النفط الصخري: بين الفوائد الاقتصادية والمخاطر البيئية


دورات في مجال النفط والغاز

نُشِر في Jun 28, 2024 at 08:06 PM


خلال رحلة البحث عن مصادر جديدة تعزز إنتاج النفط والغاز بالعالم، نظرًا للطلب العالمي على مصادر الطاقة لتلبية الاحتياجات خاصةً خلال الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى رسم خريطة المنطقة>

 

في ظل ذلك استطاعت حكومة الولايات المتحدة الأميركية استخدام تقنيات خاصة لاستخراج احتياطات الغاز والنفط من مكامن لم تكن متوقعة مسبقًا للحصول على منتج جديد يدعم صناعة البترول، وهو ما عُرف فيما بعد باسم النفط الصخري.

     

يتناول المقال التالي تعريف بهذا النوع من النفط وكيفية استخراجه ومزاياه وعيوبه من الفوائد الاقتصادية إلى المخاطر البيئية  الكبرى، تابع معنا.

     

ما هو النفط الصخري (Shale Oil)؟

يُعرف النفط الصخري أو الزيتي بأنّه شكل غير تقليدي من أشكال النفط والذي يتواجد عادةً ضمن تكوينات الصخور الرسوبية أو ضمن الصخر النفطي الذي يعرف باسم المثل، والذي يحتوي على مادة عضوية تعرف باسم الكيروجين، يتم تكسير صخور النفط هيدروليكيًا أو باستخدام الانحلال الحراري لاستخراجه واستخدامه في العديد من التطبيقات الرئيسية مثل التدفئة والصناعات الكيماوية وكوقود للسفن البحرية.

     

يستخرج النفط الصخري من عدة دول حول العالم، إذ من جملة الدول التي تمتلك احتياطيات هي الصين والمكسيك والأرجنتين وجنوب أفريقيا، لكن الدولة التي تمتلك أكبر إنتاج هي الولايات المتحدة الأمريكية فهو يشكل حوالي ثلثي إنتاج النفط البري من النفط الخام فيها، مما جعلها الدولة الأكثر إنتاجًا  للنفط الخام عالميًا وفقًا لإدارة معلومات الطاقة.

     

يعد وولف كامب ﻓﻲ حوض بيرميان الموجود غرب ولاية تكساس الحقل الأمريكي الأكبر احتياطيًا ﻣن اﻟﻧﻔط الصخري، إذ بلغ متوسط مستوى إنتاج النفط فيه خلال عام 2020 حوالي 1.3 مليار برميل، بينما الحقل الثاني في أميركا هو باكن/ثري فوركس الموجود في حوض ويليستون والذي قُدر معدل  الإنتاج فيه بمقدار 431 مليون برميل خلال نفس العام.

     

بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية، لم تستطع حتى الآن تأكيد وجود أي مكمن للنفط الصخري، إلى أنّها بدأت بتحقيق بعض الإنجاز في هذا المجال من خلال اكتشاف مكامن للغاز الصخري ضمن حقل الجافورة، من المتوقع أن يُنتج حوالي ملياري قدم مكعبة يوميًا و318 مليون قدم مكعب من غاز الإيثان و630 ألف برميل من المتكثفات والسوائل وفق ما قالت شركة أرامكو السعودية وذلك بحلول عام 2030.

     

كانت العقبة الأساسية التي واجهتها المملكة هي كيف سيتم تأمين كمية الماء الكبيرة اللازمة لعمليات الاستخراج بواسطة تقنيات التكسير الهيدروليكي، وقد استطاعت أرامكو إدارة تلك الازمة وإيجاد حل عن طريق معالجة مياه البحر واستخدامها، مما يدفع عجلة نمو وزيادة تطوير الأعمال في هذا المجال.

     

كيف يتم استخراج النفط الصخري؟

توضع استراتيجية التنقيب عن النفط والغاز المناسبة للموقع من قِبل شركات تشغيل البئر قبل البدء بعملية الاستخراج، تُعرف التقنية التي تستخدمها شركات التشغيل في عمليات التنقيب والاستخراج عن النفط الصخري بتقنية الحفر الأفقي، وهي تقنية قائمة على حفر الآبار عموديًا ومن ثمّ الانحراف بزاوية 90 درجة للوصول إلى مكان المكمن المطلوب، للمزيد من المعلومات عن تقنيات التنقيب والحفر والاستخراج يمكنك التسجيل في دورة من دورات في مجال النفط والغاز.

