نُشِر في Jul 31, 2022 at 08:07 PM
كيف تعطي بعداً جديداً لمجال الرؤية لديك عن طريق القيادة الرؤيوية؟
هناك مكون سحري لديه أثر كبير في تحويل أي شيء إلى عنصر مفيد.
مكون يمكنه أن يحول الحياة اليومية المملة إلى مغامرة مثيرة وجذابة، كأنك تضيف قليلاً من التوابل التي من شأنها أن تضفي نكهة رائعة على حسائك.
بواسطة هذا المكون ستكون قادراً على إضافة العمق إلى مهامك وتحقيق الاستفادة القصوى من قدراتك وقدرات الأشخاص المتعاونين معك.
هذا المكون هو القيادة الرؤيوية
في هذا المقال، سأوضح لك ما هي القيادة الرؤيوية أو القيادة ذات الرؤية المستقبلية، ومن هو القائد صاحب الرؤى، وسأشرح ما يجعل هذا النوع من القيادة أمراً هاماً وضرورياً.
وقبل أن نتعمق في سمات القيادة الرؤيوية، دعونا أولاً نفهم ما هي القيادة الرؤيوية باختصار..
تُعرَّفُ القيادة على أنها قدرة الشخص على قيادة المتعاونين معه من خلال الالتزام الطوعي. أما الرؤية فهي طريقة لرؤية الأشياء وتصورها وفهمها.
ومن خلال دمج المفهومين السابقين نحصل على ما يُسمَّى القيادة الرؤيوية visionary leadership، حيث أن تأثير القيادة الرؤيوية في تحقيق التميز يظهر جلياً من خلال القيادة التي تمتلك رؤية واضحة لمستقبل المنظمات والشركات، وتوفّر الأسلوب الذي يكون مناسباً للوصول إلى الرؤية المستقبلية. وهي الخارطة التي تمثِّلُ أساس نجاح الشركات مهما كان حجمها.
للقيادة الرؤيوية دور كبير ومهم في العمل اليوم، فهي البوصلة الداخلية لدى القادة الحقيقيين، والتي توجه جميع المصالح الفردية في اتجاهٍ واحدٍ يخدمُ المصلحة الجماعية، وكذلك تساعد في تعزيز أبعاد المسؤولية في العمل.
تهتم القيادة الرؤيوية في جميع أبعاد الموارد البشرية وتسعى لجعل الشخص يصل إلى درجة عالية من احترام الذات.
حيث هدفت القيادة الرؤيوية في الماضي والحاضر إلى وصول الجميع لمبتغاهم وطموحاتهم، لذلك تعد تنمية القيادة أكثر أهمية من أي وقت مضى فهي البوصلة التي يعتمد عليها فريق العمل.
هو الشخص الذي لديه توقُّع واضح وعظيم للشكل الذي يجب أن تبدو عليه الشركة في المستقبل. وله الدور الأكبر في رسم الخطوات الإستراتيجية للموظفين لتحقيق الرؤية المطلوبة في المشاريع.
نحلم جميعاً بالشعور بأننا مفيدون وأن نحظى بحياةٍ ذات معنى. والقيادة الرؤيوية تلبي هذه الاحتياجات من خلال تقديم الدعم لتحقيق أفضل مستوى من الفرد والوصول به إلى التميز المؤسسي.
للقائد ذو القيادة الرؤيوية دور كبير وأساسي في إدارة جميع الموظفين، وإلهامهم لخلق الرؤى الخاصة بهم، وللوصول إلى الرؤية المستقبلية التي ينتظرها، فهو يجسد العنوان "اتبعني! فإنَّني أملكُ رؤية وليس مجرد حُلم".
يتمتع القادة الاستراتيجيين بالقدرة على التخطيط العالي، البحث العميق، وتحليل ما يحدث داخل أقسامهم وشركاتهم ضمن تقنيات القيادة الرؤيوية، ويوزعون المهام التي سيتم تنفيذها ويشرحون دورها في إتمام المشروع.
وعندما بقدمون ملاحظات أو تقييماً حول أداء أحد الموظفين، فإنَّهم يتركون دور وحرية كبيرة للموظف لكي يبتكر طالما أنَّه يسير في اتجاه تنفيذ المشروع.
والآن نصلُ للسؤال الأهم، ما هي سمات أو خصائص القائد صاحب الرؤى؟
يتمتع القادة أصحاب الرؤى بالعديد من الأصول والسمات التي تجعل مؤيديهم سعداء باتباعهم، فالقيادة الرؤيوية جامعة لكثير من السمات العظيمة، وفيما يلي قائمة بأهم 8 صفات قيادية أساسية تساعد القادة على أن يصبحوا أكثر نجاحاً:
1- الإرادة:
الإرادة لها تأثير حاسم في امتلاك القيادة الرؤيوية أو عدم امتلاكها، فالقادة أصحاب الرؤى أقوياء ومصممون ولا يمكن كسرهم أبداً، وهم مستعدون لمحاربة المؤسسات والسياسات القائمة منذ فترات طويلة لتحقيق أهدافهم.
