تحليل دورة حياة المنتج: كيف تتغير استراتيجيات التسويق في كل مرحلة؟


معاهد دبي للتدريب

نُشِر في Nov 17, 2024 at 09:11 PM


يشير مفهوم دورة حياة المنتج (product life cycle) إلى أحد أهم المفاهيم التسويقية التي يتوجب فهمها جيدًا لضمان تحقيق النمو والتميز في أسواق اليوم شديدة التنافس، خاصة في السعودية التي يشهد سوقها تطورًا سريعًا يتطلب مواكبة السوق لحظة بلحظة للبقاء بالصدارة، حيث يمر أي منتج جديد أو سلعة جديدة عبر عدة مراحل قبل طرحه في الأسواق وحتى انتهاء حياته،  وتتطلب كل مرحلة استراتيجيات تسويقية متباينة لضمان استدامة الربحية ورضا العملاء.

     

تستعرض هذه المقالة مقدمة حول هذا المفهوم الجوهري وتعريف كل مرحلة من المراحل ونناقش أفضل استراتيجيات التعامل مع كل مرحلة والتحديات التي تعترضها في سوق العمل السعودي، تابع معنا.

 

ماذا يُقصد بدورة حياة المنتج (product life cycle)؟          

يمكن تعريف إدارة دورة حياة المنتج على أنّها إطار عمل مكون من خمس مراحل يساعد الشركات على مواكبة متطلبات السوق وتلبية متطلبات العملاء، فهي منهجية شاملة تشمل جميع مراحل تطوير المنتج بدءًا من الفكرة الأولى للمنتج قبل إطلاقه وطرحه لأول مرة وصولاً إلى سحبه والتخلص منه، تساهم هذه الإدارة في تحسين كل مرحلة من مراحل حياة المنتج.

     

تجمع إدارة دورة حياة المنتج كافة فرق العمل بما في ذلك فرق التصميم والتطوير والإنتاج والتسويق في نهج استراتيجي موحد للوصول إلى هدف موحد، يتيح هذا التكامل للشركات اتخاذ قرارات أكثر دقة وفاعلية، مما يعزز من سرعة طرح المنتجات الجديدة ويخفض التكاليف التشغيلية للمنتجات بشكل ملحوظ.

     

إضافةً إلى ذلك، تساهم إدارة دورة حياة المنتج في إدارة الموارد بفعالية ومواجهة التحديات الهندسية المتزايدة المرتبطة بتطوير المنتجات الحديثة، مما يعزز من قدرة الشركة على تقديم حلول مبتكرة تلبي متطلبات العملاء وتضمن رضاهم.

     

يعود ظهور مصطلح دورة حياة المنتج (PLM) إلى ثلاثينيات القرن العشرين، تحديدًا في العام 1957، عندما عملت شركة Booz Allen Hamilton على وضع نموذج من خمس مراحل لدورة حياة منتجاتها بهدف تحسين منتجاتها من البداية إلى توقفها عن العمل، تطورت من بعدها  الأدوات والأساليب مع مرور الوقت، لكن مع بقاء الهدف الأساسي لهذا النظام كما هو، وهو تسريع عملية تطوير المنتجات وتعزيز القدرة التنافسية للشركات.


ما هي مراحل دورة حياة المنتج وما تفاصيلها؟     

تمر إدارة دورة حياة المنتج (PLM) عادةً بخمس مراحل رئيسية  لكل منها خصائصها وتحدياتها الفريدة التي تتطلب استراتيجيات مصممة بعناية لزيادة فرص التميز والنجاح، فيما يلي شرح لكل مرحلة وأفضل الاستراتيجيات لتحسين أدائها، تنقسم مكونات دورة الحياة إلى ما يلي:

     

مرحلة التطوير:     

تُعد هذه المرحلة مرحلة التأسيس والتصميم، بداية يتم تصميم وتطوير الأفكار الأولية للمنتج واختبارها، ثمّ يقوم فريق العمل بدراسة المنتج من كافة الجوانب قبل طرحه وتقديمه للعملاء وتقييم مدى قبوله من قبلهم، تكون تكلفة البحث والدراسة فيها مرتفعة ويكون مستوى المخاطرة عالٍ، إلا أنّ النتائج المختلفة التي يتم استخلاصها منها تعتبر ضرورية جدًا في تحديد ملامح المنتج النهائي.

     

يمكن لبعض الممارسات والاستراتيجيات المساعدة في مرحلة التطوير، مثل تجربة رسائل دعائية متنوعة مع العملاء حول المنتج الأولي لمعرفة الأفضل من بينها، أو تجربة مجموعة نماذج إعلان على فئة معينة ومتنوعة منهم للتأكد من مطابقة المنتج أو الخدمة لاحتياجاتهم، أو إجراء استطلاعات رأي من أجل فهم متطلبات العملاء وتفضيلاتهم بدقة.     


مرحلة التقديم:     

في هذه المرحلة يتحول الكلام النظري إلى عمل واقعي، حيث تنطلق عمليات الإنتاج لإنتاج وإطلاق المنتج فعليًا، يهدف فريق العمل في هذه المرحلة إلى بناء الوعي لدى المستهلكين بالمنتج النهائي وزيادة الاهتمام به، تساعد حملات الترويج المكثفة هنا في جذب العملاء الأوائل وإثارة اهتمامهم بالمنتج.

