دورة حياة المبنى: التعريف والمراحل والتقييم


دورات تدريبية في إدارة المرافق في اسطنبول

نُشِر في Oct 16, 2023 at 10:10 AM


يمر المبنى بعدد من المراحل من مرحلة ما قبل التشييد إلى مرحلة ما بعد التشييد، تُعرف بمصطلح دورة حياة المبنى.

 

ماذا يعني هذا المصطلح وما هي المراحل التي يتكون منها وما هو تقييم دورة الحياة؟ هذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية فتابع معنا.

 

ما هي دورة حياة المبنى (The Building Life Cycle)؟ 

يشير مفهوم دورة حياة المبنى إلى إنشاء نمذجة حقيقية توضح كافة تكاليف وعمليات تشييد بناء أو مشروع ما المطلوبة طوال حياته بأكملها، بدءًا من التخطيط للبناء وحتى الانتهاء منه وتشغيله وحتى كيفية هدمه والتخلص من بقاياه أو معالجتها، مع تطبيق تلك النمذجة على أرض الواقع.

 

يندرج تحت هذا المسمى الكثير من الاعتبارات الأساسية في كل مرحلة من مراحل دورة حياة مبنى ما، وأصبحت الدراسة البيئية شرطًا أساسيًا في دراسة المشروع من أجل تطوير أبنية خضراء صديقة للبيئة لا تؤثر سلبيًا على جودة البيئة الطبيعية المحيطة بها.

 

يدخل في تحليل دورة الحياة أيضًا مختلف جوانب استخدام الموارد في المبنى، مثل كيفية المحافظة على الطاقة.

 

ما هي المراحل التي تتكون منها دورة حياة المبنى؟ 

دورة حياة المبنى ذات الأربع مراحل هي الفترات المختلفة من عمر البناء والتي يمر فيها قبل التشييد وحتى بعد التشييد والاستعمال والانتهاء، وهي:

 

- مرحلة الإنتاج

المرحلة الأولى من دورة حياة المبنى والتي يتم فيها استخراج جميع المواد الخام المطلوبة لتشييد المبنى ونقلها وتحويلها إلى مواد قابلة للاستخدام في البناء.

 

تتأثر مخازن الموارد غير المتجددة بشكل كبير نتيجةً لعمليات الاستخراج وتتهدد بالنضوب، إضافة إلى ذلك تحتاج عمليات تصنيع مواد البناء كميات كبيرة من الماء والطاقة.

إذ تشير الدراسات إلى أنّ عملية إنتاج مواد البناء الأولية من أكبر عمليات التصنيع المستهلكة للطاقة على المستوى العالمي، فضلًا عن كل ذلك، ينتج عن استهلاك كل تلك الكميات من الطاقة إطلاق كميات كبيرة من الملوثات في الهواء.

 

- مرحلة البناء أو التشييد

في هذه المرحلة يبدأ المبنى بأخذ شكله النهائي، لإتمام ذلك يتم استجرار كميات كبيرة من الطاقة ومواد البناء بأشكالها المختلفة، تتضمن عمليات البناء أعداد كبيرة من الأيدي العاملة وأصحاب المصالح للوصول إلى النتيجة النهائية.

 

- مرحلة الاستخدام أو الإشغال

تعد هذه المرحلة أطول المراحل من دورة حياة المبنى يكون فيها البناء جاهزًا للاستعمال، وفيها يتم استنزاف الخصائص الفيزيائية للمبنى لذا تتطلب القيام بإجراءات الصيانة والإصلاح والتجديد لإطالة العمر الافتراضي للمبنى قدر الإمكان، لهذه المرحلة تأثير بيئي كبير من حيث استخدام مصادر الماء والطاقة وتوليد النفايات.

 

- مرحلة نهاية الخدمة

عند الوصول إلى هذه المرحلة يكون البناء قد استُنزف بالكامل ولم يعد يفي بالغرض، يتم فيها اتخاذ القرار بهدم المبنى بأمان وتفكيكه إلى مكونات مختلفة.

 

ينتج عن عملية الهدم كميات كبيرة من النفايات التي إمّا أن تشكل عبئًا على البيئة أو يكون لها أثرها الإيجابي بحيث يمكن الاستفادة منها وإعادة استخدامها أو تدويرها أو إعادة إصلاحها وتصنيعها لإعادة استخدامها في مرحلة الإنتاج، الأمر الذي يقلل من ممارسات استخراج المواد الخام.

 

تؤثر هذه المرحلة على البيئة من خلال انبعاث الغازات من عوادم الآلات ووسائل النقل المستخدمة في عمليات الهدم، إلى جانب الانبعاثات الناتجة عن عمليات التخلص من مدافن النفايات.

ماذا يعني تقييم دورة حياة المبنى (LCA)؟ 

ازداد اهتمام المهندسين المعماريين مؤخرًا بالتأثير البيئي للمباني التي يصممونها نظرًا للطلب العالمي المتزايد بذلك، لذا تم تصميم مفهوم تقييم دورة حياة المبنى ليسمح لهؤلاء المهندسين وغيرهم من المختصين في البناء في فهم كيفية استخدام الطاقة ومؤشرات الأداء الرئيسية لإدارة المرافق وجميع التأثيرات البيئية المرتبطة بكافة مراحل دورة حياة المبنى من الاستخراج والبناء والتشغيل وحتى الهدم والتخلص من الأنقاض.

