نُشِر في Sep 22, 2022 at 10:09 AM
تعتبر إدارة التغيير التنظيمي عملية أساسية لمواكبة التطوير والتغيير داخل المنظمات، فكما أنه من الطبيعي وجود التغير والتطوير ﻓﻲ جميع جوانب الحياة، فإن عالم الشركات والمنظمات هو إحدى هذه الجوانب التي لا بدَّّ من إحداث تغيير فيه في بعض الأحيان.
لكن على الرغم من ذلك لا بدَّ من إدارة هذا التغيير بشكل يهدف إلى التطور داخل المنظمة، وإلا فقد يسبب حالة كارثية لجميع أجزاء وعناصر الشركة.
لذا من المهم إدارة التغيير التنظيمي في المنظمات بشكل فعال، بل واعتبارها أحد الأعمال الأساسية الإدارية التي تصب لصالح تطوير العمل وضمان استمرار النجاح.
تأسيسًا على ذلك اعتنينا ضمن هذا المقال في تزويدك بأهم المعلومات التي قد تلزمك إذا ما أردت إحداث تغييرًا تنظيميًا فعالًا في مؤسستك.
يعرف مفهوم التغيير التنظيمي بأنه كل عملية أو إجراء جديد يتعرض له أحد عناصر المنظمة الرئيسية، مثل الهيكل اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ، ﺃﻭ اﻟﺘﻐﻴﻴر الثقافي المؤسسي، أو الأسس والبنية التحتية، أو أكثر من ذلك.
يأتي هنا دور العملية الإداريّة، لأن عملية إدارة التغيير تهدف أيضًا إلى تثبيت سطوة هذا التحولَ التغييري والذي قد يتعرض إلى حملة مقاومة التغييرات، لذلك لا بدَّ من وضع خطة تنظيمية تضمن نجاح التحول الجديد ومن ثمَّ تنفيذها، ومتابعتها.
الجدير بالذكر أن الشركات الناجحة اليوم أصبحت تهدف لإعداد استراتيجيات وسياسات معينة تساعد ﻋﻠﻰ بناء الفاعلية في إدارة التغيير ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ، مستغلةً التغييرات التكنولوجية، وأحداث اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ الحالية حتى يكاد يكون التغيير جذري على كافة الأصعدة بالمؤسسة.
أيضا هناك عدة أسباب توجّه اهتمامات أو أهداف الشركات إلى ﺇﺩﺍﺭﺓ التغيير التنظيمي، من أهم تلك الأسباب ﻫﻭ تغير القيادة في الشركة، أو القيادة داخل قسم من أقسامها، وهذا يعني وجود استراتيجية قيادية جديدة، كما أن تحول هيكل الموظفين التنظيمي هو أحد أهم هذه الأسباب، بالإضافة إلى التغيير في نماذج العمل أو الأنماط.
إذ تعتبر مثلًا إدارة التغيير في الموارد البشرية CMHR إحدى أكثر الحالات شيوعًا، بسبب تغيير الموظفين الدائم والمتكرر، أو عملية دوران الموظفين، وهذا يستدعي وجود آلية معينة لإدارة التغيير في هذا الجانب.
تحدث التغييرات التنظيمية بهدف تنمية الشركات وتوجيه المنظمات للاستخدام الصحيح لعناصرها المختلفة، لذا فإن إدارة التغيير التنظيمي عنصر مهم في زيادة التنظيم والإنتاجية داخل الشركات وتحقيق نجاح ملموس.
من وجه آخر إن بعض خصائص إدارة التغيير التنظيمي تجعل الأفراد العاملين متمكنين من فهم التحول، ومن ثمّ تطبيقه بالصورة الفعالة والمثمرة في مختلف تطلعات المنظمات.
إذ غالبًا ما تبرز أهمية إدارة التغيير التنظيمي في امتلاك الشركات نماذج إدارة الموارد البشرية لا سيما أنها تساعدها على تطوير الموارد البشرية فيها بشكل مستمر.
