النموذج الماسي: فهم الميزة التنافسية في الأعمال


التدريب على القيادة والإدارة

نُشِر في Sep 04, 2023 at 09:09 AM


يعتبر نموذج الماسة أحد أفضل النماذج الاقتصادية التي تساعد على تحليل وفهم الميزة التنافسية بين مختلف الأشياء، مثل الميزات التنافسية بين المجموعات الصغيرة أو الشركات أو حتى الدول، يُسمى أيضاً باسم نموذج بورتر الماسي نسبةً للشخص الذي ابتكره، وهو رائد الأعمال الأميركي مايكل بورتر.

 

اليوم، لا تقتصر استخدامات نموذج الماسة (أو نموذج مايكل بورتر الماسي) على تحديد الميزة التنافسية فقط، بل إنها نظرية شاملة ومؤثرة في عالم الاقتصاد، تدخل في تشكيل استراتيجيات الاستثمار والعمل، وتحقيق نتائج رائعة، وذلك حسب إمكانية الحدوث للعديد من العوامل التي سيتم شرحها فيما يلي.

 

ما هي استخدامات نموذج الماسة diamond model؟

 لنموذج الماسة عدد كبير من الاستخدامات أساساً، وتعتبر الاستخدامات الخمس التالية هي أهمها:

  • يشرح نموذج الماسة كيف يمكن للحكومات بأن تمثل دوراً إيجابياً أثناء عمل الشركات على أراضيها.
  • يمكن لنموذج بورتر الماسي إيجاد مصادر اقتصادية فعّالة لخلق الميزة التنافسية في السوق أو الدولة الواحدة.
  • يؤكد نموذج الماسة على ضرورة توافر القدرة لتطوير البنى التحتية للأمم.
  • يقدّم نموذج الماسة شرحاً وافياً حول سبب التميز لشركة عن شركة أخرى.
  • يمكن باستخدام نموذج بورتر الماسي تشكيل الاستراتيجيات التنافسية القوية للاستثمار.

 

ما هي عوامل نموذج الماسة diamond pattern؟

يقترح النموذج الماسة إطار خاص، مكون من القوى أو العوامل التي لا يمكن تحقيق النجاح والتميزعن المنافسين بدونها، مهما كانت نماذج الأعمال المتبعة، ويشمل هذا الإطار ما يلي: 

 

هيكل واستراتيجية الشركة والتنافس، الحكومة، شروط الطلب، الصناعات ذات الصلة والداعمة، الفرصة، وشروط العامل.

- استراتيجية وهيكل الشركة والتنافس:

العامل الأول في نمط أو نموذج الماسة، وهو عبارة عن طريقة إدارة وتنظيم الشركات لنفسها من الداخل، لكي تستطيع النجاح والمنافسة بقوة، حيثُ هناك مجموعة من نماذج وطرق تنظيم الشركات والتي تؤثر بشكل كبير في الإنتاجية والكفاءة المالية.

 

بالإضافة إلى ذلك فإنَّ التنافس المحلي الداخلي (سواء داخل سوق معين أو دولة معينة) يساعد الشركات بشكل كبير على التطوير والتحديث من خدماتها ومنتجاتها، كون المنتج إذا كان "عادي" أو "شائع" سوف يخسر المنافسة في النهاية.

 

كلما زادت قوة المنافسة الوطنية أو المحلية بين الشركات، أبانت قدرة أكبر على الابتكار والإنتاجية، وبالتالي تسهيل عملية دخول السوق الدولي على هذه الشركات، ومثال على ذلك التنافس الحاد والشديد في صناعة السيارات داخل دولة اليابان حيثُ، تتنافس عدة شركات مثل ميتسوبيشي وتويوتا وغيرها على السوق الياباني، هذا ما سمح لها بدخول الساحة العالمية بشكل أكثر سهولة.

النموذج الماسي: فهم الميزة التنافسية في الأعمال

- الحكومة:

في نموذج الماسة، فإن سياسات الحكومة المنجزة تلعب دوراً رئيسياً في تطوير وتحفيز ودعم الشركات، وفي خلق بيئة عمل مترابطة ونموذجية للتشغيل، مثلاً يمكن للحكومات أن تضمن وجود بنية تحتية جيدة (المباني والطرقات وغيرها)، وجود ممارسات عادلة داخل الأسواق، تشريع قوانين تساعد الشركات مالياً، وغيرها من الأمور التي يمكن للحكومات تنفيذها.

 

"وفقاً لبورتر" يمكن للحكومة أن تقدم المساعدة للشركات، إلَّا أنها لا تستطيع أن تبني صناعات تنافسية، أي أن الشركات هي الوحيدة التي يمكنها بناء المنافسة، ورفعها إلى أعلى المستويات.

