نُشِر في Mar 31, 2023 at 02:03 PM
تتعدد الاحتمالات التي تجعل موظفًا ما ناجحًا في مكان عمله، إلا أن المرونة في العمل تتربع على عرش تلك الاحتمالات، وعليه فإن بناء قوة عاملة مرنة أصبح مطلبًا أساسيًا في جميع الشركات والمؤسسات.
لكن وعلى الرغم من ذلك قد تجد أنه قلَّما تستطيع المنظمات والشركات الإحاطة بهذا المفهوم فضلًا عن تطبيقه على موظفيها، لذا أعددنا مقالًا نسلط به الضوء على مفهوم وأسس المرونة في العمل وبناء قوة عاملة مرنة ومستدامة.
يمكن اعتبار وجود قوة عاملة مرنة في مكان العمل عنصر حاسم في نجاحه، لا سيما أن اليد العاملة المرنة هي وحدها القادرة على مواجهة التحديات التي قد تنشأ في الشركات، وكذلك الموظفين الذين يتمتعون بالمرونة يكونون قادرين على التعامل مع ضغوط العمل وبالتالي تعزيز الإنتاجية بشكل أكبر.
كذلك تتمتع القوى العاملة المرنة بطاقة إيجابية أكثر لذا فهي أقل عرضة للإرهاق الناتج عن ضغط العمل والذي غالبًا ما ينعكس سلبًا على نجاح المؤسسات والشركات.
من وجه آخر الانبعاثات الإيجابية في مكان العمل لها دورها البارز أيضا في إضفاء طابع التفاؤل والحماس وقوة في إيجاد حلول للصعوبات مما يخفف الأعباء ويقف دون الاستنزاف الكامل للطاقات.
بعد أن أصبح جانب مستقبل العمل وبناء قوة عاملة مرنة ومستدامة واضحًا وجليًا أمامك، أصبحتَ بحاجة إلى الالتحاق في دورات قصيرة في الموارد البشرية تتلقى بها دروسًا عن أسس بناء المرونة في مكان العمل، إلى جانب ذلك يجب معرفة أهم وأبرز النصائح المساندة لك عند اتخاذ قرار بناء قوة عاملة متفاعلة ومرنة:
- ألقِ نظرةً على أهمية المرونة:
تطبيق الاستراتيجيات المؤدية لبناء قوة عاملة مرنة تتطلب بدايةً الإلمام بمدى أهمية ذلك إلى جانب الاستثمار في الوقت والجهد في سبيل تحقيقه، وهناك العديد من الإيجابيات التي يمكننا إطلاعك عليها منها:
- قيِّم مرونة الموظف في أثناء تقدمه لمقابلة عمل:
سواء أجريت مقابلة عمل مع إحدى الموظفين عن بُعد أو حضوريًا من المهم أن تستطيع تحديد إن كان هذا الموظف مرن أم أنه يحتاج إلى بعض التوجيهات لذلك، يمكن أن يساعدك التقييم النفسي المندرج تحت اسم Emotify في ذلك.
لا سيما أنه مقياس تفاعلي تستطيع من خلاله تقييم العمال أو حتى الموظف المتقدم للمقابلة إن كان قادر على إدراك المشاعر المحيطة به أم لا، وتحديد إذا ما كان هناك طرق وسبل لتعزيز مرونته والعمل على تفعيلها.
- تعزيز وعي الموظفين حول المرونة في العمل:
من خلال إجراء عدد من الاستطلاعات والاستبيانات ستستطيع تحديد وجهة نظر القوة العاملة في شركتك حول مفهوم المرونة في العمل، ومن ثم سيسهل عليك البدء في تنفيذ خطوات واضحة لزيادة الوعي لديهم وإكسابهم مهارات جديدة تصب في تعزيز مرونتهم في العمل.
كذلك يتطلب الأمر عقب تنفيذه تقديم مجموعة من التبريرات الرئيسية والمٌقنعة حول إيجابيات استخدام المرونة ضمن مكان العمل سواء من قبل الموظفين والقوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ أو الإدارة الخاصة في الشركة.، بل وزيادة وعيهم في ضرورة الالتزام بهدوء الأعصاب وإدارة الانفعالات واستبدالها بوضع خطط فعالة تتضمن التصدي للتحديات والتعامل مع الضغوطات.
- تطوير المرونة على مستوى الفريق:
لا يكفي بناء مرونة لعدد من الموظفين تجاه تخطي التحديات ومواجهة الصعوبات، بل يجب الاعتناء بتطوير ثقافة المرونة على مستوى قوة عاملة مرنة ومستدامة وسبل تعزيز التعاون في الفريق الواحد.
لا سيما أن تفعيل نظام المرونة التنظيمية بين الموظفين يؤدي إلى إبعاد التنافر وخلق روح التعاون بين أعضاء الفريق الواحد، بل وتقليل عبء ضغوط العمل بفضل الحرص الدائم على إبقاء الموظفين ضمن أطر التعاون وإضفاء الروح الإيجابية فيما بينهم.
- استخدام اللطف في التعامل مع الأخطاء:
لا تقع كامل المهمة على الموظف في بناء مرونة للحفاظ على الروح الإيجابية في العمل، بل على المدراء أيضًا أن يحرصوا دومًا على اللطف في توجيه السلوكيات ومقابلة أخطاء العمالة بالتعليم وليس بالتوبيخ.
يعمل توحيد استخدام هذه الاستراتيجية في نظام العمل على خلق شعور مُطمئن يساعد على إدارة التوتر والخوف الدائم من الخطأ، مما يسهم بدوره في توفير مرونة فعلية بعيدًا عن النظريات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
كما يُشار إلى التدريب والتعلم من الأخطاء خاصة على أنه مكونًا رئيسيًا لبناء موظفين مرنين، لأنه يهدف إلى تنمية ثقة العاملين الإيجابية بنفسهم والتي تسمح لهم بارتكاب بعض الأخطاء في مقابل التعلم منها.
ختامًا
يتعلق بناء قوة عاملة مرنة في أي شركة بحرص المدير والموظف على حدٍ سواء على تركيز الاهتمام الأول في إضفاء الروح الإيجابية وروح التعاون في بيئة العمل بل واعتبار ذلك العامل الأول للنجاح في أي مؤسسة.
كذلك الحد من اللجوء إلى الغضب والتوتر في التعامل مع الأخطاء، وذلك ينبع أولًا من القادة ومن ثمَّ يتسرب تدريجيًا إلى الموظفين حتى تصبح بيئة العمل بكاملها تتمتع بالمرونة.