نُشِر في Feb 27, 2023 at 02:02 PM
من المتوقع أن يشهد مستقبل المشتريات تغيرًا بالغًا لم يشهده تاريخ البشرية، لا سيما في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي على كافة جوانب الحياة، والذي كان له أثراً كبيراً على التنبؤ في المستقبل القريب والبعيد للمشتريات، من خلال التحولات الجذرية التي تحدث حالياً ضمن هذا المجال.
يتطلع جميع العاملين سواء من القطاعات الخاصة أو الحكومية ضمن مجال المشتريات في مختلف البلدان إلى كيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي عليها ومدى تأثيره الكبير على المستقبل، والفوائد التي سيجنيها هذا المجال عندما يدخل الذكاء الاصطناعي إلى سوق المشتريات الرقمي بشكل كامل.
في هذا المقال، سنسلط الضوء على أهمية وفوائد الذكاء الاصطناعي على مستقبل المشتريات، وكيفية تطبيقه بفعالية ضمن الشركات.
يسهم الذكاء الاصطناعي بشكل عام في حل المشكلات الغامضة أو المعقدة والتي تحتاج إلى جهد بشري ضخم لحلها، وقد وصل هذا الحل إلى تطوير شراء المنتجات، التي بدأت في الازدياد رقمياً بشكل رهيب في السنوات الأخيرة.
سيوفر الذكاء الاصطناعي الكثير من الفوائد على مستقبل المشتريات، إليك مجموعة بأشهر هذه الفوائد:
باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن لأي شركة أو مؤسسة تحسين عملية صنع القرار ضمن أقسام مشترياتها، كونه يقدم العديد من الخدمات مثل جمع وتحليل كميات ضخمة من البيانات والمعلومات عن العملاء والموردين، ومن ثم معالجتها، والحصول على رؤى للمستقبل لا يمكن الحصول عليها بالوسائل التقليدية، وفي فترة زمنية أقصر.
تعتبر خدمات التحليل التنبؤي من أفضل ميزات الذكاء الاصطناعي التي تساعد الشخص المشتري، حيث أنها قادرة على توقُّع التغيرات في السوق مستقبلاً، وذلك بتحليل البيانات التاريخية، وبالتالي رفع كفاءة عمل فريق المشتريات والوصول للتنمية المستدامة.
يقلل الذكاء الاصطناعي من الوقت اللازم للشراء بنسبة تتراوح بين 25-60%، ويسهم في الحد من تكلفة معالجة عمليات الشراء في حدود 30-40%، وهذا يسهم كثيراً في تحقيق الأرباح.
بالإضافة إلى أنه يستطيع العمل بشكل دائم وعلى مدار اليوم، وبالتالي زيادة إنتاجية المبيعات والمشتريات بشكل كبير، والسماح للموظفين بالتركيز على المهام ذات القيمة الأعلى أو التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي حلها.
يمكن للذكاء الاصطناعي رفع جودة مهام مدير المشتريات لأنه يقلل من العمل اليدوي بشكل كبير (تقليل مقدار الخطأ)، حيثُ يقوم بأتمتة الكثير من مهام نظام المشتريات التي تحتاج جهداً ووقتاً ومالاً لتنفيذها.
يصبح المشتري باستخدام الذكاء الاصطناعي قادراً على التعرف على كثيرٍ من المشكلات التي قد لا يستطيع الوقوف أمامها في المستقبل، تتضمن التعرف على المخاطر المالية، الشفافية في الأنظمة، كمية المخزون من المنتجات، الطرف الثالث في عملية الشراء (الوسيط)، وغيرها.
تساعد هذه البيانات على معرفة الرقم التقريبي لمبالغ المال التي تم إنفاقها على المشتريات، ومعرفة وضع المورد الذي تم الشراء منه، ومعرفة هل عمليات الإنتاج ترتبط بعمليات ضارة للبيئة أم لا، وغيرها من الأمور الهامة للمشترين، وبالتالي القدرة على إدارة المخاطر المستقبلية لتحقيق عمليات شراء ذات كفاءة أعلى.
