نُشِر في May 14, 2025 at 08:05 PM
في وقت أصبح فيه العلم والمعرفة على بعد نقرة زر واحدة، حيث أصبح التسجيل في دورة تدريبية عن بعد أسهل من أي وقتٍ مضى لأي شخص كموظف أو طالب يبحث عن تطوير مهاراته وتحقيق طموحاته العلمية والمهنية من دون الالتزام بتواجد حضوري في مكان محدد، لكن بين إغراءات المرونة والوصول السهل وبين تحدي الالتزام والانضباط الذاتي حتى إتمام الدورة ونيل شهادات يقف المتدرب على مفترق طرق حائرًا، فهو بحاجة لفهم معمق حول فكرة وطبيعة هذا النمط التعليمي قبل أخذ القرار بالتسجيل.
انطلاقًا من هذا نقدم لك هذا الدليل، قد تجد فيه ما يجيب على أسئلتك العديدة في هذه اللحظة الحائرة، هل هذه الدورة حقًا هي ما أحتاجه؟ ماذا يجب أن تضع في حسبانك لتحقق أقصى استفادة منها؟ هذا هو دليلك تابع معنا.
عند تسجيلك في دورة تدريبية عن بُعد تكون قد اتخذت قرارك بالتعلم عن بُعد بدلُا من التعلم التقليدي في الغرفة أو القاعة الصفية لتطوير مهاراتك، وهو ما يثير اهتمام معظم الطلبة والموظفين والمهنيين والشركات لتعزيز خبراتهم وتحسين مهاراتهم أو مهارات فريق الموظفين والاستعداد جيدًا لما يحمله المستقبل من تحديات، لكن هل تعرف ماذا يعني هذا المصطلح؟
باختصار، هو نهج تعليمي يعتمد بشكل تام على البرامج والأدوات الإلكترونية الحديثة لإيصال المحتوى التعليمي للطلاب المعنيين، مهما كانت طبيعتهم، دون أن يحتاجوا للتواجد في نفس موقع المُعلم أو المُدرب، يمكنهم الحصول على تلك المعرفة من المنزل أو المكتب أو طريق السفر، ونحن لا نقصد هنا فقط الاعتماد على شبكة الإنترنت لكن يمكن الاستفادة من تكنولوجيا البث الفضائي وتطبيقات الفيديو والاتصال اللاسلكي.
يذخر السوق بعدد من دورات تدريبية عن بعد معتمدة في مختلف التخصصات، مهما كان تدريب على الإدارة والقيادة أو المالية والمحاسبة أو الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات أو الموارد البشرية أو الميديا والإعلام أو الهندسة والطاقة وغيرها الكثير من المجالات، لكل برنامج منها طبيعته ونمطه وسرعته الخاصة، مما يخلق الكثير من الأنماط لهذا النوع التعليمي وهو ما يُعد عنصر إيجابي بالنسبة للمتعلم كونه يحظى بفرصة لانتقاء دورته من بين مجموعة خيارات مرنة بما يتناسب مع احتياجاته وظروفه الخاصة، وهي تُقسم وفق البرامج التالية:
يوجد نوعين رئيسيين من كورسات ودورات التدريب عن بُعد، الأولى هي برامج الدورات المتصلة بالإنترنت، والتي تلقى انتشارًا واسعًا في هذه الأيام، يقوم مبدأ هذه الدورات على استخدام منصات إلكترونية لتوصيل المحتوى وتقديم المحاضرات وتبادل الملفات وإجراء الاختبارات أون لاين عبر الانترنت، على سبيل المثال تطبيق Zoom أو Google Meet، يعد هذا النوع مناسبًا للأشخاص الذين لديهم اتصال دائم وجيد بالانترنت.
أمّا النوع الثاني، فهو برامج الدورات غير المتصلة، وفيها يقوم المصدر التعليمي، سواء مركز أو مُدرب مستقل، بإرسال المواد التعليمية والاختبارات عبر أقراص تخزين أو باستخدام البريد للجهة المتدربة، تُستخدم هذه الدورات في المناطق النائية أو التي لا يوجد فيها اتصال مستمر بالإنترنت، وبالرغم من كل هذا التعقيد في إيصال المعلومة إلا أنها ما تزال تشهد بعض الإقبال من قبل عدد ليس بالقليل من الطلاب الراغبين بمواصلة تعليمهم المهني والأكاديمي حول العالم.
