كيف يمكن خلق ثقافة شركة إيجابية في مكان العمل؟

---

---

نُشِر في Sep 27, 2023 at 03:09 PM

---

من الأشياء التي لا تحتمل التفكير بها أن وجود ثقافة شركة إيجابية في العمل يدفع الأعمال للنجاح ويزيد من الإنتاجية ومشاركة الموظفين بصورة أفضل، لذا لا بدّ من خلق ثقافة عمل إيجابية تقدر جهود الموظفين وتدعم نموهم.

 

توفر المقالة التالية العديد من الطرق التي من شأنها إنشاء ثقافة شركة إيجابية في مكان العمل داخل المؤسسات.

ماذا يفيد خلق ثقافة شركة إيجابية في مكان العمل؟ 

تعتبر ثقافة العمل السائدة داخل الشركات المسؤولة عن إرشاد الموظف إلى الطرق والسلوكيات التي يجب عليهم اتباعها في التعامل، أي أنها تحدد جميع القيم والمعتقدات التي توجه المؤسسة وتضع توقعات لطرق تصرف فريق العمل وتفاعلهم مع بعضهم البعض خلال قيامهم بتنفيذ مهامهم اليومية عندما لا يكون أحد يراقبهم،  كما أنّها تتغير وتنمو مع تغير الظروف.

من المهم معرفة أنّ ثقافة الشركة ليست متعلقة فقط بسلوك العاملين بل مرتبطة بالقيم التي تؤمن بها تلك الشركة أيضًا، لكن من ناحية أخرى تختلف ثقافة العمل عن قيم وأهداف الشركة الأساسية، والتي تبقى ثابتة إلى حدٍ ما مع مرور الوقت. 

كذلك لثقافة العمل تأثير مباشر على العديد من الجوانب المهمة المتعلقة بالموظفين والعمل، بما في ذلك الرضا الوظيفي والمشاركة بين بعضهم والروح المعنوية السائدة سواء الجماعية أم الفردية.

معظم ثقافات العمل تنشأ داخل الشركات بشكل تلقائي، لذا عند ظهور أي سلوك سلبي أو مواقف سامة يجب العمل على إخراجها خارج المؤسسة وإلا ستظهر ثقافة عمل سامة غير مواتية تنعكس بشكل كبير على الشركة وتكلف خسائر كبيرة، لذا يتوجب على قادة الشركات اتباع سياسات وحيل لبناء ثقافة الشركة بالشكل الصحيح.

ثقافة عمل الشركة ليست مسؤولة عن إرشاد موظفيها في مكان العمل وحسب، بل تعمل على توجيه العملاء للتعامل مع هذه الشركة أو كلا، على سبيل المثال، لا تقتصر مراجعات العملاء على قراءة التعليقات حول الشركة على مواقع التواصل الإجتماعي بل يجرون استفسارات مباشرة أثناء نقاشهم مع فريق المبيعات.

كيف يمكن خلق ثقافة شركة إيجابية في مكان العمل؟

يستطيع قادة الفرق التأثير على الثقافة المنتشرة في الشركة وذلك من خلال طريقة تعاملهم مع موظفيهم وعملائهم وتطبيق بعض المبادرات، فيما يلي 11 طريقة يمكن للقادة النظر بها لخلق ثقافة شركة إيجابية في مكان العمل:

 

• ترسيخ القيم الأساسية للمؤسسة:

تحديد المهمة الرئيسية للمؤسسة وقيمها ومحاولة دمجها مع كل عمليات الشركة يمكن أن يساعد في توضيح أهمية الهدف والمعنى الفعلي الذي يجب أن يعمل موظفو تلك المؤسسة على تحقيقه ويحسن من الأداء والتحفيز لديهم، عند تحديد القيم يجب تحديد كل ما هو مهم للشركة والموظفين وتحديد كيف يتناسب ذلك مع مبادئ وثقافة الشركة بشكل واضح.

 

• التشجيع على التواصل والشفافية:

يجب على القائد التأكد بشكل دائم من أنّ تواصل الموظفين ومدرائهم يتم ومتوفر ومفتوح، في أغلب الأحيان يكون المدراء ذوي الثقافات الإيجابية ودودين ويقدمون ملاحظات قيمة تدعم أداء الموظف ويبقون متاحين للتواصل في أي لحظة، يساعد التواصل المفتوح ومشاركة الأفكار بين الموظفين والإدارة بحرية في تعزيز الروح المعنوية وشعور الموظفين بتقدير أكبر.

 

الصدق والشفافية بشأن قرارات الشركة وأدائها هو جزء لا يتجزأ من التواصل، تفيد الشفافية في تقوية علاقة الموظفين زيادة كسب ولاء الموظف وثقته.

 

• وضع أهداف واضحة:

يجب على القادة وأصحاب الشركات التأكد من فهم جميع موظفيهم للأهداف العامة للشركة والأقسام، يجب أن تكون الأهداف قابلة للقياس لكي يستطيع الموظفون معرفة متى يصلون إليها.

