نُشِر في May 19, 2023 at 11:05 AM
إن كنت من المهتمين بالأعمال التجارية والتمويل الاقتصادي لا بدّ وأن صادفت مصطلح اقتصاد العمل الحر خلال تصفحك للمواقع والصفحات الإقتصادية على الإنترنت، لكن هل تعلم ما يعنيه هذا المصطلح؟ وكيف يتم؟ ولِمَ يتحدث عنه ناس كثر اليوم؟
سنتعرف في السطور التالية على مفهوم هذا الاقتصاد، إضافةً إلى الاطلاع على أشهر أنواع العاملين في هذا القطاع وأهم المزايا والعيوب له.
يعرف اقتصاد اﻟﻌﻣل الحر أو كما يسمى أيضًا بالاقتصاد التشاركي واقتصاد الوصول، على أنه سوق اقتصادي للعمل قائم على تأمين وظائف أو عقود قصيرة الأجل ومؤقتة للأشخاص أو دوام جزئي بدلاً من التعاقد بعقود دائمة أو دوام كامل.
يمكن تلخيص التعريف بأنه نشاط تجاري يستطيع فيه الأفراد كسب دخلهم من خلال تقديم الأعمال أو الخدمات أو السلع عند الطلب، يمكن أن يساعد التسجيل في دورة من دورات تدريبية في المحاسبة في دبي في زيادة المعرفة حول هذا النوع من الاقتصاد.
تقدم تلك الرؤية في العمل المرونة والاستقلالية للموظفين في أداء مهامهم، لكن بالمقابل الأمان الوظيفي لهم ضئيل بل شبه معدوم إذ يمكن الاستغناء عنهم في أي لحظة، يعتمد أصحاب الأعمال على هذا النوع من التوظيف للتهرب من بعض الواجبات المالية مثل الضمان الصحي والإجازات المدفوعة وغيرها من الحقوق العامة لأي موظف.
تعود تسمية المصطلح بـ "gig" إلى الفنون المسرحية، التي يُدفع فيها للممثلين الكوميديين والموسيقيين بعض المال مقابل تأدية بعض العروض الفردية التي تسمى الـ "gigs".
يعد هذا الاقتصاد اتجاه حديث في التوظيف حيث ساهمت العديد من العوامل في تطوره، العاملين الأهم الذين ساهموا بذلك هم:
نتيجةً لذلك، تم الفصل بين الوظائف والمواقع، وهذا يعني أنّه يمكن لأي عامل مستقل أخذ أي مشروع أو وظيفة من أي صاحب عمل أينما تواجد حول العالم، يفيد ذلك في العمل بكفاءة أكبر وتعظيم الإنتاجية، في نفس الوقت يمكن لأي صاحب عمل توظيف أفضل شخص للقيام بتنفيذ أي مشروع يحتاجه مهما كان مكان تواجده.
يتيح اقتصاد العمل الحر مجموعة متنوعة من الوظائف المؤقتة للقيام بها، وذلك يشمل التعليم والتدريب وقيادة السيارات وعمليات توصيل الطلبيات والوظائف الإدارية وتطوير التطبيقات ومواقع الويب والمحاسبة والمالية والتسويق الرقمي وإدارة المشاريع والكتابة والترجمة وتنظيم الحفلات الخاصة والمؤتمرات وغيرها الكثير.
انطلاقًا من تعريف اقتصاد العمل اﻟﺣر يمكن تحديد عدة أنواع للعاملين في هذا المجال، يُغطي هؤلاء كل أنواع الصناعة تقريبًا، بعضًا من تلك الوظائف جاء حديثًا نسبيًا للسوق لكن بعضها الآخر ليس بالجديد وموجود منذ فجر التجارة، تشمل تلك الأنواع:
كثير من الأمور تؤثر على اقتصاد العمل الحر، بما فيها البيئات السياسية والثقافية والتجارية المتغيرة، قد تغير مثلًا سياسات الشركات واللوائح الحكومية من حالة توظيف العمال داخل الشركات، إضافةً لذلك يؤثر عدد من العوامل الأخرى على الاقتصاد والعمل معًا، ومنها:
- الرقمنة والذكاء الاصطناعي:
أثرت التكنولوجيا والتحول الرقمي واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على سوق العمل، إذ ساهمت رقمنة العمليات في الحد من التوظيف في بعض الوظائف التي يمكن أن تحل فيها البرامج مكان العمال.
- احتياجات المرونة:
نظرًا لزيادة الضغط المطبق على الشركات لتعيين المزيد من الموظفين بسبب التأثيرات الأخرى على اقتصاد العمل الحر، بما في ذلك الضغوط المالية، سبب ذلك زيادة الحاجة إلى توظيف قوى عاملة مرنة أكثر يمكن التعاقد معها بسهولة وسرعة.
