نُشِر في Jul 25, 2022 at 08:07 PM
تُعتبَرُ مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات الفعَّالة أداةً هامَّةً للنجاح في حياة الإنسان، سواء الشخصية أو المهنية. وفي عالمنا المُتسارِع، أصبح من الضروري امتلاك وتطوير مهارات مثل التفكير خارج الصندوق والمقدرة على حل المشكلات والتعامل مع المواقف المُعقَّدة أو غير المتوقعة.
طالما أننا نعيش ونتقدم في الحياة فإنَّ المشكلات لن تتوقف عن الظهور في وجهنا واحدةً تلو الأخرى، لذلك ليس المهم أن لا يكون لدى الفرد مشكلات، بل المهم كيفية حل هذه المشكلات وكيف نتعامل معها ونتخطاها بنجاح على أمل ألا نكررها مستقبلاً. ويظهر هذا جلياً في قول جون فوستر دالاس في وصفه للنجاح:
"مقياس النجاح ليس ما إذا كانت لديك مشكلة يصعب حلها، ولكن ما إذا كانت هي نفس المشكلة التي واجهتها العام الماضي"
إنَّ النجاح مبنيٌ على قدرتك على حل المشكلات بسرعة، لا تدعْ هذا يخيفك، فإنَّ حل المشكلات من المهارات المكتسبة بالتالي يمكنك امتلاكها وممارستها، وتطويرها مع مرور الوقت.
إذا كنتَ تتطَّلع إلى أنْ تكون قادراً على حلِّ المشكلات، فأنت بحاجة إلى معرفة وامتلاك عدة أمور، هذا بالضبط ما سنناقشه في المقال، تابع القراءة..
إن مهارات حل المشكلات problem solving skills هي عبارة عن مهارة بسيطة تبيِّنُ مدى قدرتك على إيجاد حلٍّ لجميع المشكلات التي تواجهك في حياتك اليومية.|
تسمحُ مهارات حل المشكلات للأفراد بعيش حياةٍ هانئةٍ، وللموظفين بأن يعملوا بهدوءٍ وكفاءةٍ أعلى، كما أنها تُقلِّلُ بشكلٍ كبيرٍ من التوتر في بيئة العمل وخاصة مواجهة المشكلات المعقدة والمواقف المختلفة، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ هذه المهارات تساهم بشكلٍ كبير في تعزيز الإنتاج لدى الشركات.
إنَّ مهارة حل المشكلات واحدةٌ من أكثر المهارات التي يبحثُ عنها أصحاب الأعمال في المرشحين لوظائفهم، وسواءً أكنتَ موظفاً مبتدئاً أم محترفاً، أو حتَّى مديراً لمشروعٍ ما، فإنَّ هذه المهارات ستكون مصدراً جذاباً لأي صاحب عمل، وسببُ ذلك يعود لأنَّ الموظفين الذين يتمتعون بمهارات حل المشكلات يكونونَ أكثر اعتماداً على أنفسهم، وواثقين من مقدرتهم على تنمية ذواتهم باستمرار.
تُصنَّفُ مهارات حل المشكلات كأحد أنواع المهارات الناعمة التي يستطيعُ أيَّ شخصٍ أن يمتلكها ويطورها باستمرار.
علاوةً على ذلك فإنَّ دورات الإدارة والقيادة في اسطنبول ستساعدك على حل المشكلات في حياتك اليومية بهدوء وبساطة مهما بلغ تعقيدها، وستفتح لك آفاقا جديدة للانتقال بك إلى عقلية حل المشكلات.
وعند اكتساب مهارات وعقلية حل المشكلات سوف تكون أكثر كفاءةً ومقدرةً على القيادة من المحيطين بك.
لتحليل جميع المشكلات التي تواجهك وحلَّها بأفضل صورةٍ ممكنةٍ نقدم لك دليل حل المشكلات الآتي:
1. تحديد المشكلة:
أول خطوة في حل المشكلات، تهدف إلى اكتشاف المشكلات وإدراك وجودها وتحديد طبيعتها بوضوح، ومحاولة التخلّص من أيّ غموضٍ يحوم حولها.
