لماذا يعتبر أصغر منتج قيم MVP مهمًا لنجاح مشروعك؟
نُشِر في Mar 15, 2022 at 09:03 PM
إذا كنت تعمل في مجال تطوير المنتجات أو إدارة المشاريع، أو كنت بصدد إطلاق شركة ناشئة startup، ربما تكون قد سمعت بمصطلح أصغر منتج قيم MVP أو خدمة مصغرة أولية.
حيث أصبح MVP أو أصغر منتج قيم جزءًا أساسيًا من عملية إنشاء المنتجات في السنوات الأخيرة، لا سيما مع زيادة شعبية أسلوب التطوير السريع بين فرق ومؤسسات البرمجيات التي أصبحت تعتمد على منهجية لين Lean بهدف تقليل هدر الموارد والأدوات الوقت والأموال.
يعتبر مفهوم أصغر منتج قيم واختصارًا MVP واضحًا نسبيًا، ولكن غالبًا ما يُساء فهمه في الممارسة العملية.
هذه المقالة تبسط وتشرح مصطلح أصغر منتج قيم أو ما يسمى Minimum viable product وكيفية تحديد حد أدنى من منتج أو منتج مصغر بحيث يمكنك دمجه في مجموعة آليات وأدوات المشروع الخاص بك واستخدامه بنجاح في مشروعك التالي.
بدايةً ما هو مفهوم MVP أو أصغر منتج قيّم؟
إن مصطلح أصغر منتج قيم Minimum viable product واختصاراً MVP هو مفهوم يتم استخدامه في إدارة المشاريع الرشيقة أو ما يعرف بـ Lean Startup، ويعبر عن أول إصدار قابل للبيع من منتجك المصمم بالحد الأدنى بتكاليف بسيطة، ليكون MVP محطة الإطلاق الأولى للمنتج وتسويقيه للسوق المستهدف بأسرع وقت ممكن.
يمكن أن يكون MVP سيارة أو موقع ويب أو تلفزيون أو كمبيوتر محمول…الخ، ويحوي ما يكفي من المميزات لإرضاء المستخدمين الأوائل وإشباع احتياجاتهم، حيث يقوم مطور MVP بالتحقق من افتراضاته: قابلية الاستخدام ووجود طلب، وبناء على ذلك يتم تطوير المنتج النهائي.
ولتسهيل الفكرة نطرح المثال التالي:
اقترح المدير التنفيذي في مصنع ناشئ يعمل على تصنيع صابون الجسم أن يتم اختبار منتج جديد وهو صابون علاج جفاف اليدين في الشتاء، فما هو MVP في هذا المثال؟
إن تحديد minimal viable product MVP يتم وفقاً لهذه الفكرة كما يلي:
سيتم بناء MVP أصغر منتج قيم بالتركيز على قيمة أساسية Value للمنتج، وهي في مثالنا علاج جفاف اليدين، حيث يتم تطوير نموذج منتج أي عينات تحتوي فقط المميزات الجوهرية أو الفريدة، بدلاً من التركيز على الأمور الثانوية مثل الألوان وشكل الصابون وقوامه أوتصميم الغلاف، ومن ثم يتم اختبار هذا المنتج في السوق.
أي يتم اختبار أداء النموذج الأولي القابل للتكرار MVP الذي يحقق الوظيفة الأساسية ويملك أقل حد أو مقدار ممكن من التكاليف. ومن ثم طرحه إلى السوق المستهدف لمعرفة آراء وانطباعات العملاء.
ويتيح هذا للمدير التنفيذي فرصة التأكد في مراحل تطوير المنتج الأولى من أنه يحل مشكلة موجودة لدى العملاء، وأن منتج الحد الأدنى MVP يشبع حاجاتهم؟ وهذا بمثابة دليل للشركات لتضع خطة عمل تطوير المنتج والتعديل عليه لتطلق منتج يمتلك ميزات كاملة فيما بعد.
وفقاً لتقرير CB Insights وجد أن السبب الأول لفشل المشاريع الناشئة هو افتراض منتجي هذه المشاريع بأنه لا حاجة لمعرفة رأي السوق المستهدف قبل إطلاق منتجات جديدة.
