نُشِر في Jul 06, 2023 at 10:07 AM
حاز موضوع الاستدامة اليوم أهمية أكثر من أي وقتٍ مضى، في واقع الأمر تتجه معظم الشركات للتنمية بواسطة اعتماد القيادة المستدامة في قيادة أعمالها والنظر في آثار أنشطتها وعملياتها على العملاء والموظفين والمجتمع والبيئة ككل.
من خلال فهم ماهية القيادة المستدامة يمكن فهم أهمية تعزيز الجهود نحو ذلك الاتجاه، لذا يمكنك من خلال مقالنا التالي التعرف على كل ما تحتاجه من معلومات حول دور القيادة المستدامة وأهميتها ومبادئها وخصائصها .
تُعرف القيادة المستدامة بشكل عام بأنّها منهجية إدارية تقدم حلولًا للتنظيم بما يخص جميع التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية في كافة أنحاء العالم، إذ يتعاون قادة الشركات والمؤسسات وأصحاب الأعمال معًا لتعزيز المسؤولية المجتمعية المستدامة بهدف القضاء على تلك التحديات.
يعلم القادة ذوو التفكير المستدام تعقيد الأمور المتزايد يومًا بعد يوم، الأمر الذي يجعلهم قابلين للتكيف أكثر من بقية القادة لتعظيم الإبداع، الجزء الأهم هو أنّهم يتطلعون إلى المستقبل بمنظور آخر، فهم يعلمون بأنّ البيئة والمجتمع جزءًا لا يتجزأ من أي مشروع عمل.
إلى جانب ذلك، لديهم مجموعة واسعة من القيم والمبادئ الخاصة بهم والتي يسترشدون من خلالها إلى تطوير قيادتهم، هم يتخذون قرارات جريئة لأنهم يعلمون بأنّ للقيادة المستدامة دوراً مهماً في تحقيق التنمية المستدامة والتأثير على قادم الأجيال وليس فقط على الوضع الحالي.
من خلال تلك الاستراتيجية المميزة التي تميز أسلوب الإدارة والقيادة المستدامة خاصتهم، يقوم القادة بقيادة الشركة أو المنظمة نحو تلبية متطلبات الاستدامة وتحقيق المزيد من التميز والنجاح والتنمية المستدامة.
يعد اتباع نهج القيادة المستدامة في سياسة عمل الشركة والاهتمام بـ تنمية القيادة أكثر أهمية من أي وقت مضى نظرًا للفوائد العديدة التي يعودان بها على الشركة، مثل:
- زيادة الإنتاجية وتوفير في التكاليف:
من خلال وضع وتطوير برنامج للقيادة المستدامة في استراتيجية العمل يمكن تبسيط أداء العمليات وتوفير الجهود المبذولة للحفاظ على الموارد والأصول وتحسين النفقات، كل ذلك ينعكس كزيادة في الإنتاجية.
على سبيل المثال، هدفت المبادرات والاستراتيجيات الاقتصادية لحفظ الطاقة مثل الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة وعزل الجدران وإطفاء الأنوار والتكييف غير الضروري في التخفيف من قيم فواتير الكهرباء والماء.
- تعزيز روح التنافس وتحسين صورة العلامة التجارية:
أصبحت الاستدامة عامل حيوي في عالم التسويق عند انتقاء اسم العلامة التجارية، غالبًا ما يفضل العملاء والمستثمرون التعامل مع شركات ذات ممارسات مستدامة على حد سواء، لا سيما أنَ كثيرًا منهم ينظرون إلى الجهة التي تتخذ عملية دراسة وتقييم أثر عملياتها البيئية كنهج استراتيجي بنظرة أكثر احترامًيةً والتزامًا.
- زيادة فرص الالتزام باللوائح والتشريعات:
تفرض العديد من السلطات الحكومية المحلية والدولية لوائح وتشريعات تنظم العمليات وتلزم جميع المنظمات بممارسة عمليات مستدامة، تهدف القيادة المستدامة إلى تعزيز تطبيق جهود الدولة في هذا المجال، يعمل قادة الأعمال على تغيير ثقافة عمل الشركة لإعطاء الأولوية للإجراءات الأكثر استدامة.
- جذب المزيد من المستثمرين والموظفين:
في أيامنا هذه أصبح المستثمرون والموظفون ينظرون إلى الشركات ذات الممارسات المستدامة، إذ يعلم الموظفون أنّ الشركات ذات القيادة المستدامة تتبنى في نهجها ممارسات تساعد في تأمين رفاهية موظفيها.
تلعب عوامل مثل ظروف العمل الجيدة والتعويضات الكافية والاهتمام بالتنمية ورفاهية الأفراد العقلية في جعل الموظف يفخر بالعمل ضمن شركة مستدامة، كذلك المستثمر قد يفخر عندما يكون اسمه مقترنًا مع مثل هذا الكيان.
- تقليل الهدر والنفايات:
يعمل البرنامج القائم على القيادة المستدامة دورًا مساعدًا في توجيه الشركات للحد من الهدر وتقليل النفايات، من خلال إنتاج منتجات يمكن إعادة تدويرها واستخدام أجهزة موفرة للطاقة واستراتيجيات إدارة النفايات الورقية، الأمر الذي ينعكس على الموارد التي تستعين بها الشركات للتخلص من تلك النفايات ويقللها.
