القيادة بالقدوة: تأثير تطبيقها على أداء الفريق


التدريب على القيادة أونلاين

نُشِر في Oct 07, 2023 at 09:10 PM


من أهم المهارات الشخصية للقائد التي تزدهر بها الشركات هي القيادة بالقدوة، فالفريق القوي قوي بقائده، لا سيما أنَّه هو من يسلط الضوء على الطريق الذي يجب أن يسلكه فريقه لتحقيق النجاح، ويوضح الطريقة التي يجب التعامل فيها مع الفشل.

 

تتحدث المقالة التالية عن أفضل الطرق لتطبيق القيادة بالقدوة، لكن قبل ذلك سنتعرف على ماذا تعني وبِما تفيد وما هي أهم عواقب عدم تطبيقها.

 

ما هي القيادة بالقدوة وبمَ تفيد؟

باختصار يمكن تعريف القيادة بالقدوة (leading by example) على أنّها عملية أو أسلوب يستخدمه الناس في الإدارة قائم على إدارة الآخرين بالسلوك بدلًا من توجيه الأوامر والكلام، أي قدرة القائد على التأثير وتطبيع الفريق بسلوكياته القيادية ليعتمدوها في تنفيذ العمل.

 

ﻓﻲ الماضي كان القائد يقول شيئًا ويفعل آخر، هذا السلوك لم يعد ينفع اليوم، تريد الفرق المعاصرة أن يروا كيف تعكس أفعال قائدهم ما يقوله، بالتالي يتوجب على القائد الناجح أن يوائم ممارساته وعاداته وسلوكياته مع قيمه الأساسية، فالموائمة هي جوهر القائد الحقيقي.

 

بتحقيق ذلك، من الممكن أن تفيد القيادة بالقدوة في رفع كفاءة الشركة من خلال النقاط التالية:

 

- رفع معنويات الموظفين:

القائد الفعال والقوي يعرف بأن أفعاله تؤثر على سلوك موظفيه وأدائهم ورضاهم، لذا عندما يقود القائد بالقدوة فإنّه يرفع من الروح المعنوية لهم، الأمر الذي يزيد من ولائهم للشركة ومن الإنتاجية.

 

- بناء الثقة والاحترام:

الشخص الذي يقود بالقدوة يجب أن يضع بحسبانه بأنّه سيحظى بثقة واحترام أعضاء الفريق، حيث يرى الموظفين رؤسائهم كفء لإدارة الفريق ويمكن الوثوق بهم، إضافةً إلى تعزيز الثقة والاحترام بين أعضاء الفريق أنفسهم الذي يزيد بدوره من تماسك الفريق، وهو الهدف المرغوب.



- تعزيز ثقافة العمل الإيجابية:

تعتبر ثقافة العمل هي إحدى أهم سمات الشركات الناجحة، تشمل الثقافة كل من أهداف وممارسات العمل والسلوكيات والمعتقدات العامة، لذا عند وجود قادة يتكلمون عن هذه القيم بشكل يومي يزيد ذلك من التزام الموظفين بقيم مكان وبيئة العمل وينشر الطاقة الإيجابية في المكان. 

 

- زيادة الإنتاجية:

عندما يرى الفريق قائدهم يقوم بعمله بشكل جاد ويحافظ على التزاماته ويركز على النتائج المشتركة، فإنّها بالتأكيد ستكون فرق منتجة بشكل أعلى نظرًا لازدياد رغبة كل شخص بالقيام بالعمل الجاد وجعل البقية يفخرون بإنجازاته.

 

فضلًا عن ذلك، عندما يوافق القائد ما بين أفعاله وأقواله فإنّ ذلك لا يهدر وقت الفريق في محاولة فهم ما يطلبه وفك شيفرات نواياه أو أجندته.

القيادة بالقدوة: تأثير تطبيقها على أداء الفريق

ماذا يحدث عند غياب القيادة بالقدوة؟

الآن وبعد أن اطلعت على أهم فوائد استخدام القيادة بالقدوة إليك بعضًا مما من الممكن أن يحدث عند عدم استخدامها في قيادة الفريق:

 

- تدني أخلاقيات العمل:

عندما لا يكون القائد قدوة حسنة فإنّ تدني أخلاق عمل الفريق في طليعة الأشياء التي يتوقع حدوثها جدًا نظرًا للجهد الذي يبذله الموظفون لتقديم أداء جيد عندما يرون اداءً ضعيقًا من قائدهم.

 

- انخفاض الروح المعنوية:

القيادة الضعيفة من الأشياء التي لها تأثير كبير على الروح المعنوية للموظفين وطاقة المكان، فمثلًا لن يشعر الموظفون بالتحفيز والرضا عندما لا يثقون بقائدهم.

 

- التأرجح الوظيفي:

من أكثر الأمور كلفةً تعيين وتدريب الموظفين الجدد، عندما يكون القادة ضعفاء فإنّ الموظفين سيكونون أكثر اضطرابًا وتفكيرًا في الابتعاد عن هذا الفريق الضعيف.

 

- عدم فعالية أنظمة العمل:

القائدون ﺑﺎﻟﻘدوة لديهم القدرة على تعليم فرقهم بآلية القيام بالأمور بسهولة وسرعة ووثوقية، فهم يتمتعون بـ عقلية مجاراة التغيير والتحسن المستمر، بينما القادة الضعفاء لن يكون لديهم الوقت الكافي لتعليم فرقهم كيف تصبح فرق فعالة، وبالطبع دون دعم القائد ستبحث الفرق عن طرق حل وتنفيذ الأمور بالطرق الصعبة، هذا سيعكس أنظمة عمل غير فعالة

 

- ازدياد الحوادث: 

غالبًا ما يتطلع الموظف إلى قائده ليحصل على دليل حول ما هو مهم ويقَّدر بالفعل داخل الشركة وما هو غير ذلك، لذا عندما لا تقوم القيادات بوضع نموذج للاحتياطات الأمنية داخل الشركة فقد يشعر الموظف بأنّ ذلك ليس هدف أو أولوية للشركة ولن يسعى لتحقيقه، وهذا الأمر من شأنه أن يفقد الفريق رغبته في التدريب على السلامة في أماكن العمل أو تجاهلها، هذا بدوره يمكن أن يتسبب في أخطاء وحوادث مكلفة.

