الاكتتاب العام الأولي (IPO): العملية والفوائد والمخاطر
نُشِر في Jul 26, 2023 at 03:07 PM
يعد الاكتتاب العام الأولي (IPO) بداية لفرصة كبيرة لجميع الشركات والأعمال التجارية لزيادة أموالهم وتعزيز فرصهم للنمو والتوسع العامّ، ففي فترة الاكتتاب تطرح الشَركات بورصة وتكسب من خلالها حزمة معينة من الأموال التي يمكن أن تحتاجها لمختلف الأغراض الخاصة، بينما يكسب المستثمرون فرص المشاركة وشراء الأسهم والاستثمار في الشركة.
فسواءً كنت تدير شركة تتطلع إلى الغوص في الاكتتاب العام أو مستثمر يبحث عن فهم أعمق لعملية الطرح العام الأولي لاكتتاب خاص، إليك في هذا المقال عملِية الطرح الأولي للاكتتاب العام وكيفية التسجيل فيها وما هي فوائدها وأهم المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها اليوم.
ما أهمية الاكتتاب العام الأولي في الأسواق المالية؟
يشير الاكتتاب العام الأولي إلى اختصار (IPO)، وهو يحدث عندما تعلن المؤسسات نيتها في بيع جزء من أسهمها للجمهور بهدف جمع مبالغ معينة من الأموال لأغراض مادية خاصة بها، على سبيل المثال عند حاجتها إلى تمويل أو لسداد الديون.
فهذه العملية تُمكّن المؤسسة من زيادة رأس المال لديها ومن ثم استخدامه في مصلحتها العامـة التي تمثل زيادة توسعها أو تحقيق نمو أكبر في السوق أو سداد الديون أو الاستثمار في خطط مالية أخرى.
أما بالنسبة للمستثمرين الأفراد أو المؤسسات التي تستثمر في تلك البورصة، فتُكمن مصالحهم في الحصول على أسهم وحصص جديدة بقيمة معينة والاستثمار في المؤسسة ومن ثم جني الأموال، خاصةً عند نجاح تلك المؤسسة على المدى الطويل وتحقيقها لاسم مميز أو ميزة تنافسية أمام الشريحة المُستهدفة وأرباح جيدة.
كيف تتم عملية الاكتتاب العام الأولي؟
عادة ما تبدأ الشَركات والمؤسسات ومتعهد التغطية في الطرح العام، البدء في عملِية الاكتتاب لطرح وإدراج أول عملية تداول لديهم، وذلك عن طريق الخطوات الرئيسية التالية:
1- تحديد الجهة المتعهدة للاكتتاب:
للقيام بعملية طرح عام أولي ناجحة، يجب على الهيئات المالية بصفتها مدير الاكتتاب والمستشار المالي ومدير سجل اكتتاب المؤسسة أولاً أن تكُون جاهزة لتعهد عمليات اكتتاب مختلفة وواسعة النطاق للشركات.
ومن ثم تبدأ المؤَسسات التجارية لأول مرة بعمليات البحث عن الهيئة الاستشارية المعنية والمناسبة لفرص الاِستثمار الأولى التي ستعرضها المؤسسة والتي ستتعهد مرحلة هذا الاكتتاب وتساعد في تحديد القيمة السوقية للشركة والسعر المحتمل الذي يجب طرح الأسهم به.
معظم تلك الجهات تكون بنك أو مؤسسة تجارية أو شركة مصرفية استثمارية مختصة في تقديم خدمات استثمارية مشابهة مثل الإعلان عن فرصة طرح الاكتتاب العام الأولي للمرة الأولى.
2- تقديم طلب للحصول على الموافقة الرسمية
بعد تحديد البنك الاستثماري الذي سيتعهد به هذا الاكتتاب الخاص، حان الوقت لتتقدم بطلب الحصول على الموافقة على هذا الطرح باسم المؤسسة إلى هيئَة تنظيمية رسمية مثل الهيئة العامة للأوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبطبيعة الحال، سوف تطلب الهيئة التنظيمية المزيد من التفاصيل حول الطرح مثل صياغة وثائق معينة وتقديم تحليلات محددة حول أسعار الاستثمار وغيرها من المعلومات لتستطيع عرض اكتتابتك إلى الجمهور العام بدقة.
