محاسبة القيمة العادلة: أهم المبادئ والتحديات


دورات في المحاسبة قصيرة في لندن

نُشِر في Jul 29, 2023 at 11:07 AM


يتم استخدام محاسبة القيمة العادلة (Fair Value Accounting) من قبل المؤسسات التجارية لقياس قِيمة الأصول والخصوم الخاصة بها والمتغيرة باستمرار بسبب تأثير تقلبات المعايير المحاسبية في السُوق، أي تؤثر هذه التقلبات على حسابات الشركات وتجلب لها إما مكاسب أو خسائر مالية جديدة.

 

فتعاني الشركات من زبادة أو نقصان مفاجئ في صافي الدخل والميزانية العمومية بسبب عدم مجاراتها لمحاسبة القيمة العادلة ومبادئها الأساسية بالشكل الصحيح، ولذلك ستجد في مقال اليوم أهمية محاسبة القيمة العادلة وأثرها على الشركات، إلى جانب مجموعة من المبادِئ والتحديات المتعلقة بها.

 

ما هو تعريف محاسبة القيمة العادلة؟

مفهوم القيمة العادلة في المحاسبة المالية هو عبارة عن قياس قِيمة الأصول والخصوم في شركتك بقيمتها السوقية في الفترة الحالية، بحيث تتمثل القيمة العادلة في القيمة الشرائية التي يتم بيع الأصل من خلالها في الوقت الحالي.

 

كما تهدف القيمة العادلة إلى أن تأخذ من اسمها، أي يجب أن يكون هناك خلال أي حالة تقييم نتائج عادلة بين البائع والمشتري في الوقت الذي يتم فيه إدراج الأوراق المالية في مجلس معايير المحاسبة المالية الدولي (FASB) عند تنفيذ مبدأ التقييم المطلوب.

 

وكذلك هدفت أيضًا إلى أن تكون كأساس هام لتسليط ضوء عميق من أجل معرفة كيفية اتخاذ القرارات المالية والاستثمارية، كونها تساعد الشركات على تحديد القيمة الحقيقية للخصوم والأصول غير الملموسة وتقدير الالتزامات المالية مثل القروض والتزامات الضرائب.

 

ما هو الفرق بين محاسبة القيمة العادلة ومحاسبة التكلفة التقليدية؟

لا شك أن محاسبة القيمة العادلة هي طريقة مُحاسبية أحدث وموصى بها من قبل كبار المقيّمين الماليين بشكل أكبر بسبب العديد من الاستراتيجيات والقيمة المحاسبية العالمية القادرة على تقديمها.

 

أما من ناحية أخرى، الكثير من الباحثين يعتبرون أن محاسبة التكلفة التقليدية هي الطريقة الأفضل والأكثر المنطقية من الطرق الأحدث بسبب أنه في الطرق الحديثة يمكن التلاعب بأي عملية جديدة بواسطة أساليب حديثة أيضًا.

 

وأنه في بعض الأحيان يمكن أن تمارس تلاعب في التدفقات النقدية أو القوائم التاريخية أو البيانات المتعلقة في العرض والإفصاح والتقييم المحاسبي وتقديم نتائِج غير صحيحة لصالح الإدارة وبالتالي تقديم أرقام يصعب التحقق من صحتها.

 

في الواقع لا يمكن الاعتماد كليًا على استراتيجية محاسبية محددة دون أن يتم تحليل المعلومات المُحاسبية التي تقدمها بدقة وإثبات جودة صحة التقارير، وذلك من قبل هيئات رسمية وموثوقة.

محاسبة القيمة العادلة: أهم المبادئ والتحديات

ما هي المبادئ الأساسية في محاسبة القيمة العادلة؟

هناك مفاهيم أساسية يجب عليك معرفتها عند تحديد القيمة المطلُوبة وتقييم المحاسبة العادلة وتَحديد أنواع المحاسبة المطلوب الاعتماد عليها: 

 

- التأني والتنظيم:

التأني عند البيع هو الممارسة التي تنص على عدم بيع السهم أو الأصل بشكل مباشر، بل أن يتم تقييِم الوضع أولاً وتحديد سِعر معين ومدروس وعادل يتناسب مع المشترين.

 

هناك الكثير من الأمثلة حول مبدأ التنظيم والتأني، على سبيل المثال إذا أردت بيع متجرك الخاص يجب ألا تستعجل في تقديم معيار محدد والانتظار مزيد من الوقت لتلتقي بالشخص الذي سيدفع سعر عادل لقاء أصلك الخاص.

