مستقبل إدارة المشاريع: أهم الاتجاهات والمهارات المطلوبة


دورات إدارة المشاريع الرشيقة

نُشِر في Aug 30, 2023 at 11:08 AM


مستقبل إدارة المشاريع واعد، إذ حققت إدارة المشاريع خلال السنوات الماضية نقلة نوعية في مجال الإدارة، لم تعد تقتصر مهمة المدير الناجح على تنظيم الموارد والمهام وتسليم المشاريع ضمن الجداول الزمنية المحددة وحسب، بل قطعت شوطًا طويلًا في المستقبل.

 

يقدم المقال التالي معلومات حول اتجاهات إدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة مستقبلا، مع توضيح أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها مدير المشروع في المستقبل ليكون رائدًا في مجاله.

 

ما هي أهم الاتجاهات التي تؤثر على مستقبل إدارة المشاريع؟

مع الاستمرار في التغيير وظهور عدة تطورات جديدة سيكون لذلك تأثير كبير على طريقة قيام مدراء المشاريع بإدارة أعمالهم بالمستقبل، في هذا القسم سيتم مناقشة مجموعة من أهم وأبرز الاتجاهات التي من شأنها التأثير على مستقبل إدارة المشاريع (future of project management):

 

- الذكاء الاصطناعي (AI):

للذكاء الصنعي والأتمتة تأثير كبير على جميع جوانب إدارة المشاريع، أصبحت أتمتة العمليات الآلية الروتينية باستخدام الذكاء الصنعي حاجة واضحة وضرورية لدى الشركات الحديثة لتحسين وتطوير أداء أي مشروع.

 

تستخدم الشركات اليوم أحدث التقنيات من الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية لتقديم أفضل تجربة للعملاء وتحسين كفاءة الموظفين وتحسين نتائج المشاريع للمستقبل.

 

تُستخدم برامج إدارة المشروعات القائمة على الذكاء الاصطناعي في عمليات الجدولة المعقدة وتصور البيانات ولوحات المعلومات التفاعلية، توفر تلك البرامج رؤية واضحة تساعد أصحاب القرار ﻓﻲ اتخاذ قرارات صائبة وسريعة ودقيقة وإدارة المخاطر.

 

كما يفيد استخدام  الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات في ضمان إكمال المشروع بنجاح بطرق شتى، منها: 

  • الحصول على تصورات حول الأداء. 
  • التحليل والتنبؤ والتحسين. 
  • دعم وتعزيز إدارة القرارات. 
  • عروض مرئية للمعلومات. 
  • تحليل المخاطر. 
  • جدولة محسنة للموارد. 

- البيانات والتحليلات:

يعد جمع البيانات وتحليلها وإدارتها عصب حياة إدارة المشاريع الحديثة، يستفيد كبار قادة ومديري المشاريع من ذلك في اتخاذ قرارات مستنيرة وسريعة تساعد في تنمية الأعمال.

 

تحليل البيانات الكبيرة هو أحد العوامل المؤثرة بشدة على إدارة المشاريع، يُستخدم من أجل جدولة المشاريع وإدارة العميل والجودة وتقدير المخاطر وغيرها من المجالات.

 

بالنسبة لفريق العمل، يُعطي تصور واضح لحجم الفريق وتشكيله والأعضاء المشاركين الذين يجب تضمينهم والمهارات اللازمة لإدارة المشروع بكفاءة. 

 

- مساحات العمل التعاونية:

ساهم التطور التكنولوجي في جعل إدارة المشاريع العالمية ممكنةً، وذلك لتسهيل الوصول إلى العاملين أينما كانوا وإشراك أفضل المواهب حول العالم، حسّن ذلك من إدارة المشاريع وأعطى نتائج أفضل وأسرع للمشروع وبجودة أكبر.

 

بشكل عام، من الضروري أن يفهم مديرو المشاريع كيف تعمل إدارة القوى البشرية العاملة عن بُعد لتحسين تنفيذ ومراقبة وقياس عناصر وأهداف ونتائج عمل المشروع، ويلزم أن يكونوا قادرين على التخطيط والتواصل مع جميع الأعضاء الموزعين في أنحاء العالم.

 

- إدارة المشاريع الرشيقة: 

يقوم مدراء المشاريع اليوم بالتركيز أكثر على مبادئ إدارة المشاريع الرشيقة التي تقوم على المرونة وقابلية التكيف للاستجابة لجميع التغيرات السريعة في السوق العالمي وتغير احتياجات العملاء،

 

يُحدث هذا النوع الإدارة تحولًا كبيرًا في عالم الإدارة، لذا لا بدّ من تمكين وتقوية مهارات المدراء باتباع دورات إدارة المشاريع الرشيقة لقادة المشاريع التي تساعدهم بتطوير كفاءاتهم لتلبية المطالب الكبيرة في مجال الإدارة.

 

بالإضافة إلى ذلك، يتزايد اهتمام الشركات بممارسات الأعمال الخالية من الهدر الوظيفي، بما فيها إعداد الفرق متعددة الوظائف والابتكار المستمر والتركيز على النماذج الأولية السريعة وغيرها.  