لكن حري بنا التطرق إلى أن عدم دراسة أو إدارة مجالات التغيير التنظيمي في الشركة قبل تطبيقه قد يؤثر على أنظمتها سلبًا لأن في هذه الحالة ستكون جميع السبل والاتجاهات والتطبيقات مكلفة على الشركة من حيث الموارد والوقت، كما قد يؤثر على السلوك الوظيفي للعاملين ومهاراتهم المميزة بل وانخفاض معنوياتهم، وهذا ما سيهدد بفشل نظام الشركة وإخفاق محاولاتها في تحقيق الأهداف.
تنجح الشركات في مواجهة التغيير، وذلك عندما يندرج التغيير التنظيمي المطبق تحت خانة إدارة التغيير الاستراتيجي الناجح، كما ترتبط إدارة التغيير التنظيمي بتحقيق الأهداف بعيدة الأمد للشركات ارتباطًا وثيقًا لذا فهي المؤثر الأكبر في نجاح المنظمات.
فيما يلي، بعض النصائح لما يجب أن تفعله، وما لا يجب فعله عندما تنوي تطبيق إدارة التغيير التنظيمي على مؤسستك حتى تضمن تحقيق الهدف المرجو من التغيير.
ما يجب فعله
- اجعل العمل جماعي
إن المشروعَ الذي يشارك فيه الموظفون، ستلاحظ فيه ارتفاع الجودة نسبيًا في عملهم، ودعم العمليات الشاملة له. ويعتبر ذلك الجزء الأهم في دعم العمليات الإدارية وتطبيقها.
- اعتمد على التكنولوجيا
التكنولوجيا الآن هي الأداة المعاصرة لجميع البشرية، وفي كل مكان تساعد التكنولوجيا على توفير متطلبات التغيير، والإدارة الناجحة له.
- تعلَّم من أخطائك
الدراسة الشاملة للنتائج التي حصلت عليها، تفيدك في تشخيص مشاكلك، ففي إدارة التغيير والتطوير التنظيمي من المهم التعرف على مكان وجود الأخطاء التي وقعت بها سابقًا، حتى تحسّن من إدارتك في المستقبل.
ما لا يجب أن فعله
- أن تبدأ بعد التأخير طويلًا
عندما يتضمن المشروع عددًا من المراحل، من المهم ألا تبدأ من الأول عندما تبدأ متأخرًا، هذه إحدى الاستراتيجيات ﻹدارة التغيير التنظيمي الصحيحة. رغم أنك لن تحصل على النتائج المرضية تمامًا كما لو بدأت بالوقت الصحيح، ولكن تبقى القاعدة أنه من الأفضل أن تبني الجديد بدلًا من إصلاح القديم.
- ألا تأخذ التغيير على محمل الجد
مصطلح إدارة التغيير التنظيمي واسع جدًا ويوصف بأنه سلاح ذو حدين لذا يجب على من يمتلك صفات القادة الناجحين في العمل معرفة ما يحمله هذا الدور من مسؤولية كبيرة، ويعرف الحجم الذي يحمله التغيير.
- أن تكون متسرّعًا
سيتم تحميل نتائج أي تسرع عليك كقائد، فدائمًا ما يكون أثر التسرع سلبي جدًا، وخصيصًا عندما يتعلق الأمر بإدارة التغيير التنظيمي فهنا لا يُحتمل وجود أي خطأ نظرًا لكون بعض الأخطاء فيه كارثية.
ختامًا، إن التطوير والتغيير التنظيمي أمرٌ محتوم في أي مؤسسة أو شركة تسعى للتطور والنجاح بل وخوض السوق التنافسية، فلا بدّ أن تكون إدارة التغيير التنظيمي مدروسة وصحيحة، حتى يكون هذا التغير مُطورًا لا عكس ذلك.