تطور نظريات الإدارة: أحدث الأساليب للقيادة الفعالة


دورات تدريبية في الإدارة في اسطنبول

نُشِر في Sep 05, 2023 at 10:09 PM


يمكن أن تلعب نظريات الإدارة المستخدمة في الشركات دور حاسم في نقلها إلى مكان آخر أفضل بكثير من البيئة التي كانت تعمل بها.

 

يقدم هذا المقال نظرة عامة عن تاريخ تطور نظريات الإدارة العليا على مر الزمن ونستعرض بعض النصائح لتحقيق إدارة فعالة، لكن أولاً سنتعرف ﻋﻠﻰ تعريف مفهوم نظريات الإدارة.

 

ما هي نظريات الإدارة (Management Theories)؟

تعريف نظريات الإدارة بشكل مختصر هو عبارة عن استراتيجيات ومبادئ إدارية وتوجيهية أو أطر عمل مهمتها توجيه العمليات والممارسات التنظيمية، فهي تشرح طريقة السمات العامة لعمل الشركات لضمان إنجاز أهدافها، تحدد هذه النظريات الأفكار التي توضح كيفية إدارة الأشخاص والموظفين ضمن المؤسسة.

 

كما يجب ﺃﻥ توضح النظريات كل ما من شأنه تحفيز الموظفين لتقديم الأفضل وكيفية استغلال تلك المحفزات لإدارة هؤلاء والتحكم بهم وتوجههم بطريقة مبسطة.

 

ما هو تاريخ تطور نظريات الإدارة؟

لطالما بحث المنظرون والباحثون عن أفضل أشكال القيادة والإدارة الصحية ليصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن، لكن التطور الأبرز كان أيام الثورة الصناعية التي أكدت على ضرورة تغيير طريقة عمل الشركات وممارساتها ودورها لما يحقق المزيد من الإنتاجية.

 

نتيجةً لذلك ظهر خلال تلك الفترة عددًا من رواد نظريات الإدارة الأساسية المختلفة كان أحد أشهر هؤلاء فريدريك وينسلو تايلور رائد نظرية الإدارة العلمية التي نشرت في العام 1909، أكد تايلور في هذه النظرية على الحاجة المُلحة لزيادة الكفاءة التشغيلية إلى الحد الأقصى بغض النظر عن حجم المهام، فمن وجهة نظره يجب على مديري الشركات توضيح وتحديد المهام والأعمال وفقًا لمهارات وقدرات موظفيهم.

 

مع أوائل القرن العشرين وضع هنري فايول المبدأ الخاص بنظرية الإدارة الإدارية كامتداد لأفكار تايلور، لكن الاختلاف بين النظريتين كان بأن تايلور ركّز على الفعالية التشغيلية،  بينما ركز فايول على تضييق نطاق الهيكل التنظيمي، إذ شدد على ضرورة كون كل من الهيكل الإداري الواضح والعلاقة القوية بين المدير والموظف عامل حاسم لضمان النجاح التنظيمي.

 

مع مرور الزمن استمرت نظريات الإدارة في التطور، تعد نظرية X&Y للإدارة التي وضعت من قبل دوجلاس ماكجريجور والتي صنفت المدراء إلى نوعين X&Y نتاج ذلك التطور، حيث يعتقد من يتبنى النظرية X بأنّ الموظفين يعملون لأنهم مجبرون على ذلك، بينما يعتقد من يتبنى النظرية Y بأنّ موظفيهم يعملون كدافع ذاتي لتحقيق نتائج أفضل، وبالتالي فإنّ مدراء النظرية Y يروجون لبيئات عمل أكثر إيجابية.

 

مع الاستمرار في تغير نظريات الإدارة، تم تقديم أطر ومناهج جديدة بلغت ذروتها بوضع أسس نظرية الإدارة الحديثة، والتي سنتعرف عليها في الفقرة القادمة.

تطور نظريات الإدارة: أحدث الأساليب للقيادة الفعالة

ما هي النظرية الحديثة للإدارة؟

أنشئت هذه النظرية كنوع من الاستجابة المباشرة لنظريات الإدارة الكلاسيكية التي كانت تنص على أنّ الأفراد مدفوعون للعمل بالمال فقط، غيرت هذه النظرية تلك الفكرة الخاطئة وتبنت فكرة أن العمال لديهم الكثير من الأسباب المدفوعة بالقيم والسمات السلوكية للنجاح في أعمالهم.

 

تعتقد نظرية الإدارة الحديثة بأنّ التكنولوجيا سريعة التطور لها دورها المسبب والمساعد في ظهور وحل العديد من المشكلات في أماكن العمل، كما تجمع بين التحليلات الرياضية وفهم الدوافع والعواطف البشرية لخلق بيئة عمل منتجة إلى أقصى حد.