مما أدى إلى أنه تقريباً نصف هذه الشركات قضت شهورًا أو حتى عدد من السنوات في بناء منتج قبل أن يكتشفوا أنهم كانوا مخطئين في البداية في افتراضاتهم.
ما هي خصائص أصغر منتج قيّم MVP؟
إن كنت مهتماً بعالم ريادة الأعمال، أو تنوي البدء في مشاريع ناشئة جديدة. بعد أن تقوم ببناء تصور عن فكرتك أو نموذج الأعمال الخاص بمنتجك، فإنّ أهم الآليات هي بناء منتج أو خدمة أولية، لكن في البداية عليك التعرّف على مميزات mvp.
فيما يلي أهم خصائص MVP أو أصغر منتج قيّم:
1- يحتوي MVP على جوهر فكرة المنتج أو الخدمة:
إن الحد الأدنى من منتج قابل للتطبيق أو MVP هو منتج أو خدمة مصغرة تحمل في النموذج الأول عدد من أهم المميزات الأساسية أو الجوهرية لفكرة منتجك.
لكن إذا كان بناء أصغر منتج قيّم MVP لمشروعك الريادي لا يعبر عن جوهر قيمة المنتج أو الخدمة التي تريد تقديمها للسوق المستهدف، فنخبرك أنك لن تتلقى تعليقات موثوقة من العملاء، وبالتالي لن تتمكن من تطوير منتجك بناءً عليها.
2- تكلفة بناء MVP منخفضة:
من الناحية المثالية، إن أصغر منتج قيّم Minimum viable product يجب أن يتم بناؤه بالحد الأدنى أي بتكاليف بسيطة وأن يتم تصميمه بأقل قدر ممكن من الجهد بهدف اختباره والتعديل عليه فيما بعد حتى يصل رائد الأعمال إلى المنتج النهائي.
انخفاض التكلفة أمر مهم بشكل خاص للشركات الناشئة التي عادةً ما يكون لديها رأس مال صغير.
إذاً يجب أن يكون النشاط التجاري قادراً على بناء أصغر منتج قيّم MVP product وإطلاقه بسرعة وتلقي تعليقات قيّمة من العملاء دون إنفاق قدر كبير من الوقت أو المال في بنائه.
3- أن يتمتع أصغر منتج قيم بقيمة مميزة:
يجب أن يقدم MVP product أو أصغر منتج قيم للمستخدمين الأوائل فكرة عن المنتج النهائي والقيمة value التي سيوفرها لهم. لذلك عند تطوير منتج أو خدمة مصغرة، ضع في اعتبارك القيمة المستهدفة من المنتج أو الخدمة والمشاكل المحتملة التي يمكن أن يعالجها.
4- أن يكون منتجك المصغر(Minimum product) قابلاً للتكرار:
يجب أن يكون MVP أو أصغر منتج قيم الخاص بمشروعك الريادي بمثابة محطة انطلاق رائعة للتطوير المستقبلي مما يتيح لك البدء ببناء المميزات الأساسية والتكرار بناء عليها. ومن ثم إنشاء منتج جديد أو خدمة مميزة وقيّمة لشريحة واسعة من المستخدمين وتلبي احتياجاتهم.
فوائد بناء أصغر منتج قيم Minimum viable product:
من الأمور المهمة لرائد الأعمال معرفة الفوائد التي سيجنيها من بناء أصغر منتج قيّم MVP قبل أن يبدأ بوضع خطة العمل، لذلك نستعرض فيما يلي أهم هذه الفوائد:
1- بناء الثقة في عرض منتجك:
تعتمد اليوم العديد من الشركات الناشئة على المستثمرين للحصول على التمويل عند الرغبة في إطلاق منتج أو خدمة جديدة.
إن اعتمادك على نهج بناء منتج أو خدمة مصغرة من منتجك MVP product من المحتمل جدًا أن يجذب أكثر انتباه المستثمرين المحتملين.
لا يثبت أصغر منتج قيم minimal viable product الناجح جدوى وفوائد المنتج فقط، بل يقدم أيضاً حلاً ملموسًا لأصحاب المصلحة الذين يدركون العائد على استثماراتهم، ويؤدي إلى تسهيل عملية الحصول على تمويل.
2- اختبار الأفكار التجارية ومفاهيم المنتج:
الفائدة الأكثر أهمية لبناء أصغر منتج قيم MVP عن فكرتك هي السماح للشركات باختبار أفكارهم الريادية ومفاهيم منتجاتهم وذلك في مرحلة مبكرة من عمر المشروع.
