ما هي الموازنة القائمة على النشاط؟


null

نُشِر في Jan 04, 2022 at 12:01 PM


 يتطلّب الوصول إلى الأهداف القيام بالأنشطة اللازمة لها، وتوظيف الموارد التي تحتاجها هذه الأنشطة للوصول إلى الهدف المنشود، وذلك يعني أنّ المنظّمة تستطيع وضع موازنة  قائمة على النشاط للتنبّؤ بتكاليف تحقيق الأهداف.

 

تُعرّف الموازنة القائمة على النشاط بأنّها عبارة عن نظام يقوم بالبحث والتسجيل والتحليل لأنشطة المنظّمة، وما ينجم عن هذه الأنشطة من استهلاك للموارد.

 

مزايا الموازنة القائمة على النشاط:

تساهم الموازنة القائمة على النشاط في التخطيط لأنشطة المنظّمة المختلفة، وبالتالي يتحقق التوافق بين الموازنة وخطط المنظمة. لتتعرف على طرق تحقيق التكامل بين الموازنة والخطط الاستراتيجيّة للمنظّمة، يمكنك الاستفادة من  دورة إعداد الموازنات وتخطيط الأعمال.

تقوم الموازنة القائمة على النشاط بدراسة الأوجه المختلفة للنشاط بشكل أعمق، وبالتالي أكثر دقّة من الموازنة التقليدية، حيث تميل الموازنة التقليديّة إلى أن تكون عبارة عن عمليّة أبسط تقوم على التعديل وفقاً للتضخّم ونموّ العائد على موازنة عام سابق.

 

أي أنّ الموازنة القائمة على النشاط تعدّ مناسبة للمشاريع الجديدة التي ليست لديها موازنة سابقة، والمنظّمات التي لديها تغييرات جوهرية كتغيير موقع العمل، أو تغيير المنتج، وذلك لأنّ هذه الموازنة لا تأخذ بعين الاعتبار التكاليف في الفترة السابقة.

تربط الموازنة القائمة على النشاط بين التكلفة والمخرجات، إذ أنّها تركّز على القيمة المضافة التي يقدّمها النشاط. وبالتالي يمكن تحديد أيّ الأنشطة تعدّ الأكثر ربحيّة لتخصيص الموارد لها بما يناسبها أكثر من غيرها، والتركيز على الأنشطة الضروريّة لسير العمل وتنفيذ الخطط.

 

أي أنّ الموازنة تعدّ مناسبة للعاملين لحسابهم الخاص، إذ أنّهم عادة يعرفون قيمة الوقت الذي يبذلونه. وتسمح الموازنة القائمة على النشاط بالتحكم بتكاليف المنظّمة، وخصوصاً التكاليف الثابتة منها، وذلك مع تجنّب تخفيض التكلفة بشكل مبالغ فيه، بحيث لايؤدّي تخفيض التكاليف إلى ضعف في تأدية الالتزامات، أو تخفيض في الربحيّة.

إن كنت مهتماً في تطوير مهاراتك على إجراء الحسابات اللازمة للموازنات ما عليك سوى اتباع دورات تدريبية في المحاسبة في إسطنبول.

 

عيوب الموازنة القائمة على النشاط:

الموازنة القائمة على النشاط ليست الأسلوب الوحيد للتنبؤ بتكاليف المنظّمة، ولكنّه أسلوب أثبت تميّزه بتقديم مزايا متنوّعة للمنظّمة مقارنةً بما يقدّمه الأسلوب التقليدي للموازنة.

لكنّ الموازنة القائمة على النشاط  مكلفة أكثر من ناحية الوقت والموارد من الموازنة التقليديّة، وذلك لما تتطلّبه عمليّة الحصول على المعلومات من جهد ووقت.

إضافة إلى ذلك فإنّ الدقّة المحتملة للموازنة قد تضعف، وذلك نتيجة أنّها قد تتطلّب الاعتماد على رؤية وافتراضات الإدارة. وبالتالي فإنّ الموازنة القائمة على النشاط لاتعدّ مناسبة بسبب تكلفتها المرتفعة للمنظّمات التي لا تحسب تكاليفها بناءً على النشاط، والمنظّمات التي في مرحلة الاستقرار، والتي لا تعاني من التغيير.

