القيادة المتعاطفة: أهم مهارات القيادة وأكثرها إهمالاً!!


دورات القيادة في المملكة المتحدة

نُشِر في Aug 30, 2022 at 09:08 PM


كثيراً ما يتم تجاهل القيادة المتعاطفة في عمل الشركات، أو اعتبارها مهارة ثانوية في مهارات القيادة. وهذا خطأٌ شائعٌ يؤدي بكثيرٍ من الشركات إلى الفشل والانهيار.

 

سواء في حياتك المهنية أو الشخصية، فإن التعاطف أو القيادة المتعاطفة يعتبران من أهم الأمور في بناء العلاقة مع الآخرين.

 

قد يظن العديد من القادة أنهم يمتلكون مهارة القيادة المتعاطفة، أو أنهم متعاطفين مع موظفيهم، دون فهم حقيقي وعميق لهذه المهارة.

 

يمكننا القول أنّ للقيادة المتعاطفة جزء كبير في تحديد مدى نجاح أو فشل الفِرق والشركات مهما كان حجمها.


فيما يلي سنلقي نظرة فاحصة ودقيقة على معنى القيادة المتعاطفة، ونشرح مدى أهميتها بشكل عميق، وكذلك ما هي أشهر السمات التي يجب امتلاكها لكي تكون القائد المتعاطف نفسه!



ما هو مفهوم القيادة المتعاطفة؟


تُعرّف القيادة المتعاطفة والملتزمة بأنها القيادة القادرة على فهم وجهات النظر المختلفة في مكان العمل واحترام الآراء مهما كانت معاكسة لآرائك. ومحاولة إظهار أفضل ما لدى الموظف، ولكن مع احترام قدراته وحدوده.
 

ببساطة، القيادة المتعاطفة تعني القدرة على إدراك مشاعر الناس وأفكارهم، وفهم احتياجاتهم، وتوفير الدعم المناسب لهم، واستيعاب طرق تعاملهم مع المواقف المختلفة ومحاولة تحسينها أو الاستجابة لها.

 

يكمن السر في المفهوم العام للقيادة المتعاطفة والملتزمة بأن تضع نفسك مكان موظفيك وتعيش حالتهم التي يمرون بها؛ وبالتالي إدراك مدى تأثير العاطفة على تلك الأعمال والمهام التي يقومون بها. فهي (أي القيادة المتعاطفة) تعتمد كثيراً على مهارات الذكاء العاطفي لكي تبني علاقة عمل قائمة على الثقة الحقيقية.
 

بعبارة أخرى، لا يكفي أن يقبل القادة المتعاطفون احتياجات موظفيهم، أو أن يفهموها فقط، بل يجب عليهم خدمة هذه الاحتياجات وتقديرها ومحاولة تحقيقها.


تساهم طريقة القيادة المتعاطفة في تقليل الصراع الوظيفي وتحسين الظروف العامة تجاه العمال للوصول إلى رؤية الشركة المطلوبة.

 

بعد أن تعرفنا على مفهوم القيادة المتعاطفة، لا بد أنك تطرح السؤال التالي:

 

ما هي سمات القائد المتعاطف؟


تؤكد نظريات القيادة على وجود العديد من السمات التي يجب التمتع بها لكي تكون القيادي المتعاطف، إليك قائمة بأشهر هذه السمات: 


1- التعاطف:


بكل تأكيد السمة الأولى من سمات القيادة المتعاطفة هي التعاطف والشعور بالآخرين. فالقيادات المتعاطفة تُبنى بأكملها على أساس التعاطف مع الأفراد سواء أكانوا عملاءك أو زملاءك أو موظفين.

 

تعتبر علاقات العمل بين القائد والموظفين، وبين الموظفين أنفسهم من الأمور المهمة جداً لضمان نجاح الشركات. وعندما يُظهِر القائد التعاطف مع الآخرين في إخفاقاتهم أو خساراتهم، فإن ذلك يعزز الثقة، ويجعل الموظفين ينظرون للقائد على أنه صديقاً وليس قائداً فقط، وكذلك يصبح التسلسل الهرمي الوظيفي لا قيمة له مقارنة بمدى التعامل الرائع داخل مكان العمل. هذا يخلق بيئة عمل مريحة ونموذجية.

 

كقائد متعاطف، حتى لو لم تعرف خسارة أو فشل أحد موظفيك، فإنك تعلم أنّ الجميع لديه الكثير من الوقت الصعب، لذلك أعلِم موظفك وأخبره دائماً بأنك معه وأنك تدعمه في كافة الأحوال.


تذكر من الرائع أن يشعر الموظف بأن الأشخاص من حوله يدعمونه وهو يواجه أصعب الفترات.. حتى ولو كان ذلك في مكان العمل.




2- المرونة

السمة الرئيسية الثانية في سمات القيادة المتعاطفة، فالقادة المتعاطفون يلتزمون بقراراتهم بالتأكيد، ولكنهم لا يتمسكون بآرائهم إن اكتشفوا أنها خاطئة. بل يدمجون آراء الآخرين مع قرارتهم للوصول إلى الحل الأمثل. هذا يبني ثقة كبيرة بين القيادة والموظفين.