إن الغرض الرئيسي من تطبيق الذكاء الاصطناعي في المشتريات هو تنمية مستويات سلاسل التوريد كافة ومنعها من التوقف، وهنا يُطرح السؤال التالي: إلى أي مدى يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم معلومات عن سلاسل التوريد أكثر دقة من معلومات البشر؟
فمثلاً في حال كان الاتصال الإلكتروني صعباً ضمن المؤسسة أو الشركة، عندها يجب الأخذ بعين الاعتبار مختلف المخاطر التي قد تؤثر في سلسلة التوريد الرقمية.
يمكن بواسطة الأدوات التحليلية في الذكاء الاصطناعي تحديد عدة سلاسل توريد احتياطية ومناسبة لمختلف عمليات ومشاريع الشركة المحلية، بحيث يتم تحويل السلاسل المتوقفة إلى هذه السلاسل، وذلك عند خلو المستودعات والمخازن من المنتجات المطلوبة.
يمكن أيضاً باستخدام الذكاء الاصطناعي في المشتريات تحديد شروط العقود التي توافق شركات الإنتاج في اختيار سلسلة التوريد المناسبة (مثل السعر أو مكان الإنتاج)، وبالتالي تقليل الوقت والجهد المبذول من موظفي أو مديري المشتريات عند انتقاء سلسلة توريد جيدة.
إحدى الاستخدامات الرائعة للذكاء الاصطناعي في المشتريات هي أنه يعرّف مديري العلاقات العامة في الشركات على أي خلل قد يحدث في عمل المورد والذي يخالف العقد المبرم بينهم.
يقدم الذكاء الاصطناعي مساعدة كبيرة لموظفي المشتريات، وذلك في إنشاء خطة مشتريات ناجحة وتطوير نظام المشتريات إلكترونياً، كونه يحدد المواد والقرارات والعوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند بناء أو وضع خطة مشتريات لأي شركة، كما بإمكانه اكتشاف أي مؤشر جديد قد يؤثر على نظام وإدارة المشتريات.
عندما يسمح الذكاء الاصطناعي للمشتري باختيار أفضل إمداد لشركته، فإنه أيضاً يحميه من الاحتيال؛ كونه يقدم الموردين الأكثر ثقة والذين لديهم أعمال سابقة وسمعة جيدة.
بالإضافة لذلك، عندما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في إبرام عقود الشراء تزداد الحماية القانونية للمشتريات في المستقبل، وهذا يساعد في تحقيق النمو والاستدامة للشركات.
في معظم الأحيان، عند تطبيق الذكاء الاصطناعي على المشتريات تبدأ نتائجه بالظهور في فترة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة شهور، ولكن بشرط أن يكون تنفيذه ناجحاً، وأن تكون بيانات المشتريات منظمة ومحددة، وأن تكون توقعات خبراء المشتريات منطقية وعقلانية.
يمكن دخول سوق مشتريات الذكاء الاصطناعي باتباع العديد من الخطوات، وهي:
لا تنسَ أنك بمجرد إدخال أنظمة الذكاء الاصطناعي على المشتريات ودمجه في سياسة شركتك، ستعود الفوائد المذكورة أعلاه على الشركة، ولكن بالطبع تحتاج لوقت.
وختاماً، يدرك الجميع بأن مستقبل المشتريات مع الذكاء الاصطناعي سيزدهر لا محالة، لهذا تؤمّن كل الشركات فرص عمل للأشخاص الذين يمتلكون مهارات التعامل مع المشتريات باستخدام الذكاء الاصطناعي، حالياً وفي المستقبل،
لذا ولإتقان هذه المهارات يمكنك حضور دورات تدريبية في المشتريات في لندن، والتي ستقدم لك بالإضافة إلى المهارات الكثير من الخبرات العملية فيما يتعلق بالمشتريات وفق الذكاء الاصطناعي.