 

بالتعريف، يستخدم مصطلح تقييم دورة حياة المبنى للإشارة إلى برنامج أو منهجية علمية تستخدم غالبًا لمعرفة وحساب تأثير المبنى على البيئة المحيطة به خلال دورة حياته الكاملة منذ بداية تشييده وحتى التخلص منه، بما في ذلك البصمة الكربونية لجميع المنتجات والخدمات والعمليات المتعلقة في عملية بنائه.

 

كثيرًا ما يتم الخلط بين تقييم دورة حياة المبنى وبين البصمة الكربونية، والأمر مختلف قليلًا، حيث أنَّ تقييم دورة الحياة يتجاوز المعلومات التي تقيسها البصمة الكربونية، في حين تقيس البصمة كمية غاز ثاني أكسيد الكربون التي ستنتج عن عملية ما. 

وعليه فإنّ تقييم دورة الحياة يشمل ذلك إضافةً إلى تحديد بعض فئات التأثير الأخرى، مثل قياس إمكانية الاحترار العالمي وتأثير جميع غازات الدفيئة الأخرى غير الكربون.

 

كما يساعد تقييم دورة حياة المبنى في مكافحة التغير المناخي أيضًا، حيث تعود نسبة لا تقل عن 39% من انبعاثات الكربون إلى المباني.

 

لكن من خلال تطبيق تقنية تقييم دورة الحياة من قبل المستثمرين والمهندسين ومختصي البناء وتحمل مسؤولية الأثر البيئي لمشاريعهم يمكن خفض هذه النسبة والوصول إلى مبانٍ أكثر استدامة، وهو أحد أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بالعيش الصحي وبأسعار مقبولة والرفع من مستوى الأحياء الفقيرة.

 

لا سيما أنَّ للمواد البناء أثرها المهم على التقييم أيضًا،إذ ييمكن عن طريق إجراء تقييم لدورة حياة مواد البناء تقييم الأثر البيئي لكل مادة أو منتج، حيث أنَّ المواد تحتوي بالفعل على تأثيرات فعلية عند إنتاجها وإحضارها إلى موقع التشييد، 

 

إذ يتسبب إنتاجها إلى توليد وطرح غازات معينة في الغلاف الجوي وكذلك نقلها إلى منشآت التصنيع بواسطة وسائل النقل، لذا يُسهل حساب تأثير المواد من حساب التأثيرات البيئية للمبنى، وهذا هو السبب الذي يدفع العديد من الدول لإنشاء قواعد بيانات للمواد المُصنعة محليًا لديها (EPD).

 

لا تتوقف أهمية تقييم دورة حياة المباني على الفوائد الإيكولوجية وحسب بل يوجد بعض الفوائد التجارية الهامة له، مثل قياس التأثيرات المحتملة لمواقع البناء أو استخدام هذه التقييمات في مسابقات لبيع الأراضي أو في التجديدات أو تخطيط المدن أو إجراء التقييمات لمشاريع البنى التحتية أو للحصول على أرصدة لخطط اعتماد المباني الخضراء مثل LEED و BREEAM.

 

ما هي التحديات التي تعيق إجراء تقييم دورة حياة المبنى؟

على الرغم من جميع المميزات السابقة لتقييم دورة الحياة إلى أنّه يواجه بعض التحديات التي تحد من الاعتماد الأوسع له، من تلك التحديات:

  • يعتبر تقييم دورة حياة المبنى مكلفًا بعض الشيء ويحتاج لوقت طويل لإكماله، قد يمتد لأسابيع وحتى شهور، إلا أنَّه تفيد بعض الأدوات الرقمية المساعدة في حل هذه المشكلة، حيث تعمل تلك الأدوات على أتمتة جميع العمليات الحسابية وتقليل الوقت اللازم لإنهاء التقييم بنسب تصل 85%.
  • لا تمتلك جميع البلدان قواعد بيانات للمواد المستخدمة في البناء، قد يشكل ذلك عقبة أمام محترفي البناء، يمكن حل المشكلة من خلال تعديل نتائج التقييم تبعًا للظروف المحلية.
  •  بالرغم ﻣﻥ جميع المساعي لزيادة الوعي حول تأثير المباني على تغيير المناخ، إلا أنّ الأمر يتطلب المزيد من الحوافز والمبادرات التشريعية لجعله أكثر قوةً، تدفع العديد من سياسات البلدان الأوروبية كفرنسا والنرويج وفنلندا لبناء مبانٍ خالية من الكربون، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل لإحداث فرق واضح.

 

ختامًا

إن كنت تبحث عن دورات تدريبية في إدارة المرافق في اسطنبول عليك الانتقال الآن إلى الموقع الإلكتروني لمركز لندن بريمير سنتر للتدريب بالضغط على الرابط السابق وحجز مقعدك مباشرةً في أول دورة.