أول بئر منتجة للنفط بئر الرياض: حجر الأساس في تطوير قطاع النفط


دورات نفط في دبي

نُشِر في Oct 28, 2024 at 10:10 AM


يُعتبر اكتشاف أول بئر منتجة للنفط بئر الرياض علامة فارقة في تاريخ المملكة العربية السعودية، لم تتوقف آثار هذا الاكتشاف على تطور الاقتصاد الوطني وحسب، بل أسهم في جعل المملكة لاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمية، فهو كان بداية عصر جديد من الاكتشافات البترولية فيها.

     

يهتم المقال التالي بتقديم الجواب الصحيح على السؤال الأهم، هل فعلًا بئر الرياض أول بئر منتجة للنفط، مع التعريف بتاريخ استكشاف النفط في السعودية وأهميته في تطوير الدولة ووضعها على رأس قائمة الدول المصدرة للنفط، لذا تابع معنا إن كنت مهتمًا بهذا التاريخ الحافل.

     

كيف بدأت رحلة استكشاف النفط في السعودية؟

مع بداية القرن العشرين، كانت لا تزال المملكة العربية السعودية معتمدة على الأنشطة الاقتصادية التقليدية مثل الزراعة والتجارة لدعم اقتصادها، ولكن مع تطور الصناعة النفطية على المستوى المحلي والعالم وارتفاع الطلب على الطاقة بشكل كبير، بدأ العالم يتوجه بأنظاره بعد ذلك نحو المملكة كوجهة محتملة لإنتاج النفط.

     

لتبدأ القصة في العاشر من أبريل 1923، عندما وقَّع الملك عبد العزيز أول اتفاقية امتياز لحفر بئر نفطي مع إحدى الشركات البريطانية والتي تحمل اسم إيسترن آند جنرال سينديكيت، نصت الاتفاقية حينها على منح الشركة حقوق بدء العمل في مساحة تبلغ 36 ألف متر مربع لمدة 70 عامًا مقابل دفع إيجار سنوي قدره 3000 جنيه إسترليني للحكومة. 

     

لكن الشركة لم تتمكن من النجاح في العثور على أي احتياط نفطي بسبب العديد من الصعوبات المالية والتقنية التي واجهتها، الأمر الذي دفع الملك عبد العزيز إلى إلغاء الامتياز في عام 1928.

     

وبعد ذلك، وفي ظل الأزمة الاقتصادية العالمية في 1929، بدأ الملك عبد العزيز بالبحث عن مصادر مائية بدلًا من النفط، واتفق مع إحدى الشركات الأمريكية التي كان يديرها تشارلز كرين لإرسال خبير جيولوجي للتنقيب، أرسلت حينها الشركة الخبير كارل تويتشل الذي قام بإجراء مسح جيولوجي شامل على أراضي المملكة، وبالرغم من أنّه لم يعثر سوى على بعض الكميات التجارية من النفط، إلا أنّه أكّد على وجود النفط في المنطقة الشرقية، مما دفع الحكومة للاستمرار بالبحث عن مستثمرين.

     

ليتم في عام 1933 توقيع اتفاقية امتياز نفطي ثانية مع شركة تُدعى ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال)، قدمت هذه الشركة قرضًا بقيمة 50 ألف جنيه إسترليني للحكومة السعودية، وفي 1935 اكتشفت الشركة أول بئر نفطي منتج في الدمام، والذي أُطلق عليه بئر الدمام رقم 1، لم ينتج هذا البئر سوى كميات قليلة، وتم حفر بعده 5 آبار أخرى بالقرب منه تحمل أسماء الدمام رقم 2 و3 و4 و5 و6، لكنها جميعها لم تقدم إنتاج يذكر من الغاز والنفط.

     

الجهود لم تتوقف واستمرت حتى عثور الباحثين على بئر الدمام رقم 7 على بُعد بعض الأميال عن شمال مدينة الظهران، والذي كان الحاسم في اكتشاف النفط بكميات تجارية في مارس 1938.

