نُشِر في Apr 28, 2025 at 06:04 PM
إن كنت ذلك الشخص الطموح للبقاء متميزًا في حياته المهنية بعيدًا عن الاحتراق الوظيفي، فلا بدّ لك أن تسأل نفسك من وقت لآخر ما هو الهدف المهني الذي تسعى لإنجازه؟ هل أنا على الطريق الصحيح؟ هذه الأسئلة لا ينبغي أن تُسأل في بداية الحياة المهنية وحسب بل يجب أن يكررها أي شخص طموح مع كل مرحلة جديدة من مراحل التطور والنمو، أن تمتلك هدف مهني محدد وواضح يعني أنّك تعلم ما الذي تريد تحقيقه من عملك وكيف تصل إليه بعيدًا عن التردد والعشوائية.
نناقش في هذا المقال مفهوم الهدف المهني وندرس في فقرة أهميته في حياة الفرد، مع تسليط الضوء على مجموعة من النصائح العملية التي من شأنها مساعدتك لتحديد أهدافك الشخصية بذكاء وواقعية.
في البداية، دعنا نتعرف ما هو الهدف المهني؟ فهو عبارة عن النتيجة النهائية لتطبيق استراتيجياتك وسياساتك في مسيرتك الوظيفية، بغض النظر عن نوع هذه النتيجة، قد تطمح للحصول على ترقية أو تحسين السيرة الذاتية أو تغيير تام لمجالك الوظيفي، ببساطة، هو الرؤية التي تطمح للوصول إليها في عالم الأعمال.
بالتأكيد، لكل شخص هدفه الوظيفي الخاص، إذ يسعى البعض لاستلام مناصب إدارية أو قيادية مختلفة بينما يطمح الآخرون للعمل الحر أو تطوير مهاراتهم التقنية في مجال ما من خلال التدريب واتباع الدورة الملائمة، لكن القاسم المشترك لجميع الأهداف المهنية هو أن تحديد "ما هو الهدف المهني" يمثل اللبنة الأولى في مسار النمو المهني والتخطيط الجيد والفعال للمستقبل.
لتحديد هدفك المهني دور كبير في مساعدتك في التركيز على حياتك المهنية وامتلاك دافع أكبر للاستمرار في مواجهة العقبات والتحديات التي تعترض سير العمل، عندما تسأل نفسك "ما الهدف المهني الذي أطمح له؟" فإنّك بذلك تساعد ذاتك على تنظيم مسارك الوظيفي والانطلاق نحو الأمام بخطى ثابتة.
بالإضافة إلى ذلك، تبرز أهمية معرفة ما ﻫﻮ الهدف المهني الصحيح من خلال مجموعة من النقاط، أهمها:
لكي تتمكن من تحديد هدفك المهني بذكاء وفعالية عليك اتباع نموذج الـ SMART الشهير، يعني هذا النموذج أنّ الهدف عليه أن يكون:
إذا استطعت تطبيق تلك المعايير، بالتاكيد ستتحول الأحلام إلى استراتيجيات وخطط ملموسة قابلة للتنفيذ.
نصائح عملية عليك اتباعها لتحديد هدفك المهني بذكاء
بعد أن حصلنا على نظرة عامة عن ما هو الهدف المهني وما أهمية تحديده، الآن دور تقديم بعض من أهم النصائح التي من شأنها مساعدتك عندما تقرر أن تكتب هدفك، يتضمن ذلك:
قبل كتابة أي هدف وظيفي شخصي، علينا أن نتوقف للحظة ونفكر جديًا وبصدق في نقاط القوة والضعف لدينا، وما المجالات التي تلهمنا ونستمتع بالعمل فيها؟ ما النجاحات التي تفخر بها في سيرتك؟ أن نعرف أنفسنا هي أول خطوة نحو أي شيء ناجح في الحياة عامة، وكذلك في تحديد المسعى والهدف الوظيفي.
فكّر مليًّا ما الذي يثير اهتمامك أكثر؟ من المهم أن يعكس الهدف المهني الرسالة والقيم الجوهرية للشخص، لأن ذلك سيزيد من سعيه لتحقيقه على المدى البعيد.
من الأخطاء الكبيرة التي يقع فيها الكثير من الأشخاص هو وضع أهداف ضخمة دفعة واحدة، هذا خطأ وبدلًا من ذلك يجب تجزئة الهدف إلى مجموعة مراحل قصيرة وواقعية قابلة للتنفيذ والتأكد من توفر الموارد والكفاءات والخبرات لتحقيقها.
على سبيل المثال، إذا كنت ترغب أن تكون مديرًا عامًا لشركة ما دون وجود أعمال سابقة تدعم الوظيفة فهذا أمر غير وارد بالتأكيد، عليك ان تبدأ أولًا بالعمل لتطوير المهارات الإدارية والقيادية لديك، ستساعدك دورات إدارة في دبي في هذه المهمة، وبعد ذلك البحث عن وظيفة عمل كمشرف، وهكذا خطوة بخطوة ابحث عن فرص التوظيف نحو الوظيفية التي تطمح إليها، وهي الإدارة.
عليك تجنب استعمال جمل وعبارات عامة عند كتابة الهدف، مثل جملة "أريد أن أنجح"، وبدلًا من ذلك استخدم لغة وصف معينة ومحددة توضح القدرات والمهارات التي تمتلكها وماذا تحتاج لتطويرها، مثل أريد أن أحصل على شهادات في إدارة المشاريع والعمل الإداري خلال ثلاث أشهر.
حدد جدول زمني موضح لتقييم إن كنت تتقدم نحو هذا الهدف المحدد، كل شهر أو ثلاثة أشهر مثلًا، وكنّ مستعدًا لإجراء تعديلات على خططك حسب الظروف المتاحة وتطوير مهاراتك وخبراتك بناءً على التغييرات في حياتك الخاصة أو سوق العمل لضمان الوصول إليه.
تحدث إلى أي شخص تثق به، سواء مرشد أو مدير أو زميل، عند طلب خبرات أو رأي شخص من خارج المعارف المقربين والدائرة الضّيقة يمكنك أن تحصل على رؤية مغايرة للأمور من منظور جديد لم تكن تراه مختلف عن رؤيتك، أو اقتراح حلول جديدة لم تفكر بها.
الحياة مليئة بالتغيرات غير المتوقعة، لذلك كن على أهبة الاستعداد لاتخاذ القرارات وتعديل طريقك من دون تغيير الوجهة النهائية، الهدف الذكي ليس بالضرورة أن يكون جامدًا، بل قابلًا للتكيّف مع أي شروط جديدة دون أن يُفقد القيمة والجوهر الأساسي له.
ختامًا،
كنّ متأكدًا بأنّه لا يمكن لأي شخص آخر الإجابة عن سؤال ما هو الهدف المهني؟ بالنيابة عنك، لأنّه يمثل انعكاس حقيقي لطموحاتك وشخصيتك، فالهدف المهني ليس رفاهية أو فكرة جميلة على الورق فقط، بل هو خارطة طريق مهمة لمستقبل وظيفي وحياة أكثر نجاحًا وتقدمًا ووعيًا بالقادم، وكلما كان واضحًا وذكيًا، كلما كان إنجازه أسرع.