نُشِر في Oct 23, 2023 at 09:10 PM
يشير مفهوم نماذج دورة حياة المشروع (project life cycle model) إلى المخططات التي يستخدمها مديرو المشاريع لهيكلة مشاريعهم. إذ تساعدهم أداة التحليل هذه على تطوير عملهم وتنظيمه خلال كامل مراحله.
هناك العديد من الأنواع المختلفة لنماذج دورة الحياة وجميعها تخدم الهدف ذاته أي التأكد من أن المشروع يعمل بسلاسة ويمشي باتجاه تحقيق أهدافه.
ولهذا إن كنت جديداً ضمن مجال إدارة المشاريع (project management) أو لم تكن واثقًا من معرفتك لطرق تطبيق نموذج معين أو اختيار النموذج الأمثل لموقف معين، سيعطيك هذه المقال فكرة أكثر وضوحاً عن نماذج دورة حياة المشاريع وطريقة التصميم الأفضل لكل منها.
لدورة حياة المشروع عدة نماذج تختلف حسب طريقة التخطيط من بداية المشاريع وخلال مراحل تنفيذها، كما تركز كل منها على أساسيات معينة. إليكم أكثر 3 نماذج شائعة لدورة حياة المشاريع:
يُعرف أيضاً باسم نموذج الشلال waterfall المتسلسل أو SDLC (دورة حياة تطوير البرامج).
يعتمد هذا النموذج على افتراض أن المشروع يجب أن يتبع عملية خطية ذات أهداف محددة بوضوح، إذ يتم تحديد كل ما يجب إنجازه وجميع العقبات والمخاطر المرتبطة به منذ البدء بالتخطيط للمشروع، كما تكون جميع مراحل هذا النموذج موثقة منذ البداية.
لهذا يناسب النموذج التنبؤي المشاريع التي لها أهداف ومتطلبات واضحة والتي لا تتطلب الكثير من التغيير بعد مرحلة التخطيط الأولية فهو لا يسمح بإجراء تغييرات أو مراجعات للأهداف أو المتطلبات أثناء مرحلة التطوير أو التنفيذ.
بالإضافة إلى ذلك فإنه لا يسمح للمساهمين (stakeholders) بالتعقيب أو تقديم التعليقات (feedback) أثناء تنفيذ أو مراقبة النتائج في أي وقت أثناء العملية.
كما يعد هذا النوع من نماذج دورة حياة المشروع مفيد للمشاريع الكبيرة ذات الميزانيات الثابتة والمواعيد النهائية التي يجب الوفاء بها تماماً كما هو مخطط لها حتى تنجح. على سبيل المثال مشاريع البناء التي تحتاج إلى هندسة دقيقة ومعرفة مقدار الوقت الذي سيستغرقه طاقم البناء والكهربائي والسباك وغيرهم من الحرفيين لتنفيذ مهامهم منذ بدء ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ، وبهذا يمكن تقسيم المهام بين مجموعة العمال بشكل يضمن الانتهاء من العمل حسب جدول مفصل.
يبدأ العمل في هذا النموذج بتحديد الأهداف وبعدها تحديد المهام المطلوبة لتحقيق تلك الأهداف ومن ثم تحدد المعالم الرئيسية milestones اللازمة لقياس تطور المشروع، وبعد انتهاء كل مرحلة يقوم المدراء بعملية التقييم بالإجابة عن الأسئلة التالية: هل حققت المرحلة أهدافها؟ هل يجب القيام بمهام أخرى أو دراسة الوضع قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.
تم تصميم هذا النموذج من نماذج دورة حياة المشروع للمشاريع المعقدة أو غير المؤكدة لاستخدام حين لا توجد نقاط بداية ونهاية أو حلول واضحة في بداية كل مرحلة، كما أن الفكرة وراء هذا النهج هي أنه عندما يحدث خطأ ما خلال مرحلة فمن الأسهل تعديل استراتيجية العمل وحل المشاكل فور حدوثها.
من مصاعب هذا النموذج أنه يتطلب مرونة من جميع المشاركين في المشروع إذ يجب أن يكون من السهل على جميع أصحاب المصلحة تعديل خططهم لضمان نجاح المشروع.
ولكن ما يميزه بين نماذج دورة حياة المشروع أنه يركز على تفعيل مهارات حل المشكلات وتداركها فور ظهورها بدلاً من محاولة تجنبها تماماً، قد يبدو هذا فرقاً بسيطاً ولكنه يؤثر بشكل كبير على كفاءة إنجاز المشاريع في بيئة الأعمال اليوم.
يمر النموذج التصاعدي بنفس دورات عمل النموذج التكراري، ولكن يكمن الفرق بينهما أن المنتج يتم بناؤه بالكامل ومن ثم حل المشاكل الخاصة به في النموذج التكراري بينما في النموذج التصاعدي يتم التأكد من المشاكل الخاصة بكل قسم صغير قبل الانتقال إلى قسم جديد، بحيث يتم بناء كل مرحلة على أساس المرحلة التي تسبقها بشكل تصاعدي.
تكون الخطوات التي يعمل خلالها هذا النموذج متسلسلة ومعتمدة على نجاح سابقتها بشكل متصاعد لتصل إلى النسخة النهائية من المشروع، غالباً ما تستخدم هذه الطريقة لتطوير البرامج لأنها تتيح للمطورين فرصة التطبيق ثم الاختبار لكل مرحلة من مراحل منتجهم قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.
تشمل دورة حياة المشروع بحسب PMI على خمس مراحل stages:
- مرحلة التأسيس (initiating phase):
تتضمن هذه المرحلة تخطيط وتصميم العمل وتحديد خصائص كل مرحلة من مراحل دورة حياة المشروع، تسمى هذه المرحلة بالمرحلة النظرية لأنها تتكون بشكل كامل من أفكار على ورق لكنها تعد حجر الأساس لكل المراحل التالية.
- مرحلة التخطيط (planning phase):
تتبع هذه المرحلة مرحلة التأسيس، ولكنها عادةً ما تكون أكثر تحديداً، ففي هذه المرحلة من دورة حياة المشروع يتم دراسة الجدوى بشكل مفصل وحساب تكلفة كل خطوة من خطوات العمل بالإضافة إلى رصد المخاطر ومن ثم إيجاد الحلول الممكنة للمشاكل التي يمكن مواجهتها.
- مرحلة التنفيذ (execution phase):
بعد أن انتهت مرحلة التخطيط وأصبح المشروع واضحاً بأهدافه وخطواته، حان وقت تجربة سير هذه الخطوات على أرض الواقع إذ تتكون هذه المرحلة من سلسلة العمليات المتسلسلة التي تحقق أهداف المشروع.
- مرحلة التحكم (controling phase):
يقوم المشرف ضمن هذه المرحلة بضمان أن المشروع يمشي بالجودة المطلوبة، ويمكن أن تطرأ العديد من التغييرات على الخطة الأساسية لكن يجب توثيق جميع العمليات.
- مرحلة الانتهاء (closing phase):
في هذه المرحلة تكون دورة حياة المشروع قد وصلت إلى نهايتها وهنا يقوم المشرفون بمقارنة نتائج العمل مع الأهداف الأولية وتقييمها وتقديم مقترحات لمشاريع العمل القادمة.
ختامًا،
تتمثل الميزة الرئيسية لاستخدام نموذج دورة حياة المشروع أنه أساسي لضمان تخطيط وإدارة جميع جوانب المشروع بشكل مناسب طوال مدته، وعليه فهل هناك طريقة أفضل من دورات إدارة المشاريع لندن لتعلم استخدام نماذج دورة حياة المشروع!