الامان الوظيفي في عصر الأتمتة: كيف تحافظ على استقرار وظيفتك


أفضل معاهد التدريب في دبي

نُشِر في May 31, 2024 at 02:05 PM


مع تزايد ظهور التحديات والمشاكل الاقتصادية العالمية وحلول الأتمتة والروبوتات مكان الوظائف أصبح التمتع بميزة الأمان الوظيفي هاجسًا لدى الكثير من الناس العاملين في الوقت الحالي حول العالم، العديد منهم يرون أنّ أدوارهم على المحك، انطلاقًا من ذلك نقدم الدراسة التالية التي تتيح التعرف على مفهوم الأمان الوظيفي (Job Security) في أماكن العمل وأثره وكيفية المحافظة عليه قدر الإمكان.

     

ما هو تعريف الأمان الوظيفي (Job Security)؟

يُعرف مفهوم الأمن أو الأمان الوظيفي بأنّه مدى الموثوقية التي يتمتع بها الموظف من جهة تمديد توظيفه في المستقبل المنظور، وهو يقاس على مستوى الحالة النفسية والحالة الصحية لأي موظف.

     

الموظف المؤمّن على نفسه يضمن ألا يتم فصله من عمله وأنّ وضعه الوظيفي ضمن الشركة مستقر وسيبقى كذلك خلال الفترة القادمة بغض النظر عن العوامل الداخلية أو الخارجية التي يمكن أن تؤثر على وظيفته وتسبب انتهاء خدماته، بما يضمن العيش الكريم دون القلق من الدخول بدوامة البطالة.

     

الأمان الوظيفي هو أن يشعر أي موظف بالأمان والطمأنينة في ظل وجود عناصر خطر في مكان العمل مثل التسريح الجماعي للعمال أو التغيرات الفجائية في العمل والأداء أو الأحداث الاقتصادية المختلفة وغيرها المزيد، المؤسسات التي تمتلك أمان وظيفي منعدم يكون موظفوها يعانون من الضغط والإحباط والقلق من فقدان وظائفهم بشكل دائم.

     

ما أهمية الأمان الوظيفي للموظفين؟

يساعد الأمان الوظيفي المؤسسات في العديد من الجوانب التي تدفعهم للنمو والازدهار، ويشمل ذلك ما يلي:


- جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها:

الأشخاص الذين يشعرون بالطمأنينة والأمان داخل مكان العمل من المؤكد أن يبقوا في الخدمة في أصعب المواقف، لذا يجب على المنظمات إظهار قدرتها على التأقلم مع كافة أنواع التغيرات وإدارتها بكفاءة وفعالية للمحافظة على سلامة الحياة المهنية لموظفيها، عندما يتحقق ذلك يصبح الموظفين أنفسهم دعائم وسفراء إيجابيين ويحفزون أقرانهم للانضمام للشركة.

     

- إعداد موظفين منتجين:

 زيادة الامان الوظيفي من شأنها المساعدة في خلق قوى عاملة مستقرة ومنتجة ذات أداء ممتاز في وظائفها، يساعد هذا الأمر أيضًا في تغذية الحافز لديهم للنمو في مناصبهم وابداء الالتزام مع شركاتهم التي يعملون بها، بينما المؤسسات التي تعاني من انخفاض الأمان الوظيفي يكون موظفيها أكثر عرضة للقلق والتشتت طيلة مدة عملهم.

     

- التشجيع على الولاء:

أي موظف مطمئن من وضعه الوظيفي ضمن شركته سيكون أكثر ولاءً لها بالتأكيد، تلك الراحة سوف تنعكس بدورها على الأداء العام له وتوطد العلاقة معها وتلزمه البقاء معها.

     

- تعزيز الروح المعنوية:

الإيجابية والسعادة هي الشعور الأكيد لأي موظف يمتلك عمل أمن، وذلك يعني خلق علاقة إيجابية مع الزملاء والعملاء والإدارة وأصحاب المصلحة الآخرين طيلة فترة عمله، كذلك لها دور في رفع إنتاجية الفرق وتحفيزهم للعمل مع بعضهم البعض والاستقرار في أدوارهم . 

الامان الوظيفي في عصر الأتمتة:  كيف تحافظ على استقرار وظيفتك

كيف يجب التعامل مع قضايا الأمان الوظيفي من قبل الشركات والموظفين؟

لا يتعلق أمر الأمان الوظيفي بالموظفين لوحدهم دون المؤسسات والشركات، كلاً منهما له دور في تعزيز قدراته لمكافحة التحديات والمخاطر التي تعترض تحقيق الأمان الخاص به وتحقيق منفعة خاصة، بدايةً مع المؤسسات يوجد سياسات واستراتيجيات يمكنها المساعدة في ذلك، إليك الاستراتيجيات الأربعة التالية:

- الشفافية:

للشائعات ضرر يفوق الحقائق بكثير، كذلك الأمر بالنسبة للشركات إن كان الموظفين والعاملين لا يمتلكون نظرة واضحة عن كل ما يحدث فيها فإنّهم سوف يتوقعون الأسوأ، لذا من واجب الإدارة توضيح كل شيء لموظفيها بما يخص صرف العاملين والموظفين وإخبارهم عن جميع المواقف العامة المتوقعة، تلك الأمور تعكس توقعات العمال وتطمأنهم في أعمالهم.

