نُشِر في Sep 30, 2023 at 11:09 PM
التعاون مطلوب عند حل مشكلة أو قضية معينة لكنه يتطلب قيادة تعاونية جيدة، القيادة التعاونية تعني إشراك كل فرد من الفريق في القضية للوصول إلى الهدف المطلوب أي أنّها عملية معتمدة على التعاون لحل المشكلات واتخاذ القرارات لتقليل الوقت والجهد.
نقدم في هذا الدليل تعريف القيادة التعاونية (collaborative leadership) ونتطلع إلى توضيح أهم طرق وأساليب القيادة وما هي أهم السمات التي يتمتع بها القائد التعاوني الناجح، تابع معنا.
القيادة التعاونية هي واحدة من أشكال القيادة، والتي تقوم على تمكين الجميع لتحقيق الأهداف والخطط المرسومة وتعزيز الابتكار والعطاء، أي أنّ كل شخص من فريق العمل مسؤول وله دوره الفعال في اتخاذ القرارات وتنفيذ الإجراءات.
القيادة التعاونية تحتاج إلى قدرٍ كافي من الإحساس بالمسؤولية فهي تنطوي على المشاركة في كل شيء، وبالتالي تتطلب الوضوح والثقة والشفافية منهم جميعًا قادة وموظفين.
تُقدر القيادات التعاونية التواصل والانفتاح على الآخرين وتشجع على التعامل مع الجميع باحترام، يتوجب على القائد التعاوني العمل بجد بشأن وضع رؤية وخطة فريق العمل عن طريق التواصل الدائم مع كل عضو من الأعضاء ليكونوا على اطلاع دائم بما يجري في المؤسسة الكبرى.
تتطلع القيادة التعاونية إلى بناء فريق قوي ذو إحساس بالانتماء للمجتمع، والذي يؤدي بدوره إلى تحقيق زيادة في الإنتاجية وتحسين الرضا الوظيفي لدى الموظفين والعمل بجودة أكبر، كما أنّ القادة التعاونيون أكثر نجاحًا من القادة الاستبداديين نظرًا لمستويات المشاركة الأعلى بين أعضاء فرقهم، هنا تبرز أهمية حصول الموظفين على أفضل تدريب على القيادة التعاونية.
تتنوع نظريات وأساليب القيادة التعاونية، وتندرج تحتها مسمياتٍ مختلفة منها:
- المدير:
يمتلك هذا الشخص روح القيادة التنظيمية بالفطرة فهو قادر على التفكير وإيصال أفكاره إلى أعضاء فريقه بثقة، الميول القيادية الطبيعية التي يتمتع بها تجعله يركز أكثر على النتائج.
- المُنسق:
يأخذ هذا الشخص دور القائد الموجه نحو الناس، فهو يستخدم أسلوب يسمح به للجميع بطرح أفكاره وإثبات أنّه مسموع، يتميز بقدرته الرائعة على إنشاء العلاقات وإبراز عناصر القوة في فرق العمل دون أن يعيد الفضل بذلك إلى نفسه.
- المبادر:
المفكر خارج الصندوق الذي يبقى في حالة بحث دائم عن أي مصدر للإلهام في الأشخاص من حوله، فهو يشتهر بقدراته المميزة في تقديم الأفكار والسعي خلف الآخرين لإلهامهم بمشاركة أفكارهم وتقديم حلول إبداعية في شتى المجالات.
- المحلل:
يميل المحلل إلى التفكير الخطي مع التأكد من تنفيذ كل مرحلة قبل الانتقال إلى المرحلة التالية، يركز المحللون على تنفيذ العمليات وبالتالي فإنّ البيانات هي بداية ونهاية كل شيء لديهم، يفضل هؤلاء دراسة ومعرفة جميع الجوانب التي تتكون منها أي مهمة جديدة قبل المتابعة.
القادة المتعاونين قادرين على تبسيط المبادرات الجماعية وإيصال المعلومات بفاعلية وإدارة الموارد وتحقيق الأهداف، فيما يلي عدد من السمات الرئيسية المشتركة ما بين القادة المتعاونين بغض النظر عن المهارات والصفات الخاصة بهم:
القائد التعاوني لديه الرغبة الكبيرة في تعزيز الإلهام المهني والشخصي أينما وجد، يبحث القائد عن الموظفين الشغوفين في أي شركة ويحاولون تدريبهم بمختلف السبل لخلق المزيد من الإيرادات للشركة، يجب أن يكون هذا القائد مدركًا لجميع أفراد وأقسام وفرق الشركة واستخدام كل تلك العوامل لتحقيق فوائد للشركة.
