نُشِر في Mar 23, 2024 at 02:03 PM
بالطبع سمعت عن مهارة حل المشاكل، تعتمد الكثير من المناصب الوظيفية شرط التمتع بهذه المهارة للتوظيف لديها، لضمان قدرة موظفيها على التعامل مع أصعب وأعقد المواقف المتوقعة وغير المتوقعة والخروج منها بأقل خسائر وأفضل نتيجة.
من الممكن أن تساعد تنمية هذه المهارة في الاستفادة منها لتقوية أداءك العملي وتحقيق الإبداع والنجاح وإطلاق العنان لإمكانياتك المهنية، لذا تابع معنا في السطور التالية للاطلاع على تفاصيل أكثر.
يُعرف فن حل المشاكل بأنّه مهارة شخصية تميز من يمتلكها عن أقرانه، فهو حسب التعريف عملية دراسة وتحديد أي مشكلة تعترض سياق العمل، مهما كانت صغيرة، وتحديد السبب أو الأسباب الجذرية لها وأولويات تلك الأسباب ومن ثم العمل على إيجاد الحلول الممكنة لها والبدء بتنفيذ الحل الأفضل من بينها.
بالرغم من أنّ هذه المهارة عادةً ما تُصنف على أنها فردية ومنفصلة إلا أنّ لبعض المهارات الأخرى دور مساهم في تعزيز هذه القدرة، بما في ذلك التحليل والبحث والتفكير الإبداعي والتواصل والاستماع الفعال واتخاذ القرار الجماعي وغيرها.
لا توجد منهجية عامة أو إطار عمل واحد مناسب لجميع الشركات والمؤسسات بل تختلف المنهجيات من شركة لأخرى بما يتلاءم مع الأهداف الخاصة بها، القصيرة والطويلة الأجل منها، أحد أبرز الأمثلة عن أطر العمل الخاصة بحل المشاكل هو الإطار (Six Sigma) الذي طور من قبل موتورولا والذي يعمل على ضرورة التخلص من الأخطاء وتحسين تجارب العميل لتحسين النتائج، حيث تُحدد المشاكل من منظور رضا العملاء وتحسين عمليات تسليم المنتجات.
يتطلب تطبيق مهارة حلّ المشكلات قائمة من الخطوات الدقيقة للوصول إلى نتيجة مثلى، وفق الآتي:
من المؤكد أنّ الخطوة الأولى في هذه الاستراتيجية هي استكشاف المشاكل لمعرفة كيفية توجيه البحث عن الأسباب والحل في المسار الصحيح، يمكن ذلك عن طريق سؤال عدد من الأسئلة ذات الصلة، مثل:
- ما هي المشكلة وما هو نوعها؟
- هل تتفرع إلى مجموعات فرعية من القضايا؟
- من هم المسؤولون عن تحديد أسبابها؟
مثل هذه الأسئلة تجعل عملية تحديد المشاكل دقيقة جدًا، وهو ما نحتاجه في هذه المرحلة لأنّ الدقة هي مفتاح الوصول.
سجل كل ما خرجت به من معلومات وأي ملاحظات، يساعد ذلك في مراجعة البيانات في حال ظهور أي عوامل تشتيت أو ملاحظات في المراحل اللاحقة، كذلك تأطير المشكلة يساعد في إيجاد الحلّ.
تتمثل الخطوة الثانية في جمع البيانات والتخطيط للبدء بعملية العصف الذهني للحلول والأفكار، فهي خطوة رئيسية في خطة حل المشاكل، يجب البحث عن أي أسباب محتملة للمشكلة بكل دقة، إذ تفيد البيانات المُجمعة في تعيين جوهر القضايا ونطاقها، يفيد ذلك في تضييق نطاق العصف الذهني والمساعدة فيما بعد بتقييم النتائج.
ضع في حسبانك أنّه يجب تجاهل أي بيانات غير ضرورية لتجنب الوقوع في دوامة المعلومات والحقائق الخاطئة، تساعد بعض الأسئلة في تصحيح أفكارك والتخطيط بشكل أفضل، مثل:
- من هم الأطراف المعنية التي سيكون لها قرار الحل في نهاية المطاف؟
- من يجب سماع أفكاره وصوته في مرحلة العصف الذهني؟
- حدد ما هي الموارد المطلوبة لتنفيذ الحل وهل تتوفر؟
بعد ذلك، يجب وضع جدول زمني وخطة واضحة لتنفيذ المراحل الثلاث اللاحقة أدناه.
هذه الخطوة هي أساس العملية، هنا يجب تحفيز عقلك لتوليد أهم الأفكار والحلول الإبداعية بعد التفكير مليًا بالأسباب التي جمعت في المرحلة السابقة، يجب الأخذ بعين الاعتبار أي حل متاح من شأنه معالجة بيانات المشكلة بشكل مباشر أو غير مباشر.
غالبًا ما يكون الحل مجموعة من الإجراءات المتتالية وليس خطوة واحدة وحسب، خلال التفكير يجب ترتيب الحلول والأفكار التي تم الوصول إليها حسب الإمكانيات والأولوية وتضمين أي عوامل ذات صلة بها، بما في ذلك تكاليف العمليات والأشخاص الآخرين المعنيين وخطوات التنفيذ.
اختيار الحل هو الشيء الأكثر أهميةً، لأنّه كما هو معروف القول أسهل من الفعل، لذا من الضروري مراعاة المعايير والعوامل الموضوعة سابقًا عند اتخاذ القرارات، انظر في جميع الحلول الموجودة واختر الحل المناسب.
بعد اختيار الحل، لم يتبقى شيء سوى التطبيق، يجب أن يكون التنفيذ دقيق بعيدًا عن الإهمال والتسرع لضمان السير على الطريق الصحيح بعيدًا عن أي أخطاء، وإلا سيعود بنا الأمر إلى المرحلة الأولى.
الأمر الأكثر أهميةً هنا هو القياس والتقييم، تأكد بأن تتم العملية بأمانة بعيدًا عن أي تحيز قدر الإمكان، من خلال سؤال نفسك إن كان الحل الذي اخترته قد حقق النتائج التي كنت تأمل بها وماذا كان ليحدث في حال حدوث المشكلة في المرة القادمة أو تجربة حل مختلف؟
سواء كنت تبحث عن وظيفة جديدة أو تعمل على تعزيز مهاراتك الشخصية، فإنّ وجود مهارة قوية لحل المشاكل يعزز من فرص التقدم والتميز لديك، تتعدد الأساليب والطرق التي يمكن الاستعانة بها لتحسين ذلك، مثل:
ختامًا،
تسليط الضوء على مهارتك القوية في حل المشاكل في سيرتك الذاتية أمر أساسي وضروري للغاية، لأن معظم أصحاب الشركات والأعمال يرغبون بتوظيف الإنسان القادر على القيام بالمهام والأعمال بشكل مستقل وحل المشاكل أو التغلب على التحديات التي تعترضه بنفسه دون الحاجة لأن يستعين بأشخاص آخرين.