نُشِر في Sep 28, 2023 at 01:09 PM
منذ أن بدأ الزمان والقادة موجودون، لكن أساليب القيادة تطورت مع كل حدثٍ جديد، خلال الأعوام الماضية بدأت القيادة المرنة (flexible leadership) والعمل عن بُعد بالظهور كخيار آمن للاستمرار بالأعمال وتلبية احتياجات الموظفين بشكل أفضل.
تابع معنا في المقال التالي لتتعرف على القيادي المرن وأهمية القيادة المرنة في أماكن العمل وكيف تطور من مرونتك إن كنت في موقع يتطلب ذلك.
المرونة من السمات المطلوبة بشكل متزايد في هذه الأيام في ظل البيئة الاقتصادية والاجتماعية الرشيقة وسريعة التغير، يُعرف القادة المرنون بأنهم هؤلاء الذين يتمتعون بالمهارة والرشاقة والمرونة في التغيير من أساليبهم القيادية بسرعة وحكمة وذلك استجابةً لأي ظرف أو حدث جديد، إضافةً إلى تحسين وتطوير مهارات التكيف مع أي تغير جديد غير متوقع بمجرد حدوثه.
يستطيع القيادي المرن مراجعة خططه وإجراء التعديلات عليها ودمجها مع الابتكارات الحديثة لتجاوز أي تحدٍ جديد، لكن مع الاستمرار بالسعي نحو تحقيق الأهداف المرجوة بالطبع.
أي أنَّ المرونة هي منهجية قيادية تتجلى بالرغبة في تجربة استراتيجيات وطرق وسبل جديدة لقيادة الشركات والفِرق بغض النظر عن ما إن كانوا يمرون بتغييرات جديدة أم لا.
لا تتعلق المرونة فقط بالقدرة على البقاء والازدهار والتكيف مع المواقف الآنية وحسب، بل يجب على القيادي المرن أن يكون قادرًا على إجراء وتنفيذ سلوكيات جديدة على المواقف القديمة، يعبر ذلك عن قدرة القائد على الإبداع في عمله وإيجاد الأساليب الجديدة لحل المشاكل.
ينبغي على القيادي المرن أيضًا أن يكون على معرفة بجميع المواقف والحالات التي لا ينفع معها تطبيق سلوكياته ونهجه القديم والقدرة على أخذ القرار المناسب الذي يتوجب تطبيقه للتعامل مع المشكلة، كذلك لتطوير مهاراتك القيادية من خلال نظريات القيادة دوره البارز أيضًا في زيادة المرونة.
كما ذكرنا سابقًا القيادة المرنة من أفضل أساليب القيادة المتبعة في أيامنا هذه، يعود السبب في أهمية القيادة المرنة للنقاط التالية:
تسمح القيادة المرنة قيادة العمل بشكل تفاعلي بما يتناسب مع احتياجات الشركة، خلال العمل تطرأ أحداث غير متوقعة يعتمد فيها عادةً القادة على خبراتهم السابقة وطرقهم الخاصة في التعامل مع مواقف مشابهة للوصول إلى حل للمشكلة، لكن ذلك غير كافٍ لتكون المسؤولية فعالة كقائد.
يجب عليه أن يكون قادرًا على أداء دوره في العمل وتلبية التوقعات، وتعزيز قدرته على الاستجابة على لأي مشكلة غير متوقعة قد تحدث، إضافةً إلى أن يكون منفتحًا على جميع الأفكار والمناهج الجديدة في العمل وتجربتها.
معظم الموظفين يعملون من خلال مجموعة من المهام المتكررة باستمرار لإنهاء أعمالهم، تعتبر هذه الطريقة من الطرق المثمرة في العمل لكنها لا تعطي مجالًًا للمشاريع السريعة التي تكون مجدية أيضًا في كثير من الأحيان، لذا لا بدّ من إعطاء الأولوية لهذا النوع من المشاريع ومتابعتها، حتى لو تطلَّب ذلك تجربة أفكار واستراتيجيات جديدة.
إذا ما أطرنا أنفسنا بالخبرات والمهارات القديمة التي نتبعها دومًا فإنّ ذلك سيقف سدًا أمام تجربة أفكار ومهارات جديدة، وبالتالي سنبقى في نفس المكان ولن نطور من ذاتنا أبدًا، أمّا عند اعتماد نهج أكثر مرونة في العمل، تزيد فرص الانفتاح على تجارب جديدة واكتشاف طرق حديثة تزيد من الإنتاجية في العمل.
كما تُحسن المرونة أيضًا من التواصل والمشاركة والإبداع، مما ينعكس على زيادة الإنتاجية.
في حال اعتماد استراتيجية مرنة للعمل ضمن الشركة أو المؤسسة من قبل القائد، فإنّ ذلك سينعكس إيجابًا على ثقة الموظفين به ويعطيهم انطباع بأنّه يهتم بمصالحهم لأقصى حد.
