نُشِر في Nov 24, 2023 at 08:11 AM
أصبح التوظيف الذكي ليس فقط ميزة تنافسية بين الشركات، بل ضرورة لأي شركة تسعى للتميز وتحقيق التنمية المستدامة، وخصوصاً في قطاع الأعمال الحالي الذي يتغير بوتيرةٍ لا يمكن قياسها، حيثُ لم يعد مجرد إيجاد المرشح المناسب عملية تقليدية تعتمد على السيرة الذاتية والمقابلات فحسب، بل أصبحت عملية متطورة تعتمد على تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي للتنبؤ بأداء المرشحين ومدى ملاءمتهم للوظيفة ولثقافة الشركة.
سنناقش في هذا المقال كيفية البدء في عالم التوظيف الذكي، وأبرز فوائده، وكيف نطبّق استراتيجية التوظيف الذكي بفعالية ولأي شركة.
يبدأ برنامج التوظيف الذكي بفهم كيفية دمج تحليلات المعطيات والبيانات في نظام التوظيف والتشغيل التابع للشركة، حيث يتطلب ذلك استعمال نظام أو منصة متطورة قادرة على جمع وتحليل الإحصائيات بكفاءةٍ عاليةٍ، وفي هذه المرحلة، يصبح من المهم للشركات اختيار برامج متقدمة في التعلم الآلي والذَّكاء الاصطناعي لتحديد العوامل الأكثر أهمية في عمليّة البحث عن المرشح المناسب.
ليس هذا فحسب، بل يتطلب أيضاً تطوير مهارات فريق الموارد البشريّة للتعامل مع هذه التقنيات الجديدة بفعالية؛ في هذا السياق، يأتي دور التطوير والتدريب المستمر، حيث يمكن للشركات استكشاف فرص تعليمية متخصصة تتعلق بأحدث الأساليب والأدوات في مجال التوظيف الذكي، هذه الفرص التدريبية مثل الدورات التدريبية للموارد البشرية، تساعد في إعداد الفريق بشكل مثالي للتعامل مع التحديات والفرص التي تقدمها الوسائل الالكترونية الحديثة في رحلة التوظيف.
الاستخدام المناسب للتوظيف الذكي له العديد من الفوائد، وخصوصاً عند وضع أهداف تحقق قاعدة الهدف الذكي سمارت smart الشهيرة، إليك أبرز هذه الفوائد:
يعزز نظام التوظيف الذكي جودة العملية الوظيفية من خلال تحديد المرشح الذي يتناسب مع متطلبات وثقافة الشركة بدقة، هذا يضمن بشكل أكبر توافق الموظفين مع الشواغر المطلوبة ويزيد من احتمالية نجاحهم وبقائهم في الشركة لفترة أطول، مما يساهم في تحسين الأداء العام وزيادة الإنتاجية.
يُقلل برنامج التوظيف الذكي من الزمن المطلوب لفرز وتقييم المُرشحين، مما يسرع من تفاصيل وإجراءات التوظيف القائم على المهارات ويجعلها أكثر كفاءة، باستخدام التِّقنيات الرائدة مثل الذَّكاء الاصطناعيّ وتحليل الأرقام والبيانات بالشكل الرقمي، يمكن للشركات تقليص الوقت المستغرق في العمليات التقليدية للتوظّيف، مما يؤدي إلى تسريع إجمالي العملية وتحسين تجربة المرشح.
يوفر التوظيف الذكي المعرفة والبيانات الدقيقة والموضوعية، والتي بدورها تساعد في اتخاذ قرارات توظيف مبنية على الكفاءة والمهارات، بدلاً من التحيزات الشخصية أو المعتقدات المسبقة، هذا يساعد أيضاً على إدارة واختيار المرشح رقم واحد بين المُرشحين بمنتهى الدقة.
يقدم التوظيف الذكي طريقةً مثاليَّةً لأي شركة لكي تختار المرشح الذي لديه الاحتمال الأعلى للبقاء والنجاح في الشركة لفترة طويلة، فمن خلال تحليل التنبؤات والبيانات، يمكن للشركات تحديد الأشخاص الأكثر توافقًا مع ثقافتها وقيمها، وتحسين طريقة التقييم، مما يقلل من معدلات دوران الوظائف ويعزز الاستقرار في بيئة عمل الشركة.