أول بئر منتجة للنفط بئر الرياض: حجر الأساس في تطوير قطاع النفط

     

هل أول بئر منتجة للنفط بئر الرياض؟     

الإجابة الصحيحة، خطأ، الصواب هو أنّه على عمق 1440 مترًا تحت سطح الأرض عثر المنقبون على بئر الدمام 7 بإنتاج 1585 برميل يوميًا، الذي عُرف فيما بعد باسم بئر الخير، ليكون أول بئر وطني منتجة للنفط، وفي 1939 تم تصدير الشحنة الأولى من النفط من ميناء رأس تنورة لأول مرة بحضور الملك عبد العزيز الذي قام بنفسه بفتح صمام التعبئة لتعبئة أول ناقلة نفط.

     

بقي الإنتاج مستمرًا من هذا البئر حتى عام 1982 ليخرج بعدها من الإنتاج بعد 45 سنة من العطاء المستمر لأسباب تشغيلية كما صُرح وقتها، وصل إنتاجه خلالها أكثر عن 32 مليون برميل نفطي .

     

شكلت عملية اكتشاف بئر الدمام رقم 7 حجر الأساس لنهضة وتطوير قطاع النفط في المملكة، من هذه البئر انطلقت المملكة في رحلة الاستكشاف والاستخراج النفطي وتطوير استراتيجية التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي، إذ استمرت الحكومة السعودية بالتعاون مع أرامكو باكتشاف المزيد من الحقول النفطية، مثل بئر بقيق الذي تم اكتشافه في عام 1941 وحقل الغوار النفطي في 1948 والذي يوصف بأنّه أكبر حقول النفط البرية عالميًا، أمّا في العام 1951 تم اكتشاف السفانية أكبر حقل نفط بحري في العالم.

     

بفضل هذه الاكتشافات، أصبحت تمتلك السعودية اليوم نحو 19% من احتياطيات النفط العالمية تعتبر من أبرز دول منتجي ومصدري النفط عالميًا، بالإضافة إلى أنها تمتلك طاقة تكرير تتجاوز 5 ملايين برميل يوميًا.

     

للمزيد من التفاصيل حول تقنيات الاستكشاف والتنقيب والإنتاج اكتشف معنا دورات نفط في دبي المقدمة من مركز لندن بريمير للتدريب المهني، فيها ستجد كل ما تبحث عنه من أدوات واستراتيجيات متقدمة مستخدمة في عالم البترول في وقتنا الحالي وما هي التطلعات المستقبلية لهذه الصناعة، سارع بالتسجيل الآن على موقع المركز.     


ما أهمية اكتشاف النفط في السعودية؟     

شكّل اكتشاف النفط ثورة صناعية كبيرة في السوق السعودي، فهو ساهم في تحول المملكة من دولة تعتمد على الزراعة والتجارة إلى أحد أكبر منتجي ومصدِّري النفط عالميًا، كما ساهمت الإيرادات العائدة من القطاع النفطي في تأسيس بنية تحتية قوية ومتقدمة، شملت الطرق والمطارات والموانئ والمستشفيات والجامعات والمدارس، إضافةً إلى تحديث المدن وتطوير القطاعات الأخرى كالصناعة والزراعة.

     

ناهيك عن تعزيز مكانة البلاد عالميًا، إذ أعطى النفط للمملكة ثقلاً استراتيجيًا في العلاقات الدولية مع الوقت، مما مكّنها من لعب دور هام في قضايا الطاقة العالمية والمساهمة في استقرار السوق العالمية للطاقة.

     

ختامًا،     

يُعد اكتشاف أول بئر منتجة للنفط بئر الرياض من الأحداث المحورية التي غيَّرت ملامح المنطقة وعزز من مكانة المملكة العربية السعودية ووضعها على خارطة الطاقة العالمية وأسهم في بناء اقتصاد مزدهر ومستدام عبر السنين، نأمل ونتمنى أن نكـون قدمنا الإجابة الصحيحة والوافية للسؤال الذي تم طرح في بداية المقال.