات لخلق بيئة خضراء مستدامة، لذا على المدير التنفيذي وضع الاستراتيجيات التي من شأنها التعاون ودعم هذا المفهوم، وذلك يتحقق من خلال صياغة خطط خضراء وتحديد التعليمات اللازمة لتنفيذها ودمج التكنولوجيا الخضراء في العمليات اليومية، والعمل على خفض البصمة الكربونية للمنظمة وعملياتها وتعزيز الوعي البيئي للموظفين ووضع استراتيجيات تجذب المستهلكين والعملاء، وحتى الموظفين، من أصحاب قضايا الاستدامة.
عصرنا الحالي يفرض علينا جميعا أن نبقى في حالة تعليم مستمر، فكل يوم تظهر اتجاهات وتحديثات جديدة، والشخص الطامح للنجاح عليه السعي لتعلمها باستمرار، المدير التنفيذي على وجه الخصوص ليس استثناءًا بل عليه أيضًا متابعة الاتجاهات التقنية الأخيرة وحضور أي فعاليات ومؤتمرات وندوات تعليمية والتدريب التنفيذي لتحسين القيادة والأداء والبقاء في صورة كل ما هو جديد من شأنه دعم جوانب عمل المؤسسة وتعزيز حضورها في السوق.
ختامًا،
في زمن التحولات الرقمية أصبح المدير التنفيذي أكثر من مجرد مسؤول بل قائد وملهم لتشكيل مستقبل الشركة، ومن خلال امتلاك الرؤية الاستراتيجية والفطنة القيادية والمهارة التقنية يمكنه قيادة رحلة التحول للإدارة وضمان بقاء الشركة قوية ومؤثرة في السوق العالمي.