نُشِر في Aug 28, 2023 at 09:08 AM
يعد الحضور القيادي لقادة الشركات والمؤسسات أحد الأسباب الرئيسية للتميز وتحقيق النجاح، والوصول إلى مستويات عالية من التفوق على المنافسين، ومع ذلك لا يعرف الجميع مفهوم الحضور القيادي التنفيذي، أو أنًَّهم لا يدركون أهميته بالنسبة للشركات، فهو في الحقيقة أكثر من مجرد تواجد مدير للشركة ومديرين آخرين للأقسام المختلفة.
يشملُ الحضور القيادي أمور عديدة ومهم؛ مثل التَّأثير على الآخرين بصورةٍ إيجابيةٍ، وقيادتهم بنزاهة، وغيرها، في هذا المقال سنسلط الضوء على أهمية الحضور القيادي، والمهارات الضرورية لكي تمتلك حضور قيادي في أي مكان تحلُّ به.
يعد الحضور القيادي أمرًا ضروريًا للقادة في أي حالة وفي جميع القطاعات، وهذا ما يميز الأفراد الذين يرتقون إلى مناصب قيادية عليا عن أولئك الذين لا يفعلون ذلك.
إن وجودك في منصب تنفيذي يعني أنك لا تتمتع بالكفاءة للقيام بعملك فحسب، بل يعني أيضاً القدرة على التَّأثير على الآخرين، وإدارة التصورات، وإلهام الثقة، وتقديم رؤية ومشاركة يرغب الآخرون في سماعها واتباعها، ومنه يساهم الحضور القيادي ليس فقط في النجاح الشخصي، وإنما أيضا النجاح على مستوى المؤسسات والمنظمات.
وفقاً للعديد من الأبحاث والدراسات اليوم، فإنَّ الحضور القيادي يساهم بشكل كبير في تطوير التقدم الوظيفي للشخص، حيثُ أنَّ الكثير من القادة العالميين تشاركوا فكرة معينة، وهي أن الحضور القيادي ساعدهم كثيراً في الترقّي وصعود السلم الوظيفي لأكبر الشركات في العالم.
علاوة على ذلك، فإن الحضور القيادي يساهم كثيراً في إنجاح المفاوضات مع الأشخاص الآخرين، والعمل على خلق تأثير أكبر على المديرين وأصحاب المصالح في الشركات الأخرى.
نصلُ الآن إلى السؤال الأكثر أهميةً..
يشمل الحضور القيادي جمع عدد من المهاراتِ معاً، من بينها المهارات الشخصية، ومهارات التعامل مع الأفراد والشخصيات المختلفة، ولعلَّ أهمها ما يلي:
تدور مهارات الذكاء العاطفي حول إدراكك لعواطفك، وتنظيمها بشكل رئيس، والقدرة على التعاطف مع مشاعر الآخرين، إنه أمر بالغ الأهمية في قطاع القيادة الأصيلة وإدارة العلاقات بفعالية.
ولممارسة الذكاء العاطفي، يبنغي البدء بأن تصبح أكثر وعيًا بذاتك؛ فمثلاً ادرس كيفية إدراك مشاعرك عند حدوثها بشكلٍ أكبر، وافهم طريقة تأثيرها على أفكارك وأفعالك، يساعدك هذا على إدارة كافة عواطفك بفعالية أكبر، والاستجابة بشكلٍ إيجابي بدلاً من الرد في المواقف المختلفة.
تأكَّد من وضع نفسك مكان الطرف المقابل، وإظهار اهتمامك القيادي الحقيقي بعواطفه ووجهات نظره، دون التدخل في الشؤون الخاصة به، هذا يساعدك على كسب ثقته، كونك تعامله بصدقٍ واحترام.
اليوم، لكي يكون لديك التأثير القيادي الفريد، ينبغي أن تمتلك مهارة الحزم، هذا يعني أن تكون حازماً في التعبير عن أفكارك ومشاعرك بصراحة وصدق، مع احترام حقوق ومعتقدات الآخرين وعدم تجاوزها.