 

يستخدم القادة الذين يتبنون نظرية الإدارة الحديثة الإحصاء في دراسة وقياس أداء الموظفين وإنتاجيتهم ويحاولون أيضًا فهم ما يرضي موظفيهم أكثر عن وظائفهم، لهذه النظرية ثلاث نظريات فرعية، وهي فيما يلي:

- النظرية الكمية:

يقوم هذا النهج على مبدأ الكفاءة وهي تعتمد على المعادلات والأرقام الرياضية في حساب جميع المخاطر والفوائد لأي إجراء قبل اتخاذه ومحاولة تحليل أثر ذلك الإجراء وتوقع جميع المحاولات والنتائج له، ولقد كانت هذه النظرية نتيجة لضرورة التميز الإداري الشامل خلال الحرب العالمية الثانية.

 

تطبق هذه المنهجية المحاكاة الحاسوبية والإحصاءات والتقنيات الكمية الأخرى في إدارة الشركات، لكن لا يفضل استخدام هذه النظرية وحدها في إدارة الشركات التجارية بل يجب أن تستخدم معها نظريات أخرى.

 

- نظرية النظم:

مع حلول منتصف القرن العشرين بدأت المؤسسات بالاعتراف بدور العوامل الخارجية في التأثير على الأداء والإنتاج والتوزيع وتحفيز الموظفين، ظهرت حينها نظرية النظم العامة من قبل لودفيج فون برتالانفي والتي نصت على أنّه يجب التعامل مع الشركة وكأنها كائن حي تجتمع كامل مكوناته الجزئية معًا لتعمل سويةً بوئام لإبقاءه على قيد الحياة، وبالتالي الإبقاء على الشركة.

 

وعند تهديد أي مكون تنظيمي داخل المؤسسة من قبل أي عامل خارجي قد ينتج تأثير غير مرغوب به يؤثر على كامل المؤسسة، لذا يجب أن تعمل الإدارات والموظفين في الشركات التي تتبنى هذه النظرية كمجموعات جماعية وليس كوحدات معزولة، إذ أنّ التآزر والترابط بين الأقسام هو مفتاح نجاح هذه النظرية. 

 

بالرغم من أنّ تحقيق التناغم بين الإدارات من الأمور الهامة في الشركات، إلا أنّ ليس معظم الشركات بحاجة إلى التآزر كثيرًا في أساليب الادارة ومهامها ووظائفها اليومية، على سبيل المثال ليس بالضرورة أن يتزامن عمل قسم المحاسبة في شركة صغيرة بشكل تام مع قسم الموارد البشرية.

 

- نظرية الطوارئ:

أنشئت هذه النظرية في ستينيات القرن الماضي من قبل فريد فيدلر، وهي تعالج ضرورة تنوع الأساليب المستخدمة في الإدارة وفقًا للحالات والمواقف، إذ لا يمكن اعتماد أسلوب موحد في إدارة شركة بأكملها، بل يترك الأمر للمدير لتقييم الموقف وتقدير الاستراتيجية المناسبة لإدارة المنظمة بناءً على ثلاث متغيرات رئيسية هي: حجمها والتكنولوجيا المستخدمة والأسلوب العام للإدارة فيها. 

 

ما هي أهم النصائح للإدارة الفعالة في أماكن العمل المعاصرة؟ 

يعتمد نجاح فريق العمل على طريقة إدارة مديره بشكل كبير، لذا من الضروري أن يتمتع المدير بمهارات وممارسات إدارية جيدة:

  • طوّر مهاراتك القيادية من خلال نظريات القيادة مثل القيادة بالقدوة وكن مثالاً يحتذى به في السلوك والاحتراف والالتزام بالمواعيد وما إلى ذلك.
  • حدد توقعات وأهداف واضحة لكل شخص لكي يعلم ما هو متوقع منه.
  • قدم ملاحظات بناءة للموظفين لمساعدتهم في تحديد نقاط القوة والضعف في أدائهم، مع تقديم النصائح حول كيفية التحسين.
  • أنشئ قنوات اتصال مفتوحة تتيح التفاعل بين الجميع، يتم ذلك عن طريق عقد اجتماعات منتظمة والتشجيع على طرح الأسئلة وتوفير قنوات للتواصل المجهول في حال لزم الأمر.
  • عزِّز وشجِّع الفكر التعاوني في الفريق.
  • اعترف وقدِّر مساهمات كل عضو في الفريق لتحفيزهم وتشجيع الآخرين للمساهمة بشكل إيجابي.
  • ادعم التعلم المهني للموظفين، العملية التعليمية هي مفتاح البقاء وزيادة رضا الموظفين وتطوير المهارات التنظيمية، تفيد دورات تدريبية في الإدارة في اسطنبول في تقوية المعرفة بذلك.
  • تأكد من الاستماع الجيد للفريق ومعالجة أي مشاكل قد يثيرونها. 
  • عزِّز بناء الفريق من خلال تفعيل الأنشطة خارج وقت العمل لتعزير روح الفريق الواحد.
  • حافظ على المرونة والقدرة على التكيف من خلال تجنب اعتماد نهج صارم في الإدارة.

 

ختامًا،

يتضح لنا الآن من خلال تاريخ تطور الإدارة الطويل بأنّه لن يؤدي تطبيق مبادئ نظريات الإدارة الحديثة المختلفة إلى تحقيق النجاح التقليدي للمؤسسة فحسب، بل يعمل أيضًا على تقوية العلاقات بين القادة وفرقهم.