نشر في :9/29/2025, 1:13:54 PM
لطالما تصدر اسم الإمارات العربية المتحدة قوائم الدول في قطاع النفط والغاز العالمي، الرؤية الاستراتيجية والموقع الجغرافي والاحتياطات النفطية الهائلة كلها أسباب ساعدت في جعلها في مراكز متقدمة للطاقة العالمية.
وفي وسط كل هذا الضجيج يبرز اسم دبي كواحدة من أهم الإمارات التي تعتبر وجهة مثالية للمهنيين العرب والأجانب الباحثين عن فرص عمل واعدة في قطاع النفط والغاز، أمّا بالنسبة للأسباب سنتعرف عليها في السطور التالية.
أول الأسباب وأكثرها بديهيةً هو الاحتياطات الضخمة التي تمتلكها دولة الإمارات، إذ يُقدر حجم الاحتياطي المؤكد من النفط الخام بنحو 98 مليار برميل نفطي، هذا الرقم يؤهلها لتكون أحد الدول العشر الأوائل المالكة للاحتياطي النفطي.
في حين يتجاوز احتياطي الغاز الطبيعي الـ 200 تريليون قدم مكعبة، هذه الثروة الضخمة ساعدت في جعل الدولة من بين أبرز الدول المصدّرة للنفط الخام والغاز الطبيعي المسال، وجعلت من قطاع النفط والغاز من بين أهم القطاعات المحركة الرئيسية للناتج المحلي وعامل حيوي لتوفير الكثير من فرص العمل.
لا يقف الأمر عند المخزون الكبير، الموقع الجغرافي الذي يتوسط الطرق التجارية بين أوروبا وآسيا وأفريقيا وقربها من الممرات البحرية الهامة مثل مضيق هرمز وقناة السويس هي أسباب إضافية التي جذبت كبرى الشركات العالمية للاستثمار فيها في قطاع النفط والغاز.
ومع رؤية الدولة للعام 2030 و2050 التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط والغاز وزيادة الاستثمار في الطاقة النظيفة وزيادة كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية لن يتراجع اهتمام المهنيين بدخول السوق الإماراتي، بل على العكس تسعى هذه الرؤية لتوفير وظائف رائدة في مجالات الهندسة والتكنولوجيا وإدارة المشاريع داخل قطاع النفط والغاز.
تهدف سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة لتبني أحدث التقنيات والحلول في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات وأتمتة العمليات والتعلم الآلي وتعزيز الابتكار في النفط والغاز بهدف تقييم وتحسين عمليات الحفر والتنقيب وإدارة المكامن، مما يزيد من الطلب على مهنيين خبراء ومتمكنين من مهاراتهم في تخصصات مختلفة مثل الهندسات وعلوم البيانات وغيرها، وبالتالي توفير المزيد من فرص العمل المتميزة.
كذلك وسعت الحكومة الإماراتية خلال السنوات الأخيرة اهتمامها بالمشاريع المتعلقة بالتكرير وصناعة البتروكيماويات، مما وفّر آلاف الوظائف في البناء والهندسة والتشغيل، كما ازدادت حاجتها إلى أشخاص خبراء في إدارة سلاسل التوريد وتحسين العمليات والاستدامة البيئية، مما يفتح أوسع الأبواب أمام المهنيين الراغبين في تعزيز مسارهم المهني داخل قطاع النفط والغاز.
إلى جانب ذلك، قدّمت بعض المشاريع الكبرى مثل مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية ومحطة براكة النووية العديد من الفرص الفريدة للأشخاص المتخصصين في أنظمة الطاقة الهجينة وتقنيات تحييد للكربون والطاقة النظيفة.
قد لا يكون الأمر مفاجئ أن تكون دبي هي الوجهة المثالية للمهنيين العاملين في قطاع النفط والغاز، سواء أكانوا عربًا أو أجانب، كون الخليج العربي هو المقصد الأول لكل شخص طموح للتطور والتقدم في هذا القطاع.
بحسب دراسة أعدتها شركة "ريجزون"، دبي في صدارة المدن الجذابة للمهنيين العاملين في قطاع الغاز والنفط عالميًا، وتحتل المرتبة الثانية كالجاري تليها كل من دنفر وسنغافورة، والسبب في ذلك يعود إلى المزيج الفريد الذي تتميز به هذه المدينة فهي تجمع ما بين الفرص المميزة للعمل والرواتب المجزية التي تعتبر أعلى من المتوسط.
بالرغم من ساعات العمل الطويلة إلا أنّ أكبر الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز في السوق الإماراتي توفر إجازات طويلة، وهذا ما يزيد من أهمية دبي كوجهة مثالية، إلى جانب توفير مستوى معيشي متنوع يسمح للعاملين التمتع بتجارب حياتية متنوعة.
بالإضافة إلى ذلك، دبي هي حلم الجميع للعيش والعمل بمستوى عالٍ من الرفاهية والبذخ بما توفره من فلل فاخرة وشقق حديثة ومطاعم عالمية ومراكز التسوق الراقية، ذلك التوازن بين الحياة المهنية الرائدة والحياة المترفة يعتبر سبب إضافي لجعل دبي خيار مثالي للمهنيين العرب الراغبين بالعمل في قطاعات النفط والغاز.
لا تقف الأسباب عند العمل فقط، بل تعتبر دبي وجهة مفضلة للمستثمرين للاستثمار، فهي تنتج حوالي 4 مليون برميل من النفط بشكل يومي ومع خطط لزيادة هذا الرقم إلى 5 ملايين بحلول العام 2030، فهي تعتبر أرض خصبة لكل مستثمر يعمل في مجال النفط والغاز لبناء مؤسسته، سواء كانت هذه المؤسسة تخدم القطاع في المعدات أو الخدمات اللوجستية أو النقل أو الدعم الفني.
من الميزات الإضافية لدبي في مجال النفط والغاز هي توفر العديد من المراكز التدريبية التي تقدم برامج تدريب النفط والغاز دبي، الأمر الذي يساعد المهنيين لصقل مهاراتهم وبقائهم في حالة تحديث مستمرة لكل ما هو جديد ضمن القطاع.
من بين تلك المراكز مركز لندن بريمير سنتر الذي يقدم خدماته في كل من لندن ودبي وبرشلونة وباريس وإسطنبول وكوالالمبور وسنغافورة وأمستردام عبر شبكة مكاتبه الإقليمية، لذا سواء كنت في أوروبا أو الشرق الأوسط أو آسيا، فإن LPC يوفر لك برامج تدريبية متخصصة تساعدك في تطوير مسيرتك المهنية.
ختامًا،
لقد برهنت الإمارات العربية المتحدة، وخاصةً دبي، أنّ دورها لا يقتصر على كونها مركز هام لإنتاج وتصدير الطاقة، بل بيئة متكاملة للمهنيين في قطاع النفط والغاز لبناء مستقبل مهني مستدام في قلب صناعة الطاقة العالمية، من خلال الاستراتيجيات المستقبلية والدعم الحكومي القوي والفرص الوظيفية المتنامية.