
نشر في :12/1/2025, 11:25:24 AM
لعل الفطنة المالية واحدة من أهم الجوانب التي يُركز عليها مهنيو اليوم، إذ لم يعد التميّز المهني قائم على الخبرة الفنية أو الإدارية فقط، بل الإلمام بالجوانب المالية ركيزة أساسية أيضًا، لذلك ازداد الاهتمام في دورات المالية لغير الماليين كواحدة من أهم مسارات التطور المهني التي تمنح المهنيين في مختلف القطاعات القدرة على التعامل مع الأرقام والقوائم المالية وفهمها واتخاذ قراراتهم وفقًا إلى بيانات واقعية.
لا تقف هذه الدورات على الجانب النظري وحسب، بل تعمل على تزويد المشاركين بأهم الأدوات العملية التي تساعدهم في تحويل مستوى تفكيرهم لمستوى احترافي وتفتح أمامهم أبواب جديدة للنجاح واكتساب وظيفة مرموقة، والتي لما كانت لولا الخبرة المُكتسبة من خلال تلك الدورات.
لأنّ الثقافة المالية أصبحت حاجة ملحّة للغاية اليوم، عندما يُدرك المدير أو الموظف مدى تأثير قراراته التشغيلية على العوائد المالية للشركة فإنّه سيكون أكثر قدرة على تحديد المخاطر لتجنبها والفرص لتطويرها والتخطيط وفق منظور استراتيجي واضح.
من دون هذه الثقافة، يمكن أن يجد نفسه عاجزًا عن شرح أو استيعاب أي تقرير مالي مهما كان بسيط أو معقد، أو تقييم الأداء الفعلي للشركة، مما يُثبط إمكانياته للمشاركة الفعالة في اتخاذ القرار.
الوعي ببعض المبادئ والمفاهيم المالية لغير الماليين يمنحهم القدرة على إجراء مناقشات بنّاءة مع الخبراء في المجال والتعبير عن أفكارهم وآرائهم بلغة مفهومة واحترافية، بالإضافة إلى دوره في مساعدتهم على المشاركة في وضع الميزانيات والتنبؤ بالنتائج المستقبلية والتقييم الجدوى من المشروعات، مما يجعلهم عناصر فاعلة داخل مؤسساتهم ولهم دور في رسم سياساتها المالية.
تعمل دورات المالية لغير الماليين على تطوير مجموعة مهارات داعمة من خلال ترسيخ بعض المفاهيم الأساسية في المجال المالي لدى المتدربين غير المتخصصين لتمكينهم من فهم وقراءة البيانات المالية وتحليلها بما يعزز الأداء ويطور من مهاراتهم، من بين تلك القدرات والمهارات ما يلي:
لكي تستطيع قراءة لغة المؤسسة لا بدّ أن تمتلك القدرة على قراءة التقارير والقوائم المالية، فهي التي تعكس نقاط قوة وضعف المؤسسة، من بين أبرز تلك القوائم بيان الدخل وهو بيان مالي يهدف إلى توضيح حجم الإيرادات والمصروفات والربح الصافي المُحقق، لذلك يعتبر أداة في غاية الأهمية لفهم ربحية الأعمال.
الميزانية العمومية أيضًا واحدة من أهم القوائم المالية للشركات، فهي التي تشرح أصول والتزامات الشركة وحقوق المساهمين، بالتالي تُعطي صورة واضحة حول الوضع المالي العام للشركة، قائمة التدفقات النقدية واحدة من القوائم الهامة أيضا، وهي التي تُظهر طريقة تعامل الشركة مع النقد الداخل والخارج منها.
عندما تعي كيفية تفسير مثل هذه التقارير المالية والمحاسبية ستكون أكثر قدرة على فهم مسار عمل الشركة وتحليل النتائج لربط قراراتك بالأرقام.
تلعب الميزانية دورًا رئيسيًا لضبط الإنفاق وتخصيص الموارد، لكي تتمكن من إعدادها بفعالية وكفاءة لا بدّ من الوعي الكافي بالقوائم السابقة وتحديد الأهداف المستقبلية بشكل واضح ومدروس، أمّا التنبؤ فهو يساعد على تحديد توقعات وتنبؤات مالية دقيقة للمستقبل، تركز دورات المالية لغير الماليين على تحسين هذه المهارة لتمكينهم من المشاركة في عملية التخطيط المالي الاستراتيجي.
تهدف دورات المالية لغير الماليين على تحسين مهارة تحليل التكاليف والربح، وهما تحليلات أساسية للمهنيين الماليين، حيث يُركز تحليل التكاليف على التفريق بين التكاليف الثابتة والمتغيرة للشركة وتحديد الفرص المتاحة للتحسين وعناصر الهدر.