 

- قلة الثقة والاحترام:

يكافح الموظفون للوثوق بقرارت مديره وتقييم مهامهم عندما يكونون داخل فرق لا يقود قادتها بالقدوة.

 

ما هي أفضل طرق القيادة بالقدوة في الشركات؟

كما ذكرنا سابقًا، تساعد القيادة بالقدوة في إعداد مكان عمل منتج وفعال يشعر فيه جميع الموظفين بالتقدير ويقدمون كل طاقتهم للمساعدة في زيادة نجاح الفريق، لذا عند التفكير بالقيادة بالقدوة يجب وضع الاعتبارات التالية في الحسبان لضمان قيادة فعالة وممتعة، وهي:

 

- الالتزام بالوعود:

بناء الثقة والاحترام هي أساس قيادة الفريق بالقدوة، وأفضل طريقة لتحقيق ذلك تكون من خلال الالتزام بتنفيذ الوعود، يوضح ذلك للفريق مدى التزام قائدهم بأقواله ويساعد في تعزيز ثقتهم به.

 

سيكون الفريق أكثر استعدادًا للاستفسار وطرح الأسئلة وتحمل المزيد من المسؤوليات وسيكونون أكثر تفاعلًا، لا سيما أنه وعندما يشعر الموظف بعدم الثقة بقائده فإنّه لن يكون مستعدًا للمتابعة ويصبح غير منتجٍ.

 

- القدوم إلى العمل بطاقة إيجابية:

ليكون القائد بالقدوة مثالًا يحتذى به عليه أن يأتي إلى العمل بطاقة إيجابية تُترجم إلى حب وتحفي لتنفيذ المهام اليومية، عندما يرى الفريق قائدهم بهذا الشكل سينعكس الأمر عليهم تلقائيًا وبالتالي يكون القائد قد أعدّ فريقًا منتجًا وداعمًا ذو نهج مميز لتنفيذ المهام.

 

- العمل مع الفريق:

قضاء الكثير من الوقت خارج المكتب جنبًا إلى جنب مع أعضاء الفريق في أماكن العمل يحفز شعور الموظفين بأنّ القائد واحدًا منهم لا يتجزأ عنهم، بدوره يساعد العمل مع الفريق في زيادة فهم القائد لموظفيه ومهاراتهم وقدراتهم الأمر الذي يساعده على القيادة بشكل أفضل والرد على استفساراتهم وإرشادهم إلى طريق النجاح والتأثير عليهم.

 

- اتباع القواعد:

لقيادة الفريق بأفضل حال يجب وضع قواعد ثابتة للعمل من خلالها، يجب أن تتمتع هذه القواعد بالإيجابية وأن تساعد في توضيح المسؤوليات والتوقعات، القائد القدوة يجب عليه اتباع تلك القواعد ليسير خلفه بقية أعضاء الفريق دون أي خلل.

 

- الثقة بالفريق:

كل موظف عيّن في الشركة لأداء مهمة ما، وكل منهم ذو خبرة ومهارة معينة تفيد الشركة، بعد التأكد من فهم جميع الموظفين سياسة ورؤية الشركة وأهدافها يجب إعطائهم الثقة لتنفيذ المهام، بذلك لن يكسب القائد احترام الفريق وحسب بل سيكون مصدر إلهام لبقية الأشخاص والقادة في مكان العمل.

 

- حضور ورش العمل والتدريب:

كونك قائداً لا يعني أنّك لا تخطط لمزيد من تطوير الذات والتعلم والنمو، من المهم أن يظهر القائد للفريق رغبته بالمزيد من التقدم وبأنّه لا يعلم كل شيء ولا يملك الإجابات على جميع الأسئلة، يساعد ذلك في تعزيز ثقتهم به ويشعرهم بالإلهام للبحث عن فرص مماثلة للتقدم والتطور.

 

- الاستماع للآخرين:

الاستماع للجميع واجب سواءً من الموظفين أو الزملاء أو القادة الأعلى مرتبةً فالجميع لديه شيء قيّم يمكنه أن يضيفه إلى الشركة، إضافةً إلى ذلك يعكس الاهتمام برأي الموظفين المزيد من الاحترام لهم كأشخاص بدايةً وكأعضاء للفريق ثانيةً.

 

يجب أن تكون طريقة التفاعل هادفة حتى يشعر الموظفون بالثقة بقدرة قائدهم على حل مشكلاتهم والراحة بطرح أي مشكلة تواجههم مستقبلًا.

 

- الانتباه للأقوال والأفعال:

يعلم المدراء المؤثرون بأنّ أقوالهم وأفعالهم متروكة للتفسير لذا عند القيادة بالقدوة يجب أن يعلم كيف يفسر فريقه كلماته وأفعاله، حتى في أقسى ظروف العمل يجب أن يبقى الأسلوب العام للقائد داعمًا لفريقه ويقدم كلمات التشجيع دائمًا.



هذه كانت بعض الأفكار السريعة حول القيادة بالقدوة، إن كنت تبحث عن المزيد من الطرق للقيادة لتصبح قيادي ناجح، ما عليك سوى التسجيل في أحد برامج التدريب على القيادة أونلاين بسهولة وسرعة بالنقر على الرابط السابق.