يعمل نظام التوظيف المبتكر الذكي على تعزيز التنوع في المكان الوظيفي، وذلك بواسطة تحليل وتقييم مجموعة واسعة من المُرشحين دون تحيز، مما يساعد على بناء فرق عملٍ متنوعةٍ وشاملةٍ تعكس مجموعة واسعة من المهارات وخبرات البحث والعمل المجالين الالكتروني والواقعي.
لفتح باب التوظيف الذكي، تحتاج الشركات إلى تخصيص خطوات استراتيجية لضمان الاستفادة الذكية والكاملة من التِّقنيات الحديثة، يتم ذلك عن طريق البدء بالخطوات الرئيسية التالية:
الخطوة الأولى هي اختيار منصة أو برنامج توظيف "ذكي" يتماشى مع احتياجات الشركة ويدمج مع أنظمة الموارد البشريَة، يجب أن تتمتع هذه الأنظمة بقدرة عالية على توفير وتحليل المعطيات والبيانات المختلفة لتقديم الرؤى القيّمة حول أي مرشح.
واحدة من أهم مراحل التوظيف الذكي؛ حيثُ أنَّ الأرقام والمعطيات المحللة بشكل فعال، توفر فهماً عميقاً لاحتياجات الشركة، وتساعد على تحديد الكفاءات الرئيسية للمرشحين، والخدمات التي بإمكانهم تقديمها في المستقبل للشركة.
يشمل ذلك تحليل السير الذاتية للوظائف، التغذية الراجعة من مقابلات العمل، والبيانات الأخرى المستخدمة لتوظيف المرشح المثالي.
يُعد الذَّكاء الاصطناعيّ جزءًا حاسمًا في تحقيق التشغيل والتوظيف الذكي، حيث يمكنه تحليل كميات كبيرة من المعلومات والبيانات بسرعة ودقة، يساعد هذا في فحص السير الذاتية، تقييم التوافق الثقافي، وحتى تحليل السلوكيات والتوجهات العامة خلال المقابلات، وغيرها المزيد!.
إلى جانب ذلك، يمكن للشركات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، تحسين دقة التنبؤ بأداء المرشح وتطابقه مع أي متطلب وظيفي، كما يمكن من خلال أحدث برامج الذَّكاء الاصطناعيّ تقديم طلبات أو توصيات بناءً على المعطيات المتاحة والمعلومات المفتوحة على الإنترنت، وذلك بهدف توظيف الأفراد الباحثين عن فُرص عملٍ والذين يتمتعون بالخبرة المناسبة، مما يساعد مراكز التوظيف والشركات على تطوير نهج توظيف أكثر استراتيجية وفعالية وسهل التنفيذ.
من الضروري أن يتلقى فريق التشغيل التَّدريب اللازم لاستخدام أدوات التحليل البياني بشكل ذكي وفعال. يمكن أن يشمل ذلك تدريباً للتعلم على الآلة وأنظمة الذكاء الاصطناعيّ، وكذلك ورش عمل لفهم كيفية تفسير المعطيات والبيانات بطريقة متكاملة وأكثر وضوحاً.
يجب على الشَّركات الاستثمار في الحفاظ على تحديث أنظمتها وأدواتها لتبقى متوافقة مع أي تطبيقات أو تطورات جديدة في مجال التوظيف الذكي، يساعد ذلك في الحفاظ على الكفاءة والفعالية في جميع جوانب عمليّةِ التوظيف.
وفي الختام، يشكل برنامج التوظيف الذكي حلا مثالياً للشركات التي ترغب في استقطاب المُرشحين المثاليين ذوي المواهب والمهارات، وبالاستفادة من تحليلِ البياناتِ والتقنيات الحديثة المدعومة بالذَّكاء الاصطناعي، يمكن لإدارة أي شركة مهما كان حجمها أن تحول عمليّة التشغيل والتوظيف من مجرد عمليّة متابعة واختيار تقليدية ضمن الشركة، إلى نهج استراتيجي ودقيق يعتمد على الحقائق والبيانات، ويوفر قرارات توظيف أمثل سواءً للموظف أو للشركة.