السلوك التنظيمي: كيف يؤثر على أداء المنظمة؟


دورات تدريبية في دبي

نُشِر في May 16, 2024 at 08:05 AM


يشكِّلُ السلوك التنظيمي أحد العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح أو فشل الشركات، وخصوصاً ضمن سوق العمل الذي يتسم بالتنافسية الشديدة اليوم، حيثُ يتأثر أداء المنظمة بطريقةٍ مباشرةٍ بكيفية تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض ومع الأنظمة والسياسات المؤسسية.

 

في هذا المقال، نشرحُ لكم كيف يلعب السلوك التنظيمي، وهو دراسة كيفية تصرف الأفراد داخل المنظمات، دورًا حاسمًا في خلق بيئات عمل مثمرة وإيجابية، مع تسليط الضوء على بعض من أهم استراتيجيات تطوير السلوك التنظيمي، تابع القراءة لمعرفة المزيد!

 

ما هو تأثير السلوك التنظيمي على الإنتاجية والكفاءة؟

يعد السلوك التنظيمي الإيجابي أحد الدعائم الأساسية لأي منظمة تطمح لتحقيق التميز وزيادة الإنتاجية. إليك كيف يمكن لهذا السلوك أن يعزز الكفاءة والإنتاجية داخل الشركات والمنظمات:

  1. تعزيز الرضا بين الأفراد:

عندما يشعر الموظفون بالتقدير والرضا في بيئات عملهم، يميلون إلى بذل المزيد من الجهد، مما يؤدي إلى زيادة إنتاجهم، وتحسين كفاءة العمل والسلوك العام. مثال على ذلك، المؤسسات التي تطبق مبادئ وأسس التعاون والاحترام المتبادل تلاحظ تحسنًا ملموسًا في أداء العمال وانخفاضًا في معدل دوران العمالة.

  1. تحفيز الإبداع والابتكار:

إنَّ إنشاء بيئات عمل داعمة يعزز السلوك التنظيمي الإيجابي، حيث يتم تشجيع الأفراد على الابتكار ومشاركة الأفكار بحرية. يؤدي هذا إلى تطوير حلول مبتكرة وتحسين وتوجيه العمليات والمنتجات التجارية، مما يسهم في رفع مستوى أداء الشركة العام.

  1. تعزيز العمليات الجماعية:

يفسح السلوك التنظيمي الجيد المجال لتحسين التعاون الرئيسي بين الأقسام والفرق داخل المنظمة. بفضل التنسيق الفعال والتعاون المستمر، يمكن للمشروعات الكبرى أن تتم بكفاءة أعلى وبتكلفة أقل.

  1. الحد من معدل دوران العمالة:

بيئات الأعمال الإيجابية التي يتم تعزيزها من خلال سلوكيات تنظيمية فعالة تقلل من الحاجة للموظفين للبحث عن فرص عمل في مكان آخر. 

استقرار القوى العاملة يعني تقليل مدى التكاليف الإدارية المتعلقة بتوظيف وتدريب الجماعات والموظفين الجدد، وهو ما يعود بالفائدة على المنظمات على المدى الطويل.

تأكَّد أنَّ الوصول إلى مستويات عالية من الإنتاجية والنجاح يتطلب جهد كبير لإنشاء بيئات عمل تدعم السلوك التنظيمي المناسب، باعتبار رغبات الموظفين وآرائهم.

السلوك التنظيمي: كيف يؤثر على أداء المنظمة؟

ما هي أبرز التأثيرات السلبية للسلوكيات التنظيمية الضارة؟

إذا ساد السلوك التنظيمي السلبي في مكان العمل، فسيكون هناك العديد من النتائج الكارثية، أبرزها:

  • النزاعات المستمرة بين الفرق والأقسام تخلق جواً من الانقسام وتفتت الوحدة الداخلية، مما يؤدي إلى تدني الروح المعنوية، وانعدام قدرة النظام العمالي في الشركة على تحقيق أهداف القيادة.
  • يؤدي عدم الثقة بين العاملين إلى انخفاض التعاون وزيادة المراوغة في مشاركة المعلومات الضرورية للإنجازات المشتركة.
  • تقود المنافسة غير الصحية إلى تصاعد التوترات وتراجع الأداء الجماعي.
  • الشركات التي تعاني من سوء سلوكيات الأعضاء غالباً ما تواجه تحديات في التنفيذ الفعال للمشاريع، مما ينتج عنه تأخيرات مكلفة وزيادة في النفقات.
  • يظهر تدهور الأداء أيضاً في كثرة الأخطاء والحاجة المستمرة لإعادة التركيز على المهام التي تم تنفيذها بشكل تنظيمي غير صحيح.