التفكير في صرف مكافآت للموظفين على تلك الإنجازات من شأنه تعزيز أداء الموظفين للوصول لها، كذلك المرونة في تعديل الأهداف والمقاييس وفق الحاجة لذلك يمكنه أن يعزز من حافز الفريق على تحقيقها.

 

• تقدير العمل الجيد:

إعطاء المكافآت للموظفين على أدائهم المتميز له دورًا مهماً في زيادة شعورهم بالتقدير ودفعهم على على الاستمرار في تقديم عمل جيد، مهما كان نوعها إما معنوي مثل الإطراءات اللفظية واختيارهم موظف الشهر، أو مادي مثل مكافآت وحوافز وإجازات إضافية، يساعد ذلك جعلهم أكثر حماسًا وولاءً للشركة.

• التشجيع على الأنشطة الاجتماعية والتعاون:

من الضروري أن يكون مكان العمل ذو بيئة تعاونية ويلبي الاحتياجات الاجتماعية للموظفين، وذلك من خلال الأنشطة الجماعية والتشجيع على التعاون والتواصل، يمكن تحقيق ذلك عن طريق تشجيعهم على تكوين الصداقات والتعرف على بعضهم البعض من خلال القيام بنشاطات جماعية مشتركة كغداء العمل أو إنشاء الأندية وغيرها من النشاطات غير المتعلقة بالعمل.

 

• المرونة في العمل:

توفر الشركات التي تمتلك بيئات عمل مرنة قدرة أكبر لموظفيها لتحقيق توازن بين حياتهم العملية والشخصية وتحسن من الروح المعنوية لهم، وبالتالي تحقيق إنتاجية أكبر وخلق ثقافة شركة إيجابية.

 

• تعزيز التنوع والشمولية:

تحتاج الشركات إلى توظيف أهم المواهب من كافة الثقافات والخلفيات وذلك أمر ذو فائدة كبيرة للشركات لبناء فريق عمل متنوع وقوي، لكن يجب الوضع بعين الاعتبار إعداد مجموعة من المبادرات لتثقيف الموظفين ودعم سياسة إدماج الموظف من خلال التأكيد على أنّ الشركة تحترم وتحمي حقوق ومعتقدات الجميع، هذا بدوره يعني بناء ثقافة شركة قوية وإيجابية في مكان العمل مما سيزيد من الإنتاجية.

 

• دعم المتعة في مكان العمل:

تساهم المتعة والاسترخاء وروح الدعابة في التخفيف من التوتر في الجو العام في مكان العمل وتزيد من الشعور الإيجابي وتشجع الموظفين على القدوم إلى العمل بطاقة وروح إيجابية، إضافةً إلى دورها في تنشيطهم وتشجيعهم على الابتكار والإبداع، كل ذلك يساعد في خلق ثقافة شركة إيجابية.

 

• توفير فرص النمو:

يجب تأمين كافة الفرص والأدوات التي تساعد فريق العمل في تطوير ذاتهم وتعلم مهارات جديدة، الشركات التي توفر تلك الفرص للنمو تمتلك إنتاجية ورضا أكبر، يمكن أن يفيد اتباع واحدة من دورات إدارة أعمال أونلاين في المملكة المتحدة في تحقيق ذلك.

 

من الأمور الأخرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار هي الطريقة للحصول على الترقيات الوظيفية إن كانت مبينة على الأداء أم ﻋﻠﻰ أسس أخرى.

 

• التعاطف:

معظم قادة ومدراء الشركات الذين يتمتعون بثقافة إيجابية في عملهم يكونون متعاطفون وطيبون مع فرقهم، فهم يفهمون متطلباتهم ويساعدوهم في تجاوز التحديات التي تعترض سير عملهم، يفيد ذلك في تحسين سير اﻟﻌﻤﻞ وإكساب الموظفين الشعور بالاحترام وإعلامهم بأنّ الشركة تهتم بهم.

 

• التشجيع على المساعدة والإفادة:

من خلال تشجيع الموظفين والمدراء على مساعدة زملائهم بشأن إتمام مهامهم والتغلب على أي تحديات تعترضهم واتخاذ القرارات التعاونية يمكن خلق ثقافة شركة إيجابية، عندما يكون المدراء والمشرفون ودودين ومتعاونين مع فرقهم يمكن أن يكون أعضاء تلك الفرق أكثر ولاءً للشركة ومن المحتمل أن يعكسوا ذلك نتيجةً لذلك ويساعدوا الآخرين. 

 

في الختام،

 

ثقافة الشركات الإيجابية هي ثقافة داعمة يمكنها جعل الموظفين يشعرون بأنّهم يمتلكون الموارد والقدرة على إنجاز الأعمال ومساعدتهم في إنجاز مهامهم، لذا لا بدّ من فعل أي شيء من شأنه المساعدة في خلق هذه الثقافة.