     

تستخدم بعض الممارسات والاستراتيجيات في دعم مرحلة التقديم، مثل تنويع الحملات على عدة قنوات بهدف الوصول إلى أكبر عدد من العملاء، وإشراك العملاء وتشجيع على التفاعل مع المنتج ومشاركة تجربتهم مع الآخرين، وتحسين حملات التسويق بالاعتماد على البيانات الفعلية.

تحليل دورة حياة المنتج: كيف تتغير استراتيجيات التسويق في كل مرحلة؟

     

مرحلة النمو:     

تبدأ شركات التصنيع في هذه المرحلة بجني الأرباح بعد أن تعرف العملاء على المنتج وبدؤوا باتخاذ قرار الشراء وتفضيله من بين منتجات أخرى، تزداد المنافسة خلال هذه المرحلة، والذي يفرض على الشركة تحسين صورة علامتها التجارية وتقديم ميزات إضافية لضمان استمرار النمو.

     

يمكن الاستفادة من ملاحظات العملاء لتحسين وتطوير أي تفصيل في المنتج ليتلاءم أكثر مع متطلباتهم، كذلك توسيع استراتيجيات تسويق المنتج واللجوء إلى قنوات توزيع جديدة أو تتبع المنافسين لمواكبة التغيرات والاستفادة من أي فرصة نمو جديدة في دعم النمو.

     

مرحلة النضج:     

مع الزمن تصل مبيعات المنتج إلى ذروتها ويستقر الطلب على المنتج، هنا يصل المنتج إلى النضوج، مما يدفع الشركة المصنعة إلى تكثيف جهودها للحفاظ على نجاح المنتج والعمل على تطويره لضمان استقرار حصتها، تتطلب هذه المرحلة تحديد استراتيجيات مبتكرة للحفاظ على اهتمام العملاء مثل خفض التكاليف غير الضرورية للمحافظة على الربح والاستمرار بدراسة السوق والبحث عن كل فرصة من شأنها المساهمة في تحسين المنتج أو توسيع قاعدة العملاء وتحقيق بيع أكبر.

     

مرحلة الانحدار:     

يواجه المنتج منافسة قوية أو تتراجع الطلبات عليه بالتالي يبدأ بالانحدار، حيث تتراجع المبيعات نتيجة دخول تطورات ومتغيرات جديدة على السوق، الأمر الذي يفرض على الشركة البدء بالتفكير في تقييم الوضع وإدخال استراتيجيات للخروج من هذه المشكلة أو تطبيق تحسينات ملموسة على المنتج لتمديد دورة الحياة، مثل إضافة مميزات محسنة تجذب الاهتمام أو إعادة التعبئة أو إعادة النظر في استراتيجيات التسعير، في حال لم تجدي أي استراتيجية في ذلك تأخذ الشركة قرار التخلص من المنتج وطرح منتج جديد أو خدمة جديدة تلبي متطلبات عملائه.  

   

ما هي تحديات دورة حياة المنتج في السوق السعودي؟         

يواجه المسوقون في المملكة العربية السعودية تحديات مختلفة ومخاطر فريدة تتطلب منهم المرونة والتكيف السريع لتجاوزها بسرعة، سواء التغير السريع في احتياجات المستهلك والتكنولوجيا المتطورة التي تدخل يوميًا للسوق أو المنافسة القوية بين المؤسسات والشركات المحلية والدولية، ولذلك فإنّ الاستثمار في التحليل المستمر لبيانات السوق في الوقت الفعلي ومراقبة التوجهات المستقبلية تعد خطوة أساسية لمعرفة التوقيت الأمثل لتغيير الاستراتيجية ومنع تراجع المنتج.

     

يمكن أن تساعدك بعض الممارسات في إدارة دورة حياة المنتج في تجاوز تلك التحديات مثل التواصل المنتظم مع العملاء للبقاء في حالة تحديث دائم حول تفضيلاتهم واحتياجاتهم المتغيرة، وكذلك التحليل المستمر للمنافسين لتحسين استراتيجيات التسويق وتقديم عروض منافسة للمستهلكين، ودراسة العوامل الثقافية والاجتماعية التي يمكن أن تؤثر على سلوك المستهلك السعودي للتأكد من تماشي المنتج مع هذه القيم والتطلعات والعمل على تقليل آثارها.

     

تساعد دورات معهد لندن بريمير للتدريب المهني التي يقدمها في دبي وفي عدة مدن أخرى في هذا الشأن، يمكنك التسجيل فى واحدة من الدورات المقدمة من قبل المعهد، لتقوية مهاراتك الإدارية والقيادية في قيادة وإدارة المشاريع والعمل كمدير مشروع محترف.

     

يتميز المعهد الذي يعد من أفضل معاهد دبي للتدريب في تقديم مجموعة من البرامج التدريبية صفيًا وأونلاين بخيارين مختلفين ليناسب كافة متطلبات المتدربين، هناك برنامج (Self-learning) الذي يقدم التدريب فيه على شكل دروس تفاعلية مسجلة، وبرنامج (Live online learning) الذي يقدم الدروس التعليمية المباشرة عن بعد، قم بتصفح موقعنا الإلكتروني لمعلومات أكثر.

       

ختامًا،           

لا يعتبر تحليل دورة حياة المنتج مجرد وسيلة تسويقية لإدارة تجارتك وضمان النجاح المستدام وحسب، بل هو أداة حيوية تساعد أي شركة على التكيف مع التغيرات بسهولة وتحقيق نمو مضمون في سوق مليء بالفرص والمنافسة مثل سوق السعودية، بل والمحافظة على جاذبية منتجاتها بما يضمن استمرارية المنتج في هذا السوق الديناميكي.