تعقيدات سلاسل التوريد: كيف تصبح سلاسل التوريد أكثر تعقيدًا؟


شهادة إدارة مخاطر سلسلة التوريد

نُشِر في Oct 04, 2023 at 11:10 AM


ليس بالأمر السهل على الشركات فهم تكاليف تعقيدات سلاسل التوريد (supply chain complexity) الحقيقية، من الصعب معرفة تأثيرات تلك التعقيدات على العمليات اليومية وتوافر المواد وخدمة العملاء ورضاهم بشكل حاسم.

 

تتناول السطور التالية الأسباب الخفية التي أدت إلى هذه التعقيدات وكيف يمكننا مواجهة تلك المخاطر بفعالية، تابعوا معنا.

كيف تصبح سلاسل التوريد أكثر تعقيدًا؟

تتزايد الأسباب التي ينتج عنها التعقيد في سلاسل التوريد والتي تكون في الغالب ناتجة عن توقعات العملاء المتزايدة وتوسيع نطاق الخدمات والمنتجات وتجربة العملاء المصممة خصيصًا، تُجبر تلك العوامل أصحاب الشركات والعلامات التجارية على دعم طلبات عملائهم الفردية عبر سلاسل التوريد خاصتهم.

 

وهذا الأمر يعني  أن الشركات مضطرين للتعاون مع الشركاء والموردين وإدارة المخزون وفق أفضل الطرق، ومع تحكم أكبر في جميع خطوات توريد السلع والمنتجات لكي يبقوا قادرين على المناقسة في السوق وتحقيق المكاسب.

 

تتطلع جميع العلامات التجارية إلى تنمية أعمالها وتطوير خدمة عملائها الحاليين والمحتملين في المستقبل، يتم ذلك بشق الأنفس فلا تجري الأمور كما تتمنى سفنهم بل تزداد تعقيدًا، تحديات وحلول سلسلة التوريد العالمية كبيرة وعديدة.

 

يعود السبب في زيادة تعقيدات سلاسل التوريد إلى العديد من الأمور الأساسية، منها:

- نمو العلاقات مع الشركاء والموردين:

تفيد العلاقة الجيدة ما بين شركات التجارة وشركائها ومورديها في توسيع بصمة الشركة مع العملاء الحاليين وزيادة احتمالية الوصول إلى عملاء جدد، لكن بالمقابل تؤدي إدارة هذه العلاقات وتحسينها وتقييمها والتفاوض عليها إلى ارتفاع مستوى التعقيد إلى مستوى متقدم.

 

- ازدياد حجم العمليات التي ﻳﺠﺐ إدارتها:

تعتبر أعمال توسيع خطوط الإنتاج وقواعد العملاء حاجة مهمة وضرورية للعلامات التجارية لكنها تُطيل من سلاسل التوريد، وبمعنى آخر تزداد خطوات تنفيذ متطلبات العملاء، بما في ذلك تصنيع المنتج وفق طلب العميل أو دمج الطلبات وتقسيمها أو الشحن الدولي متعدد الأطراف، كل ذلك يزيد من التعقيد.

 

- الاختلاف في الطلبات:

في السابق كانت العادة أن تكون سلاسل التوريد متشابهة لكل مجموعة من العملاء، لكن بسبب التوسع في خطوط الإنتاج واختلاف خيارات الشحن وحتى التوسع في الإمداد والتوزع الجغرافي للعملاء أصبحت الطلبات مختلفة بشكل كبير وتطلب كفاءة لتنفيذها.

 

لذا يتوجب على الشركات اليوم بالنظر في استراتيجيات العمل المطبقة لديها، وأن تعمل على تطوير استراتيجيات مرنة للغاية بحيث تكون قادرة على التجاوب الفعال مع جميع طلبات العملاء وضمان توصيل نلك الطلبات إليهم في الوقت المحدد وبأقل التكاليف.



- تعدد أطراف التخزين:

بالإضافة إلى التعاون مع الشركاء والموردين توجد مشكلة جرد المخزون، إذ يمكن للمخزون وخصوصًا المخزون غير المستخدم أن يحقق أرباحًا أو يُخسِر الشركة المزيد من الأجور.