وفي هذا الإطار، كونك الشخص القيادي في فريقك، فهذا يعني أيضًا منع نسب الفضل في النجاح لنفسك فقط، بل لكامل الفريق، والدفاع عن كل عضو من أعضاء الفريق، وحماية مصالحهم، وتذكر دائماً أنَّ الحزم لا ينبغي أن يتحول إلى هيمنة وعدوان، بل هو الاحترام المتبادل.
قد يعتقد البعض أنَّ مهارة الحزم ليست بأهمية باقي المهارات، ولكن وفقاً لعدة دراسات حديثة فإنَّ مهارة الحزم أحد أبرز الأسباب التي يعاني منها المديرين في الشركات حالياً، وقد أصبحت هذه الشركات تولي هذه المهارة أهمية أكبر، وتوفر دورات تدريبية متخصصة مثل دورات تدريبية في القيادة في لندن بهدف إكساب الموظفين هذه المهارة، وغيرها من المهارات القيادية.
لكي يكون حضورك القيادي فعّالاً، لا بدَّ من إتقان مهارات الاتصال؛ ويشملُ ذلك مهارات المشاركة، التحدث، والاستماع، حيثُ يجب الحرص على شرح أفكارك ووجهة نظرك بشكلٍ واضحٍ وبإيجاز، ومحاولة إشراك الطرف الآخر عن طريق استخدام مصادر وتقنيات السرد القصصي العام، هذا يجعل البرنامج أو الرسالة التي تريد تقديمها أكثر إقناعاً وتذكُّراً.
على الجانب الآخر، يتطلب التواصل الفعال أيضًا مهارات الاستماع النشطة؛ لا تتوانَ في بذل جهودٍ مضاعفٍة لسماع ما يقوله الآخرون، وإظهار التعاطف والتفهم لهم، تأكَّد أنك من خلال تطوير مهارات الاستماع النشط لديك، يمكنك الدخول إلى عمق احتياجات فريقك ووجهات نظره وفهمها بشكل أفضل، وتعزيز المشاورات والثقة والحوار المفتوح.
تعد مهارات التواصل ثنائية الاتجاه أمراً مهماً جداً، وجزءاً أساسياً لحضور قياديٍّ استثنائيٍّ.
يعد التعلم والتحسين المستمر أمرًا بالغ الأهمية لحضور قيادي قوي، حيثُ أنَّ مراقبة وقياس كفاءة القيادة باستمرار، والبحث عن تعليقات الآخرين بانتظام، يمنحك نظرة ثاقبة حول نقاط قوتك، ونقاط ضعفك التي يجب عليك العمل لتحسينها، بمعنىً آخر يقدّم لك النقد البناء الذي تحتاجه لتنمية مهاراتك القيادية.
بالإضافة إلى ما سبق، يتضمن برنامج التحسين القيادي المستمر البقاء على اطلاع بأحدث اتجاهات الصناعة، وتعزيز معرفتك ومهاراتك فيها، وذلك بهدف إيجاد طرق فعّالة لخلق قيمة مضافة ضمن مؤسستك.
إن إظهار الكاريزما والثقة بالنفس لا يعني أبداً التفاخر بقدراتك أو إنجازاتك، بل هو أمر يتعلق بإيمانك القيادي الداخلي ومهاراتك وقدرتك على التعامل مع المواقف المختلفة، حيثُ يتم التعبير عن الثقة من خلال لغة جسدك، والطريقة التي تتحدث بها، وكيف ترى نفسك أمام الجمهور.
الشخص القيادي الواثق من نفسه لا يخشى المخاطرة المحسوبة أو اتخاذ القرارات، بشكل عام أو حتى عندما تصبح الأمور غير مؤكدة، ويعلم أنَّ حضوره القيادي وإظهار الثقة بالنفس تتمُّ من خلال أخذ زمام المبادرة، وامتلاك القرارات، ووضع المسؤولية على عاتقه، وليس على عاتق باقي أعضاء الفريق.
وختاماً، ينبغي التأكيد على أنَّ التمتع بحضور قيادي في شتّى مجالات الحياة، سواءً الإلكترونية أو الواقعية، يساعد كثيراً في مواجهة المشكلات الحياتية والتغلب عليها، كما أنَّه يساهم في في صعودك بسرعة أكبر على السلم الوظيفي، والوصول إلى مناصب وظيفية عليا في أفضل الشركات العالمية.