فوائد التسويق الداخلي وأبرز استراتيجياته
نُشِر في Oct 26, 2023 at 11:10 PM
في عصرٍ يسيطر عليه التَّفاعُل الرقمي والترويج عبر الإنترنت، تغفلُ الشركات في كثير من الأحيان عن جانبٍ حاسمٍ من التسويق، وهو التسويق الداخلي؛ وعلى عكس الاستراتيجيات التسويقية التقليدية التي تستهدف العملاء، يركز التسويق الداخلي على ترويج أهداف الشركة ورسالتها وثقافتها ومنتجاتها وخدماتها لموظفيها الخاصين.
يُعدُّ التسويق الداخلي، والذي يُطلق عليه أحيانًا "تسويق الموظفين"، عملية ترويج لرسالة وقيم وثقافة الشَّركة ومنتجاتها وخدماتها لموظفيها، والهدف الرئيسي منه هو تعزيز انخراط العاملين الداخليين في الشَّركة، وجعلهم أكثرَ وعياً بالعلامة التِّجاريَّة، ومواءمة جهودهم مع الأهداف الموضوعة.
سنناقش في هذا المقال أبرز وأفضل استراتيجيات التسويق الداخلي..
ما هي أفضل استراتيجيات التسويق الداخلي؟
التسويق الداخلي ليس ممارسة عشوائية للتسويق؛ بل هو عملية معقدة تقوم على إجراء دراسة استراتيجية معمّقة، إليك بعض الخطوات لبدء رحلتك في التسويق الداخلي:
- فهم الجهود الحالية:
من هذه الخطوة هو تحديد الأنشطة والمبادرات الحالية المتعلقة بالتسويق الداخلي، وقياس الجودة والفعالية، يمكن مراجعة الاتصالات الداخلية السابقة والحملات الترويجية، أو أي أنشطة تدريبية أو توعية تمت من قِبل المنظمة في وقتٍ سابقٍ.
يعد تحليلُ البياناتِ جزءً لا يمكن فصله عن هذه المرحلة، حيث يجب دراسة وتحليل البيانات المتاحة لفهم مدى نجاح هذه الجهود وتحديد مجالات التحسين المحتملة، وقد يساعدك في ذلك أفضل أدوات تحليل البيانات لعام 2022.
- إنشاء فريق مخصص:
يجب توفير فريق مخصص للتسويق الداخلي يضمن وجود موارد وتركيز كافيين لتحقيق الأهداف المحددة مُسبقاً، يمكن لهذا الفريق التخطيط للحملات، تطوير المحتوى، وتنفيذ الخطط التي تعزز الانخراط والتوعية بين العاملين.
عادةً ما يتمُّ تكليف قسم الموارد البشرية بقيادة جهود التسويق الداخلي، لكن يمكن أيضًا تضمين ممثلين من أقسام الشَّركة الأخرى مثل قسمي العلاقات العامة والتسويق الإلكتروني الخارجي، لضمان جودة التَّواصل بين جميع موظفي الشَّركة.
- تطوير ثقافة الشَّركة:
إحدى أهم استراتيجيات التسويق الداخلي، كونها تشمل ما يلي:
- الهوية الثقافية:
لا يمكن تطوير وتنمية ثقافة شركة قوية إلا باستخدام وتوضيح القيم والمعتقدات الأخلاقية الأساسية للشركة، يجب أن تكون هذه العناصر ذات مستوى عالٍ من الفهم بالنسبة لجميع الموظفين.
- التواصل الثقافي:
للتواصل الثقافي دور إيجابي على كافة أعمال المنظمة؛ حيث يساعد على زيادة الوضوح ومستوى الشفافية والرضا بين الموظّفين من جهة، وبين الإدارة والموظفين من جهةٍ أخرى.
- التفاعل مع العمال:
تشجيع العمال على الالتزام بالثقافة ومشاركة آرائهم وأفكارهم بشكلٍ فعال، وذلك بهدف تحسين ثقة ورضا العمال وجودة أعمالهم.
- إقامة برامج التدريب والتطوير بشكلٍ دوري:
للوصول إلى نتائج مذهلة في التسويق الداخلي لا بدَّ من الاستثمار في فرق العمل وتطويرهم، وينقسم هذا الاستثمار إلى:
- التطوير والتدريب المستمر: توفير ورش عمل دورات تدريبية متميزة مثل دورات تدريبية في التسويق في دبي لتطوير مهارات موظفيك وزيادة فهمهم للمنتجات والخدمات المُقدَّمة بالشركة.
- تطوير القدرات القيادية: تشجيع وتحفيز الموظّفين على تطوير قدراتهم القيادية بواسطة برامج التَّدريب والتطوير.