في حين يُركز تحليل الربحية على تمكين المُتخصص من تقييم جدوى المشروع أو المنتج واتخاذ القرار وفقًا للكفاءة والعائد المُحقق، وهي مهارة محورية لأي مُحترف يتطلع إلى دعم أرباح شركته من خلال قرارات مدروسة.
مهارات المحاسبة من المهارات الأساسية التي تُركز عليها دورات المالية والمحاسبة لغير الماليين، فهي تمنح المشاركين فرصة التعرف على أساسيات وأساليب تسجيل العمليات المالية وكيف تنعكس تلك العمليات على التقارير والقوائم، فضلًا عن شرح المكونات الرئيسية للتقارير السنوية والإفصاحات المُتعلقة بالمخاطر، مما يسمح لغير الماليين تحليل البيانات المالية وربطها بالنتائج التشغيلية.
يستطيع المتدربين ضمن دورات المالية لغير الماليين استكشاف تأثير القرارات الاستثمارية على دورة الأعمال وكيف تُحسب تكلفة رأس المال بواسطة مقاييس خاصة، مثل معدل المتوسط المرجح لتكلفة رأس المال (WACC)، كما تمنحهم الفرصة لاستكشاف الإيجابيات والسلبيات الخاصة بعمليات التمويل عبر الديون أو الأسهم، مما يساعدهم على فهم أكبر للمصادر المختلفة للتمويل المتاحة للشركة.
تُدرّس دورات المالية لغير الماليين أفضل أساليب التحليل الاستراتيجي وفهم البيئة التنافسية وتقييم الإمكانيات والقدرات الداخلية، يتعلم المتخصص غير المالي من خلال هذه الدورات كيف يُحدد الخيارات الاستراتيجية التي تُرسخ ثقافة ورسالة الشركة وأهدافها بعيدة الأجل.

الثقافة والمعرفة المالية ضرورية في مختلف الصناعات والقطاعات المهنية، على سبيل المثال يمكن للعاملين في مجال التسويق الاستفادة من الأدوات والتقنيات التي تُعلمها في رفع كفاءة حملات التسويق عبر التحليلات المالية لتقييم العائد من الاستثمار وتحسين تخصيص الميزانيات.
كذلك في إدارة المشاريع، يمكن لمدراء المشاريع الاستفادة من مهارات التنبؤ المالي في الإدارة لإبقاء المشروع ضمن حدود ميزانيته وتحقيق النجاح، أمّا في القطاع التكنولوجي يمكن أن تلعب هذه المعرفة دور في أخذ قرار واعٍ بما يخص الاستثمار في أدوات أو أنظمة تقنية جديدة وتقييم المخاطر والعوائد من ذلك.
كيف يمكن للأفراد غير الماليين تطوير مهاراتهم؟
تساعد قراءة الكتب أو المقالات من المواقع الإلكترونية المتخصصة في هذه المهمة، فهي تمنحهم قاعدة معرفية متينة تصقل مهاراتهم وتُنميها، كذلك هناك التدريب عبر المنصات التعليمية الحديثة والتي تعتبر بمثابة بيئة تفاعلية تسمح للمتدرب دراسة سيناريوهات مختلفة وإجراء الاختبارات والخوض في نقاشات عملية لتعزيز الفهم وكسب المعلومات لتعظيم المهارة.
كما تعتبر الدورات التدريبية عبر الإنترنت أو الحضورية أو البرامج التدريبية داخل المؤسسات طريقة فعالة لضمان اكتساب المعرفة اللازمة وتطوير المهارة، وجميعها خيارات يوفرها مركز لندن بريمير سنتر للتدريب المهني، مركزنا الرائد والمعتمد عالميًا هو بوابتك الذهبية لتطوير مهاراتك المالي، وغير المالي، عبر دوراتنا التدريبية الاحترافية في العديد من التخصصات والمجالات الحيوية.
دورات محاسبية ومالية في لندن هي واحدة من بين تلك الدورات التي نتحدث عنها، وهي متوفرة أيضًا للتسجيل الحضوري في كل من دبي والقاهرة وباريس وأمستردام وبرشلونة وأسطنبول وكوالالمبور، الهدف الرئيسي لمركزنا إلى إيصال التعلم والمعرفة للجميع، لذلك تتوفر أيضًا جميع الدورات أونلاين.
دورات المالية لغير الماليين هي بوابة حقيقية لأي مهني يرغب في تطوير مهاراته وتعزيز أثره داخل مؤسسته، تجمع هذه الدورات بين المفاهيم المالية الأساسية والمهارات التحليلية والتنبؤية والتطبيقات العملية لتمكين غير المُتخصص من فهم الأرقام وقراءتها بثقة واتخاذ قراره بعد دراسة فعلية، ليكون جاهزًا لمواجهة تحديات بيئة العمل الحديثة والمساهمة في قيادة مؤسسته نحو نمو مستدام.