نُشِر في Oct 11, 2022 at 07:10 PM
لا يمكن نجاح أي نشاط تجاري كان أم صناعي دون وجود خطة إدارة المخاطر كجزء أساسي ﻓﻲ مشروع العَمل، لا سيما أنها كفيلة بإحاطة مشروعك بدرعٍ حصين من كافة المخَاطر سواء المُتوقعة منها أو غير المتوقعة.
إذ لا شكَّ أنه وفي أي بيئة العَمل قد ينشأ عددًا من المخَاطر التي لم تؤخذ بالحسبان، وفي المقابل هناك مخاطرًا تعد جزء لا يتجزأ من بيئة العَمل، تأسيس الشركة، بناء الأنظمة، عمليات التوظيف، وغيرها من العمليات التي تعد ضرورية في أي بيئة عمل وفي الوقت نفسه هي مصدر من مصادر المخَاطر المُحتملة.
لذا كان لا بدَّ من تحقيق التوازن بين آثار هذه المخَاطر وإجراءات تخفيفها عبر وضع خطة إدارة للمخاطر تضمن الاستعداد لأي عقبة تقف في وجه إكمال المشروع.
على الرغم من اختلاف خِطط إدارة المخَاطر تبعًا لنوع المشروع، إلا أن التعرف على أهم المكونات الرئيسية لخِطة إدارة المخاطر العامة سيسهم في وضعك على أول طريق تجاوز عقبات مشاريعك، وهذا ما سنتطرق إليه في مقالنا المدرج.
يمكن تمثيل خطة إدارة المخاطر بأنها وثيقة يمكنها تحديد جميع المخَاطر المحتملة للمشروع وحساب أبعادها القريبة والبعيدة إلى جانب وَضع تقييم دقيق لحدوثها، وذلك بالاعتماد على نوع المَشروع وفكرته.
من هذا المنطلق يستطيع فريق العمل أخذ الحذر إلى جانب تطوير بعض الطرق لتجنب مخاطر المَشروع والتصدي لها بما يتناسب مع نوع كل خطر، إذ لا يمكن البدء بعملية تنفيذ المَشروع دون العبور على هذه المراحل أولًا.
تقع عَملية إدارة المخاطر تلك على عاتق مدير المَشروع، أي هو الذي يعنى بوضع الخطة وتحليل آثارها وكذلك إِعداد دليل يقي من هذه المخَاطر، ومن ثمَّ عرض هذا النموذج كاملًا على أصحاب المصلحة حتى لا يوقع نفسه رهينةً للمسؤولية.
عندما تعزم على وضع خطة إدارة مخاطر مستقرة لمشروعك الجديد ومهما كان نوع هذا المَشروع، لا بدَّ أن تكون خطتك منهجية ومنظمة حتى تؤتي ثمارها المنشودة.
إذ على الرغم من تعدد الطرق والدراسات التي تفي بالغرض في إطار إدارة المخاطر، إلا أنها جميعها تَتضمن المكونات الرئيسية التالية:
1- تحديد المخاطر:
إن إعداد خطة إدارة المخاطر تتطلب أن يكون على رأسها جدول بالمخاطر بدءًا من الأكثر احتمالًا وانتهاءًا بالأقل احتمالًا، ومن ثم التركيز على نموذج المخَاطر الفعلية التي تواجهها المؤسسة عادة.
لكن، وعلى الرغم من أننا نوجهك إلى تركيز اهتمامك بشكل أكبر على المخاطر الفعلية إلا أنه لا ينبغي إهمال إدارج المخَاطر المحتملة ضمن الخطة، لا سيما أن عالم المخاطر يتطور يومًا بعد يوم لذا يجب توخي الحذر دومًا.
2- تحليل المخاطر:
تتضمن خطة إدارة المخاطر تحليلاً للمخاطر المحتمل وقوعها، إذ وبمجرد إجراء وَثيقة لضبط وإدارة المخاطر المحتملة، فإنَّ المرحلة التالية مباشرةً ستتمثل في تقييم المخاطر، أي تَحليل احتمالاتها وآثارها لتحديد إذا ما كان الخوض بتنفيذ المَشروع مربحًا أم أنه سيعود في الخسارة.
بمعنى ما مدى تعرض الشَركة لهذا النوع من الخطر؟ وما هي الأعباء التي ستتكبدها الشَركة في حَال نوت تخفيف أو إلغاء أثر هذا الخَطر؟
كما ويمكن تقسيم التهديدات إلى خطوات من الأعلى أهمية إلى الأدنى مثل خطيرة ومتوسطة ومنخفضة، وذلك بحسب المخَاطر التي وقوعِها يمثل إلحاحًا أكثر من غيره.
3- تخطيط قوالب الاستجَابة
تَتضمن خطة إدارة المخاطر إعداد هيكلًا عامًا يشمل التخطيط لرد الفعل المُحتمل على كل نوع من أنواع المخاطر، حيث يتم دراسة كل رد فعل وتكاليفه ونسبة نجاحه لتكون على دراية بالأحداث القادمة.
على سبيل المثال، إن أدركت أن عَملية الخَطر المُحتملة تهدف إلى تهديد أمن الشَركة إلكترونيًا، فهنا يمكنك مواجهتها و منع الخَطر القادم من خلال تطبيق سياسة الأمن السيبراني، لكن بعد استخدام استراتيجية التَخطيط لتكلفة التصدي ونسبة نجاحه.
4- تقليل وتخفيف المخاطر
عملك في هذا المكون يكمن فقط في تَنفيذ خطة الاستجابة للتهديدات والمخاطر التي قد تتعرض لها المؤسسات، والتي قمت بوضعها في المرحلة السابقة، هذا فيما لو رأيت أنها خطة جيدة من حيث التكلفة ونسبة النجاح.
كما ويجب تعميم رد الفعل المعتمد على كَافة الموظفين والمعنيين في المُؤسسة، لا سيما أن خطأ أو استهتار شخص واحد فقط في تَطبيق خطة تخفيف المخاطر سينعكس سلبًا على كامل المُؤسسة.
5- مراقبة المخاطر
المخاطر ليست ثابتة دومًا بل من المُحتمل تغيرها وتطورها مع مرور الزمن، فما كان في الأمس خطرًا بسيطًا قد يكون اليوم خطرًا مهددًا لنظام الشَركة بالكامل.
لذا عليك مُراقبة سير الخِطة التي وضعتها باستمرار، بل ومعاودة وَضع خطط أجدر منها في حال رأيت أنها لم تعد تفي بالغرض المطلوب.
ختامًا
تعد خطة إدارة المخاطر جانباً أساسياً في السعي وراء تحقيق أهداف الشركات من نجاح ونمو وسيطرة على معظم السوق التنافسية، لذا من المهم أن نفهم أن عملية إدارة المخاطر ليست حدثًا لمرة واحدة، بل من المُحتمل تكراره طالما شركتك قائمة على قدم وساق.
وعليه فإن المزيد من مهارات وخبرات إدارة المخاطر ستلزمك دومًا وأنت في طريقك إلى تحقيق النجاح لمؤسستك والتي سيمكنك اكتسابها من دورات تدريبية في إدارة المخاطر في برشلونة.