إدارة مخاطر سلسلة التوريد الفعالة: أفضل الممارسات والاستراتيجيات



نُشِر في Sep 01, 2023 at 02:09 PM


تؤمن إدارة مخاطر سلسلة التوريد تقييم وحل جميع المشكلات والمخاطر المتعلقة بمصادر التوريد والمجالات المحتملة للمخاطر، بما فيها الموردين وتبعيات الطرف الثالث والمواقع وغيرها من التحديات التي تتطلب تعامل سريع معها وإلا لن تكون النتائج مرضية.

 

تسلط هذه المقالة الضوء على أبرز المخاطر التي تواجه سلسلة التوريد اليوم، ﻣﻊ الإشارة إلى كيفية تعزيز استراتيجيات وخطط الاستجابة لتوفير إدارة فعالة لمخاطر سلسلة التوريد الخاصة بشركتك. 

 

ما هي أهم مخاطر سلسلة التوريد الحالية؟

تعرَّف إدارة مخاطر سلسلة التوريد (Supply Chain Risks) على أنها مجموعة العمليات المتخذة من قبل الشركات في سبيل تحديد وتقييم وتحليل المخاطر والتحديات التي قد تواجه الإمداد وسلاسل التوريد الخاصة بهم، ومحاولة التخفيف منها قدر الإمكان، لذا فإنَّ التأكد من الفهم الصحيح لتلك العمليات حاجة مهمة للغاية لتحسين وزيادة كفاءة العمل.

 

تنقسم المخاطر التي قد تظهر بوجه ﺳﻼﺳﻞ اﻟﺗورﯾد إلى مخاطر داخلية وخارجية.

 

بالنسبة لمخاطر سلسلة التوريد الخارجية، فهي كما يوحي اسمها تأتي من خارج الشركة وغالبًا ما يكون من الصعب التنبؤ بها، وتشمل:

 

- مخاطر الطلب:

وهي المخاطر التي تحدث عند التقدير الخاطئ لطلبات العملاء نتيجةً لعدم دراسة اتجاهات الشراء السنوية جيدًا أو وجود طلبات غير متوقعة.

 

- مخاطر التوريد: 

وهي التي تحدث عند عدم وفاء المورد بالجدول الزمني لعمليات توريد المواد الخام الداخلة في الإنتاج ﻓﻲ الوقت المحدد أو عدم تسليمها على الإطلاق .

 

- المخاطر البيئية: 

تنتج هذه المخاطر بشكل مباشر عن تأثير القضايا الاجتماعية بأشكالها المختلفة سواء الاقتصادية أو السياسية أو الحكومية أو البيئية على أي جانب من جوانب سلسلة التوريد.

 

- مخاطر العمل: 

هي المخاطر الناتجة عن حدوث تغيير غير متوقع في أحد الكيانات التي يعتمد عليها للمحافظة على عمل سلسلة التوريد بسلاسة، مثل شراء أو بيع أو تعطل شركة موردة.

 

أمّا فيما يخص المخاطر الداخلية، فهي التي تحدث ضمن الشركة وبالتالي يجب أن تكون تحت السيطرة ويمكن مراقبتها وتحديدها، وتشمل:

 

- مخاطر التصنيع: 

تحدث عند تعطل أحد المكونات الرئيسية أو إحدى خطوات سير العمل، الأمر الذي ينعكس على سير العمليات وفق الجدول الزمني.

 

- مخاطر الأعمال: 

وهي التي تنجم عن الاضطرابات التي قد يتعرض لها أحد الموظفين أو الإدارة أو إعداد التقارير وغيرها من العمليات التجارية الأساسية.

 

- مخاطر التخطيط والتحكم:  

تحدث هذه المخاطر نتيجةً للتنبؤات والتقييمات غير الدقيقة أو سوء تخطيط الإنتاج والإدارة.

 

- مخاطر التخفيف والطوارئ: 

تنتج عند عدم وجود خطة طوارئ فعالة لإدارة مخاطر سلسلة التوريد.

إدارة مخاطر سلسلة التوريد الفعالة: أفضل الممارسات والاستراتيجيات

ما هي أفضل الاستراتيجيات والممارسات لإدارة مخاطر سلسلة التوريد؟ 

عند الحديث عن تحديات وحلول سلسلة التوريد العالمية المستقبلية يجب أن تكون تلك الحلول مختلفة وواسعة جدًا وذات نهج استباقي للغاية، إضافةً لذلك يجب تصميمها بحيث يتم اتخاذ إجراءات سريعة لتخفيف المخاطر في الوقت الفعلي بعد حدوث المشكلة ﻋﻠﻰ الفور.

 

فيما يلي بعض طرق واستراتيجيات إدارة المخاطر لسلسلة التوريد والتخفيف منها، وهي:

 

- تحديد أولويات خطة استمرارية العمل:

الوقاية هي المعيار الأول لإدارة مخاطر سلسلة التوريد الفعالة، يجب الحفاظ على سير العمليات قائم في منتصف الاضطراب الذي قد يحدث، هنا تبرز قوة خطة استمرارية الأعمال.

 

لتحقيق ذلك يجب إجراء تقييم شامل لجميع المخاطر ونقاط الضعف في سلسلة التوريد وتحديدها من أجل إعداد بروتوكولات وخطط للتخفيف منها، هذه الطريقة في التعامل تكمن في نموذج يُعرف باسم نموذج (PPRR) والذي يعني:

  • الوقاية (Prevention): وهي التدابير التي تتخذ للتخفيف من المخاطر والتخلص منها.
  • الاستعداد (Preparedness): وهي مجموعة التدابير المتخذة بشأن إعداد استجابات مناسبة وحساسة للوقت.
  • الاستجابة (Response): وهي عملية التحكم في المخاطر وأثرها ومحاولة الحد من نتائجها.
  • التعافي (Recovery): وهي التدابير المتخذة للتخلص من المخاطر بسرعة وأمان.

