نُشِر في Oct 13, 2023 at 01:10 PM
تسعى معظم الشركات لاستخدام خدمات الاستشارات الإدارية من أجل سد بعض الفجوات في سير عمل الشركة وتحسين أدائها، بدلًا من أن تتكبد عناء تعيين موظفين جدد أو تدريب موظفين قديمين لأداء تلك المهام.
مجال الاستشارات الإدارية متشعب وضخم، نقدم في الدليل التالي تعريف بهذا المجال التنظيمي ودوره في تطوير المؤسسات، وكيف تختار شركة الاستشارات (Consulting Firm) المناسبة لاحتياجات عملك.
تُعرف الاستشارات الإدارية بأنها مهنة أو صناعة تحليلية متخصصة يعمل فيها المستشارون على مساعدة المدراء التنفيذيين وأصحاب الشركات والمؤسسات التجارية لتحسين أعمالها وزيادة إنتاجيتها، وذلك من خلال التخطيط وتقديم المشورة وتحديد التحديات التي تعترض عملهم وابتكار الحلول اللازمة وتنفيذها.
غالبًا ما يتعامل المستشار الإداري مع مشاريع وتحديات معقدة في مختلف أنواع القطاعات والصناعات الكبيرة والصغيرة، في حين ينقسم نطاق عمله بشكل عام إلى الفئات الثلاث الرئيسية التالية:
في معظم الأحيان يختص المستشارون الإداريون في جانب واحد فقط من جوانب الاستشارات الإدارية، كما يمكن أن يختصوا بأكثر من جانب.
من تلك الجوانب: العمليات وإدارة المخاطر وإعادة التنظيم وعمليات الدمج ومجالات أخرى، من خلال خبرة المستشار في تلك المجالات يمكنه تقديم النصائح والتخطيط ووضع المقترحات وإعداد الاستراتيجية المناسبة للتحسين والتي تلائم متطلبات أي شركة.
يتميز المستشارون الإداريون بكونهم موضوعيين وغير متحيزين لأي جهة، تلك الخاصية تجعلهم قادرين على التميز وتساعدهم في وضع خطط حيوية وضرورية وتقديم مجموعة حلول ورؤى متميزة لحل المشكلات التي لا يستطيع المدير التنفيذي وأعضاء مجلس الإدارة حلها بالرغم أنّهم أقرب إليها في الواقع، عن طريق البحث والتحليل المكثف.
من الأمور التي يعمل عليها المستشار الإداري إدارة المشاريع، فهو يحدد الخطط اللازمة للعمل بما فيها من مخرجات وجداول زمنية، ومن ثمّ يتابع سير عمل تلك الخطط للوصول إلى التغيير الذي يبحث عنه العميل، يحاول المستشار إزالة أي عوائق إدارية وغير إدارية تعرقل سير العمل وتنفيذ الخطط، وهنا يبرز دورهم الهام في تحقيق تغيرات صعبة ومعقدة للشركات.
يعمل المختص في الخدمات والاستشارات الإدارية وفق استراتيجية ثابتة لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها العملاء، وفق الآتي:
من الشروط الأساسية لنجاح أي مشروع استشاري الفهم الصحيح لمتطلبات العميل، لذا يقضي المستشار وقتًا كافيًا مع فريق عمل العميل لتحديد وفهم الهدف المطلوب جيدًا.
بالإضافة إلى مناقشة كافة الموارد والاحتياجات التي يحتاجها المستشار لتقديم الاستشارات الإدارية، بما في ذلك إمكانية الوصول إلى البيانات الإدارية والمالية للمؤسسة وإجراء المقابلات الشخصية مع الموظفين الرئيسيين، ليبدأوا بوضع وتطوير فرضيات واقتراحات مبدئية للحلول المتاحة.
ينتقل بعدها المستشار إلى مرحلة جمع البيانات اللازمة لدعم فرضياته، قد تشمل هذه المرحلة الاطلاع على الجداول المالية للشركة وتقارير الأبحاث وإجراء مقابلات مع الموظفين وغيرها.
وهذا يعني التعامل مع كميات ضخمة من الملفات التي تحتوي على الكثير من الجداول وقواعد البيانات والتي تتطلب تحليل وهيكلة وفهم دقيق.
بعد أن أصبحت البيانات في متناول يد المستشار يمكنه الآن التركيز للوصول إلى الحلول الصحيحة التي يتقاضى أجره من أجلها، يبدأ المستشار في تنظيم تلك البيانات في جداول على Excel ومن ثمّ يتم استخراج البيانات الهامة منها على شكل مخططات ورسوم بيانية باستخدام العروض التقديمية على PowerPoint.
تساعد تلك الخطوة في الوصول إلى الحلول التنظيمية الممكنة للمشكلة، الأمر الذي قد ينقل المشكلة في أكثر من اتجاه غير متوقع، يتناقش الفريق الاستشاري كثيرًا فيما بينهم حول التفسير الصحيح للبيانات المجمعة.
