اتخاذ القرار الجماعي: قوة المجموعة في حل المشكلات


null

نُشِر في Jan 05, 2024 at 01:01 PM


اتخاذ القرار الجماعي أو صنع القرار التعاوني مهما اختلف التعبير يبقى أكثر سبل اتخاذ القرارات نجاحًا في العالم، لكن ما هو اتخاذ القرار الجماعي وكيف يتم هذا ما سيتم التعرف عليه ﻓﻲ المقالة التالية، تابع معنا.

ما هو اتخاذ القرار الجماعي (collaborative decision making) ؟

يُعرف مصطلح اتخاذ القرار الجماعي على أنه نتيجة اجتماع واتفاق مجموعة من الأفراد المسؤولين عن اتخاذ القرار على رأي واحد واعتماده في القيادة أو الإدارة، يتم اختيار ذلك الرأي من بين مجموعة صغيرة تضم بعض الآراء.

 

قد يبدو الأمر بالنسبة للكثير من الناس مضيعة للوقت، بينما هو في الحقيقة يعتبر صمام أمان بالنسبة للكثير ﻣﻦ مخاطر صنع القرار، مثل الوقوع بالخطأ والتجارب والتحيز المعرفي وغيرها، علاوةً على ذلك يعزز من العمل الجماعي ويشجع على تبادل الأفكار وحل المشكلات بطرق إبداعية قائمة على أساس تعاوني.

 

تهدف القرارات الجماعية إلى جمع جميع المدخلات من كافة أصحاب المصلحة وتحديد الخيار الأفضل من بينها من وجهة نظر موضوعية، عادةً ما تختلف القرارات الجماعية عن القرارات الفردية ولا يوجد أي دليل ثابت بأنّ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ أفضل أو أسوأ باستمرار من اﻟﻘﺮار الفردي.

 

لا سيما أن القرارات الجماعية ترتبط عادةً بعدد من العوامل، مثل سلوك المجموعة والتفاعل بين الأعضاء وطريقة توزيع الأدوار والعوامل النفسية التي قد تؤثر على سلوك الأعضاء.

 

بالنسبة للقرارات المتعلقة بالإجراءات والسياسات الاقتصادية وتقييمات بدائل التنمية المستدامة عادةً ما تكون بحاجة إلى تفكير تعاوني لاتخاذها، وذلك يعود إلى التعقيد والعوامل العديدة المؤثرة عليها والمصالح المعنية، لذا تعتبر مهارات صنع القرار الجماعي من المهارات الهامة التي يجب أن يتعلمها المديرون وصناع السياسات والخبراء الذين يشاركون في تقييم بدائل الأعمال.

كيف يتم اتخاذ القرار الجماعي الأمثل؟

الوصول إلى قرار جماعي مناسب يكون باتباع استراتيجية صحيحة، يتم الأمر وفق الآتي:

- اختيار القائد:

أي مبادرة عمل كانت لا تمتلك قائد أو ميسّر ملتزم سيؤول مصيرها إلى الفشل بالتأكيد وعدم تحقيق أي من أهدافها وغاياتها، كذلك الأمر عند اتخاذ قرارات جماعية، لذا يجب تحديد قائد مناسب بحيث يكون قادر على التعامل مع الأمور التالية:

  • كسب تأييد أصحاب المصلحة الرئيسيين والتزامهم.
  • تحديد تعريفات للفشل والنجاح في المبادرة.
  • مواءمة المبادرة مع الأهداف الأخرى للشركة أو المؤسسة.
  • تعزيز العمل اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ طيلة العملية.
  • التركيز على المشكلة المطروحة من قبل فريق العمل بأكمله.


- تحديد المشكلة ونطاق العمل:

يجب وضع تعريفات واضحة للمشاكل المطلوب حلها من قبل المدير وإلا سيفقد الفريق التركيز على الهدف وينحرف عن المسار، لأن ذلك سينعكس على الفريق بالارتباك والإحباط.

 

الخطوة الأولى في فهم المشكلة تتمثل بفهم الإدارة للأشياء الغير قابلة للتفاوض والتغيير ضمن خطة سير العمل، حيث لا يمكن انتهاك أي لوائح عامة أو تغييرها. 

