تطور التسويق بالمحتوى وتوجهاته المستقبلية


دورات تسويق أونلاين

نُشِر في Apr 19, 2023 at 01:04 PM


يُعد التسويق بالمحتوى نهجًا استراتيجيًا يركز على إنشاء وتوزيع محتوى قيم وملائم ومتسق لجذب جمهور محدد بوضوح والاحتفاظ به، وبالتالي تحقيق المزيد من الأرباح عبر دفع العملاء لاتخاذ إجراءات الشراء. 

 

 لكن كيف بدأ؟  وإلى أين سيذهب؟ في هذا المقال، سنطلعك على لمحة من الماضي والمستقبل المؤمل للتسويق بالمحتوى حتى تتمكن من البقاء دومًا في الصدارة.

 

 كيف تغير التسويق بالمحتوى على مر السنين؟

 
في أواخر التسعينيات، بدأت شركات مثل IBM وMicrosoft في إنشاء مواقع تقدم معلومات رقمية عن منتجاتها وخدماتها، إذ تم إنشاء هذه المواقع لتحسين تصنيفات محرك البحث للكلمات الرئيسية المتعلقة بعروضها، وربما لزيادة الوعي بعلامتها التجارية.

 

لكن على الرغم من أن إنشاء محتوى مفيد للعملاء كان جزءًا من استراتيجية التسويق الناجحة، إلا أنه لم يكن الهدف الأساسي. 

 

بل كان الهدف هو الاستعانة بإنشاء مواقع ويب خاصة لتزويد المستهلكين بمعلومات كافية لاتخاذ قرار شراء مستنير، وكذلك يحتوي على المحتوى الكافي لإقناعهم. 

 

لكن لا زال المسوقون يحاولون معرفة كيفية إيصال رسائلهم إلى العملاء من خلال التكنولوجيا عبر الإنترنت مثل البريد الإلكتروني ومواقع الويب من خلال معرفة ما الذي سيعمل بشكل أفضل وما نقيض ذلك. 

 

بل وأيضًا لا زالوا يحاولون معرفة مقدار الأموال التي يحتاجون إلى إنفاقها على الإعلان مقابل إنشاء محتوى جيد مجانًا فقط، حتى تمكنوا من ذلك بالعبور على المنحنيات التالية: 




- بدء ظهور التسويق بالمحتوى

مع تطور الإنترنت، أدرك المسوقون أنهم بحاجة إلى محتوى قائم بذاته؛ كانوا بحاجة إلى معرفة كيفية إنشاء استراتيجية التسويق بالمحتوى. 

 

أي لم يرغبوا في زيارة عملائهم لمواقعهم الإلكترونية فقط كجزء من مسار المبيعات؛ بل أرادوا أن تستمر جماهيرهم في العودة للحصول على المزيد.

 

لذا ركزت استراتيجيات التسويق بالمرحلة الأولى على نشر محتوى جيد وملائم من شأنه إشراك الجمهور المستهدف، ليتمكن المسوقون بعد ذلك إيصال رسالتهم بطريقة مسلية أو مثيرة للاهتمام بما يكفي لإبقاء الناس يرغبون بغرف المزيد.

 

 بل وكان الهدف أيضًا هو بناء العلامات التجارية وكسب ولاء العميل من خلال تقديم القيمة الحقيقية والجودة الأعلى، وليس بيع المنتجات في كل فرصة.

 

 

- تحديث Google Panda  قلب كل شيء.

 
في عام 2011، أصدرت Google ما أصبح معروفًا اليوم باسم Panda Update، والذي عاقب مواقع الويب التي تحتوي على محتوى منخفض الجودة للغاية ودفع تلك التي تحتوي على محتوى عالي الجودة إلى تصدر أعلى نتائج البحث. 

 

كان هذا التحديث ضارًا بشكل خاص بالمواقع التي اعتمدت على حشو الكلمات الرئيسية أو التكتيكات منخفضة الجودة لترقية مواقعها.

 

وكان أيضًا بمثابة نقطة تحول لمسوقي المحتوى لأن إنشاء محتوى عالي الجودة سيصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى لتحسين محركات البحث.

 

- غيرت وسائل التواصل الاجتماعي طريقة تفكيرنا بالمحتوى.


في السنوات الأخيرة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من مجرد منصة لمشاركة مقاطع فيديو مضحكة ومحتويات تدعو إلى التسلية. 

 

بل أصبح اعتبارها منصة بيع يمكن الوصول من خلالها للعملاء المحتملين، لا سيما أن المستهلكين قاموا بتحويل وسائل التواصل الاجتماعي إلى جزء أساسي من عملية البحث قبل الشراء. 