ويمكنك من خلال دورات تدريبية في التمويل في دبي ضمن المراكز التدريبية المعتمدة، أن تتعلم كيفية صياغة الوثائق الرسمية لشركة عامة او خاصة بأفضل الطرق لتضمن قبولها وعرضها على مستوى عال والحصول على طلبات جيدة.
3- تحديد السعر:
تحديد السعر هي المرحلة الأكثر حساسية والتي تتطلب الكثير من التحليلات والنفاصيل المسبقة حول وضع الشركة والاقتصاد العام والأرباح ومعرفة المبلغ الذي تحتاجه الشركة لتمويل احتياجاتها المطلوبة.
فمن الضروري أن يتناسب السعر مع أهداف المؤسسة وإمكانية تحقيقها لغاياتها الآن ومستقبلاً، وأن تكُون العروض الترويجية واضحة أمام الأفراد والمُؤسسات المعنية بشكل دقيق.
كما من الضروري أن يكون السعر واقعيًا ويعكس وضع المؤسسة الحالي ونسبة نجاح العمل التجاري وأن يتم أخذ مدى تقدمه في عين الاعتبار وإظهار جميع تلك التفاصيل إلى الجمهور.
4- طرح الأسهم للبيع:
بمجرد حصول اكتتابك على الموافقة الرسمية والتفاصيل كافة يمكنك الآن أن تقوم بطرح الأسهم، وهو ما يعرف بـ "الطرح الأولي".
عادةً ما يتم طرح الأسهم على المستثمرين الكبار أولاً قبل أن يتم طرحها على الجمهور العام، وبمجرد بدء التداول العام سيتمكن الجمهور من شراء الأسهم من شركتك والاستثمار فيها بالكميات التي يختارونها.
ما هي فوائد الاكتتاب العام الأولي؟
لا شك أن للاكتتاب العام الأولي العديد من الفوائد المهمة والإيجابيات التي من الضروري للمؤسسات والمستثمرين أن يكونوا على دراية بها، ومنها:
- توفير رأس المال وامتلاك الشركات القدرة على النمو والتوسع.
- تعزيز الشفافية والثقة بين المستثمرين، كون الشركات ملزمة باتباع معايير الإفصاح الصارمة.
- يمكن للطرح العام الأولي أن يزيد من قِيمة الشركة ليستفيد المساهمون الأصليون.
- زيادة الوعي والمصداقية للعلامة التجارية
- احتمالية تغيير مسار نمو الشركة إلى الأفضل.
- تطور الشركة وتوفير الاستقرار المالي.
- المحافظة على تطبيق مختلف الممارسات المالية بشكل صحيح مثل مبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا.
- تمويل الشركة من نفقات وسداد ديون وإمكانية شراء آلات حديثة وتعيين موظفين جدد.
ما هي أبرز المخاطر المرتبطة بالاكتتاب العام الأولي؟
على الرغم من جميع الإيجابيات المذكورة أعلاه، إلا أن الاكتتاب العام الأولي يمكن أن يأتي ببعض المخاطر الأخرى، فإليك أهمها:
- الاكتتاب العام الأولي يمكن أن يكون عملِية مكلفة ومعقدة تتطلب الكثير من الوقت والموارد.
- وجود تعقيدات قانونية أو تنظيمية.
- التقلبات في سعر السهم والتقييم.
- الضغط على الشركات المدرجة بالأداء المالي وتحقيق الأرباح والنمو.
- هناك نسبة متوسطة تفشل فيها الاكتتابات المطروحة بسبب عدم تقييم الشركة بالشكل الصحيح.
- فشل الشركة بسبب الطلب الضعيف على الأسهم وعدم اهتمام الفئات المستهدفة بالأسهم التي يتم عرضها وإدراجها.
وفي الختام
لا شك أن الاكتتاب العام الأولي مطلب مُلح لأي شركة تسعى إلى الإدراج وزيادة أموالها من خلال إصدار طلَب الاكتتاب والخدمات الاستثمارية، لذا فهي خطوة هامة جدًا للإمداد وتحقيق قيمة أعلى في سوق الأعمال والحصول على عملاء جدد.
وعلى الرغم من وجود الفوائد والمخاطر المختلفة لهذه العملِية، إلا أنه لابد من الموازنة بينهما وخاصة في الاكتتاب العام الأولي لتحقيق رؤى الشركة وزيادة توسعها على المدى الطويل.