بالنسبة للسرعة تنقسم دورات عن بعد إلى ثلاث أنواع رئيسية، أولها التعليم المتزامن (Live online learning) الذي يتشابه إلى حد كبير بالتعلم التقليدي في صف دراسي، حيث يتعين على المشاركين الحضور في وقت محدد للحصول على المحاضرة أو الجلسة التدريبية والمناقشة فيما يتعلمونه بشكل مباشر مع المدربين، يواجه بعض الأفراد مشاكل مع هذا النوع نتيجة ضرورة الالتزام بوقت محدد.
ثانيها، هو التعليم غير المتزامن، وفيه يسمح للمتدرب بالتعلم بحرية تامة وفقًأ لوقت فراغه من دون أي التزام بوقت أو تاريخ محدد للتدريب، وهو أشبه بالتعليم الذاتي (Self-learning) حيث يُقدم المحتوى التدريسي للطالب على شكل مقاطع فيديو مسجلة ومتاحة على مدار الساعة لحضورها والاستفادة منها والإجابة على اختبار تقييم في نهاية كل جلسة بشكل مستقل من قبله دون أي تدخل رئيسي من معلم، ليحصل بالنهاية على شهادة معتمدة، إلا أنّ هذا النوع بحاجة لدرجة عالية جدًا من الالتزام الذاتي لتحقيق الهدف النهائي من الدورة.
أمّا النوع الثالث، وهو النمط الهجين الذي يجمع بين النوعين السابقين، فهو يتطلب حضور الطالب في وقت محدد لحضور أو إنجاز أنشطة محددة، مع توفير بعض المهام والمحتويات التعليمية الإضافية التي يمكن استعراضها في وقت لاحق.
قبل أن تتخذ قرار بالدفع والتسجيل في أي دورة تدريبية عن بعد هناك بعض الأسئلة الهامة التي يجب أن تحصل على إجابات دقيقة عليها لكي لا يكون قرارك عشوائيًا بل استثمار حقيقي في وقتك يعود عليك بالنفع والتطور المباشر ويفتح أمامك دروب النجاح والازدهار في مجالات عدة، على المستويين الشخصي والمهني، لذا توقف قليلًا وحاول أن تكتشف نفسك، تتضمن الأسئلة:
بعد أن تحصل على إجابات صادقة على كافة تلك الأسئلة تكون قد خطوت خطوتك الأولى على المسار الصحيح نحو استراتيجية تعلّم مفيدة تضمن تحقيق نتائج مميزة، لكن في ظل كل هذا الكم الهائل من مزودي خدمات التدريب عن بُعد لا بدّ أن تقف مجددًا وتسأل نفسك كيف تختار دورات تدريبية عن بعد تناسب احتياجاتك التعليمية؟ هذا الجواب هو الأكثر حيرةً في الحقيقة، وخاصةً لدى الأشخاص ذوي الكفاءة والخبرة المهنية الجيدة والذين يبحثون عن باب جديد لتنمية وتطوير معارفهم أو خوض مسار أكاديمي جديد، لذا لخصنا لك أهم الجوانب الرئيسية الواجب مراعاتها عند اختيار دورة تدريبية عن بعد من أجل تصفية قائمة الدورات وأخذ أفضل النتائج والتسجيل في الدورة الأفضل، وهي:
ختامًا،
تسجيلك في دورة تدريبية عن بعد هو حقًا فرصة ذهبية لتحسين الذات والانطلاق بثقة وكفاءة إلى عالم الأعمال، لكن لا تتسرع وتسجل في أي دورة بمجرد أنّها مجانية أو الأعلى سعرًا أو تحمل اسمًا رنانًا، بل خذّ وقتك واكتشف كل جانب متعلق بها، كما تفحص وظيفة جديدة أو استثمار جديد لتحقق ما تصبو إليه حقًا من دون أن تضيع وقتك وجهدك ومالك بشيء عديم القيمة.