الاقتصاد الرقمي: فهم التحولات في الأسواق العالمية


دورات تدريبية في دبي

نُشِر في May 28, 2024 at 04:05 PM


عند الحديث عن أي أنشطة اقتصادية ناتجة عن الاتصالات ما بين البشر والتكنولوجيا فحريٌّ بنا أن نبدأ الحديث حول الاقتصاد الرقمي (Digital Economy)، لا سيما أنَّ هذا النوع من الاقتصاد الحديث القائم على بيع وتسويق وتجارة الخدمات والمنتجات رقميًا هو الاتجاه الحالي للسوق الاقتصادية حول العالم وتحقيق التميز والريادة، لذا تابع معنا المقال التالي لتأخذ نبذة عامة عن هذا المفهوم الشامل ومزاياه وعيوبه وغيرها من التفاصيل.

     

ماذا يُقصد بالاقتصاد الرقمي (Digital Economy)؟

يعرف مفهوم الاقتصاد الرقمي على أنّه تلك الأنشطة الحديثة التي تعتمد على أي تكنولوجيا رقمية في عمليات الإنتاج والتسويق والبيع والشراء من خلال الاتصالات وربط كل من الأفراد والشركات والعمليات معًا عبر الابتكارات التكنولوجية والتقنيات الرقمية، مثل الحوسبة السحابية والذكاء الصنعي والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء والواقع الافتراضي وغيرها من التقنيات المبتكرة التي تقوم بجمع المعلومات وتحليلها وتخزين النتائج ومشاركتها بشكل رقمي بحت.

     

فوائد عدة يمكن الحصول عليها من رقمنة الاقتصاد، فبشكل عام هي تحفز على الابتكار وتعزز من فرصة النمو والتقدم الاقتصادي لتحقيق أفضل نتائج، كذلك لا تقتصر الفوائد على الاقتصاد لوحده بل تتغلغل في مختلف جوانب الحياة لتؤثر على طرق تفاعل الناس مع بعضهم وإحداث تغيرات واسعة النطاق في المجتمع.

     

ظهر مصطلح الاقتصاد الرقمي للمرة الأولى من قبل دون تابسكوت في كتابه الذي يحمل اسم "الاقتصاد الرقمي: الوعد والخطر في عصر الذكاء الاتصالي" والذي حقق أكبر نسبة مبيعات في ذلك الوقت، كان يُعرف حينها باقتصاد الإنترنت أو اقتصاد الويب نظرًا لأنّه قائم على الإنترنت على عكس الاقتصاد التقليدي الذي كان سائدًا ويدعم استخدام أي تكنولوجيا رقمية، وهو أحد نواتج الثورة الصناعية الثالثة التي تُعرف بالثورة الرقمية والتي حدثت أواخر القرن العشرين والتي دعمت التحول الرقمي، إذ تم الاعتماد على الأجهزة والتقنيات الرقمية بدلًا من الأجهزة الميكانيكية والإلكترونية التناظرية.

     

ساعدت جائحة كوفيد-19 في نمو الاقتصاد الرقمي بحيث تم التحول عالميًا للعمل والتسوق والترفيه عن بُعد، وحتى التطبيب والتشخيص المرضي عن بُعد، في ظل توجهات الدول للحظر العام وعمليات الإغلاق الحكومية وتطبيق التباعد الاجتماعي، ولا يزال في حالة تطوير مستمرة مدعومًا بالابتكارات الناشئة يوميًا.

     

ما هي العوامل التي ساعدت في تطور الاقتصاد الرقمي؟

بناء على ما سبق، نلاحظ بأنّ الاقتصاد الرقمي اقتصاد متطور باستمرار وبشكل ملحوظ منذ بداياته، إلا أنّ لبعض العوامل المرتبطة بالتحول الرقمي التي ظهرت عبر السنين دور مساعد في تطويره، ومنها:

     

- التجارة الإلكترونية والرقمية:

مع ظهور منصات التجارة الإلكترونية مثل أمازون وعلي بابا وآي باي أصبح التسوق رقميًا أسهل وأسرع وأكثر متعة لدى الكثير من الناس، مما أدى إلى إعادة هيكلة تجار التجزئة وظهور تقنيات بيع وتجارة جديدة ونماذج حديثة للأعمال والاقتصاد.

     

- وسائل التواصل الاجتماعي:

غيرت وسائل التواصل الاجتماعي، بما فيها فيسبوك وانستغرام وإكس ولينكد إن وغيرها، من طريقة تفكير الناس وتواصلهم فيما بينهم للترويج للمنتجات والسلع والخدمات التي يقدمونها.

     

- العمل عن بعد:

ازدادت الشركات التي تعتمد على الأعمال عن بعد في سياسات الأعمال والتوظيف الأساسية لديها مؤخرًا، خاصةً بعد الوباء، وساعدت تطبيقات الاجتماعات مثل زوم وسلاك وجوجل ميت في تنفيذ هذه الاستراتيجية، كان هذا الاتجاه عنصر مساعد في تعزيز وتطوير الاقتصاد الرقمي فقد ساعد على إعادة هيكلة سياسة عمل المؤسسات والشركات وكيفية إدارة الموارد البشرية لديها.

     

- الأتمتة والذكاء الاصطناعي:

كان للأتمتة والذكاء الصنعي دور مساهم في تعزيز وتحسين الاقتصاد الرقمي، حيث حسّنت روبوتات الدردشة والمساعدون الافتراضيون والخوارزميات المدعومة بالذكاء من تحسين تجارب العملاء وتقديم خدمات مخصصة أكثر.

