القيادة الأخلاقية: حجرُ أساس في العمل ناجح


تدريب مهارات القيادة في كوالامبور

نُشِر في Nov 20, 2022 at 01:11 PM


تعتبر القيادة الأخلاقية بوابة النجاح في أي عمل, سواء أكان العمل تجاري أم صناعي، ولا يتعلق مفهوم القيادة الأخلاقية فقط بقادة الشركة، بل بجميع أفراد الشركة الذين يتحملون مسؤولية أخلاقية معينة تدعم الأُسس والمبادئ التي تحددها الشركة بما يتوافق مع قواعد العمل المهنية.

 

كذلك تشمل القيادة الأخلاقية الكثير من السمات الجيدة، فهي تتضمن الاحترام، الثقة، الإنصاف، الشفافية، والصدق، إذ يجب على كل القادة والموظفين في الشركة إظهار هذه الأخلاق في جميع الأوقات كجزء من واجبات عملهم، وكذلك في تفاعلهم مع العملاء.

 

لذا إن كنت تريد أن تصبح قائداً استثنائياً في مجال الأعمال، عليك إيجاد إطار لتنمية القيادة الأخلاقية في مؤسستك، ولن يمكنك ذلك إلا بعد التعرف على ما هي القيادة الأخلاقية؟ وما هي أهميتها؟ وما هي أهم السمات التي يتمتع بها القادة الأخلاقيون؟ وهذا ما سنزودك به ضمن هذا المقال.

 

ما هو تعريف القيادة الأخلاقية (Ethical Leadership)؟

تُعرَّف القيادة الأخلاقية بشكل عام على أنَّها المنهج والنموذج الذي يُظهِر ويعزز السلوك المثالي لدى الأفراد، ويوجههم من خلال احترام حقوق الآخرين ومعتقداتهم بما يتوافق مع القيم الأخلاقية.

 

أما مهنيًا فإن القيادة الأخلاقية هي عبارة عن بيئة عمل لإعداد الأساس المنطقي في التعامل داخل العلاقات المهنية، يكون فيها القائد التنظيمي أو المدير أو صاحب المنصب الإداري مثالاً يُحتذى به من خلال أفعاله وسلوكياته الأخلاقية في العمل، بشكل يتناسب مع قواعد العمل المهنية.

 

لذا في عالم الأعمال اليوم، القيادة الأخلاقية تعد بوابة نجاح استراتيجية أو وسيلة مركزية للوصول للأهداف، لا سيما بالنسبة للشركات التي تنشد الغايات الكبيرة، إذ لا يمكن إنجاز وتحقيق أي نجاح إلا بواسطة قيادة أخلاقية تحقق الاحترام لجميع الموظفين، وتشجع على تطبيق أخلاقيات العمل.

 

بناءً على ذلك يقع على عاتق القائد تحديد السلوكيات الأخلاقية المناسبة لمكان العمل، وتذكر أنَّ النزاهة والسلوك الجيد هما المفتاح الأساسي للوصول إلى القيادة الأخلاقية.

 

فمما لا شك فيه، أنَّ القيادة الأخلاقية التنظيمية هدفت دائماً إلى تقديم قيم مضافة كبيرة للشركات، لا سيما أنها تؤدي إلى رضا الموظف والمدير معاً، وبالتالي ازدياد ولاء الموظفين تجاه الشركة التي يعملون بها، أي انخفاض معدل دوران الموظفين، وتقليل التغيير الوظيفي بشكل كبير.

 

 

لماذا من الضروري أن تكون قائداً أخلاقياً؟

للقيادة الأخلاقية الكثير من الفوائد سواءً من منظور فردي أو جماعي، فعلى صعيد المصلحة الجماعية يمكن للقائد الأخلاقي إلهام من حوله بتصرفاته وأفعاله الأخلاقية، ولاحقاً سيتصرَّف الجميع بشكل مشابه لما يتصرف به القائد.

 

في الواقع، إن بناء مستقبل الشركات المحلية والعالمية سيكون بيد من يمارس القيادة الأخلاقية، ويعزز أهميتها ودورها في العمل، لذا لا بأس في جعل طريقك نحو القيادة الأخلاقية أُولى خطوات إدارة التغيير التي تطمح  لتطبيقها داخل مؤسستك. 

