كيفية استخدام نظرية المحفظة الحديثة لتعظيم عوائد الاستثمار الخاص بك


دورة تدريبية في إدارة الاستثمار في باريس

نُشِر في Jan 08, 2023 at 12:01 PM


أصبح من المهم اليوم تطبيق مبدأ نظرية المحفظة الحديثة على نظام العمل المعتمد داخل الشركات والمؤسسات الاستثمارية. 

 

إذ على الرغم من أنه لا يوجد في عالمنا الحالي استثمار مثالي، إلا أنه ومع نظرية المحفظة الحديثة سيتمكن المستثمر من توفير عوائد مالية إضافية وتقليل بعض من المَخاطر المحتملة. 

 

لا سيما أنَّ هذه النظرية صممت من قبل الخبير الاِقتصادي (ماركويتز)  بهدف أن تمثل أداة توازن بين عنصر العوائد وعنصر المُخاطرة أو الخسارة المتوقعة ضمن أي نموذج استثمار. 

 

لذا وفي ظل أهمية تطبيق مبدأ هذه المَحافظ على كافة أنواع الاستثمارات، كان لا بدَّ للمستثمرين من الإلمام بـ الأصول الأولية لتلك المحافظ ومعرفة خارطة الطريق الموصلة إلى استثمار ناجح سواء من حيث العائد الاِقتصادي أو مقدار المَخاطر المعرض لها، وهذا ما سنتطرق إليه في مقالنا المُدرج.

 

ما هو مفهوم نظرية المحفظة الحديثة (Modern Portfolio Theory)؟ 

 

بدايةً تم إنشاء فكرة هذه النظرية من قِبل هاري ماركويتز ضمن مقالة له تحت عنوان" اختيار المحفظة" حتى أصبحت شائعة بين المُستثمرين كـإحدى أهم النظريات المخالفة لعقلية المُستثمر التقليدية. 

 

إذ يستند مبدأ نظرية المحفظة الحديثة (MPT) إلى أن هناك علاقة وثيقة بين كل من عائِد الاِستثمار ومخاطره، بمعنى أنه لا يوجد المزيد من العَوائد المالية على الاستثمار دون أن يكون هناك مخاطرة متوقعة ناتجة عنه. 

 

لكن الهدف الرئيسي من نظرية محفظة الاِستثمار هو إخضاع الاِستثمارات لمستوى أقل من المَخاطر مع تحقيق مُستوى عوائد اقتصادية موافقة تمامًا لأهداف المستثمرين. 

 

ليس هذا فحسب، إذ تتبنى نظرية المحفظة الحديثة مجموعة من المفاهيم التي تعتقد أنه من الواجب على المستثمرين فهمها لينهضوا باستثماراتهم حتى تصل إلى رتبة الاِستثمارات الناجحة.

 

 

العلاقة بين المخاطرة والعوائد للاستثمار: 

 

كان المبدأ العام لماركويتز عندما ابتكر نظرية المحفظة الاستثمارية الحديثة هو أنه لا يوجد أي نوع استثمَار غير خاضع لمستوى مُعين من المَخاطر، سواء مخاطر التقلبات الاِقتصادية داخل أنواع من الأسواق المالية أو تضخم النفقات وما إلى ذلك من المَخاطر التي تؤدي إلى خسارة رأس المال أو عدم تحقيق العائد الاِقتصادي المُرجى. 

 

معنى ذلك أنه ليس هناك عائِد عام مضمون أو استثمارات آمنة تمامًا من المَخاطر، إلا أنه يمكن تحليل الاِستثمارات وتصنيفها باستخدام فئات الأصول أو تبعًا لمخاطرها، مثلًا تعتبر الأسهم من الاِستثمارات عالية الخطورة أما شهادات الإيداع فهي متوسطة الخطورة وهكذا. 

 

لذا فإن المحفظة المثالية هي التي تضمن للمستثمر بقاء المخاطر ضمن المستوى المتوقع، أو تستطيع تحقيق التباين بين زيادة العائد على الاستثمار وتقليل المَخاطر على حدٍ سواء، ولتحقيق هذا المستوى المعياري من الاِستثمار لا بدَّ من تخصيص مجال معين من التَنويع. 

 

ما هو دور التنويع في بناء المحفظة المثالية؟ 

 

إن إِدارة الاِستثمار الواحد لجعله استثمارًا مثاليًا هي طريقة بعيدة المنال، لا سيما أنه لن يمكنك السعي لتقليل المَخاطر ضمن مُستوى واحد فقط من الاِستثمارات بحسب ما تطرقنا له سابقًا من تصنيفات وتقسيمات. 

 

لذا لا بد من تطبيق فكرة تنويع المحفظة المالية الحديثة الخاصة باستثماراتك بأسلوب ذكي ومحكم بحيث يحتوي على استثمار عالي الخطورة واستثمار متوسط الخطورة وكذلك استثمَار منخفض الخطورة وذلك لتستطيع تحقيق استثمار مثالي من حيث العائد الاقتصادي وكمية المخاطر وتأثيرها. 

 

على سبيل المثال ولـ شرح أفضل للمحفظة المثالية المعنية، من خلال استثمارك للعديد من الأسهم إلى جانب شهادات الإيداع (certificates of deposit) في آنٍ واحد ستضمن عوائدًا اقتصادية أكبر إلى جانب تحقيق المستوى المتوسط أو المقبول نوعًا ما من المخاطر.

 

ما هو دور الحدود الفعالة في نظرية المحفظة الحديثة وتحليل الاستثمار؟
 

تطلب نظرية المحفظة الحديثة من المُستثمرين الوصول إلى الحد الفعال في الاِستثمارات داخل المحفظة، لذا أطلق على مَجموعة هذه الاِستثمارات اسم المجموعة الفعالة. 

 

وهي عبارة عن مَجموعة من المَحافظ التي تقدم إما أعلى عائد استثمار متوقع ومخاطر ضمن مستوى محدود، أو مُستوى أقل من المُخاطرة مع أداء أقل لعوائد الاقتصاد المالي للشركة. 

 

أما بالنسبة للمحافظ الأخرى والتي تقدم كفاءة أقل من المجموعات السابقة أي ما دون الحد الفعال فهيَ تسمى المجموعة دون المستوى الأمثل. 

 

أي أنه المرجو من المُستثمرين هو إنشاء محفظة استثمارية تضم إحدى الحدود الفعالة المذكورة حتى يتم تحقيق الهدف المنشود من نظرية المحفظة الحديثة. 


 

ختامًا 

 

لقد حاولنا إثراء معلوماتك بالملامح الرئيسية الأولى لنظرية المحفظة الحديثة، إلا أن الشرح عنها يطول، بل ويحتاج إلى إخصائيين في هذا المجال لإيصال الطرق العملية اللازمة لإنشاء محفظة استثمارية ناجحة وتخضع لمبادئ نظرية المحفظة الحديثة. 

 

كذلك هناك إحصاءات قياسية عديدة تهدف إلى مساعدة المُستثمرين في تكوين فكرة عامة عن مخاطر استثماراتهم، مثل مؤشر الانحراف المِعياري ومؤشر (alpha) ومؤشر (beta) ومؤشر (R Squared) ومؤشر (sharpe ratio)، لكن لا يسعنا ذكرها ضمن بضعة أسطر وبالطبع لن يسع ذهن القارئ استيعابها كذلك.

 

لذا إن كنت ترغب في تحقيق عوائد استثمارية عالية وتخطط لاستثمارات ناجحة فإننا نوجهك لحضور دورة تدريبية في إدارة الاستثمار في باريس