 

- دراسة السوق الحالي:

لا شك أن القيمة العادلة للأصل ومداخل التحوط يجب أن تكون مستندة إلى الظروف الحالية والمتعلقة في سوق القطاع المالي المصرفي اليوم، ولا بدّ لوقت التقييم أن يكون مستند إلى تاريخ القياس الآني بدلاً من الاعتماد على البيانات الاقتصادية القديمة.  

 

فالاعتماد على تاريخ قيِاس الموجودات والمطلوبات الآنية في ظل التقلبات المستمرة في السعر والسوق، هي واحدة من أهم مبادئ محاسبة القيمة العادلة التي تتحدث عنها دورات في المحاسبة قصيرة في لندن.

 

- نية مالك الأصل:

في محاسبة القيمة العادلة من الضروري التعرف على نية البيع من منظور مالك الأصل، وفق ما إذا كان المالك على عجلة من أمره أم أنه لا يمانع الانتظار.

 

فالكثير من البائعين ينتمون إلى مبدأ التسرع في البيع بسبب ظروفهم الخاصة، ولكن هذا يمكن أن يكون شرح مبسط ومثال عن خسارة واضحة بسبب البيع بسعر مخفض لصالح طرف واحد منهم، وهو ما يبين ضرورة التعرف إلى وجهة نظر مالك الأصل ونيته الأساسية في البيع.

 

- التعرف إلى بيئة البيع وكيفية تحصيل الأرباح: 

تجدر الإشارة إلى أن أهداف البيع والشراء وجميع الخصائص المرتبطة بهذه العمليات تتمحور حول الحصول على الربح الأعلى بغض النظر عن طريقة المحاسبين في ذلك، ففي العالم الذي يتوجه إلى البحث عن الربح الأفضل سيظل كل من البائع والمشتري يهدف إلى الكسب بأي طريقة.

 

ولذلك، عند تحديد القيمة المطلوبة من العداد مسبق الدفع للشركات على سبيل المثال، يجب الوضع بعين الاعتبار احتمالات محددة مثل زيادة قيمة الأصل عند البيع أو نقصان قيمته عند الشراء من أجل إدارة أصولك بفعالية وإعطاء تقديرات معقولة.

 

ما هي تحديات محاسبة القيمة العادلة؟

أما الآن، إليك أثر تطبيق محاسبة القيمة العادلة على الأزمة المالية العالمية وعلى قيمة أصولك، على شكل تحديات يمكن أن تواجهها في المصارف:

 

- تقييم الأصول والخصوم:

لا شك أن إجراء تقيِيم صحيح للأصول والخصوم ليس بالأمر السهل، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالأصول غير الملموسة مثل الملكية الفكرية والبراءات والعلامات التجارِية، فقد يكون من الصعب تَحديد القيمة العادلة لهذه الأصول والالتزامات المالية المرتبطة بها أو حصر القيم المديونية وإعطاء المعيار الصحيح لها.

 

- تطبيق معايير محاسبة القيمة العادلة:

يمكن للشَركات أيضًا أن تواجه صعوبة في مسؤولية الالتزام بالمعايير المُحاسبية الدولية المعترف بها عند تطبيق محاسبة القيمة العادلة ضمن أعمالها، فقد تكون هناك تعقيدات في فهم هذه المعايير أو تطبيقها، وقد يتطلب الأمر تدريب المحاسبٍين على استخدام أدوات محاسبة القيمة العادلة والتطبيقات العملية وإجراء أي تدقيق محاسبي وتعزيز أداء العاملين.

 

- جمع وتحليل البيانات المالية:

كما يمكن أن يكون هناك صعوبة في جمع البيانات المالِية وبطاقات الإئتمان وتحليلها بالشكل الصحيح للحصول على معلومات دقيقة وتقييم فعال، مما يؤثر على دقة ملف بيان التقييم والتقارير المالِية للمعلومات الحساسة في المؤسسة.

 

وفي الختام

 

لا شك أن محاسبة القِيمة العادلة تلعب دورًا حاسمًا في تقديم صورة واضحة وشفافة للقيمة الحقيقية للأصول والخصوم في الشركات، ومع ذلك تطبيقها بنجاح يتطلب معرفَة وفهمًا عميقًا للمبادئ الأساسية والقدرة على التعامل مع التحديات المرتبطة بالتقييم والتطبيق.

 

فمن خلال التركيز على التحسين المستمر والابتكار في الأساليب العلمية المحاسبية للقياس، يمكن للشرِكات تحقيق الاستفادة القصوى من محاسبة القِيمة العادلة وتعزيز قدرتها على اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على معلُومات دقيقة وموثوقة.