يتم ذلك من خلال سلسلة اختبارات على منتج تجريبي بخصائصه الفريدة أو خدمة مصغرة بدلاً من منتج نهائي كامل.
كما أن استخدام منهجية minimal viable product يعني أن التسويق وقنوات المبيعات سوف يتم اختبارها والحصول على مراجعات العملاء في وقت مبكر أيضاً.
يمكن لرائد الأعمال من خلال استخدام منهجية بناء أصغر منتج قيّم MVP التحقق مما إذا كان مفهوم المنتج الخاص به يتطابق مع العملاء، مما يتيح فرصة تغيير اتجاه المنتج وفقًا لنتائج التجارب.
3- دعم مطالب السوق market:
إن MVP product أو أصغر منتج قيم يتيح لرائد الأعمال اختبار متطلبات الناس في السوق ومدى اهتمام العملاء بالمشروع، وبالتالي معرفة ما إذا كان العملاء المحتملون سيطلبون أو سيستخدمون هذا المنتج أو الخدمة في المستقبل.
بناءً على التجارب وتعليقات العملاء بعد تجربة الحد الأدنى من المنتج MVP، حيث تقوم الشركات بإعادة العمل على نموذج المنتج المقترح ومنه تقديم المزيد من التمايز في السوق.
أمثلة على مشاريع اعتمدت على استراتيجية أصغر منتج قيم MVP
1- موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:
مارك زوكربيرغ مؤسس موقع التواصل الاجتماعي Facebook عندما أطلق الموقع كان عبارة عن منتج أو خدمة أولية MVP، حيث كان موقعاً للتواصل مع الأصدقاء فقط ويحوي عدد قليل من الميزات.
كانت مرحلة تطوير نسخة أصغر منتج قيم تعتمد على الملفات الشخصية بشكل أساسي وكان الـ MVP متاحاً فقط لطلاب جامعة هارفارد.
وعندما أثبت أصغر منتج قيم minimal viable product شعبيته بدرجة كافية بحيث يستحق التوسع أكثر، تم تطويره تدريجياً بإضافة سلسلة ميزات أكبر إلى أن وصل الموقع إلى تصميمه الحالي الآن.
2- أمازون:
هل تعلم أن Amazon والتي تعتبر ثالث أكبر متجر تجزئة في العالم كانت البداية بأصغر منتج قيم أيضاً!
تم إنشاء Amazon بواسطة Jeff Bezos كمتجر لبيع الكتب على الإنترنت.
وذلك عندما وجد مؤسس أمازون "جيف بيزوس" تقريرًا ذُكر فيه أن النمو السنوي للتجارة الإلكترونية سينمو في المستقبل القريب. بمجرد قراءة بيزوس لهذا التقرير، بدأ في بناء أصغر منتج قيم minimal viable product.
وفي مرحلة بناء MVP أصغر منتج قيم، قام بيزوس بإنشاء قائمة تتضمن أفضل 20 منتج يمتلك خصائص يمكن تسويقها بشكل فعال عبر الإنترنت. ثم قام بتقليص القائمة إلى خمسة منتجات، وفي النهاية قام باختيار الكتب أن تكون أصغر منتج قيم product MVP .
عندما أثبت منتج الحد الأدنى MVP نجاحه توسع بيزوس وقام تدريجياً بإضافة عدد من المنتجات إلى أن وصل المتجر لوضعه الحالي الذي يتضمن عدد هائل من المنتجات المختلفة.
3- دروب بوكس:
بدأ Dropbox باعتباره منتج أو خدمة مصغرة product MVP ، لكن ستبدو لك فكرة أصغر منتج قيم MVP هذه غريبة بعض الشيء.
حيث قام هيوستن Houston وفريقه في مرحلة أصغر منتج قيم بإنشاء مقطع فيديو توضيحي، تبلغ مدته 3 دقائق يوضح فيه المميزات الأساسية لـ Dropbox وتم نشره لقياس ردود فعل المشاهدين.
وهنا كانت الصدمة بأن فكرة الـ MVP هذه لاقت رواجاً كبيراً من الجمهور دون وجود منتج حقيقي. أي كانت تجربة مشاهدة مقطع فيديو عن المنتج كافية لبيع الفكرة!
