نُشِر في Jul 18, 2022 at 08:07 PM
سواء كنت قد سلكت مسلك القيادة الافتراضية في مؤسستك منذ سنوات، أو إن كنت تنوي البدء بتفعيل استراتيجية قيادة الفرق عبر الإنترنت عمَّا قريبٍ، فأنت تفتقر إلى بعض المهارات والطرق المثبتة عالمياً في هذا المجال.
إذ غالبًا ما يواجه القَادة التقليديون صعوبات وتحديات تمنعهم من قيادة فرقهم بصورة ناجحة وفعالة على الرغم من وجودهم مع فرقهم في نفس الموقع، فكيف سيستطيع القادة الافتراضيون ضبط زمام الأمور دون الإلمام ببعض طرق ومَهارات القيادة عبر الإنتَرنت، بل وتتبع نصائح وتجارب السابقين في هذا المجال.
لا سيما أن كبرى المؤسسات والشركات حول العَالم أصبحت تأخذ منحى التوظيف الافترضي، مما جعل الحاجة إلى التدريب على قيادة الفرق عن بُعد أكثر إلحاحًا وأهميةً من أي وقت مضى.
من هذا المنطلق اخترنا أن نكون ساعدك الأيمن إذا ما أوكلت إليك مهمة الإدارة الافتراضية لبعض الفِرق في مؤسستك، حيث عمِدنا إلى ذكر مجموعة من المعلومات التي ستكون لك بمثابة الدليل المرشد إلى قيادة فرقك بشكلٍ ناجح وفعال.
بدايةً إنَّ مصطلح القيادة الافتراضية يعني الإدارة والإشراف على فريق غير مباشر أو مجموعات العمل المتناثرة في أنحاء العالم والتي نادرًا ما تلتقي ضمن نطاق عَمل واحد.
حيث تمثل قيادة الفرق الافتراضية العنصر الحاسم في نجاح العمل ككل أو حتى إخفاقه، وذلك في حال تبني الشركة المؤسسة نِظام العمل عبر الإنتَرنت (online) كنظام عَمل أساسي.
وعليه فإنَّ مسؤوليات القائد الافتراضي لا تقل أبدًا عن مسؤوليات قائد الفِرق المباشرة من حيث توجيه فريق العمل ووضع خطط تنمية للشركات مع ضمان تنفيذها إلى جانب إدارة تطوير مهارات فرق العمل مختلفة المستويات.
إلا أن الجانب المفقود في القيادة الافتراضية والذي يجعلها أكثر صعوبةً هو روح التعاون والفعالية العالية للفريق إلى جانب ضعف القدرة على بناء علاقات عَمل في غياب الاتصال المتكرر وجهًا لوجه.
من المهم خلق استراتيجيات عَمل افتراضية توازي استراتيجيات القيادة في بيئة واحدة من ناحية الفعالية والتأثير، بحَيث يتم حصد نتائج جيدة بمستوى نتائج وثمرات العمل من المكاتب. حيث لا يتم ذلك إلا باتباع بعض أساليب القيادة الإدارية والمهارات المثبتة والمجربة من قِبل خبراء القيادة الافتراضية للعصر الرقمي.
فيما يلي بعض من طرق القيادة ومهارات الإدارة عن بُعد:
- توحيد أنظمة التواصل وإجراء
إذ يجب إعارة اهتمامك دومًا إلى أكثر الوسائل الفعالة في إدَارة توظيف مهام الفِرق الافتراضية، والتواصل من خلالها لتحقيق التفاعل المطلوب من المشاركين.
ففي ظلِّ انتشار التكنولوجيا وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الضروري تحديد شبكة اتصال تفاعلية بحَيث يجري الاعتماد عليها ويتم من خلالها تنفيذ خطة العمل بصورة ناجحة.
كذلك يمكنك إجراء اجتماعات دورية ومكررة تذكر الموظَفين من خلالها بـ أهداف العمل وتفسح لهم المجال للتحدث عن التحديات والأَخطاء التي تواجه بعضهم ضمن نطاق العمل ومن ثم العمل على تطبيق بعض الحلول لتداركها.
- إنشاء أوقات عمل متداخلة
تتمثل إحدى أهم فوائد الفرق الافتراضية بقدرتهم على إنجاز مهامهم بشكلٍ مرن بعيدًا عن الالتزام القسري بأوقات العمل، بحَيث يستطيعون الموازنة بين مسؤولياتهم المجتمعية والواجب الوظيفي الملقى على عاتقهم.
لكن وعلى الرغم من ذلك، لا بدَّ من إنشاء أوقات عَمل متداخلة بين جَميع العاملِين من أعضاء الفريق، بحَيث يتم تحقيق زيادة الألفة بينهم وتقريب وجهات النظر بشأن بعض المقترحات لتطوير الأعمال أو تغيير المساق المتبع في تنفيذ خطط شركة العمل.