 

- شروط الطلب:

يعد الطلب على المنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركات من أكثر العوامل أهميةً ضمن نموذج الماسة، فإذا لم يكن هناك طلب لمن تقدم الشركة خدماتها؟!

 

عندما يرغب العميل في منتجٍ أو خدمة ما، فإن الشركات تسعى لتقديم هذا المنتج (أو الخدمة) بطريقة مناسبة وتلبي تطلعاته، هذا ما يساعد العلامات التجارية على النمو والازدهار، وتذكر قبل الاستثمار في سوقٍ معينةٍ، ينبغي بكل تأكيد التحقق من وجود طلب كبير ومستدام ضمن هذه السوق على الخدمة المّقدمة.

 

يستطيع الطلب الكبير في السوق أن يقدّم الدافع والحافز للشركات لتحسين وتطوير طرق الإنتاج الخاصة بها، وذلك بهدف زيادة الإنتاجية لكي تستطيع تلبية متطلبات السوق.

 

- الصناعات الداعمة وذات الصلة:

تشمل الصناعات والخدمات التكميلية التي تدعمها البنية التحتية للدولة، والتي يمكن أن تقدم الدعم للشركات، على سبيل المثال يعتبر وجود مواد أولية ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة عاملاً مهماً في جذب المستثمرين ضمن مجال البناء من جميع أنحاء العالم.

 

تعد سلاسل التوريد القوية عاملاً مهمّاً من أجل توفير مواد خام أكثر جودةٍ وأقل سعراً، ومن أجل الإبقاء على المخزون والمدخرات لدى الشركات بحدها المقبول.

 

يعتبر بناء الصناعات المرتبطة من الأمور الصعبة والتي تحتاج إلى وقت طويل، ولكن الأمر يستحق ذلك، على سبيل المثال وادي السيليكون في كاليفورنيا، حيث تتجمع عمالقة التكنولوجيا لتبادل المعرفة والأفكار والمنتجات الإبداعية.

 

- الفرصة:

في الحقيقة لم يكن لمايكل بورتر في نموذج الماسة كتابة أي شيء يخص الفرصة أو الصدفة، إلَّا أنَّه لمَّح إليها لأنه لا يمكن إنكار دور الصدفة في النجاح أو الفشل، فمثلاً إذا حدثت كوارث طبيعية أو حرب بين الدول فهذا بكل تأكيد سيؤثر على الصناعات، وفي بعض الأحيان قد يؤدي إلى تدميرها بشكلٍ كاملٍ، فمثلاً عندما ظهرت أحداث 11 أيلول تعطلت التجارة الدولية الخاصة بالأبراج هناك لفترة معينة.

 

بالإضافة إلى ذلك، قد تحدث أحياناً أحداث عشوائية لا يمكن التنبؤ بها مثل اختراع أو اكتشاف علمي يطور من الصناعة، على سبيل المثال إنَّ تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي مثل " بوت تشات جي بي تي Chat gbt أو بارد Bard" أحدث ثورة كبيرة في مجال صناعة المحتوى.

 

لكن في بعض الأحيان تساعد التدريبات مثل التدريب على القيادة والإدارة على معرفة ما هي الفرص التي من الممكن الاستفادة منها، وما هي الفرص التي يجب الابتعاد عنها.

 

- ظروف العامل:

العامل الأخير والأكثر أهمية في نموذج الماسة، حيثُ تمثل ظروف العامل الموارد البشرية المتاحة للشركات ضمن البلد، والتي يمكن أن تساعدها في زيادة الإنتاجية ورفع كفاءة العمل، وتشمل عوامل عديدة مثل جودة اليد العاملة، ومدى الخبرة والمهارة المتواجدة، ومستوى التعليم، بالإضافة إلى التكلفة، ومعرفة المعدل الوسطي لدوران اليد العاملة.

 

على سبيل المثال، بسبب كثرة الزلازل في اليابان فقد أنتجت مهندسي بناء عالميين وذوي خبرات لا تتوفر عند أي أحد.

 

وفي الختام، لا يمكن إنكار مدى أهمية نموذج الماسة (نموذج مايكل بورتر الماسي) في فهم وتحليل المزايا التنافسية بين الصناعات والدول، وفي شرح الفرص والتهديدات ونقاط القوة والضعف في أي نظام اقتصادي، كما يمكن بواسطة هذا النموذج اتباع أفضل الاستراتيجيات واتخاذ القرارات الأكثر ملاءمة.