 

أما على المستوى الشخصي، فكونك قائداً أخلاقياً يعد أمراً ضرورياً لاكتساب المصداقية والسمعة الجيدة.

 

تأكد أن رحلة الشخص نحو القيادة الأخلاقية طويلة، ويمكن أن يؤدي أي تصرف غير أخلاقي إلى عزل القائد من قبل أصحاب العمل، لأن ذلك قد يلحق أضرار جسيمة بهوية وعلامة الشركة، ناهيك عن ذلك، غالباً ما تؤدي السلوكيات غير الأخلاقية إلى تدني احترام الذات وتدهورها.

 

من وجه آخر لا تقتصر القيادة الأخلاقية على المستوى الشخصي أو المهني فقط، بل تدخل أيضاً ضمن التعليم، إذ أنَّ التعليم لا ينطوي فقط على أمور الدراسة، أو على جلب كتاب وشرحه للطلاب، بل ينبغي على المعلمين دوماً وعند كل فرصة متاحة ممارسة وتثبيت المبادئ والقيادة الأخلاقية عند تلاميذهم، وذلك بأن تكون سلوكياتهم وأفعالهم تتوافق مع القيم والأخلاق واحترام الذات.

 

ما هي عناصر القيادة الأخلاقية الأساسية؟

تشمل القيادة الأخلاقية Ethical Leadership العديد من العناصر التي تحدد مدى النمو المهني للقائد، وتتلخص في ستة أبعاد رئيسية

 

- الأمانة:

يؤدي الصدق إلى ثقة الأشخاص بالقادة الأخلاقيين، وهذا يعني التزام القادة بتقديم الحقائق كما هي، والتواصل بصدق مع الموظفين، والتفوق على المنافسين بنزاهة.

 

- العدالة:

تؤكد القيادة الأخلاقية على ضرورة معاملة الجميع وفق مبدأ المساواة، وتقديم الفرص دون تمييز، وتركز على إدانة السلوكيات والتصرفات الإدارية غير اللائقة، وعدم اتباع سياسة الكيل بمكيالين.

 

- الاحترام:

يجب على القائد الأخلاقي احترام كُلّ من حوله، بغض النظر عن المنصب أو الشاغر الذي يشغله الموظف، وهذا يعني ضرورة الاستماع إلى آراء الموظفين، وتعزيز التنوع الفكري، وعدم تهميش أي شخص.



- التكامل:

تنص القيادة الأخلاقية على وجود التكامل بين أقوال القائد وأفعاله، فالحديث عن القيم الأخلاقية غير كافٍ، بل يجب تطبيقها في تعاملك مع الموظفين في شركتك



- المسؤولية:

تعني المسؤولية قبول أن تنجز كل الواجبات التي تفرضها عليك عملية القيادة الأخلاقية بشكل احترافي، والاستجابة الدائمة للأحداث بذكاء وشجاعة.



- الشفافية:

لكي تكون قائداً أخلاقياً يجب أن تتمتع بالموضوعية والشفافية، أي أن تحافظ على حوار مفتوح مع جميع الموظفين، وأن تقبل أي ملاحظة بنّاءة.
 

لهذه الأخلاقيات الستة فوائد كثيرة على المستويين الشخصي والمهني، ولابد الآن من التعرف على الخصائص الشخصية التي تجعلك قائداً ذو تأثير أخلاقي عالٍ.



ما هي سمات القائد الأخلاقي؟ 

بعد إجراء عدة دراسات على القادة الأخلاقيين في العديد من المنظمات والشركات التي على مستوى العالم، تبّين وجود عدة سمات مشتركة فيما بينهم، تتلخص في السمات السبعة التالية:

 

- يعرفون قيمهم الشخصية ويحددون بوصلتهم الداخلية:

تعتبر معرفة الذات والقيم الشخصية هي السمة الأولى التي يجب أن يمتلكها القائد الأخلاقي، فمن خلال معرفة القيم والمبادئ الشخصية، يمكن جعلها مرئية وواضحة للآخرين، ويتم ذلك من خلال اتخاذ مواقف شجاعة وذكية، ومطابقة الأفعال للأقوال.