قد تبدو المرحلة الأولى من مراحل حل المشكلات واضحة، ولكنها في الواقع تتطلَّب (في معظمِ الأحيان) مزيداً من التفكير والتحليل.
يمكن أن يكون تحديد المشكلات مهمة صعبة في حد ذاته. لذلك أقترحُ عليك أن تطرح على نفسك الأسئلة الآتية. هل هناك مشكلة؟ ما هي أفضل وسيلة لتحديد المشكلة؟ وما هي أسباب هذه المشكلة؟
من خلال تخصيص الوقت الكافي للإجابة على هذه الأسئلة ستحدِّدُ المشكلات الحالية، وستفهمها جيداً، ليس لوحدك فحسب، بل ستتمكن من التحدث عنها بسهولةٍ أكبر مع الآخرين.
2. هيكلة المشكلة:
تتضمن هذه الخطوة مجموعة أمور وهي: الملاحظة الدقيقة، جمع وتقصّي الحقائق، ووضع صورة واضحة للمشكلة الموجودة.
فبعد تحديد المشكلة، يكمن جوهر هذه المرحلة في تجميع المزيد من المعلومات حول المشكلة وتحسين فهمها وإدراكك لها، ومن ثمَّ خلق صورةٍ واضحةٍ وأكثرَ اكتمالاً لكلٍّ من الأهداف والعقبات.
في الحقيقة قد لا تكون هذه الخطوة ضرورية في حل المشكلات البسيطة، ولكنَّكَ بكلِّ تأكيدٍ ستحتاجها في حل المشكلات الأكثر تعقيداً.
3. البحث عن الحلول
خلال هذه الخطوة، ستقوم بإنشاء خطة عمل أو مجموعة خطط عمل لحل مشكلتك الحالية.
بناءً على المعلومات التي تمَّ جمعها خلال الخطوتين (1) و(2) من خطوات حل المشكلات، فقد حان الوقت الآن للبدء في التفكير في الحلول الممكنة لحل المشكلة المحددة.
إذا كنت تعمل لوحدك في حل المشاكل فأنصحك بأن تستشير أحد الأشخاص الذين ليس لهم صلة بالمشكلة، لأنَّ المراقب الخارجي عادةً ما يكون له وجهة نظر مختلفة ومميزة.
أما إذا كنت تعمل مع فريق فالأفضل لك أن تقوم بجلسة عصف ذهني مع كامل فريقك للوصول إلى أفضل الحلول الممكنة. والتي ستسمح لكل شخص من الفريق بأن يبدي رأيه حول المشكلة، وكذلك توليد كثير من الحلول المناسبة.
4. اتِّخاذ القرار:
تُعدُّ هذه الخطوة الأهم والأكثر تعقيداً في خطوات حل المشكلات، وتتضمن تحليلاً دقيقاً لمختلف احتمالات ومسارات العمل الممكنة، ثمَّ اختيار أفضل حل وتنفيذه.
حان الوقت الآن لدراسة كلَّ حلٍّ مُحتملٍ وتحليله بعناية فائقة. قد تجد حل غير ممكن بسبب مشاكلٍ أخرى مثل عدم كفاية الوقت أو قلَّة الموارد، وقد تجد حلاً سريعاً، ولكن لا تنسَ أن تدرس كافة الحلول وبعدها اتخذ الحل المناسب.
ومن المهم في هذه المرحلة أيضاً التفكير فيما قد يحدث إذا لم يتم اتِّخاذ أي حل لإصلاح المشكلة؛ لأنَّهُ في بعض الأحيان تحدث الكثير من المشكلات نتيجة محاولة إصلاح مشكلة واحدة.
الآن أصبح الحل الذي تراهُ مناسباً هو قرارك.. انتقل للخطوة (5).
5. نفذ ما قررته
تنفيذ ما قررتهُ يعني بدء المرحلة العملية في حل المشكلات. لكن انتبه إذا لم تكن قمت بالخطوة (2) جيداً فقد تظهر مشاكل جديدة أثناء التنفيذ.
6. تقييم النتائج
الخطوة الأخيرة في عملية حل المشكلات تتلخَّص في مراجعة نتائج كلَّ حلٍّ مُختار وتقييمها لتحديد فيما إذا كانت هذه الحلول ناجحة أم لا.