خلال مرحلة تنفيذ الاستشارات الإدارية يُجري الفريق الاستشاري أكثر من اجتماع مع العميل، لا ينبغي أن تكون جميع تلك الاجتماعات على مستوى المدراء التنفيذيين والأشخاص رفيعي المستوى في الشركة، بل يجب مقابلة جميع المستويات الوظيفية المسؤولة عن التنسيق مع الفريق الاستشاري، بما في ذلك نواب المدير والمدراء الأقل رتبة.
تعتبر تلك الاجتماعات هامة حيث يُبقي المستشارون فيها الإدارة على اطلاع مستمر بعملهم لتقديم أي ملاحظات أو توجيهات على أداء العمل ولتلافي وجود أي مفاجآت كبيرة للعميل عند التسليم النهائي.
بعد ساعات طويلة من دراسة النتائج والتحقق من أنّ جميع التفاصيل مثالية، تبدأ مرحلة تقييم الخطط وإنشاء المخرجات على شكل تقارير وعروض تقديمية، يحب أن تكون تلك العروض بسيطة وسهلة الفهم لكن بالمقابل قوية وثاقبة وتلائم سياسات عمل الشركة .
تُفحص تلك العروض باستمرار ودقة من قبل كبار الأعضاء ضمن الفريق الاستشاري ومن الأعضاء المبتدئين ضمن فريق العميل من خلال مراجعات دائمة لها ليصبح العرض النهائي جاهزًا للتسليم إلى الإدارة العليا للشركة العميلة.
أن يصبح الشخص مستشارًا إداريًا يعتمد ذلك على التدريب والخبرة والتطوير، لكن لبعض المهارات الأخرى دورها في أن تجعله يبدو أكثر احترافية عند تقديم الاستشارة.
مهارة التحليل هي في المقام الأول لدى المستشارين الإداريين، نظرًا لأنّ معظم أعمالهم تعتمد على البيانات، لكن للمهارات الشخصية أهميتها أيضًا في هذه الصناعة والتي تحتاج تفاعلات مكثفة ويومية مع العملاء.
على اعتبار أن مهمة الاستشاري حل المشاكل الصعبة والمعقدة بالاشتراك مع أصحاب الأعمال، لذا فإنّ مهارات التواصل والتعامل مع الآخرين أمر بالغ الأهمية.
تعتمد مهنة الاستشاري على استفزاز الآخرين لبذل قصارى جهدهم في العمل ورفع مستوى الإنتاجية، القيام بتلك المهمة صعب دون المهارات الشخصية وغالبًا ستكون التجربة خالية من المتعة لكل من المستشارين والعملاء على حد سواء.
الثقة بالنفس هي واحدة من المهارات الحيوية التي ينبغي أن يتمتع بها المستشار فيما إذا وجهت بطريقة صحيحة بعيدًا عن الغرور، المستشار الضعيف الثقة بالنفس لن يكون خيار العميل بالتأكيد.
مثلها مثل أي مهنة للاستشارات الإدارية إيجابيات وسلبيات متعددة، فيما يخص الاستشاريين المحترفين هم بمثابة العقل المحفز والنشط في اتخاذ القرارات الهامة التي تحدد مسار عمل الشركة.
على المستوى الشخصي، تساعد وظيفة المستشار الإداري في تحسين وتسريع مسار الحياة المهنية للأشخاص العاملين فيها من خلال التعرف والعمل مع كبار الشخصيات والقادة في وقت مبكر من حياتهم المهنية، إذ يتعلم المستشار خلال وقت قصير ما يسعى إلى تعلمه الناس الآخرين العاملين في قطاعات صناعية وتجارية خلال عدة سنوات.
يفتح العمل في وظيفة مستشار إداري الكثير من الأبواب الوظيفية المتخصصة أمام هؤلاء الأشخاص، لكن بالرغم من كل فرص التطوير والتدريب والتعلم العظيمة إلا أنّ مهنة الاستشارات الإدارية تحتاج للكثير من الوقت للسفر وساعات طويلة للعمل، قد لا يستطيع الجميع الموازنة بين حياتهم المهنية والشخصية.
ولسوء الحظ، المتعة والتحفيز قد يكونان معدومان عند العمل في بعض المشاريع، فليست جميع المشروعات محفزة ومثيرة للعمل فيها كمستشار.
في الختام،
بالرغم من جميع العناصر المميزة في عالم الاستشارات الإدارية المثير والمتسارع الخطى، إلا أنّه يجب فهم الجهد الكبير الذي تبذله شركات الإستشارات في أداء عملها وتكريس كامل وقتها لهذه المهنة وخدمة عملائها، وضمان نجاح هؤلاء يرتبط باستعدادهم الدائم لأي جديد.