 

ما هي استراتيجيات تطوير السلوك التنظيمي؟

لتحقيق أقصى استفادة من السلوك التنظيمي، تحتاج الشركات إلى تطبيق استراتيجيات محددة تهدف إلى تطوير سلوك الأفراد المرغوب وتقليل السلبية. إليك شرح مفصل لكل استراتيجية:

  1. تنفيذ برامج تدريبية مستمرة:

  • الهدف: ترقية السلوك الفردي والجماعي والمهارات لدى الفرد والجماعات في الشركة.
  • التطبيق: تصميم برامج تدريبية تركز على تطوير الكفاءات التنظيمية الشخصية، مثل إدارة الوقت، والتواصل الفعال، والعمل الجماعي. وقد يساعدك في ذلك دورات تدريبية في دبي، التي يقدِّمُها مركز لندن بريمر للتدريب، والتي يحصل بعدها المتدرب على شهادة موثوقة تثبت أنَّه حضر الدورة.
  • الفوائد: تطوير سلوك وأداء المجموعات في المنظمة وزيادة التزامهم بكافة الأهداف الموضوعة، مما يؤدي إلى رفع الإنتاجية وجودة الأعمال.

 

  1. استعمال نظام المكافآت لتحفيز الأداء الجيد:

  • الهدف: تشجيع السلوكيات المثمرة والإيجابية.
  • التطبيق: وضع نظام مكافآت يعتمد على مفهوم تقييم الأداء، يشمل المكافآت المالية، الترقيات، والتقدير العلني.
  • الفوائد: زيادة الدوافع لدى الجماعة المُوظَّفة وتعزيز روح المنافسة الصحية في المنظمات.

 

  1. توفير ملاحظات بناءة بانتظام:

  • الهدف: مساعدة الناس على إدارة وتحسين واحدة على الأقل من سلوكياتهم أسبوعياً، وتطوير المهارات التنظيمية لديهم.
  • التطبيق: إجراء جلسات دراسة وتقييم دورية تشمل توفير التغذية الراجعة الفعّالة والبناءة، مما يحسن مهارات الأعضاء بصفة عامة.
  • الفوائد: تمكين الأشخاص من فهم نقاط القوة والضعف لديهم، وتحفيزهم على العمل نحو تطوير الأداء.

 

  1. استخدام أدوات تحليلية لمراقبة السلوك التنظيمي:

  • الهدف: دراسة وتقييم ومراقبة السلوك في المنظمات لتحديد الاتجاهات والنماذج.
  • التطبيق: تطبيق تقنيات وأدوات تحليل البيانات لجمع معلومات دقيقة حول السلوك الوظيفي والتنظيمي للموظفين الآخرين.
  • الفوائد: الحصول على رؤى قيمة تساعد في صياغة استراتيجيات تطوير السلوك التنظيمي وتحديد مجال الحاجة إلى التحسين لدى الفرد في المؤسسة.

 

  1. خلق بيئة عمل إيجابية:

  • الهدف: خلق بيئات واحدة داعمة تعزز السلوك البشري الإيجابي وتقلل من السلوك السلبي لدى الفرد والجماعة.
  • التطبيق: ترقية وإدارة البنية التحتية المكتبية، وتقديم الدعم النفسي، وتشجيع التفاعلات الاجتماعية، على أساس الاحترام المتبادل.
  • الفوائد: تطوير مفاهيم الرفاهية العامة للموظفين، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج، وتطوير معدلات الاستجابات والتحكم والتنبؤ بردَّات الفعل المختلفة.

تعد هذه الاستراتيجيات المعاصرة جزءًا حيويًا من تطوير فهم السلوك الإنساني التنظيمي لدى الفرد، حيث تسهم في بناء ثقافة تنظيمية مؤسسية قوية وتعزز الإدارة الفعَّالة والأداء العام للشركة.

 

وفي الختام، لا يمكن إنكار أهمية دراسة السلوك التنظيمي، كونها تشكِّلُ جزءاً لا يتجزأ من الهيكل الأساسي لأي شركة تسعى للنجاح، ومن خلال ترقية سلوك وتصرفات الأفراد الإيجابية، ومعالجة السلبيات بفعالية، يمكن للشركات تحسين البيئة العملية وبالتالي أدائها الكلي، تأكَّد أنَّ الاستثمار في تطوير السلوك التنظيمي لا يعود فقط بالنفع على العاملين ولكن أيضاً على العملاء والمؤسسة ككل.