 

خطط الموازنة القائمة بالنشاط:

يوجد ثلاث خطوات أساسيّة للموازنة القائمة على النشاط وهي:

 

1- تعريف مسببات التكلفة للأنشطة المختلفة:

تحديد الأنشطة، وتقسيمها حسب أهميّة وأولويّة النشاط بالنسبة للمنظمة، ومساهمته في تحقيق أهدافها إلى أنشطة رئيسيّة، وأنشطة ثانويّة ، حيث أنّ الأنشطة الرئيسية هي التي تعدّ ضروريّة لتحقيق هدف المنظمة، ولايمكن الاستغناء عنها، بينما الأنشطة الثانويّة عبارة عن الأنشطة التي تضيف قيمة إلى العملاء، وغالباً ما تعدّ هذه الأنشطة مكلفة.

 

وبعد تحديد الأنشطة فإنّه من المهم التعرّف على مسببات التكلفة  المؤثّرة على مستوى استهلاك النشاط للموارد، مثل أجور العمال، وتصنّف هذه المؤثّرات ضمن ثلاث تصنيفات، وهي:

التكرار: من المهم الأخذ بعين الاعتبار عدد مرات تكرار النشاط، لحساب وسطي تكلفته.

المدّة: وهي الوقت الذي يستغرقه النشاط.

الموارد: وهي كميّة الموارد التي يحتاجها النشاط في المرّة الواحدة.

 

2- التنبؤ بعدد الوحدات المطلوبة في كلّ مسبب تكلفة:

بعد تحديد الأنشطة، ومسببات تكلفته ، يتمّ التنبؤ بما قد يحتاجه النشاط من موارد مقاسة بوحدات معيّنة، وذلك لتوزيع الموارد بين هذه الأنشطة. فمثلاً قد تتطلّب عمليّة التصنيع ثلاثة عمّال، وهذا يعني 240 ساعة عمل أسبوعيّاً.

 

3- حساب التكلفة لكل وحدة في مسبب التكلفة:

يتم فحص الأنشطة والتنبؤ بما قد يستهلكه كل نشاط من موارد في محاولة للتخلّص أو التقليل من حجم الأنشطة التي لا تقدّم فائدة أكبر من تكلفتها، ولإيجاد طريقة لزيادة كفاءة الأنشطة.

يتم إعادة تقييم الموازنة القائمة على النشاط في كلّ مرة يتم فيها تغيير أو تعديل في الأنشطة أو الروتين اليومي للعمل، وممكن أن يتمّ أيضاً إعادة تقييم الموازنة القائمة على النشاط بشكل سنوي، وذلك للتحكّم بشكل أفضل بالتغيّرات الماليّة، وبالتالي تقليل التكلفة لزيادة الأرباح من المبيعات.

 

ختاماً:

إنّ كون الموازنة عبارة عن انعكاس مالي للخطّة الاستراتيجية للمنظّمة، يدعم عمليّة تحقيق الأهداف الاستراتيجيّة، وكلّما زاد الارتباط بين الموازنة والخطّة الاستراتيجيّة كلّما سهلت الرقابة على الأمور الماليّة المتعلّقة بالأنشطة، والقدرة على الفحص والتحكم بمخرجاتها وتكاليفها، ولهذا فإنّ الموازنة القائمة على النشاط تتميّز عن الموازنة التقليديّة.

إلّا أنّه من جانب آخر تعدّ الموازنة القائمة على النشاط مكلفة أكثر من الموازنة التقليديّة، وذلك لأنّها تتطلّب جمع المعلومات عن الأنشطة المختلفة وتحليلها عبر ثلاث خطوات متمثّلة بداية بتحديد الأنشطة و مسببات التكلفة، ومن ثم التنبّؤ بعدد الوحدات في الأنشطة، وفي النهاية حساب تكلفة النشاط.