- تحدِيد نظام عمل واضح
قد يكون من الصعب على قائد العمل الافتراضي تتبع كل عضو من أعضاء الفريق بحَيث يضمن تنفيذ مهامهم بالجودة المطلوبة وبشكل مطابق مع برنامج العمل الافتراضي.
لذا ضع نظامًا واحدًا من حيث طريقة تعيين المهام وكيفية تتبع أحداث المشاريع وكيفية تسليمها عند الانتهاء، وكذلك ما هي أهم النقاط الرئيسية الواجب على الجميع الاعتناء بها.
- تواصل بشكلٍ فردي مع أعضاء الفريق
بعيدًا عن الاجتماعات العامة والدورية لكافة العاملِين في منظمة العمل، لا بدَّ من إجراء محادثات فردية مع كل عضو من أعضاء الفريق وذلك للتحقق من عدم مواجهته لأي صعوبات في العمل وتقديم الملاحظات له بصورة فردية ملائمة مع الأخطاء التي تم ارتكابها سابقًا من خلاله.
حيث تظهر الحاجة الملحة للتواصل الفردي بشكل كبير عندما تختلف وتتفاوت المشاكل والأخطاء المرتكبة من شتى أعضاء الفريق والمُلاحظة فقط من قِبل قائد الفِرق الافتراضية.
لا بدَّ أن يترافق مع كل منصب قيادي بعض التحديات والصعوبات التي تقف في وجه المسؤول عن تطوير خطط العمل في المنظمات والمؤسسات.
وكذلك الأمر بالنسبة للقيادة الافتراضية إلا أنها تشتمل على تحديات يصعب على أي قائد اجتيازها ما لم يحِط بها من جَميع جوانبها حتى يتمكن من التغلب عليها بأفضل صورة ممكنة.
إليكَ أبرز التحديات التي ستواجهها كقائد افتراضي:
- ضعف الاتصال
على الرغم من أن العَمل عن بُعد يؤمن شبكة اتصال دائمة بين جميع العاملين على المشروع إلا أنه يفتقر إلى أهم النقاط التي تميز العَمل المباشر وهي تأمين التفاعل وجهًا لوجه وتفسير نبرة الصوت وإيماءات الوجه التي قد تلعب دورًا بارزًا في توصيل الكثير من المفاهيم وتدارك العديد من الأزمات.
أيضًا قد يكون التفاعل والمشاركة في الاجتماعات من قِبل أعضاء الفريق أقل بكثير، لأن بعض الأشخاص يتبعون سياسة التحفظ في القنوات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي فينعكس ذلك سلبًا على تفاعلهم ضمن نطاق العمل.
- الاختلاف في أخلاقيات العمل
لوحظ من خلال عدة أبحاث تمت دراستها أن غالب الموظفين يعملون بصورة أكثر جدية في مجال الأَعمال المكتبية، لا سيما أنهم يشعرون بروح الجماعة والانتماء إلى البيئة الواحدة.
في المقابل قد يبدربعض من التصرفات المزعجة لأرباب العَمل بغير أن يراد ذلك من أعضاء الفريق كتجاهل الرد على رسالة ما، أو التأخر في إنجاز المهمة المطلوبة، بالإضافة إلى الكثير من احتمالات سوء الفهم بين كل من الطرفين.
- تأمين فِرق افتراضية متماسكة
إحدى أكثر المهمات صعوبةً عند قائد الفريق الافتراضي هي القدرة على التحكم وإضفاء شعور الألفة بين أعضاء الفريق لتعزيز وحدة الهدف ومهارات العمل الجماعي، لا سيما إن كانوا ينتمون إلى بيئات متفرقة وتفصل بينهم أميال وأمتار من المسافات.
إذ تشير عدد من الدراسات إلى أن البرنامج الذي يضم قادة افتراضيين إلى جانب فِرق منفصلة قد يكون أكثر عرضةً لمستويات أعلى من الصراع وذلك بسبب قلة الانخراط وانخفاض الروح المعنوية بين أعضاء الفريق.
ختامًا
قد تكون مهمة القيادة الافتراضية صعبةٌ للغاية في ظل غياب التفاعلات الشخصية وتعدد التحديات اللوجستية، حيث تتطلب القيادة الناجحة الكثير من العَمل وبذل الجهد لضمان أن فريقَك منتج وتعاوني وتجمعه روح الألفة والهدف المشترك.
لكن مع تتبع بعض التوصيات المقترحة سابقًا واجتناب العديد من التحديات المُحتملة ستصبح القيادة أكثر سهولة ومرونة بالنسبة لك، أما إن كنت مهتمًا في تطوير مهاراتك القيادية بصورة أكثر عمليةً فدعنا نوجهك إلى دورات تدريبية رائدة في هذا المجال مثل دورات في القيادة أونلاين في المملكة المتحدة إذ ستضمن من خلالها تطوير قدرتك على القيادة الافتراضية في خلال فترة زمنية قياسية.