يقدّر القادة المتعاطفين مشاعر الآخرين واحتياجاتهم، ويتعاملون معها بشكل سريع، ويستطيعون التكيف مع أي موقف عاطفي يحصل أمامهم. وهذه بعض الأمثلة عن وجود المرونة لدى القادة:

 

  • تقدير ظروف الموظفين ومشاكلهم الشخصية.
  • النظر في جميع الأفكار والمقترحات دون استثناء لتحديد الفكرة الأفضل.
  • إيجاد الحل الأمثل الذي يوافق كافة الموظفين، وعدم التحيز لموظف أكثر من الآخرين.



3- سهولة الاتصال


حرصت القيادة المتعاطفة على تطوير مهارة اتصال القائد بالموظفين، أي أن يكون التواصل بين القائد والموظف سهلاً قدر الإمكان، وأن لا يشعر الموظف بأن التواصل مع القائد أمر مخيف. بل أن القائد هو شخص موجود لكي يساعد الغير ويقدم لهم كافة أشكال الدعم الحديث ضمن وسائل الشركة المتاحة.


باختصار، أن تكون قائداً متعاطفاً يعني أن تبني الديمقراطية في التعامل مع موظيفك. بحيث يستطيع أي موظف المجيء إليك والتعبير عن آرائه أو مشاكله في العمل بارتياح تام ودون أي خوف.


إذا كانت مشاعر أي موظف بعكس ذلك فإنها تكفي لزيادة الفجوة بينه وبين القيادة، وسيشعر الموظف بأنه مجرد أداة لتنفيذ المهام.



4- تجنب إرهاق العمل


بالتأكيد إذا شعر الموظفون بالإرهاق في العمل فإن ذلك سيؤدي إلى نتائج كارثية مثل استقالة الموظفين أو كثرة الأخطاء، وقد تصل إلى فشل الشركة بأكملها. ويعود السبب في ذلك حسب العديد من الدراسات إلى أن الموظف عندما يصل إلى الإرهاق الشديد ينخفض مردوده بشكل كبير، وتصبح معظم أعماله دون إتقان.

 

تكمن أهمية القيادة المتعاطفة في إدارة الإرهاق وكشفه بشكل أسرع ومعالجته إما بإعطاء الموظفين إجازة أو بتقليل حجم المهام لكل موظف أو بالطريقة التي يراها القائد مناسبة لإزالة أي نوع من الإرهاق لدى موظفيه.


تذكر تقول القيادة المتعاطفة لا ينبغي عليك تحت أي ظرف أن تجعل موظفك يقول "أنا أشعر بالإرهاق الشديد!!"



5- التحفيز وخلق الدافع


يتعلق مفهوم القيادة المتعاطفة بالقدرة على خلق الدافع لدى الموظفين وتحفيزهم لإخراج أفضل ما يملكونه.


والقيادة المتعاطفة لا تقتصر على خلق الدافع فقط، بل ترتبط أيضاً بالتعامل مع الفشل والإخفاق بطريقة أفضل. 

 
فعلى سبيل المثال إذا أخفقت الشركة في مشروعٍ ما، لا ينبغي لوم الموظفين أو الصراخ في وجههم؛ بل يجب تحفيزهم وتشجعيهم على معالجة الأسباب التي أدت إلى الفشل لكي يتجنبوه في المستقبل. هكذا تكون تمارس ما نسميه قيادة متعاطفة.


وعندما تخلق الدوافع المشتركة لدى موظفيك فإنهم سيشعرون أنك قائد حقيقي لهم.
 
 

نصائح لإظهار المزيد من القيادة المتعاطفة


 
أضف إلى سمات القيادة المتعاطفة، مجموعة من النصائح المثمرة:

 

  1. أهم نصيحة عند تعاملك مع موظفيك أن تدرك أنَّ عملك ليس أكبر أو أهم من حياتهم.
  2. لقد كرّست القيادة والإدارة المتعاطفة القائد حرفيا لكي يطّلع على مشاكل العمل التي تصادف الموظفين وحلها لهم.
  3. ساعد الموظفين في حياتهم الشخصية، هكذا ستبني الكثير من الثقة معهم.
  4. شارك مشاعرك مع موظفيك فهذا يعطيهم انطباع جيد عنك.
  5. استمع بعمق لموظفيك في شتى المواقف! إن أسلوب الاستماع العميق يبني الاحترام ويعزز مسار الثقة بينكم.
  6. إجراء التدريب للمدراء ولقادة الفرق لديك (ولكافة الموظفين إن أمكن) على اتباع عقلية أو ثقافة القيادة المتعاطفة.

 

بالإضافة إلى النصائح السابقة فإن دورات القيادة في المملكة المتحدة تتيح لك المجال لتعلم أفضل مهارات القيادة المتعاطفة وترسم لك الطريق لتصبح قائداً حقيقاً.

 

وختاماً، 

أعتقد أنك ترى الآن أن القيادة المتعاطفة ضرورية وأنها تستحق الاهتمام. وبينما أنت تركز على مهارات القيادات الأخرى، تذكر أنَّ اجتماع  قيادات متعاطفة مع موظفين جيدين سينتج لك أشخاصاً مبدعين على كافة الأصعدة والمقاييس.