نُشِر في Aug 08, 2022 at 04:08 PM
لا يزال هناك حالة من عدم التوازن في تقسيم الأدوار القيادية بين الرجل والمَرأة ، فكثيرًا ما يسلط الضوء على اختيار الذكور للمناصب القِيادية العُليا ويهمَّش دور المرأة في القيادة مع تجاهل أهميته العظمى.
إذ على الرُغم من أن جميع المجتمعات أصبحت تخطو خطوات واسعة في مجالِ المساواة بين الرجل والمَرأة إلا أن دور المرأة في القيادة لم يأخذ حظه الكافي من هذه المساواة، لا سيما أن هناك العديد من التحيزات القديمة والتحديات الواضحة التي أعاقت حياة المرأة المهنية.
في المقابل هناك عدة مجتمعات كشفت الستار عن بعض الخصائص التي تتميز بها القيادة النسائية وانطلقت توظفها في العديد من المجالات الملائمة لها، فحصدت بذلك نجاحًا ملحوظًا أعاد للمرأة حقها في تولي كافة أشكال وأنماط القيادة الإدارية.
لذا وانطلاقًا من أهمية تحصيل أعلى استفادة ممكنة من مهارات النساء في المناصب العليا عمِدنا في مقالنا هذا إلى ذكر أبرز الأسباب التي ستجعلك مهتمًا في توكيل بعض أنواع القيادة الفَعالة للنساء فضلًا عن الرجال.
تشير العديد من الدراسات إلى أن المُؤسسات التجارية ذات التنوع الحقيقي بين الجنسين سواء في أدوار العمل أو في عمليات اتخاذ القرار أو حتى في فعاليات التنظيم المختلفة للمؤسسة تكون مهيأة لتحقيق نتائج أفضل وإيرادات أعلى.
لا سيما إن كان هذا التنوع على مستوى الإدارة والقيادة في مختلف أقسام الشركات والمؤسسات، فحينها ستتم الاستفادة من مهارات ومواهب المرأة بالقيادة بشكل أكبر، وذلك بكونها تمتلك صفات قيادية تتميز بها عن معظم الرجال نذكر منها:
- التعرف على وجهات نظر جديدة
حيث أثبتت العديد من السيدات القياديات أنها تمتلك فكر إبداعي وخطط جديدة ومبتكرة كفيلة بتغيير مسار المجتمع بأكمله نحو الأفضل وذلك لأنها انفردت بكفاءة ومهارة عالية من حيث خلق أفكار خارجة عن المألوف.
لا سيما أن الخبرات ووجهات النظر المختلفة تعلب دورًا رئيسيًا في تَحقيق الابتكار وتعزيز الإبداع في مُختلف ممارسات الشركات والمؤسسات، مما سيسنح فرصة اتخاذ قرارات أفضل على كافة الأصعدة.
- المرأة تقود بشكلٍ أكثر فعالية
تشير الكثير من نتائج البحث الواسع في مُختلف أنحاء العالم إلى أن قيادة المرأة فوق سن الـ 40 تصبح أَكثر فعالية وكفاءة مقارنةً بقيادة الرجل، لا سيما أن أغلب المديرات يخضعن إلى مجموعة من الظروف التي تضطرها لاكتساب مهارات جديدة من جانب تَحقيق التوازن بين قيادتهن في العَمل وحياتهن الشخصية.
وتعتبر هذه الميزة على وجه الخصوص غير موجودة عند الرجال في قيادة الحوادث والتعثرات والمواقف الصعبة لأن ظروفهم الحياتية لم تسهم في صقل قدرتهم على خلق حلول لكل مشكلة.
- المرأة أَكثر تعاطفًا
إذ من المرجح أن تستخدم المرأة سلاح العاطفة للقيادة بشكلٍ أَفضل وتسيِّر شؤون المؤسسة اعتمادًا على تحفيز موظفيها والتواصل معهم بشفافية وموثوقية.
حيث تعد هذه الطريقة في إدارة المُؤسسات أَكثر نجاحًا من الطرق الحاسمة والمنفرة في بعض الأحيان، لا سيما أنها كفيلة بأن تثير الجهود والطاقات الكامنة عند مُعظم الموظفين.
- قيادات النساء مبنية على الاستحقاق
في الواقع لم تصل المرأة إلى تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم القيادات والعديد من السلطات ما لم تكن مستحقة لهذه المكانة العظيمة، وهذا بوجه العموم.
أما بوجه الخصوص فإن قضية الخبرة المستنيرة والشهادة العلمية الموثقة إلى جانب فهم حيثيات ومتطلبات القيادة الفعالة و محاولة الوصول إليها هو ما يسهم بالفعل في قرار تعيينها بمناصب قيادية عليا.
