نُشِر في Nov 02, 2021 at 07:11 PM
مع تغيّر بيئة العمل خصوصاّ نتيجة لجائحة الكورونا وتطوّر التكنولوجيا ووسائل التواصل، فإنّ هناك توجه في بيئة العمل نحو العمل عن بعد. وهذا له تأثير على عملك مع مختلف مراحل دورة حياة الموارد البشرية للمنظمة.
وكما يقول المثل "ليست كلّ أصابع يدك متشابهة" وكذلك فإنّه يوجد اختلاف في المزايا بين الوظائف المختلفة (بما في ذلك وظائف الموارد البشرية) واختلاف في مدى كفاءة وفعّالية تأديتها من المنزل.
لكن رغم فعّالية تأدية الوظيفة من المنزل، إلّا أنّك قد لا تكون الشخص المناسب للقيام بهذه الوظيفة لنقص ما تملكه من مهارات، والتي يمكنك اكتسابها من خلال الدورات التدريبية من أي مكان في العالم، مثلا دورات تدريبية في الموارد البشرية في لندن.
تتنوّع وظائف الموارد البشرية، ويمكن أن تصاغ هذه الوظائف ليتمّ تأديتها في مكان العمل. أو توكيلها إلى جهة خارجية. أو تأديتها من قبل الموظف في منزله.
تزداد كفاءة بعض وظائف الموارد البشرية عندما يتمّ تأديتها في مكان العمل، ذلك لأنّه يساعد على بناء التعاون بين العاملين من مختلف الأقسام في المؤسسة الاقتصادية. ويسهّل من عمليّة دعم الموظفين زيادة في ولائهم وإنتاجيتهم.
ومن أجل النجاح في تأدية هذه الوظائف فإنّه من المهم التدرب على المهارات اللازمة لذلك، والتي يمكن أن تكون عبر دورات تدريبية في الموارد البشرية في دبي أو أي مكان آخر.
وقد تجد في الجهة المقابلة عندما لا يتطلّب عملك وجود الموظفين معك في نفس المكان الجغرافي، خصوصاً مع تطوّر التكنولوجيا ووسائل التواصل، أنّه من الأفضل لك ألا تأتي مكان عملك في المؤسسة الاقتصادية توفيراً لتكاليف النقل، وقضاءً للمزيد من الوقت بجوار عائلتك. وزيادةً لمرونة العمل من أماكن مختلفة حتّى لو كنت تُقيم في منطقة ريفية.
مثلا وظائف الموارد البشرية التي تكون عبارة عن البحث عن الموظفين المناسبين لشاغر وظيفي قد لا تتطلّب التواجد في المؤسسة الاقتصادية. فيمكن القيام بها عن بعد.
لكن قد لا يناسبك العمل من المنزل في إدارة الموارد البشريّة ليس بسبب عدم إمكانية ذلك. بل لأنّ نجاحك في تأدية مهامك من المنزل مرهون بما تملكه من مهارات لازمة لذلك، وصياغة ما يلزم من السياسات والعمليات والتخطيط على المدى البعيد، مثلا تكون سياسة العمل اتصال العاملين المتكرر على الإنترنت طيلة وقت العمل دعماً للتواصل المباشر بينهم.
ويمكن أن يكون عملك في الموارد البشرية هجيناً بين العمل في الموقع داخل المؤسسة الاقتصادية، وبين العمل عن بعد من المنزل، وهذا يجعل عملك أكثر مرونة، فإذا كان عملك بهذا الأسلوب، فإنّ ذلك قد يمنحك فرصة الاستفادة من مزايا العمل عن بعد، وفي نفس الوقت مزايا العمل في المكتب.
أهم الأمور التي يجب مراعاتها خلال عملك في الموارد البشريّة في ظلّ التوجّه نحو العمل عن بعد، مايلي:
التفاعل مع الموظفين: إنّ تفاعل العاملين مع مكان عملهم يؤدي إلى زيادة إنتاجيتهم، ودعم ثقافة العمل نحو تحقيق الهدف.
أحد التحديات التي تواجه العاملين في الموارد البشرية وجود صعوبة في دعم تفاعل وانسجام الموظفين العاملين عن بعد مع عملهم، حيث يشعر هؤلاء الموظفين بانفصالهم عن المنظمة، ولذلك فإنّه من المهم أن تطوّر الأدوات التي تحسّن من تفاعل الموظفين الافتراضيين وتدعم انسجامهم في العمل. على سبيل المثال لبعض هذه الأدوات منصّات العمل الجماعي، واجتماعات العمل.
رقابة الموظّفين ومتابعتهم عبر التكنولوجيا: تتيح رقابة الموظّفين ومتابعتهم القيام بالتأكّد من سير عملهم في تنفيذ مهامهم المكلفين بها. بالتالي إمكانية تصحيح الأخطاء ومكافئة الموظفين المتميزين.
إلّا أنّ القيام برقابة ومتابعة الموظّفين العاملين عن بعد يصعب تحقيقه بالطرق التقليدية. فيتطلّب الرقابة على الموظّفين العاملين عن بعد استخدام التكنولوجيا التي تساعد على تتبع أداء الموظفين. بهدف تصحيح الأخطاء، وتفعيل نظام الحوافز والمكافآت. يمكنك الإطلاع على دورة تدريبية في الرقابة والتدقيق على الأداء الوظيفي.
التكيّف مع الظروف الغير متوقّعة: من الأهمية بمكان الخروج من منطقة الراحة. فخروجك هذا يمكن تشبيهه بقفزك في البحر المليء بالتحديات، والتي غالباً سيكون نتيجتها غرقك في حال لم تتعلّم مسبقاً مهارات السباحة اللازمة.
وكذلك الأمر فإنّ إحداثك للتغيّر المطلوب في بيئة العمل لتتحوّل من الشكل التقليدي إلى العمل عن بعد. يتطلّب أكثر من مجرّد تكليف المهام للموظّفين ليعملوا عن بعد. إذ يتطلّب أيضاً تزويدهم بالمهارات اللازمة للعمل عن بعد، مثلا القدرة على الاستماع واستخدام التكنولوجيا الحديثة والتأقلم مع التغيّرات الحاصلة.
التسعير المناسب أجور الموظّفين عن بعد: إنّ تسعير الأجور التي يستحقها العاملين عن بعد، يتطلّب تسعير أجور الأجهزة والمعدات والعقارات التي يستخدمونها عن بعد لصالح الشركة. علاوة على تسعير أتعابهم التي يبذلونها وفقاً لمهاراتهم.