 

لا يقبلون الانحراف عن القواعد الأخلاقية:

إذا عمل شخص ما ضد القيم والسلوكيات المناسبة للشركة ولم يتخذ القائد أي إجراء، فقد يشير ذلك إلى وجود خلل في هذه السلوكيات، أو إلى مشكلة في تصرفات الموظف.

 

يبني القادة الأخلاقيون الثقة والمصداقية مع الجميع، فلا يقدمون أية استثناءات مع خرق القواعد والقيم الأخلاقية في الشركة

 

- يتفادون المشكلات:

أكد جميع القادة الأخلاقيون أنهم لا يتجاهلون التفاصيل مهما كانت صغيرة، لأن أحدها قد يؤدي لحدوث أضرار جسيمة على الشركة، بل يراقبون المواقف بعناية لمحاولة تجنب أية مشاكل قدر الإمكان

 

- يعترفون بالأخطاء:

إذا ساءت الأمور نتيجة قرار قد اتخذه القائد الأخلاقي، فإنه لا يحاول إخفاءه أو كتمانه، بدلاً من ذلك، يقبل خطأه ويعترف به، ويحاول وضع الحلول البديلة ويشاركها مع المعنيين في الأمر بالشركة، وذلك لإيجاد أفضل طريقة ممكنة لحل المشكلة.

 

تذكر أن هذا الفعل سيزيد ثقة الموظفين بقائدهم بشكل كبير، فكما يقول نابليون هيل: "يجب أن يكون القائد الناجح على استعداد لتحمل مسؤولية أخطائه".



- حاضرون دائماً:

لا يغيب القادة الأخلاقيون في الأوقات السيئة، بل يظهرون دائماً وفي كل الأوقات، سواءً أكانت أوقات جيدة أم سيئة.

 

إن القادة الأخلاقيين يدركون جيداً أنهم موجودون لخدمة مصالح فرقهم وشركاتهم، لذلك دائمًا ما يكونون في المقدمة عندما تضرب العاصفة، ويواجهونها ويحاولون التغلب عليها، كما يعتنون في مساعدة الآخرين بالتغلب على مشاكلهم وتحدياتهم أيضاً



يتصرفون بنزاهة:

يجب على القادة الأخلاقيين معاملة جميع موظفيهم بنزاهة تامة، إذ لا يجب أن يشعر الموظف بأن قائده يفضل أحداً عليه دون سبب وجيه، حيث أن سلوكيات القائد الأخلاقي يجب أن تدعم مبدأ الجدارة والعدالة مع أفراد مؤسسته أو شركته، بغض النظر عن أي عامل آخر للتمييز.



- يتمتعون بالأصالة:

أخيراً، تعتبر الأصالة إحدى السمات الهامة للقادة الأخلاقيين، فبيئة العمل التي يوفرها القادة الأخلاقيون تجعل كل موظف يعيش حقيقته وذاته الأصلية، وليس ذات مصطنعة في العمل فقط!

 

من ناحية أخرى يجب أن يكون القائد الأخلاقي أيضأً على حقيقته وذاته، لا سيما أن هذا يشجع جميع الموظفين للتصرف بأصالتهم ضمن نطاق العمل.
 

 

ختاماً، تأكد أن ثقافة القيادة الأخلاقية تتمثل في كونها مجموعة من النظريات الأخلاقية التي تعطي القائد طريق واضح لتطوير موظفيه وشركته، وتمنحه سبيل إيجاد إطار لتنمية دوره القيادي.

 

وفي عصرنا الحالي خاصة، لا تنسَ أن الشكل الأنسب للقيادة في المجتمعات هو القيادة الأخلاقية، لذلك إذا كنت تتطلع إلى تطبيق القيادة الأخلاقية في شركتك لا تتردد في حضور تدريب مهارات القيادة في كوالامبور لا سيما أنه سيمنحك المعالم الأساسية لأهم القواعد المندرجة تحت ثقافة القيادة الأخلاقية الناجحة.