إن تحقق ذلك فإنّ ولاء الموظفين للشركة سيزيد، وهو أمر هام جدًا للمؤسسات، فالمحافظة على استمرارية عمل الموظفين مع الشركة أمر حيوي جداً بالنسبة لها.
من الخيارات الشائعة لاستراتيجيات العمل المرنة هو العرض على الموظف العمل عن بُعد من المنزل حتى وإن كان لفترة مؤقتة عندما يكون لديه مواعيد والتزامات عائلية أو شخصية، ذلك يشجع الموظف على البقاء مع الشركة ويزيد من ولاءه.
يجب الانتقال إلى نهج مرن في العمل للبقاء في المنافسة والاستمرار مستقبلًا، في ظل التطور الدائم للقوى العاملة ودخول موظفين أصغر سنًا إلى المؤسسة، سيجد هؤلاء البيئة المرنة أكثر جاذبيةً وملائمةً للعمل، لذا لا بدّ من تطوير نهج المؤسسة ليتلاءم مع الجميع ويجذب هؤلاء الموظفين لتبقى الشركة قادرة على إثبات نفسها في المستقبل.
يشجع أسلوب القيادة المرنة على منح الموظفين المزيد من الاستقلالية في أداء مهامهم والبحث عن عمليات وأنظمة جديدة، الأمر الذي يزيد من ثقتهم بنفسهم ويكسبهم شعور ثقة الشركة بقدراتهم وخبراتهم، مما يزيد من الرضا الوظيفي لديهم.
لا سيما أنَّ مستقبل الشركات قائم على منح الموظفين مزيدًا من التحكم في عملهم، يشجع ذلك الموظفين على إعداد مسارات خاصة بهم للتقدم وخلق ثقافة التطوير والتعلم داخل الشركة.
باستخدام النصائح الثلاث التالية يمكن للمرء أن يزيد من مرونته ويحسن من قدراته، وذلك وفق الآتي:
لا يوجد أسهل من الوقوع في الروتين في كل جزء من الحياة اليومية، بما فيها العملية، في أغلب الأحيان يتغاضى الشخص عن اكتساب فرص تزيد من مرونته أو لا يعترف بها، يمكن للقائد تعلم كيفية اختيار المواقف التي يمكن أن تكون فيها المرونة موردًا قيمًا يجب استغلاله.
على سبيل المثال، عند حدوث موقف غير مألوف أو مشكلة جديدة لم تحدث قبل، يجب قبل مواجهتها التفكير في الاستجابة الأولية لهذا المشكلة، هل اخترت هذه الطريقة لأنها الطريقة الصحيحة والأكثر فعالية؟ أم اخترتها لأنّها الطريقة المختارة عادةً في التعامل مع تلك المشاكل؟
مع مرور الوقت تصبح أكثر راحة في التعامل مع تلك المواقف الغامضة وتصبح أكثر مرونة.
بالرغم من أنّ القائد المرن منفتح على التجارب والحلول والمناهج الجديدة، لكن ذلك لا يعني أنّه مطالب بخلق كل تلك الحلول الجديدة لوحده، يمكن للقائد تشجيع وتحفيز الأشخاص الآخرين في الفريق لإعطاء الحلول والاستفادة من خبراتهم ومعارفهم ومهاراتهم في طرح آليات ومناهج جديدة للعمل ومن ثمّ تقييم مدى جودتها واعتمادها إن كانت مناسبة.
يجب على القائد المرن الانفتاح على مداخلات الآخرين وتعزيز التواصل الفعال بين أعضاء الفريق، وأن يفهم بأنّ أهم وأفضل الحلول ليس بالضرورة أن تأتي من القمة.
على اعتبار أن القادة يتحملون الكثير من المهام والمسؤوليات الموكلة إليهم، قد يكون من المجدي التراجع عن الأساليب والاستراتيجيات القديمة التي كانت تنجح في الماضي بحل المشاكل.
يجب على القائد التفكير مليًا قبل اتخاذ القرار أو البدء بمهام جديدة فيما إن كان الطريق الذي اختاره هو بالفعل أفضل أسلوب لتنفيذ المشروع الحالي والحصول على أفضل تجربة، والتفكير في السبب القابع خلف اختيار هذه الاستراتيجية بالتحديد، والتفكير ببعض الطرق البديلة التي قد تلزم.
ختامًا
لا بدَّ من تخصيص بعض الوقت للتفكير واتخاذ بعض الخطوات الكفيلة بتحسين قدراتك كقائد لتصبح أكثر مرونة، ليس ذلك وحسب بل ويزيد من إبداعك وابتكارك في العمل.
وعليه يتشرف مركز لندن بريمير للتدريب في تقديم دورات تدريبية في القيادة في اسطنبول، سجل الآن في إحدى الدورات من خلال النقر على الرابط السابق.