لا تكون المشاريع فعالة وقابلة للإدارة دون الثقة المتبادلة بين القائد وأعضاء الفريق، لذا يجب على القادة أن يكونوا ذوي مستويات عالية من الثقة وأن يعملوا على تعزيز تلك الثقة بواسطة الإبقاء على خطوط الاتصال بين الأعضاء مفتوحة وطلب ملاحظات الفريق وتفويض السلطة.
تعد المراقبة والقيادة الدائمة لجميع عمليات الشركة من المستحيلات وتتطلب الكثير من الجهد، بناءً عليه يجب أن يكون القائد التعاوني على معرفة بذلك ويعمل على تدريب الموظفين بشكل جيد لأداء المهام المطلوبة منهم بكفاءة وبالتالي تحقيق الأهداف، بتجنب التدقيق في الإدارة يمكن ضمان النجاح، فالإدارة التفصيلية من المعروف بأنّها تعود بنتائج عكسية في عالم الأعمال.
يجب أن يتمتع القائد التعاوني بمجموعة واسعة من المهارات والقدرات، يتضمن ذلك إدارة العلاقات مع العملاء والتحليل العميق والتخطيط الإستراتيجي وغيرها من المهارات الإدارية الأساسية المطلوبة.
الهدف العام للقيادة التعاونية إزالة جميع الحواجز والتراتبية بين الإدارات والمدراء والعملاء لتحسين العلاقات في العمل، هذا هو الفرق الرئيسي بين الإدارة والقيادة، لذا يجب أن يفهم القادة كيف يعززون التعاون والاحترام بين أعضاء الفريق لتحقيق أفضل النتائج.
يعلم القادة المختصون كيف ومتى يمكنهم تفويض الغير مع الاستمرار في دعم الاتفاق والنقاش بين الأعضاء، فكل فرد منهم لديه مهاراته المميزة التي يمكن أن يعظمها القائد التعاوني ويساعدهم في استكشاف واستخدام جميع مواهبهم الخاصة في سبيل تطوير العمل.
التفاني والتقدم الوظيفي هو ما يسعى إليه القادة الجيدون، عند وجود جو عام يدعم العمل الشاق ويوفر الأمان الوظيفي للموظفين دون التعرض لخطر المساءلة فإنّهم بالتأكيد سيكونون أكثر راحة في طرح أفكارهم وتحمل مخاطرها، بالتالي يمكن للشركة أن تستفاد من تلك المستويات المرتفعة للابتكار والطرح.
على اعتبار أن القائد التعاوني يعلم بكل شيء داخل الشركة ويتفاعل مع الجميع لذا يجب عليه أن يعلم بأن التعاطف مع الأفراد يساعد في مواجهة أي عقبات من شأنها التأثير على حركة الإنتاج وبناء الشركة.
الذكاء والشفافية هي سمة القائد الناجح، لذا يجب أن يلتمس القائد آراء وملاحظات الآخرين للتنبؤ بأي مشكلات ودرئها بشكل استباقي.
بعكس ما هو متعارف عليه، فإنّ القادة المتعاونين لا يتجنبون الصراعات بل يجابهونها، إذ يعلم هؤلاء القادة أنّ الصراع جزء ضروري من ديناميكية أي فريق، وعندما ينشأ أي خلاف ضمن مكان العمل يلعب القادة دورهم في التشجيع على المحادثة بدلًا من التشجيع على التجاهل ويستخدمون مهاراتهم لحل تلك الخلافات وإعادة الروابط بين الأعضاء.
المجهول عقبة في تنمية بيئة تعاونية، لذا يقدر القادة أهمية الاتصال الصادق ويقومون بتحليل بيانات الشركة بصدق ونشرها باستمرار لإبقاء الجميع مطلعًا، وبالتالي تحسين حل المشكلات وزيادة المرونة.
في الختام،
القيادة التعاونية قائمة على استقبال أي أفكار أو اتجاهات أو وجهات نظر أو مهارات جديدة، التعاون لا يعني تجاهل الهيكل التقليدي للشركات لكنه أسلوب حديث للقيادة في هذا العالم الرقمي الحديث.