ما هي المخاطر التي ينطوي عليها تطوير أصغر منتج قيم MVP؟
فيما يلي بعض عيوب MVPs التي على منتجي ومطوري المنتجات أخذها بعين الاعتبار عند اتباعهم أسلوب أصغر منتج قيم minimal viable product:
1- فقدان التركيز:
إن أسلوب العمل على نسخة product MVPيعتمد على التطوير بشكل متكرر لاختبار منتج أو خدمة مما يتطلب التركيز والالتزام بشكل كبير وأن تكون آلية العمل تكتيكية للغاية وموجهة نحو تطوير منتجك النهائي.
إن نظام العمل هذا من السهل فيه أن تفقد التركيز أثناء تطوير MVP المنتج الخاص بك، وقد ينتهي الأمر بانخفاض أداء الفريق وإنفاق وقت أكثر مما كنت قد خططت له في البداية.
2- حذارِ من المنافسة:
ضع باعتبارك أن الآخرين قد يكون لديهم نفس فكرة product MVP منتجك وقد يتمكن المنافسون من اللحاق بك بشكل أسرع مما تتوقع.
وقد يعلم المنافسون عيوب منتجك عن طريق فحص ال MVP الخاص بك، ويقومون بتحسينه وإنشاء منتج ملائم للسوق وقد يكون أفضل من منتجك ويجعلك تفقد حصتك في السوق.
بالإضافة إلى ما سبق يتطلب أسلوب أصغر منتج قيم minimal viable product الكثير من العمل المسبق من أجل الحصول على ملاحظات موثوقة من العملاء. وقد يتطلب الأمر جهودًا تطويرية عظيمة لتقديم إصدارات مختلفة من المنتجات بناءً على تعليقات العملاء.
أضف إلى أنه على رائد الأعمال حضور دورات تدريبية في إدارة المشاريع في باريس، حيث تبسط هذه الدورة آليات بناء أصغر منتج قيم وتكتسب من خلالها مهارات إدارة جميع أنواع المشاريع سواء المشاريع التقليدية أو الرشيقة.
متى يمكن استخدام أسلوب mvp أو أصغر منتج قيم؟
إن منهجية أصغر منتج قيم MVP بإمكانك استخدامها في جميع أنواع الصناعات، لكن يمكن أن يكون تطبيق مفهوم MVP أسهل على المنتجات الرقمية، مع ذلك في عالم ريادة الأعمال سوف تتفاجأ من أنواع تجارب أصغر منتج قيم minimal viable product المختلفة جداً، والتي قد تطبق علينا كمستخدمين دون أن نشعر.
إذاً هناك أساليب مختلفة للتجارب لا تعد ولا تحصى، مدير المنتج هو من يقرر لماذا وكيف يقوم بتجربة MVP، وذلك بناءً على عدة معطيات مثل التكلفة، العلامة التجارية، والمنتج نفسه.
في الختام واختصارًا لما سبق
في هذا العالم سريع التطور، سوف تتفاجأ من عدد الشركات التي تستخدم أسلوب MVP أصغرمنتج قيم، حتى الكثير من الشركات الكبيرة تعتمد هذا الأسلوب قبل الإطلاق لمنتج أو خدمة ولكن بأشكال وأنماط مختلفة.
وهنا أقدم النصيحة لكل رائد أعمال يسعى إلى الريادة وتحقيق النجاح في المشروع:
أولاً: أن يبني افتراضاته بحيث تكون قابلة للتطبيق.
ثانياً: أن يعتمد على نهج بناء أصغر منتج قيم MVP، منتج يمتلك في مراحل تطويره الأولى أقل عدد ممكن من الميزات ويوفر قيمة مميزة للعميل لكن بتكاليف أولية قليلة ومعدات بسيطة.
إذاً يتطلب أسلوب أصغر منتج قيم Minimum viable product الخبرة والتعرّف على تجارب الآخرين ومزيدًا من العمل الأولي وربما مجموعة من التجارب لاختبار النموذج الأولي MVP حتى مرحلة الوصول إلى المنتج النهائي وإطلاق المشروع بنجاح، لكن لا تنس أنه يقلل بشكل كبير من احتمال حدوث مخاطر مستقبلاً.