الهدف العام للقادة المستدامين هو القدرة على إحداث فرق إيجابي عن طريق بناء شركات أكثر استدامة تقلل من آثار العمليات التشغيلية على البيئة، تحقيق ذلك يتطلب منهم أن يعملوا على جعل الخمس مبادئ الرئيسية التالية أساس عملهم لقيادة الاستدامة:
- امتلاك عقلية ومنهجية إيكولوجية طويلة الأجل:
تعتبر العقلية الإيكولوجية (البيئية) أنّ البشر هم جزء لا يتجزأ من النظام البيئي العالمي، لذا يتوجب على القادة ذوي الفكر المستدام الابتكار وإلهام الآخرين من أجل دمج تلك الرؤية في رؤيتهم للمجتمع والعالم بهدف الحد من التأثيرات السلبية التي يتركها البشر على البيئة والطبيعة من حولهم.
- إنشاء شبكة معارف:
يتوجب على القادة ذوي التفكير المستدام إنشاء شبكة معارف قيادية من مختلف الأدوار والمستويات، بما في ذلك المدراء التنفيذيين والخبراء والاستشاريين، القائد المستدام قادر على خلق رؤية مستنيرة للتغيير من خلال تعزيز العلاقات والروابط وتحويل الاستراتيجيات الأساسية إلى أنشطة وأفعال قادرة على جذب أصحاب المصالح المختلفة.
- ممارسة التأثير من دون سلطة:
التأثير مفتاح نجاح القيادة والإدارة المستدامة، وليس فرض السلطة، معنى ذلك أن يكون القائد المستدام يمتلك أسس ومهارات التأثير على مجموعة واسعة من الناس، لذا يتوجب على القادة أن يكونوا ذوي علاقة طيبة مع الجمهور المحيط بهم من عملاء أو موظفين ليكونوا قادرين على تحديد أدوارهم والتأثير عليهم دون فرض سلطة رسمية.
- التعامل مع المواقف المعقدة:
تختلف درجة التعامل مع التحديات التنظيمية، هنا تبرز ميزة القائد الناجح في التمييز بين مختلف أنواع القيادة والأسلوب الأنسب لكل حالة أو مشكلة تعترض سير العمل، وبالتالي يجب أن يكون القائد المستدام قادر على البحث عن حلول سريعة والتعامل مع مختلف المواقف المعقدة بكل أريحية.
- الاعتراف بأهمية القيادة الذاتية:
يدرك قادة الاستدامة أهمية القيادة الذاتية لأنفسهم قبل الآخرين انطلاقًا من إحساسهم الواضح بالأهداف والقيم المستدامة لتحقيق التنمية المستدامة، كما أنّهم يمتلكون الدافع القوي لتشجيع الآخرين على استكشاف قيمهم وأهدافهم.
تنقسم خصائص القيادة المستدامة إلى خمس مجالات رئيسية، وهي:
- عقلية الاستدامة:
وتعني الإحساس بالأهداف على أن يكون مقرونًا بالطموح والتفكير طويل الأمد للوصول إلى النتائج النهائية الموضوعة للاستدامة.
- التفكير التنظيمي:
يشمل التفكير التنظيمي من وجهة نظر الاستدامة كل من الدراسة والملاحظة والتركيز على القضية البيئية الأكبر.
- بناء العلاقات:
على القيادات المستدامة فهم دور التعددية والتنوع وأهمية وجود أشخاص من مختلف الثقافات ضمن الشركة وبناء علاقات طويلة الأجل ومنتجة مع أصحاب المصالح.
- الاستمرار بالالتزام:
وذلك يعني إدراك أنّ أغلب التحديات المعقدة تحتاج إلى حلول إدارية طويلة الأجل والتكيف مع أي ظرف طارئ، يتطلب هذا العامل الاستمرار في عملية التعليم والتدريب للبقاء في ضوء أي مستجدات جديدة أخرى في سوق العمل.
- التواصل الفعال:
مديرو وقادة الاستدامة بحاجة لجميع ما يلزم من مهارات تحليلية وتواصلية فعالة مثل الاستماع الجيد وإدارة الصراع وحل النزاعات والقدرة على إقناع وتحفيز الأخرين وغيرها الكثير، تقوم كل دورة تدريبية من دورات إدارة قصيرة في دبي سواء كانت حضورية أو أون لاين بتدريب الشباب على تلك المهارات وكيفية استخدامها بالطريقة المثلى.
ختامًا،
أبعاد تحقيق الاستدامة أكثر بكثير من مجرد توفير للطاقة وتقليل الأثر البيئي للصناعات التحويلية والكيميائية وغيرها، لإتمام ذلك يجب أن تتضافر جهود الجميع من أفراد وإدارة والعمل كفريق للنهوض معًا، لكن مع الاجتماع والمثابرة يمكن إطلاق العنان لنفسك وضمان التفوق والتميز وتعزيز أهداف التنمية المستدامة.