     

تتيح هذه العملية بالوصول إلى أعماق تصل لحوالي 10000 قدم وإلى أماكن كان يصعب الوصول إليها سابقًا باستخدام التقنيات التقليدية للحفر، لكنها ذات تكلفة مرتفعة، بعد الانتهاء من عمليات التنقيب والحفر تبدأ عملية الاستخراج من خلال تقنية التكسير الهيدروليكي،بحيث تقوم الشركات المشغلة للآبار بعملية حقن كميات هائلة من الماء والرمل ومواد كيميائية مختلفة خاصة لتفتيت الطبقات السفلية والصخر النفطي الذي يحوي النفط الصخري لتحريره، تضمن الرمال بأن تبقى التشققات والكسور مفتوحة لتسمح بتدفق اﻟنفط من بين شظايا الصخر.

النفط الصخري: بين الفوائد الاقتصادية والمخاطر البيئية

ما هي إيجابيات وسلبيات  النفط الصخري؟

النفط الصخري سيف ذو حدين له إيجابيات وسلبيات، مثله مثل أي مصدر أخر من مصادر الوقود الأحفوري الأخرى، بما فيها غاز طبيعي ونفط خام وفحم حجري، تحتوي القائمة التالية على بعض من إيجابياته:

     

- مرونة في الاستخراج:

تعتبر عمليات الاستخراج للنفط الصخري مرنة أكثر بكثير من طرق التنقيب واستخراج النفط التقليدي، كما أنّه في بعض الحالات التي يزداد فيها الطلب ويقل العرض على النفط تكون أقل كلفةً من الطرق التقليدية.

     

- زيادة الإنتاجية: 

ما زالت مكامن النفط الصخري أقل استخراجًا من الخام وهو ما يجعلها قابلة للإنتاج بمعدل أكبر في المستقبل لسد النقص، كما أنّ شركات استثمار للآبار الصخرية تستطيع تخزين النفط في الطبقات الأرضية بطريقة آمنة عند انخفاض الأسعار لتعود وتستخرجه عند ارتفاع أسعار السوق، وهو عنصر مميز.

     

- خفض السعر: 

لا يتوقف أمر تسعير النفط على العرض والطلب وحسب، بل ترتبط أسواق تلك المشتقات بعوامل أخرى، حيث يلعب المستثمرون والمضاربون دورًا في تحديد التسعيرة، وبالتالي يمكنهم من خلال دفع سعر اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺼﺨﺮي لخفض سعر النفط الخام.

     

بالمقابل فيما يلي مجموعة من السلبيات التي تؤثر على التعامل بالنفط الصخري، وهي:

- استهلاك كبير للموارد الطبيعية:

تستهلك طرق التكسير الهيدروليكي الكثير من المواد الطبيعية، وأهمها الماء، حيث تقدر كمية الماء المطلوبة لحفر بئر نفط صخري واحد بحوالي 16 مليون جالون من الماء، وقد لا تتوفر هذه الكميات الكبيرة في الموقع مما يتطلب نقلها إلى تلك المناطق عبر شاحنات وصهاريج، لكل ذلك ضرر على البيئة.

     

- تلويث مياه الشرب:

قد تتسرب سوائل التكسير من الخزان إلى طبقات أخرى وتلوث المياه الجوفية، قد تحدث هذه الحالة بشكل طبيعي أو بفعل بشري للتخلص من تلك السوائل بطرق غير قانونية، هذا التسرب قد يلوث الماء التي تستهلكها المجتمعات القريبة من موقع البئر وتسبب مشاكل بيئية خطيرة.

     

- التسبب بالزلازل:

وجدت بعض الدراسات أنّ التخلص من سوائل التكسير قد يؤدي إلى إحداث موجات زلزالية خفيفة عبر الطبقة الأرضية، حيث تُضخ عادةً تلك السوائل بضغط عالي في آبار خاصة للتخلص منها مما يؤثر على خطوط الصدع، نتيجةً لذلك تتعزز فرص حدوث زلزال.

     

في نهاية الأمر، 

 

بالرغم من طفرة ظهور النفط الصخري خلال القرن الماضي والاستخدامات العديدة له في السنوات الأخيرة إلى أنّه لن يكون يومًا البديل الأمثل عن النفط الخام، بسبب احتوائه على عناصر تجعله أقل تكريرًا وغير مناسب لدى معظم التطبيقات.