تحليل سلوك التكلفة: التكاليف الثابتة مقابل التكاليف المتغيرة


دورة المحاسبة للمدراء في إسطنبول

نُشِر في Jul 28, 2023 at 11:07 PM


يعتبر مصطلح تحليل سلوك التكلفة (cost behavior analysis) مفهوم إداري يساعد الإدارات على فهم آلية تغيّر التكاليف الصناعية حسب السلوك التطبيقي الذي تسلكه الشركة، أي وفق تغيير مستوى إنتاجها ونشاطها، بما في ذلك التكاليف الثابتة والمتغيرة المباشرة وغير المباشرة، إضافةً إلى دوره المساعد في التخطيط واتخاذ القرارات الهامة وفرض الرقابة على عمل الشركات. 

 

يوفر المقال التالي إمكانية التعرف على تلك التكاليف وكيف يمكن الحد منها، مع توضيح كيف يؤثر تحليل التكلفة على عملية صنع القرارات، إضافةً إلى شرح بعض تقنيات وطرق تحليل سلوك التكلفة، تابع معنا.

 

ما هي التكاليف التي تدخل في تحليل سلوك التكلفة؟ 

تتحمل أي شركة كانت مهما كانت طبيعة عملها ثلاثة أنواع رئيسية مهمة من التكاليف هما التكاليف الثابتة والتكاليف المتغيرة، في حين تجمع بعض التكاليف بين النوعين السابقين وتسمى التكاليف المختلطة، وهم وفق الآتي:

 

- التكاليف المتغيرة:

تصف هذه التكاليف أي عناصر أو نفقات تتغير مع تغير حجم الإنتاج أو عدد السلع أو الخدمات المقدمة، بما في ذلك كمية المواد الأولية والتعبئة والتغليف والعمالة في المرافق العامة وغيرها من النفقات المباشرة المتعلقة بعملية الإنتاج والتصنيع، أي أنّها تزداد بازدياد حجم الإنتاج وتنخفض بانخفاضه وتتعلق بتغير حجم المبيعات.

 

تُحسب هذه اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ عن طريق ضرب كمية الإنتاج بكلفة كل وحدة منتجة، على سبيل المثال يعمل مصنع ما على إنتاج منتج كلفة العنصر منه 2$ لكل قطعة، في حال لم ينتج المصنع أي منتج لن يكون لديه تكلفة متغيرة، لكن إذا أنتج 500 منتج فإنّ ذلك يعني أنّ تكلفته المتغيرة هي 1000$، وهكذا.

 

النقطة الأكثر أهمية التي يجب ملاحظتها هنا، أنّ هذه التكاليف تختلف ﻣﻦ صناعة لأخرى لذا عند مقارنة تكاليف شركتين مختلفتين يجب أن تكون تلك الشركتين تعملان في نفس سوق العمل.

على سبيل المثال لا يمكن مقارنة تكاليف شركة تصنيع سيارات مع شركة تصنيع أجهزة إلكترونية لأنّه لا مجال لدراسة ومقارنة منتجات كلا الشركتين.

 

- التكاليف الثابتة:

وهي التكاليف التي تحافظ على نفسها دون أن تتأثر بحجم الإنتاج أو عدد السلع والخدمات المقدمة من الشركة، وبالتالي لا يمكن للشركات تجنبها، وهي تشمل نفقات الإيجار والتأمين المالي والضرائب وغيرها من النفقات المالية غير المباشرة أي التي ليس لها علاقة بعملية الإنتاج.

 

على سبيل المثال، الشركة السابقة لنفترض أنّها تستأجر آلة ما لإنتاج المنتج بكلفة 100000$ في الشهر، سواء استخدمت تلك الآلة وأنتجت مليون منتج شهريًا أم بقيت متوقفة عن العمل ولم تنتج أي منتج، في كلا الحالتين يتوجب على الشركة دفع القيمة نفسها المتفق عليها.

 

وفق تحليل سلوك التكلفة، عند ازدياد التكاليف الثابتة يجب أن يزداد حجم الإيرادات لكي تتمكن الشركة من تحقيق التعادل والتوازن، وذلك لأنّ التكاليف المتغيرة مهما ازدادت فإنّها تبقى ثابتة من وجهة نظر المستثمر فهي تغطي ذاتها، لكن التكاليف الثابتة من شأنها التأثير على الربح الصافي للشركة وفقًا لعدد الوحدات المنتجة، إذ بازدياد الإنتاج تنخفض التكاليف الثابتة لأنها تتوزع على عدد أكبر من السلع.

 

على سبيل المثال، ليكن مصنع ما مستأجر بقيمة 10000$ شهريًت وينتج 1000 منتج في الشهر، وفقًا لذلك فإن توزيع التكلفة الثابتة للإيجار على عدد المنتجات هو 10$ لكل منتج، بينما إن كان ينتج 10000 منتج تنخفض القيمة إلى 1$ شهريًا، بذلك ازداد صافي ربح الشركة.