- التطوير الوظيفي: توفير فرص للتقدم الوظيفي والتطوير الشخصي للموظفين.
- التَّواصل المستمر:
استراتيجية أساسية في التسويق الداخلي، حيثُ يهدف تشجيع التَّواصل المستمر بين الإدارة والموظفين إلى ضمان تبني الجميع لأهداف المنظمة وقيمها ورؤيتها للمستقبل، قد يساعدك في ذلك تنفيذ جلسات توعية دورية، أو ورش عمل، أو جلسات أسئلة وأجوبة لتعزيز الفهم والتبادل المستمر للمعلومات.
تأكد أنَّ تشجيع الشفافية والتواصل الفعال يساعد على بناء ثقة فريق العمل ومشاركتهم في الوصول لرؤى الشَّركة!
- التقدير والتكريم:
لا شيء يجعل اليد العاملة تقدّم كل طاقتها ومجهوداتها للشركة أكثر من استخدام التقدير لهذه المجهودات، وقد يكون التقدير وفق أحد أنواع الآتية:
- تقديم شكر ومكافآت للموظفين (مادية ومعنوية) على جهودهم وإنجازاتهم بشكل دوري وعام.
- اتباع أسلوب شكر الموظف أمام العميل، أو أمام زبائن الشَّركة أو الجمهور بشكلٍ عامٍ، هذا يزيد من ثقة الموظف بنفسه بصورة كبيرة.
- برامج تكريم مخصصة (مثل جائزة موظف الشهر).
بواسطة هذه الاستراتيجيَّات، لا يمكنك بناء وتحقيق بيئة عمل إيجابية فقط، بل يمكن تحفيز الانخراط والتفاعل الأمثل بين الموظّفين وتشجيعهم على الوصول لنجاحٍ أكبر، وزيادة ارتباطهم بالعملاء، وغيرها من الأمور الإيجابية على الشَّركة وموظفيها.
لماذا التسويق الداخلي مهم للشركات؟
قد يتساءل البعض، لِماذا يعتبر التسويق الداخلي مهمًا للشركة أو المؤسسة؟ الأمر بسيط ولكنه ذو تأثير كبير جداً على المدى الطويل؛ للتسويق الداخلي فوائد عديدة، منها:
- التحفيز:
عندما يكون الموظفون ملتزمون بمهامهم ومتحمسون لأهداف الشَّركة، يميلون إلى العمل بجهد أكبر وإنتاجية أعلى، يحفز التسويق الداخلي العاملين عن طريق إظهار كيف يمكن لمساهماتهم أن تؤثر بشكلٍ إيجابيٍّ على الشَّركة، وكيف يساهمون في فهم تفضيلات المستهلك وكسب رضاه وولاءه، وزيادة مبيعات ونجاح الشَّركة.
- الولاء والتبني:
يتيح التسويق الداخلي للموظفين فهم القيم والأهداف الأساسية للشركة، مما يزيد من احتمالية التبني والولاء للعلامة التجارية؛ ببساطة، يصبح الموظفون سفراء للعلامة التجارية، وهم يتحدثون عنها بإيجابية للآخرين، ومن الممكن أن يتحدثوا عن المنتج أو الخدمة التي تقدمها الشَّركة للآخرين، سواء كانوا داخل الشَّركة أو خارجها، وهذا ما يؤدي لجذب المزيد من العملاء.
- المشاركة الفعالة:
يشجع التسويق الداخلي العاملين على المشاركة الفعالة في تنفيذ رؤية الشَّركة، يكون هذا أمرًا مهمًا خصوصًا في المشاريع الجماعية والمبادرات التي تحتاج إلى تعاون وتنسيق بين أقسام الشَّركة المختلفة، لجذب عدد كبير من العملاء.
- النجاح التجاري المستدام:
يمكن أن يترجم الانخراط العالي والولاء من قبل الموظّفين إلى نجاح تجاري مستدام؛ فالحصول على خدمات ومنتجات متميزة لا يمكن أن يتم إلّا بواسطة موظفين سعداء وملتزمين، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة مستويات الرضا الخاصة في العملاء والنجاح في السوق.
وفي الختام، يمكن القول بأن التسويق الداخلي يلعب دورًا مهمًا في الوصول للتماسك والنجاح الداخلي والخارجي للشركات في سوق الأعمال المتنافسة اليوم، وبالتالي هو ليس اختيار؛ بل أصبح ضرورة لا بدَّ منها لأي منظمة وشركة ترغب في تحقيق وبناء النجاح على المدى الطويل!