 

أدى هذا التطور إلى ظهور التسويق بالمحتوى كما نعرفه اليوم؛ حيث أدرك المسوقون أنهم بحاجة إلى أكثر من مجرد وصف للمنتجات على صفحاتهم في الويب؛ بل كانوا بحاجة إلى إنشاء محتوى من شأنه جذب الجمهور والاحتفاظ به.

 

 

تطور التسويق بالمحتوى وتوجهاته المستقبلية

 

 

 كيف سيتجلى مستقبل التسويق بالمحتوى؟

 
يمكن اليوم اعتبار التسويق بالمحتوى جزءًا كبيرًا من عالم الأعمال الحديث، بل وإنه صناعة تتغير باستمرار، لذلك تحتاج الأنشطة التجارية إلى الانتباه للاتجاهات الناشئة وكيفية تطبيقها للنجاح بحملاتها التسويقية، فيما يلي بعض التوقعات المستقبلية حول التسويق بالمحتوى:

 

- مزيد من التركيز على التخصيص:


نظرًا لتزايد شعبية التسويق المستند إلى البيانات، فمن المرجح أن تولي الأنشطة التجارية اهتمامًا أكبر لتخصيص محتواها وفقًا لتفضيلات واحتياجات جمهورها المستهدف، وقد يتضمن ذلك نطاقًا ديناميكيًا يتم ضبطه وفقًا لإجراءات المستخدم أو اختياراته.

 

- ستستخدم العديد من الأنشطة التجارية تحليلات العملاء لتحسين استراتيجياتها التسويقية:

نظرًا لأن المزيد من الشركات تستخدم التحليلات لفهم عملائها، فستتمكن من تخصيص جهودهم التسويقية بشكل أفضل. يمكن أن يساعدهم ذلك في الوصول إلى جماهير جديدة وتقديم محتوى أكثر تخصيصًا.

 

- زيادة استخدام الذكاء الاصطناعي:

يمكن للمؤسسات استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحسين المحتوى وأتمتة بعض العمليات المتعلقة بإنشاء المحتوى وتوزيعه. 

 

كما من المحتمل أن تتبنى المزيد من الأنشطة التجارية هذه التكنولوجيا لأنها تعزز وتصبح في متناول المسوقين بالمحتوى على نطاق واسع مما يعني أنه يجب التوجه إلى تعلم الذكاء الاصطناعي.

 

- زيادة في البحث السماعي والصوتي:

نظرًا لأن المزيد من المستخدمين يبحثون عن المعلومات عبر المساعدين الصوتيين ومكبرات الصوت الذكية، فقد يصبح المحتوى الصوتي مثل البودكاست والمقالات الصوتية أكثر شيوعًا وذلك لجعل المحتوى الخاص بهم قابلاً للاكتشاف، كما قد تحتاج الشركات أيضًا إلى تحسين للبحث الصوتي.

 

- من المرجح أن يستمر تطوير الفيديو المباشر كأسلوب جذاب للتسويق بالمحتوى: 

لا يزال الفيديو المباشر يمثل اتجاهًا متزايدًا، لكن من المحتمل أن تتبنى هذه الاستراتيجية المزيد من الأنشطة التجارية، فقد تقرر الشركات مثلًا استضافة أحداث مباشرة مثل الندوات أو المؤتمرات؛ لا سيما أنه يمكن أن تكون هذه فرصًا رائعة للشركات للتفاعل مع جماهيرها في الوقت الحالي.

 

 

- سيزداد الطلب على الدورات عبر الإنترنت:

لا سيما أنه سيتثمر المزيد من الأشخاص في دورات تسويق أونلاين لرغبتهم في إنشاء علاماتهم التجارية الشخصية مما سيدفعهم إلى الرغبة في بدء الطريق بالتعليم المناسب.

 

ختامًا 

عندما ننظر إلى الوراء على رحلة تطور التسويق بالمحتوى وإلى الأمام إلى مستقبله، سيبدو من الواضح جدًا أن التسويق بالمحتوى موجود ليبقى. 

 

لقد أصبح ضروريًا لمعظم استراتيجيات التسويق، وساعد الشركات على بناء علامتها التجارية وإشراك جمهورها وتحقيق نتائج الأعمال في النهاية. 

 

أي ومع الوتيرة السريعة للتغير في التكنولوجيا وسلوك المستهلك، سيكون لا بدَّ للشركات من مواصلة التكيف والابتكار للبقاء في الطليعة.