نُشِر في Aug 12, 2023 at 09:08 PM
يبرز مصطلح الشراء الدائري في أي مؤسسة تعمل للانتقال إلى اقتصاد دائري لضمان الجودة والتقدم، لكن ما هو هذا المفهوم وما هي مبادئه ومميزاته وعيوبه وكيف يمكن تطبيقها بفعالية، هذا ما يقدمه المقال التالي، يمكنك المتابعة معنا.
التعريف البسيط للشراء الدائري هي شكل من أشكال تطبيق الاقتصاد الدائري، فهي مجموع العمليات التي تقوم على مبادئ الاقتصاد الدائري بما يخص عمليات الشراء، وهي ليست سوى جزء بسيط من استراتيجية الشراء المستدامة الأوسع الخاصة بكل شركة.
يقوم الشراء الدائري على ركيزتين أساسيتين، هما: تحسين الجذور التي تعتمد عليها سلاسل التوريد الدائرية بواسطة طلب منتج أو مواد أو خدمات دائرية مستدامة، وتحسين نماذج المشاريع والأعمال الحديثة العامة والخاصة التي تدعم حلول فعالة ومبتكرة للموارد.
توجد مجموعة متعددة من الأسس والمبادئ التوجيهية عند العمل على تصميم وتنفيذ استراتيجية مشتريات دائرية ومستدامة ناجحة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، تقوم تلك التوجيهات والمبادئ على تحديد نطاق العمل وكيفية ربط العمليات الحالية وجعل التخطيط سهل وبسيط ووضع أولويات إجراءات التحسين وإظهار مدى التزامات الأطراف المعنية في تطبيق تلك الاستراتيجيات.
يمكن تطبيق المبادئ على أي مستوى من مستويات الشراء لجعلها أكثر دائرية، على سبيل المثال:
على الشركات البحث عن أوجه التعاون مع أصحاب المصلحة المختلفين لتحقيق الاستدارة التي لا يمكنها تحقيقها بمفردها، وذلك يشمل الشراكة بين القطاعات العامة والخاصة وأنظمة الاسترداد من الموردين والشراكة مع المنظمات والشركات الأخرى بشأن المشاركة وإعادة الاستخدام ونظم خدمة المنتج، يفيد ذلك لتحديد أنواع المشتريات الرئيسية التي يجب معرفتها وشرائها.
وتشمل كل من التصميم للتفكيك وتعزيز نظم تبادل المعلومات وأنظمة الاسترجاع الخاصة بالموردين وإعادة الاستخدام الداخلي للمنتجات ذات القيمة.
يمكن للشركات التي تدعم الشراء الدائري أن تعزز استخدام المواد المعاد تدويرها والمواد المستدامة والقابلة لإعادة التدوير، إضافة إلى تفكيك المنتجات بعد الانتهاء من استخدامها وغيرها.
كثيرًا ما تواجه المؤسسات خطرًا كبيرًا عند دمج استراتيجياتها القديمة مع الاستراتيجيات الحديثة التي تجتهد لتحويلها إلى استراتيجيات مستدامة، إذ من الممكن أن تُقابل بالمقاومة من قبل بعض الموظفين الرافضين لفكرة تغيير سير العمليات وسياسة الشركة، لذا لا بدّ من ضمان تطبيق الاستراتيجية بشكل أفضل لضمان تحقيق الهدف المرجو منها.
نظرًا لذلك هناك بعض العوامل التي يجب مراعاتها عند أخذ القرار بتطبيق استراتيجية الشراء الدائري والمستدام داخل المؤسسة، وهي:
كما ذكرنا سابقًا، تطبيق استراتيجية عمل جديدة أمر لا يتم ببساطة ستواجه أي مؤسسة الكثير من التحديات على طول الطريق لتصل إلى هدفها، لكن من خلال النصائح التالية يمكن تحقيق نتيجة رائعة، وهي:
يفيد اعتماد استراتيجية الشراء الدائري الشركات في إيجاد حلول للتحديات المختلفة، أيًا كان حجم الشركة ونوعها، خاصة أم عامة، صغيرة أم متوسطة أم كبيرة، جميعها تواجه تحديات مختلفة وعليها أن تكون جاهزة لإيجاد حلول واتخاذ قرارات على كافة مستويات الشراء الدائري: الفنية والتنظيمية والمالية.
فنيًا، يجب أن تحتوي الحلول كل ما يتعلق بالحد من استخدام المواد الأولية وإعادة استخدامها وتدويرها، لذلك من الواجب أن تقوم الشركات بالتعاون مع الباحثين والشركات الناشئة الأخرى والمجتمع المدني من أجل إنتاج منتجات غير دائمة يمكن تفكيكها أو إعادة استخدامها في وظائف أخرى وأن تكون سهلة الصيانة وأن تكون مصنوعة من موارد متجددة لحفظ الموارد.
تنظيميًا، تتحقق الاستدارة عند إشراك كل من له علاقة في سلسلة التوريد من مرحلة الإمداد وحتى انتهاء صلاحية المنتج، علاوةً على ذلك يجب طرح عدة أسئلة للوصول إلى الحلول، والتي تشمل ما الفرص والإمكانات المتاحة أمام الشركة لتصبح دائرية؟ وما هي قائمة الموردين المفضلة الواجب إعطاؤها الأولوية لضمان إمداد دائري أكبر؟ وما هو هيكل العقد الواجب اتباعه بهدف إقامة علاقة طويل الأجل مع المورد الدائري؟
أخيرًا ماليًا، من المهم أن تجد الشركات حلول دائرية مجدية ماليًا، والتي يمكن أن تتضمن الحوافز المالية التي من شأنها ضمان الاستدارة من ناحية المورد وكذلك من ناحية العميل أو المستهلك وتبادل المعارف فيما بينهم.
بخلاف ذلك فإنّ تطبيق الشراء الدائري من شأنه تحقيق عدد من المزايا الأخرى للشركات، ومنها:
بالرغم من الفوائد العديدة التي تم ذكرها سالفًا حول اعتماد الشراء الدائري كاستراتيجية شراء ضرورية في عالم اليوم، إلا أنّ لها بعض العيوب التي قد تحد من استخدامها، ومنها:
ختامًا،
الإدارة الأفضل للمخاطر وزيادة الكفاءة والتعاون الطويل الأمد مع الموردين والتطوير التعاوني للحلول المبتكرة وتحديد ما يجب شراءه وما لا يجب، ليست سوى غيضٌ من فيض الفوائد التي تأتي بها الشراء الدائري على الشركات والتي تتبعها كمنهج استراتيجي في سياسة العمل لديها بنسبة مختلفة.