     

- العملات المشفرة والمدفوعات الرقمية:

رقمنة عمليات الدفع (مثل باي بال) وظهور المحافظ الرقمية غيّر من طريقة تعامل الأفراد مع المعاملات المالية وطورت من الاقتصاد الرقمي.

     

- الاقتصاد التشاركي: 

يعتبر الاقتصاد التشاركي على أنّه اقتصاد قائم على مشاركة الناس مواردهم الخاصة مع بعضهم البعض، مثل السيارة أو المسكن وغيرها، ساعدت تطبيقات مثل أوبر مثلًا في تسهيل التنقل، كما أنّها أعادت هيكلة الصناعات التقليدية ووسعت مجالاتها وخلقت فرص للعمل لم تكن موجودة مسبقًا.

 

ما هي أهمية الاقتصاد الرقمي؟

يتمتع اﻻقتصاد الرقمي بمجموعة واسعة من الفوائد والمزايا التي لعبت دورًا مساعدًا في تسريع انتشاره وإحداث تأثير إيجابي على العديد من الصناعات والتطبيقات، ومن تلك الفوائد:

  • تحسين الإنتاجية والكفاءة بواسطة التكنولوجيا القائمة على أتمتة المهام والعمليات المختلفة لتسريع وتيرة الأعمال وتسهيلها.
  • توفير النفقات وخفض التكاليف بالاعتماد على الحوسبة السحابية التي تهدف إلى إلغاء الحاجة إلى البنية التحتية المادية التي كانت تطلبها معظم المشاريع.
  • الوصول إلى عدد كبير من العملاء والناس عبر تطبيقات التواصل المتنوعة.
  • الوصول إلى كميات كبيرة من المعلومات وإمكانية تحليلها للحصول على الرؤية الصحيحة التي من شأنها المساعدة في فهم سلوك العميل واتخاذ القرار الأنسب.
  • تحقيق رفاهية وراحة للعملاء من خلال إتاحة الفرصة لهم للشراء والتسوق من أي مكان وفي أي وقت يرغبون به.
  • تحسين تجربة العملاء من خلال استخدام روبوتات الدردشة والقنوات الرقمية لتقديم خدمة عملاء أسرع وأكثر استجابة تستطيع جذب المزيد منهم.
  • تحسين رضا العميل من خلال الاعتماد على الذكاء الصنعي والتحليل لإضفاء طابع شخصي وتخصيص منتجات وخدمات وحملات تسويقية تناسب العميل.

الاقتصاد الرقمي: فهم التحولات في الأسواق العالمية

هل للاقتصاد الرقمي تحديات وعيوب؟

بالرغم من مجموعة المزايا العديدة السابقة إلا أن للاقتصاد الرقمي العديد من العيوب أيضًا مثله مثل أي قطاع آخر، بدايةً مع الخصوصية والأمان كونه نظام قائم بالمجمل على تجميع المعلومات الشخصية وتخزينها مما يثير الخوف من حدوث خروق أو هجمات سيبرانية تسرق معلومات قيمة أو تعرضها للخطر.

     

علاوةً على ذلك، يثير الاقتصاد الرقمي مخاوف من حلول الرقمنة والأتمتة مكان الموظفين والوظائف وخلق أزمة توظيف تسبب بطالة لدى الكثير من الناس الذين لا يملكون مهارات العصر، يمكن أن تساعد دورات تدريبية في دبي الشباب المتواجدين في الشرق الأوسط وتحديدًا في الإمارات العربية المتحدة من اكتساب المعرفة وتنمية مهاراتهم العامة ليكونوا جاهزين للمستقبل القادم.

     

كذلك القوة التي تمتلكها بعض المؤسسات الكبيرة في السوق العالمي اليوم مثل جوجل وأبل وأمازون تثير الخوف من احتكارها لبعض القطاعات والتحكم في الظروف الاقتصادية العالمية.

     

من ناحية أخرى لا تستطيع جميع المنظمات امتلاك نفس التكنولوجيا والتقنيات كمثيلاتها للتحول التقني وهذا ينتج عنه تقسيم رقمي، وهذا الشيء عيب بارز يعيب الاقتصاد الرقمي، كونه يسبب عدم مساواة بشأن طرق الحصول على المعلومات والتعليم وغيرها، حتى إنّ بعض المنظمات استطاعت امتلاك تلك الموارد إلا أنّها لم تستطع الاستفادة منها لتطوير عملياتها وتسويق الخدمات والسلع التي تقدمها كما يجب، مما سبب انخفاض مبيعاتها وحصتها في السوق، حتى وصل بها الأمر الانهيار الكامل، وهذا الشيء يسبب اضطراب عام في الأسواق. 

     

أخيرًا، هناك البصمة البيئية، إذ أنّ للطاقة المستخدمة لتشغيل مراكز البيانات والأجهزة عواقب كبيرة على البيئة، سواء من خلال الانبعاثات الكربونية أو النفايات الإلكترونية الناتجة عنها والتي تعيق الوصول إلى بيئة مستدامة وصحية.

     

ختامًا،

 

من المتوقع أن يزيد الابتكار والاتجاهات والتقنيات الجديدة مثل التعلم الآلي والتطورات في الأمن السيبراني من تقدم الاقتصاد الرقمي لتشكل مستقبله القادم وتحقق التنمية للشركات الأصغر إن استطاعت الاستفادة من تلك السياسات والاتصالات.