تجد دائماً أشخاصاً لديهم أفكار رائعة ولكنهم يفتقرون إلى الإرادة والتصميم ويخافون من العمل. وفي ضوء ذلك يأتي دور القيادة الرؤيوية في تقوية هذه الصفات وإزالة الخوف والقلق.
لا تخشى القيادات الاستراتيجية من الفشل، ولكنَّها فقط تخشى من عدم المحاولة.
2- النزاهة:
النزاهة هي العنصر الثاني الواجب امتلاكه للوصول إلى القيادة الرؤيوية. لا يمكنك إدارة أي مشروع تجاري ناجح إذا كنت تفتقر إلى النزاهة.
يقول بريان تريسي، مؤلف كتب عن التنمية الشخصية ومحاضر بجامعة بريان تريسي، "أنه كلما استضاف اجتماع عمل استراتيجي، فإن القيمة الأولى التي يتفق عليها جميع المديرين التنفيذيين هي النزاهة".
وأظهرت النتائج أنَّ رواد الأعمال يعتبرون أن مفهوم النزاهة والشفافية هي أساس القيادة الرؤيوية وأن عليك أن تدافع عما تؤمن به. بغض النظر عن مدى صعوبة الموقف، عليك التمسك بمبادئك دون مساومة؛ والامتناع عن إعطاء وعود كاذبة أو اتباع طرق مختصرة، عليك امتلاك درجة عالية جداً من النزاهة.
إن الوفاء بالوعود المذكورة، أمر ضروري من أجل بناء مكاسب طويلة الأجل مع الموظفين.
3- الابتكار:
عنوان القيادة هو الابتكار، فالـقـائـد المبتكر ليس عبقرياً مبدعاً بأفكار محفزة فقط!، بل يمنح الآخرين أيضاً حرية النمو والتطوير في الاتجاه اللامحدود.
الأشخاص المبتكرون منفتحون دائماً على التعرف على أفكار جديدة. فهم يستمعون بنشاط إلى الجميع ويحفزون الآخرين أيضاً على التفكير خارج الصندوق. تمنحهم هذه الجودة ميزة على الآخرين لأنهم يبحثون دائماً عن الإبداع والابتكار.
كقائد مبتكر، قال ستيف جوبز: "الابتكارات تُحدِث الفرق بين القائد والتابع".
4- الثقة بالنفس:
الثقة بالنفس حاضرة للغاية في القيادة الرؤيوية؛ فالقادة يعرفون مهاراتهم وصفاتهم القيادية وواثقون منها.
يتمتع الـقـائد بالثقة بالنفس واحترام الذات، والأهم من ذلك أن بإمكانه إحداث فرق في حياته وفي حياة الآخرين.
بلغة الثقة بالنفس، قالت روزالين كارتر، "يجب أن تثق في قدراتك وأن تكون قوياً بما يكفي للمضي قُدماً"، بالتالي فإنَّ الثقة بالنفس ضرورية للقادة لأنها تمنحهم الأجنحة لتحمل المخاطر وتحقيق الأهداف والتحليق عالياً. هذا يسمح لهم باتخاذ قرارات آنية، لحل المشاكل والصعوبات التي تواجههم.
5- الانضباط الذاتي:
تدور القيادة الرؤيوية حول تطوير الانضباط ذاتياً، لدى القيادة ولدى الآخرين.
لذلك فإن أصحاب القيادة الرؤيوية منضبطون ذاتياً ولديهم مهارات ممتازة في إدارة الوقت.
دوماً ما يسعى الـقـائد صاحب الرؤى إلى نشر ثقافة الانضباط الذاتي بين الأشخاص المحيطين به، نظراً لأنَّ هذه الصفة تقود الفرد إلى تحقيق أقصى استفادة من موارده وكذلك الوصول إلى أفضل نسخة منه. فعندما تكون منضبطاً ذاتياً، فإنك تلهم الآخرين ليتبعوا القيادة الرؤيوية التي تملكها.
إذا كنت تملك مؤسسة سريعة الخطى حيث يتحمل الموظفون أعباء عمل ثقيلة، فإن زيادة الانضباط يمكن أن يساعدهم على أن يكونوا أكثر نجاحاً والحفاظ على بيئة عمل هادئة.