- المرأة مرشدة لطيفة
أظهرت المرأة في أثناء قيادتها للعديد من الشركات والمؤسسات احتفائها بمهارات التوجيه والإرشاد بالاعتماد على اللطف وتقريب وجهات النظر بين متطلبات عمل كل موظف وأخطاءه المرتكبة.
لذا تعتبر المرأة القيادية مرشدة وموجهة أكثر حيوية من الرجال، لا سيما أنها تمتلك فهمًا أعمق وإدراكًا أكبر يجعلُ توجيهاتها وملاحظاتها المستمرة مستحسنة ومحببة من قِبل مُعظم العاملين.
تعتبر المساواة بين الرجل والمرأة في القيادة أمر عسير في بعض الأحيان وذلك بسبب عدة تحديات تمنع وصول المرأة إلى مناصب قيادية عليا وتجعل طريقها مسدود في رحلتها لتحقيق ذاتها ونشر مواهبها وخبراتها المختلفة، فما هي أبرز هذه التحديات؟
- النمطية
إذ من الشائع لدى الأمم جميعها أن المَناصب القيادية لا يتولاها سوى الرجال، بل إن بعضهم يجدون تولي نساء منهم لمناصب عليا سوَاء في مجال الثقافة أو الاقتصاد أو السياسة عار يجب التخلص منه.
كما أن الأمر لم يقف عند ذلك الحد بل انعكس على كافة الأدوار الوظيفية التي تشغلها النساء، حيث أننا نجد اليوم احتمالية ترقي النساء في وظائفهنَّ أقل بكثير من احتمالية ترقي الرجال وكل ذلك تحت مسمى النمطية.
- التحيز العميق ضد المرأة
حيث تعاني النساء في بعض أماكن العَمل من نقصان الدعم لجهودها المبذولة في سبيل تطوير المؤسسة التي تعمل بها وتحوله إلى الرجال ليستنى لهم فرص ترقية عالية المستوى.
ربما يكون هذا التحيز مبني على العادات والتقاليد أو على الثقة العمياء بقدرات وطاقات الرِجال، لكن هذا لا يعتبر مبررًا لتهميش جهود المرأة وتجاهل مواهبتها ومهاراتها.
ضعف الثقة بقدرات المرأة
لا سيما أن الفكرة العامة عن النساء تتمثل بأنهم ضعفاء البنية والقدرات وربما يكون ذلك صحيحًا إلى حد ما، لكن في المقابل هناك بعض النساء أثارت إعجاب من حولها بإنجازاتها العظيمة على الرغم من ضعف بنيتها مقارنةً بالرجل.
من هذا المنطلق يجب قياس كفاءة القيادة عند المرأة ومن ثم الحكم على قدرتها لتولي هذا المنصب، إذ يُعد من غير العدل الحكم على مكانة المَرأة ومنصبها الوظيفي قياسًا على فطرتها الضعيفة وتجاهل سعيها الجاد للوصول إلى غاياتها وطموحاتها.
- عدم المرونة
لا يمكن تجاهل ثقل مسؤوليات المَرأة الملقاة على عاتقها سوَاء تجاه أسرتها أو أدوارها الوظيفية، لذا قد تحتاج أحيانًا لبعض الإجازات القصيرة أو تقديم الرعاية المناسبة مع مسؤولياتها.
لكن غالب المؤسسات لا تلقي لهذه المسؤوليات أي اعتبارًا أو تقديرًا، وتلجأ لعدم المرونة في التعامل مع النساء مما يجعل تولي المَرأة لمنصب القيادة عبارة عن جبل عالٍ تتهيب لصعوده.
ختامًا
إن القيادات النسائية مطلبًا أساسيًا من مطالب القرن الواحد والعشرين، لذا يجب على جميع المنظمات الاعتناء بتمكين المرأة في القيادة وبمختلف الأدوار الإِدارية بل وبتفجير طاقاتها الكامنة، مما سيسهم في زيادة فُرصة نجاح العَمل، لا سيما أنها مهمة صعبة تتطلب مشاركة ودعم جميع أفراد المنظمة.
لذلك وحتى يكون للمرأة دورًا بارزًا في عملية النجاح تلك، لا بد لها من معرفة أساسيات القيادة الناجحة إلى جانب كيفية تمكين نفسها من تولي زمام المبادرة وبناء حياة مهنية تفخر بها أمام الجميع، حيث سيمكنها ذلك من خلال حضور دورات تدريبية متخصصة في هذا المجال مثل دورات القيادة في لندن، لا سيما أنها ستتطرق لكافة المحاور المذكورة سابقًا وتعزيزها بطرق عملية مبسطة.