- تأثير الأجيال:
يميل الجيل الجديد من العمال إلى تغيير وظائفهم بشكل متكرر بعكس العمال القديمين التقليدين، يعتبر اقتصاد العمل الحر جزء أساسي من هذا الاتجاه.
- وباء كوفيد -19:
فرض وباء كورونا الذي ظهر مع مطلع عام 2020 المزيد من الضغوط على الشركات لتبقى تحت الضوء وقادرة على الوفاء بعهودها تجاه عملائها، ساعد اقتصاد العمل الحر والسوق الرقمية في تحقيق ذلك.
يتمتع اقتصاد العمل الحر بمجموعة من الفوائد التي تميزه عن الأعمال التقليدية، لكن مع ذلك يوجد أيضًا بعض الجوانب السلبية لللعمل في هذا المجال، لنبدأ بدايةً مع مميزات العمل في اقتصاد العمل الحر:
- قلة العوائق للبدء:
لعلّ الميزة الأهم للاقتصاد هي سهولة الانضمام إلى أي عمل، في ظل الحلول والخيارات العديدة للدخول ضمن هذا المجال والتي لا يتطلب معظمها أي خبرات أو مؤهلات سابقة.
- المرونة:
يمتلك العمال في اقتصاد العمل الحر الحرية التامة في اختيار وقت العمل ونوع العملاء الذين يرغبون بالعمل معهم، مع حرية اختيار الوقت الذي يناسبهم للتواصل والتعامل مع عملائهم والمكان الذي يعملون بهم، إذ يُفضل معظمهم العمل من المنزل.
- التنوع:
يتيح العمل في اقتصاد العمل الحر التعامل مع مختلف أنواع العملاء في السوق المستقلة، الأمر الذي قد يساعد في الابتعاد عن الرتابة في العمل وإضافة المتعة إليه.
- الاستقلالية:
يعمل العمال في اقتصاد العمل الحر على حسابهم الخاص فهم مدراء أنفسهم، لذا لا يتطلب الأمر منهم حضور الكثير من الاجتماعات أو تقديم مراجعات لتقدم عملهم أو التعامل مع الدراما المكتبية والشائعات.
- فرصة لتجربة وظائف جديدة:
يمتلك الكثير من الناس أفكار لأعمال جديدة يرغبون بتنفيذها لكنهم لا يستطيعون ترك مصدر دخلهم الرئيسي للقيام بها، يعتبر اقتصاد العمل الحر الفرصة الآمنة لتجربة ما يرغبون من وظائف جنبًا إلى جنب مع وظائفهم الرئيسة، وبأقل قدر من المخاطر.
لسوء الحظ، مقابل كل تلك الإيجابيات لا يوجد أي وظيفة لا تمتلك عيوب، فيما يلي بعض العيوب للعمل في اقتصاد العمل الحر:
- رواتب متواضعة:
بالرغم من أنّ كثير من العاملين في اقتصاد العمل الحر يجنون أموالًا جيدة من وظائفهم، إلا أنّه من الممكن أن يكون تأمين دخل كبير من الوظائف صغيرة الحجم صعبًا بعض الشيء، هذا هو حال الوظائف التي لا تتطلب مهارة، مثل توصيل الطلبات والقيادة والتسوق لشراء البقالة.
- عدم اتساق الدخل:
المرونة في جدول العمل يقابلها مرونة في الدخل، التقلب في الدخل وارد بشكل كبير في اقتصاد العمل الحر وفقًا لحجم العمل المتاح.
- قلة المزايا:
من دون المزايا التي تقدمها الوظائف التقليدية تكون المزايا الأساسية لأي موظف من تأمين صحي وخطة التقاعد مسؤولية العاملين في اقتصاد العمل الحر أنفسهم.
- الضرائب والنفقات:
كذلك الأمر بالنسبة للضرائب يتوجب على العاملين في الاقتصاد دفع ضرائبهم بأنفسهم، إضافةً إلى ذلك تكون نفقات شراء وصيانة الأجهزة والمعدات والأدوات التي يستخدمونها في أعمالهم مسؤوليتهم أيضًا.
- الإرهاق والإجهاد المحتمل:
قد يكون العمل في وظائف اقتصاد العمل الحر مجهدًا ومرهقًا أكثر من الوظائف التقليدية، كذلك الأمر بالنسبة للتفكير متى سيكون موعد استلام الوظيفة التالية.
ختامًا،
يتوجب تعزيز الوعي بثقافة المستقلين والعاملين في اقتصاد العمل الحر وقدرتهم على تنمية مستقبل الشركات والأعمال من خلال المهام والخدمات التي يقدمونها بأفضل السبل.