يقول جون سي ماكسويل: "يمارس الـقـادة العظماء دائماً الانضباط الذاتي - دون استثناء".
6- الذكاء العاطفي:
أحد العناصر الرئيسية في القيادة الرؤيوية، فالأمر لا يقتصر على كون الـقـائد "ذكي" بالمعنى التقليدي للكلمة، ولكنَّه أيضاً ذكي عاطفياً. أي أنَّه يفهم قوة المشاعر في العمل وقادر على إظهار التعاطف مع من حوله.
يمكننا تعريف الذكاء العاطفي بأنَّه القدرة على تحديد وإدارة وفهم المشاعر سواء الشخصية أو مشاعر الغير من حولنا.
ووفقاً لعالم النفس ومؤلف كتاب "الذكاء العاطفي" دانيال جولمان، فإن الذكاء العاطفي يتكون من خمسة مكونات:
الوعي الذاتي، التنظيم الذاتي، المهارات الاجتماعية، التعاطف، والمحفز أو الدافع.
ولتحقيق القيادة الرؤيوية واكتسابها يجب امتلاك هذه المكونات الخمس، فالقادة يتصرفون بشكل فعال في شتى الأمور، ويتخذون قرارات محسوبة دون الانجراف وراء عواطفهم.
7- الإلهام:
يجب أن يمتلك الـقـائد صاحب الرؤية الإلهام، ويُقصد بالإلهام هنا أن يكون مُلهماً ذاتياً لنفسه، وقادراً على إلهام الآخرين لكي يتبعوه. فإن لم يكن ملهماً لهم فلماذا سيتبعوه؟!
يلهم القائد الاستراتيجي زملاءه في العمل للوصول إلى رؤيته المستقبلية الخاصة، وكذلك يلهمهم لخلق الرؤى الخاصة بهم، ومن ثمَّ تحقيقها، إذا كانت تتجه مع رؤيته للمستقبل.
ومن وجهة نظر القيادة فإن للإلهام أثر كبير في الموظفين، وبدون وجود الإلهام لا وجود لمفهوم القيادة الرؤيوية.
8- مهارات حل المشكلات:
لا تقتصر الأدوار القيادية على الإدارة أو التفويض فقط.
اليوم، وبالنسبة لأي قائد، فإنَّ مجال المسؤوليات قد تطور وأصبح أكثر ضخامة.
ولكي تعمل المنظمة بسلاسة، يجب أن يتمتع الـقـادة بمهارات حل المشكلات قطعاً، والمقدرة على تحليل المواقف من أجل اتخاذ القرارات المناسبة. عندما يتعلق الأمر بالقيادة الرؤيوية، فإن مهارات حل المشكلات ذات فاعلية كبيرة من أجل إزالة جميع العقبات.
فالـقـادة الحقيقيون لديهم القدرة على الاستجابة للمشاكل، فهم يحللون ويستخدمون البيانات ويتواصلون لحل المشاكل بدقة.
يمكنك تعلَّم أنماط القيادة الرؤيوية، مهما كانت طبيعتك، وذلك عن طريق اتباع مجموعة من العادات الصحية، وفيما يلي أربعة أساليب وخطوات أساسية لتعلم القيادة الرؤيوية:
1. حدد رؤيتك بوضوح: يجب أن تكون الرؤية دائماً ذكية (أي تحقق قاعدة سمارت SMART)
2. شارك رؤيتك مع موظفيك بشفافية تامة.
3. التزم بهذه الرؤية حتى يكون الهدف مشتركاً. من خلال تحقيق أهدافك، سيحقق موظفوك أهدافهم والعكس صحيح. عندما يكون السبب واحداً، يصبح كل شيء أسهل.
4. حفز فريقك واستمع إليه. يمكن أن تتطور الرؤية بمرور الوقت ويمكن أن تأتي الأفكار أيضاً من أحد المتعاونين معك.
أضِفْ إلى النصائح السابقة أنَّ القيادة الرؤيوية تحتاج إلى الكثيرة من الدراسة، لذلك فإن دورات تدريبية في القيادة في دبي ستُسرّع من وتيرة تطوير مهاراتك وستدعمك بواسطة دراسة شاملة حول القيادة الرؤيوية.
ملاحظة أخيرة!
إنَّ الإرادة الصلبة والجهد المستمر هما اللذان يمهدان لك الطريق لاكتساب مهارة القيادة الرؤيوية.
إذا وصلت إلى هذا الحد من القراءة، فإنني أفترض أن المعرفة لديك حول القيادة الرؤيوية قد زادت، وأنك اكتسبت معلومات جديدة واجتزت خطوة أخرى للوصول نحو القيادة الرؤيوية.