ولا تنسَ استثمار التقييمات للقيام بالتغذية الراجعة (الاستفادة من الأخطاء وعدم تكرارها) في المستقبل.
بعد تعريف خطوات حلّ المشكلات جرّب أن تستخدم هذا الدليل لحل مشاكلك وشاركنا بالنتائج.
الآن لا بدَّ أن يخطر في ذهنك السؤال الآتي: ما هي المهارات التي يجب إضافتها إلى مهاراتك كي تساعد في الوصول إلى حلول بشكل أسرع، يكمن الجواب العلمي المناسب فيما يلي:
1) عقلية حل المشكلة
تمثل هذه المهارة حجر الأساس في مهارات حل المشكلات، وتشمل عدة تطبيقات بسيطة مثل:
- تقبُّل حقيقة أنَّ المشكلات لن تنتهي أبداً.
- إدارة العقل نحو التفكير في حل المشاكل والابتعاد عن العوائق.
- حل مشاكل اليوم وعدم تأجيلها؛ لأنَّ التأجيل سيؤدي لعدم حل هذه المشاكل في المستقبل.
2) مهارات التحليل والبحث:
تعد هاتين المهارتين من المهارات الأساسية عند حل المشكلات، فلِحلِّ أي مشكلةٍ تواجهك، يجبُ أن تكون قادراً على تحليلها من زاويتين، ويتطلَّبُ هذا منك البحـث عن البيانات الحقيقة وجمعها، وتقصي الحقائق، وبالتالي امتلاك مهارات البحث.
3) مهارات الذكاء العاطفي:
يُعرَّفُ الذكاء العاطفي بأنَّهُ القدرة على التعرف على مشاعرك ومشاعر الآخرين، ومن ثمَّ توجيهها نحو حلِّ مشكلاتك واتِّخاذ الحل الأنسب.
4) مهارات التفكير الإبداعي
في موقف ما قد يتطلب منك العثور على الحل الأنسب أن تفكّر خارج الصندوق بطرق إبداعية مبتعداً عن الحلول التقليدية. أحياناً تجدُ أنَّ المشاكل بسيطة لا تحتاج للتفكير لكي تحلها، لكن تذكّر بعض المشاكل معقدة وصعبة الحل وتحتاج للتفكير بطريقة إبداعية للتخلص منها.
5) مهارات صنع القرار
إحدى أهم مهارات حل المشكلات، فبعد أن تحدد سبب المشكلة، ستحتاج إلى اتخاذ قرار صحيح. وهنا يجب عليك امتلاك مهارات صنع القرار وذلك بسبب تعدُّد الحلول وارتباطها الوثيق في النتائج التي ستحصل عليها.
علاقة مهارات حل المشكلات بالقيادة الحقيقية:
إنَّ الإبداع وحل المشكلات وإيجاد البدائل المناسبة هو نصيب أي قائد. يمكننا القول أنَّ أساس قياس كفاءة القيادة وجوهرها يتلَّخص في القدرة على حل المشكلات بسرعةٍ وسهولةٍ.
هناك اختلافان رئيسيان بين استراتيجيات القائد والشخص العادي:
الأول هو أنَّ الشخص العادي لا يؤمن بوجود حل دائماً بينما القائد يؤمن بوجود الحلول لكافة المشاكل.
الثاني هو اختلاف مستوى نظرة القائد للمشاكل عن نظرة أغلب الأشخاص، فالأشخاص العاديون ينظرون إلى المشكلة على أنَّها مشكلةٌ يجبُ حلَّها، بينما القائد ينظر إلى المشكلة على أنَّها فرصةٌ لتعلُّم المزيد وإثراء قائمة أفكاره نتيجة التحليل العميق للأمور.
وختاماً عزيزي القارئ، نتمنى أن نكون قد وضعنا بين يديك دليلاً مبسطاً لما تبحث عنه في مهارات حل المشكلات. تذكر أنه يمكنك امتلاك أي مهارة من خلال التدريب المتواصل والرغبة في التعلم والإصرار على تحقيق ما ترنو إليه.