 

- إدارة مخاطر الموردين بشكل استباقي:

لا تستطيع المؤسسات إدارة مخاطر سلسلة التوريد بفعالية دون أن تكون قادرة على معرفة جميع مخاطر الموردين التي قد تواجهها، يجب عليها إجراء تقييمات شاملة وبشكل منتظم لجميع المخاطر التي قد تنتج عن سلوك المورد والجوانب الأخرى لعلاقات الطرف الثالث ومحاولة القضاء عليها.

 

تُستخدم نتائج هذه التقييمات من قبل فريق إدارة المخاطر في إعداد برنامج إدارة مخاطر البائعين، وهو البرنامج الذي يجهز العمل ضد أي خطر يأتي من شبكة الموردين، 

 

يساعد التسجيل في دورة من دورات تدريبية في سلسلة التوريد في لندن في تعلم المزيد من المهارات حول سلاسل اﻟﺘﻮرﻳﺪ وإدارتها ومتطلبات عملها.

 

- تحسين الأمن السيبراني:

في ظل العصر الرقمي واستخدام أحدث التقنيات في إدارة سلاسل التوريد، لابدّ أن تتعرض السلاسل لخطر هجمات سيبرانية والتي من شأنها أن تُحدث اضطرابات هائلة في العمليات، لكن لحسن الحظ يمكن تجاوز هذه المخاوف بواسطة ما يلي:

  • وضع معايير امتثال لكافة البائعين الخارجيين.
  • تحديد أدوار المستخدمين، مع تقييد صلاحية الوصول إلى النظام.
  • إجراء تقييمات متعمقة لمخاطر البائع قبل توقيع أي عقد.
  • تحسين وتطوير خطة للتعافي من الكوارث بالنسبة الحالات التي تم فيها الخرق.
  • تحديث برامج مكافحة الفيروسات والحماية الخاصة بالشركة بشكل منتظم.

 

- إدارة المخاطر البيئية:

ظهرت الكثير ﻣن الفجوات في سلسلة التوريد العالمية بسبب أزمة جائحة Covid-19، الجائحة ليست الخطر البيئي الوحيد الذي قد يعرقل تنفيذ ﺳﻼﺳل التوريد، لكن لسوء الحظ لا يوجد اليوم أي وسيلة معينة لمواجهة تلك المخاطر البيئية بل يوجد بعض الممارسات التي يمكن من خلالها التقليل من هذه المخاطر:

  • الاعتماد على مصادر متعددة في الإمدادات.
  • البحث عن موردين قريبين من مراكز التشغيل ونقطة النهاية لسلاسل التوريد، وذلك لتقليل عمليات تطوير المنتج ووقت التسليم.
  • إنشاء مخازن مؤقتة عند التوسع في مناطق جديدة أو إطلاق منتجات جديدة للتخفيف من تأثير المناخ وتخزين السلع المطلوبة.

 

- تتبع مقاييس شركات الشحن:

لبناء ثقة متبادلة بين أصحاب المصالح يجب على المصنعين وضع جداول زمنية موثوقة للتسليم، ليس من السهل إيجاد شريك موثوق لتقديم خدمات الشحن ونتائج متسقة دومًا.

 

من الأجزاء الهامة أيضًا في إدارة مخاطر سلسلة التوريد تقييم أداء شركات ومقدمي الاتصالات التي تتعامل معها الشركة، وذلك من خلال تتبع أوقات العبور وعدد التوقفات ومتوسط مدتها ومتوسط الوقت اللازم للتحميل وتحسين الطريق وجداول الصيانة.

 

- بناء نموذج لتوقع الأحداث الخطرة:

بالرغم من عدم تطور التكنولوجيا لدرجة توقع الأحداث الخطرة مسبقًا، إلا أنّه يمكن الاستعانة ببعض العلوم كالتحليل التنبؤي وعلوم البيانات ونمذجة البيانات لتحقيق ذلك إلى حدٍ ما، 

 

يمكن الاستفادة من تلك التقنيات في بناء نماذج متعددة السيناريوهات للمخاطر المحتملة بأسوأ حالاتها، يساعد ذلك في تحديد الفجوات وتجهيز العمل للوقت الذي يمكن أن تحدث فيه الكارثة.

 

- الاستثمار في التكنولوجيا:

تهدف إدارة مخاطر سلسلة التوريد اليوم إلى الاستعانة بالتحليلات الحديثة والذكاء الاصطناعي لاستكمال براعة الإنسان، يجب تطوير برنامج إدارة غير مركزي وذو مستوى عالي من الشفافية معزز بأحدث تقنيات التعلم الآلي والأتمتة، يؤدي الاستثمار في التكنولوجيا في تحقيق العديد من الفوائد، مثل:

  • القضاء على الأخطاء والتأخيرات البشرية.
  • إدارة البيانات اللامركزية في الوقت الفعلي.
  • مراقبة المخاطر عبر كامل شبكة الموردين.
  • تبسيط تحليل البيانات الذي يحول البيانات إلى نماذج مخاطر وخطة طوارئ.
  • تأمين نسخ احتياطية سحابية للبيانات.

 

ختامًا، 

نظرًا للنمو المستمر في مجال إدارة سلسلة التوريد العالمية أصبح من الصعب العودة فيه، ومعه أصبحت إدارة مخاطر سلسلة التوريد العالمية أيضًا لا مفر منها، 

 

ولذا لا بدّ من فهم أهمية إعداد برامج فعالة لإدارة جميع مشكلات سلسلة التوريد العالمية المعروفة وغير المعروفة وإحداث تغييرات في عقلية التفكير على مستوى الشركة.