 

- التكاليف المختلطة أو شبه المتغيرة:

وهي التكاليف التي تجمع بين خصائص التكاليف المتغيرة والثابتة معًا لكونها تحتوي على الإثنين، على سبيل المثال فواتير الهاتف هي تكاليف مختلطة لأنها تحتوي تكاليف ثابتة كرسوم الاشتراك والضرائب، وتكاليف متغيرة أخرى وهي حجم الاستهلاك الشهري.

 

لا تفيد هذه التكاليف في شكلها الأولي، لذا تُقسم إلى مكوناتها الثابتة والمتغيرة باستخدام تقنيات تحليل سلوك التكلفة التي سوف نتعرف عليها لاحقًا.

تحليل سلوك التكلفة: التكاليف الثابتة مقابل التكاليف المتغيرة

كيف يمكن الحد من التكاليف المتغيرة في عالم الأعمال؟

كما ذكرنا سابقًا التكاليف الثابتة هي تكاليف لا يمكن التحكم بها والحد منها، لكن يمكن للأعمال التجارية التحكم في التكاليف المتغيرة ومحاولة التقليل منها من خلال بعض التغييرات ضمن سير العمل.

 

على سبيل المثال يمكن إنتاج كميات أكبر من المنتجات بنفس كمية المواد الأولية شريطة عدم تأثر جودة المنتجات بذلك، ويمكن من خلال تطوير تقنيات التصنيع والإنتاج عن طريق استخدام آلات حديثة ومتطورة خفض التكاليف.

 

علاوةً على ذلك، في ظل العالم الجديد القائم على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا يجب على الإدارة محاولة إجراء بعض التحليلات والتقييمات المختلفة بهدف البحث عن فرص تحسين أكثر كفاءة لتقليل بعض التكاليف المتغيرة خلال عمليات التشغيل مثل المرافق والعمالة وتنفيذ التدابير المناسبة في نطاق عمل المشروع، يمكنك الدراسة في دورة المحاسبة للمدراء في إسطنبول التي تساعدك على تنفيذ ذلك.

 

ما هي أشهر تقنيات تحليل سلوك التكلفة؟ 

يمكن إجراء دراسة وتحليل سلوك التكلفة من خلال عدة تقنيات وطرق، ومنها:

 

- الطريقة العالية المنخفضة (High-Low):

إحدى أشهر طرق المحاسبة الإدارية المستخدمة في تقسيم التكاليف المختلطة إلى ثابتة ومتغيرة، يتم تصنيف مستويات الأنشطة التي تتعلق بالتكاليف المتغيرة وتقوم الإدارة بتجميع وتسجيل البيانات المختلفة، مثل ساعات العمل وساعات عمل الآلات وعدد الوحدات المنتجة وغيرها وأرقام التكاليف الإجمالية المقابلة لها (التكلفة المختلطة).

 

تقوم الإدارة بتحليل سلوك التكلفة بهذه الطريقة بحيث تأخذ زوجي بيانات فقط من البيانات المجمعة هما الحد الأعلى والحد الأدنى للحصول على مدخلات، تدخل تلك المدخلات إلى علاقة رياضية خطية يُحسب منها متوسط التكاليف المتغيرة (b) وإجمالي التكاليف الثابتة (a)، وهي:

 

y = a + bx

 

حيث (x) هو مستوى النشاط و (y ) هي التكاليف الإجمالية.

 

تستخدم الدالة السابقة في معرفة كيفية تحديد ميزانية المشروع وتقدير التكلفة من خلال تقدير جميع التكاليف الإجمالية في أي مستوى من النشاط، بغض النظر عن أن العلاقة السابقة سهلة الفهم إلا أنّها تعد غير موثوقة جدًا لكونها لا تأخذ سوى حد أعلى وأدنى من البيانات المعتمدة وتتجاهل بقية المعلومات.

 

- طريقة الرسم البياني المبعثر:

من التقنيات ذات الطابع الرسومي لتقسيم مكونات التكاليف المختلطة، يتم التحليل بحيث يُرسم مستوى اﻟﻨﺸﺎط على المحور الأفقي والتكلفة الإجمالية المقابلة على المحور العمودي، ومن ثمّ يُرسم المخطط البياني عن طريق النظر.

 

بعد الانتهاء من رسم المخطط البياني يتم تقدير التكاليف اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ والمتغيرة لكل وحدة بحيث تكون نقطة تقاطع الخط مع المحور العمودي هي الثابتة في حين يكون متوسط التكلفة المتغيرة هو ميل الخط، يجب تطبيق هذه الطريقة بدقة كبيرة كونها تعتمد على النظر وليس على علاقات رياضية.

 

ختامًا، 

 

تحليل سلوك التكلفة هو تحليل رياضي أو رسومي لسلوك التكاليف، يستخدم في قياس التكاليف الإجمالية مقابل مستوى نشاط الشركات لأغراض مختلفة، والتي إما أن تكون ثابتة أو متغيرة أو مختلطة.