 

بعد ذلك ينبغي تحديد كل ما هو مجهول حول المشكلة ومحاولة تتبع جميع المعلومات التي لم تكتشف بعد في محاولة للوصول إلى حلول مقترحة، مع ملاحظة أي أحداث مستقبلية من شأنها التأثير على الإدارة، قد يكون ذلك خارج نطاق المشكلة الأساسية إلا أنّه مهم بالنسبة للتكرارات المستقبلية لعملية صنع القرار. 

اتخاذ القرار الجماعي: قوة المجموعة في حل المشكلات

- بناء نموذج نجاح والبحث عن حلول بديلة:

بعد تحديد المشكلة يجب على فريق صنع القرار البدء بالبحث عن حل ملائم بدلًا من التفكير والتركيز ﻋﻠﻰ الآثار السلبية لها، التفكير السلبي والتشاؤم لا يفيد بشيء بل يجر الجميع إلى الهاوية، لذا يجب التركيز على الجميع أن يساهم في إيجاد الحل.

 

يجب مشاركة الآراء والاستماع للآراء ووجهات النظر الفردية لكل عضو من أعضاء الفريق لاكتشاف جميع الأفكار التي من شأنها حل المشكلة، كما يجب مناقشة كل حل موضوع من حيث ملاءمته لقيم الشركة وأهدافها والتأثير النقدي له، يساعد الأمر في تضييق رقعة الحلول المقدمة وتسهيل عملية الاختيار النهائية.

 

- جمع البيانات:

في هذه المرحلة يجب البدء بجمع البيانات التي تدعم الحلول المقدمة، أحد أهم الأخطاء المرتكبة في هذه المرحلة هو جمع أي بيانات سواء أكانت متعلقة بشكل مباشر أو غير مباشر بالمشكلة المطروحة، لكن ذلك خطأ كبير من شأنه أن يؤدي إلى عرقلة سير العمل لا سيما أنه سيعيق تقدم الفريق ويبعده عن المشكلة الأساسية.

 

بعد الانتهاء من جمع البيانات الضرورية يجب على الفريق استعمال تحليل البيانات لاتخاذ القرارات وإجراء موازنة بين قيمة تلك البيانات وقدرتها على دعم نماذج النجاح الموضوعة في الخطوة السابقة لتضمين فقط ما يلزم منها للمساعدة في اتخاذ القرار الجماعي النهائي.

 

- التفكير في الحلول البديلة والاختيار:

عندما يصبح الفريق جاهزًا لاختيار الحل الأمثل للمشكلة يمكن للقائد مساعدتهم في تنظيم أفكارهم الفردية حول كل مقترح من مقترحاتهم، كما يمكن استخدام بعض الأدوات المساعدة في ﺍﺗﺨﺎﺫ القرارات مثل مصفوفة القرار.

 

من الطبيعي جدًا عدم إجماع الفريق على مقترح واحد من البداية، في مثل هذه الحالات يُنصح باستخدام التحليلات للمقترحات من حيث العائدات والكلفة، يساعد ذلك في اﺗﺨﺎذ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ الأمثل والمناسب لأهداف وغايات العمل.

 

- رسم خطة تنفيذ للحل المُختار:

اختيار الحل ليس نهاية الطريق، ﻋﻤﻠﻴﺔ التنفيذ الخاطئة تلغي جميع ما سبق وتُبقي المشكلة دون حل، التنفيذ الفعال للخطة يكون من خلال الأخذ بعين الاعتبار كل من الهدف من الحل وبعض العوامل الأخرى، كما يجب أن تضع الخطة خطوات قابلة للتنفيذ بحيث يوضع الحل موضع التنفيذ.

 

التحديات والعوائق غير المتوقعة أمر شائع ومتوقع أثناء مرحلة التنفيذ لذا لا يجب أن تشعر المجموعات بالإحباط أو القلق عند مواجهتها، بل يجب معالجة أي مشاكل محتملة بواسطة نفس النهج التعاوني الذي اتبعه الفريق للوصول لهذه المرحلة.

 

ختامًا،
الأسلوب الجماعي في اتخاذ القرار ﻫﻭ الطريق الأقصر لحل المشاكل وتعزيز ثقافة العمل الجماعي، إن كنت تبحث عن المزيد من الأفكار في صنع القرار إليك تدريب صنع القرار أونلاين.