 

- إدارة المشاريع الهجينة:

تقوم إدارة المشاريع الهجينة بدمج منهجين إداريين في إدارة المشروع لإيجاد طريقة تناسب كافة متطلبات المشروع، غالبًا ما تُعتمد من قبل المدراء الذين يشعرون بأنّهم مقيدون بمنهجية واحدة.

 

واحد من أهم الاتجاهات المستقبلية لإدارة المشاريع هو التحول إلى نموذج هجين لما يوفره هذا النموذج من مرونة ورشاقة، تكون مهمة المدير دمج وخلط جميع الأشياء التي تناسب المشروع، لا يوجد أي قاعدة ثابتة للدمج بل يترك الموضوع لاختيار المدير بما يجده مناسبًا.

 

- ازدياد الطلب على المهارات الشخصية:

المهارات التي يكتسبها المدراء من الخبرة والتعلم لا تكفي للتمييز في سوق العمل، بل يجب دعم تلك المهارات بمجموعة من المهارات الشخصية لإدارة المشاريع ليصبحوا أكثر قيمة، من المهارات التي يجب أن يتمتع بها المدراء لدعم نجاح المشاريع، هي: المهارات الفنية ومهارات القيادة ومهارات العمل والمهارات التقنية والرقمية.

مستقبل إدارة المشاريع: أهم الاتجاهات والمهارات المطلوبة

ما هي المهارات التي يحتاجها مديرو المشاريع المستقبلية؟

في ظل الرقمنة وأتمتة الكثير من المهام مثل إعداد التقارير وجمع البيانات التي كانت عادةً من مهام مدير المشروع أصبح هناك تخوف بشأن زوال مهنة إدارة المشاريع في المستقبل، لكن الحقيقة تقول بأنّه لن يتم الاستغناء عن مدراء المشاريع بل تدعم التكنولوجيا هؤلاء المدراء في تحقيق أهدافهم وتنفيذ مهامهم المهنية.

 

هذا يعني أهمية تطوير المدراء لمهاراتهم، وذلك لأن تكنولوجيا الإدارة تتعامل مع المهام الروتينية المعتادة ولكنها تعتمد أيضًا على قدرة المدير في بناء الثقة في الفريق وإلهام الفريق والتواصل مع أصحاب المصالح والتفاوض مع الشركاء.

 

لذلك فإنّ مستقبل إدارة المشاريع يتطلب الفهم الجيد لكل من المفاهيم التالية لمواكبة أحدث التطورات المستقبلية في الإدارة، والتي تشمل:

 

- علم البيانات:

الرؤى والتصورات الناتجة عن جمع البيانات الضخمة وتحليلها هي أدوات إدارية لا يمكن الاستغناء عنها، من وجهة نظر التخطيط تكشف تلك الرؤى عن أسباب القصور في بعض المشاريع الحالية والسابقة وكيفية الاستفادة منها في المشروع الحالي.

 

أمّا من ناحية التنفيذ المهني، تفيد تلك الرؤى بتتبع تقدم المشروع واكتشاف أي انحرافات في وقت مبكر، بناءً على ذلك يجب أن يكون قادة المشاريع متمتعين بمهارات الاستدلال الإحصائي وتحليل الانحدار ليكونوا قادرين على استخلاص أدق الاستنتاجات من البيانات.

 

- حل النزاعات:

نظرًا للتعقيد والنتائج المتقلبة جدًا للمشاريع فإنّ النزاع ضمن الفريق ليس بالبعيد، إذا تُرك النزاع دون حل فمن المحتمل أن يُعطل فعالية الفريق، وهذا يعني تأخير في الإنجاز وفقدان الشغف.

 

لذلك يجب على المديرين تعلم مختلف جوانب حل النزاعات، مثل العناصر التنظيمية والسلوكية لبيئات العمل والتواصل الفعال والتخطيط الفعال للطوارئ.

 

- ريادة الأعمال:

أي مدير للمشروع هو بالأساس بمثابة الرئيس التنفيذي له، فهو من ناحية يتعامل مع مخرجات المشروع ومن ناحية أخرى يتفاوض مع الجميع من شركاء ومساهمين ويحدد أهداف العمل وفقًا للتوقعات، لذا يجب أن يكون متعدد المهارات الفنية والإدارية ليكون فعالًا.

 

ريادة الأعمال في رأس القائمة التي يحتاجها المدراء ، بما فيها من تفكير استراتيجي ومعرفة السوق، تفيد الريادة في قيادة الأعمال خاصةً عند تعديل المخرجات.

 

- إدارة الموارد:

تفكر وتسعى الإدارات اليوم لتقديم مشاريع بميزانية مقبولة وجودة عالية مع الوفاء بجداول التسليم والالتزام بموارد محدودة، يتطلب ذلك توازنًا دقيقًا عند تخصيص الموارد على المهام لتحقيق اقصى استفادة منها، لذا ينبغي أن يكون المدراء على فهم ومعرفة جيدة بمفاهيم إدارة الموارد.

 

في الختام،

لا يتوقف مستقبل إدارة المشاريع على الوفاء بالجداول الزمنية الموضوعة والوثائق المطلوبة، للتفوق في قطاع الإدارة يجب التعامل مع كافة الاتجاهات المستقبلية وبناء أقوى العلاقات مع فريق العمل، هذه ليست سوى بعض الجوانب الثانوية للمهارات الإدارية.