 

- الاستمرار بالترقيات الداخلية:

تذكر جيدًا أنّ الأمان الوظيفي هو إدراك أنّه لن يتم طردك من عملك، أحد أكثر التلميحات لحدوث ذلك هو تجاوز الترقية اللازم الحصول عليها، سواء أكانت تلك الترقية على مستوى المنصب أو الراتب، لذا يجب ملء المناصب الوظيفية الشاغرة بالقوى العاملة الحالية لطمأنتهم بعدم إجراء عمليات توظيف خارجية تهدد مكانتهم، يزيد ذلك من تقدير الإدارة لهم وتعزيز الرضا الوظيفي عندهم.

     

- تجنب التسريح العشوائي:

في بعض الحالات يصاب قادة الأعمال بحالة من الذعر ويقومون برد فعل أقل ما يمكن أن يقال عنه بأنّه غريب، حيث يقومون في صرف عدد من موظفيهم من مبدأ سد النقص في الميزانية العامة، قد يجعل ذلك العمل أصعب وأكثر تعقيدًا نتيجة تسريح أمهر الموظفين لتصبح شركتهم مثل الصحراء الخالية من ناس كفؤ قادرين على انتشالها في الحالات الصعبة، يؤدي ذلك إلى وصول شركتهم إلى حالة هي بغنى عنها.

     

- توافر نظام للتدريب والتعليم:    

يعد توفير نظام للتدريب والتعليم المنقذ الأمثل للموظف في حالات عدم الأمان الوظيفي، المنافسة الشديدة هي واحدة من أكثر الأسباب الرئيسية لعدم الأمان الوظيفي لكن المؤسسات التي تستثمر في نظام تدريبي قوي تكون قادرة بالفعل على صقل مهارات موظفيها لتقديم إنتاجية أفضل والبقاء في المنافسة وتحقيق المنفعة لها ولموظفيها على حد سواء.

     

كذلك يعمل نظام التدريب والتطوير على تعزيز شعور العاملين بالأمن والأمان، فهو يغطي معظم المواقف والحالات التي يمكنهم التعامل معها لتعزيز شعور الامان، حتى في أصعب المواقف يوفر تدريب الموظفين تأمين مستقبل أفضل لهم حتى وإن كان خارج حدود المنظمة، اطلع على أفضل معاهد التدريب في دبي التي يمكنها مساعدتك في هذه الخطوة، اضغط للدخول إلى الموقع الإلكتروني.

     

الاستراتيجيات السابقة كانت عوامل مساعدة للشركات لتوفير الامان الوظيفي، لكن يتحمل الموظفون أيضًا بعض المسؤولية تجاه أمنهم الوظيفي في بعض المواقع، يمكنهم من خلال اتباع بعض النصائح تعزيز أمنهم في شركاتهم، إليك بعضًا منها:

  • تحسين الإنتاجية الذاتية تعزز من قيمتك ضمن مؤسستك، لذا حاول التقدم دائمًا عبر وضع قائمة بالأهداف الممكن إنجازها وتحديثها باستمرار لمعرفة متى يمكنك ترك بعضها والمضي قدمًا.
  • عزز مكانتك في شركتك من خلال جعل نفسك شخصًا قابلًا للقصد عندما يحتاج أي شخص أي خدمة أو مساعدة.
  • حاول تجنب أي شيء يشتت انتباهك في سياق العمل لضمان تقديم إنتاجية عالية، بما في ذلك المكالمات الهاتفية أو رسائل الدردشة ووسائل التواصل الاجتماعي.
  • قدم نفسك كعنصر لا يمكن للشركة الاستغناء عنه بواسطة إقحام نفسك في أي مشروع تطوعي يتطلب تنفيذ أو استكمال مهام، لكن دون وضع نفسك بموقف محرج إن كانت إمكانياتك أو وقتك لا يؤهلك لذلك، تحقق مسبقًا هل أنا قادر على ذلك فعلًا وهل لدي الوقت الكافي؟ وبناء على ذلك اتخذ قرارك.
  • استمر في تطوير وتحسين المهارات التي تعاني من ضعف فيها، كون الصناعات تبقى في تحديث مستمرة بالتالي يجب عليك مواكبة التغيرات في سوق العمل ومعرفة كيفية التكيف معها،
  • استفد من مهاراتك القيادية لإظهار قوتك في تحمل مسؤولية إدارة زملائك في مكان العمل أمام صاحب العمل.
  •  قمّ ببناء علاقات جيدة وقوية مع زملائك والمدير المباشر والإدارة العليا، هذه المهارات الاجتماعية لها أثر هام جدًا في القطاع المهني.

     

ختامًا،

قلة من الناس من يشعرون بأنّ الوظيفة مجرد عمل أو مهمة عليهم الانتهاء منها والحصول على أجر وحسب، بل ينظرون إليها على أنّها شغف وهدف وجزء من هويتهم الشخصية عليهم العمل على تطويرها وتحسينها دائمًا، وبالتالي انعدام الأمان الوظيفي لدى هؤلاء يعتبر ذو أهمية كبرى لا بدّ من تحقيقه.