 

في أيامنا هذه لم تعد تقتصر عمليات التخزين على المستودعات الداخلية للشركات بل أصبحت تُخزن المنتجات لدى الموردين والشركاء، وهذا يزيد من التعقيد بدوره ويجب تأمين طريقة للتحكم ومراقبة ذلك المخزون في الوقت الحقيقي.

 

- توافر البيانات:

البيانات والمعلومات التي تحتويها سلاسل التوريد كثيرة جدًا، يمكن اعتماد تلك البيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة، لكن محاولة التعامل مع كل ذلك الكم من البيانات قد يكون مربكًا بعض الشيء ويزيد التعقيد.

تعقيدات سلاسل التوريد: كيف تصبح سلاسل التوريد أكثر تعقيدًا؟

كيف يمكن إدارة تعقيدات سلاسل التوريد؟

تسعى جميع الشركات إلى تقوية شهادة إدارة مخاطر سلسلة التوريد الخاصة وإعادة النظر في سياسات وطبيعة عملها للتقليل من التعقيدات، فيما يلي أهم طرق إدارة التعقيدات في سلاسل التوريد:

 

- إجراءات التشغيل القياسية (SOP):

في جميع الشركات التجارية تكون عمليات سلاسل التوريد موحدة، تسبب التعقيدات في تلك السلاسل مواقف وحالات يتطلب الأمر فيها الارتجال من أصحاب القرار لكن مع بقاء السلاسل مستقرة ودقيقة ومعيارية، لذا تفيد إجراءات التشغيل القياسية في ذلك.

 

بالنسبة للشركات التي تبحث عن سبل للتوسع في المشهد العالمي، يفضل أن تمتلك إجراءات تشغيل قياسية موحدة أيضا، لتنفيذ الإجراء التشغيلي الموحد يجب أن يتضمن ما يلي:

  • إزالة جميع الخطوات الدخيلة على سلسلة التوريد الخاصة بالشركة.
  • زيادة كفاءة الموظفين.
  • تحسين الإنتاجية والربح النهائي للشركة.
  • المحافظة على مكانة الشركة وقدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية.

 

- تحسين القرارات المالية:

من خلال تحسين القرارات والهيكل المالي للشركات يمكن تحسين العمليات المالية فيها، يجب أن يكون ذلك الهيكل ضيقًا لتحمل اختبار الزمن، ومرنًا بحيث يسمح بدمج الحلول المبتكرة مع التقدم التكنولوجي، يفيد ذلك في زيادة فعالية سلسلة التوريد والمحافظة على قدرة الشركات على المنافسة.

 

- أتمتة العمليات:

أتمتة عمليات سلاسل التوريد من أكثر الحلول فعالية لتجاوز التعقيدات، من خلال دمج أحدث التقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والروبوتات مع جميع المجالات التشغيلية، بما في ذلك الإنتاج والتوريد والتخزين، توفر أتمتة العمليات من التكاليف والوقت وتسمح في تتبع العمليات لحظة بلحظة والحصول على إجابات على كافة الاستفسارات.

 

- إدارة المخزون في الوقت الحقيقي:

تقوم معظم الشركات بإدارة المخزون في الوقت الحقيقي بشكل يدوي لكن ذلك قد لا يكفي، من خلال دمج أحدث تقنيات وبرامج المراقبة والإدارة يمكن حقًا التقليل من الكوارث المالية في الشركة، تُعطي تلك البرامج نظرة عامة على جميع العمليات وتتبع المخزون، إضافةً إلى ذلك تؤمن إدارة المخزون في الوقت الحقيقي مرونة وسلاسة أكبر وإمكانية للتوسع على المدى البعيد.

 

- الاستفادة من البيانات:
الكميات الهائلة ﻣﻦ البيانات أصبحت أمرًا شائعًا في هذا العصر البرمجي، يمكن للشركات التغلب على تعقيدات سلاسل التوريد عن طريق إعداد تقارير قابلة للتنفيذ، إضافةً إلى استخدام الحلول القائمة على الذكاء الصنعي في تحليل البيانات ومعالجتها.

 

ومن هنا يجب الاستفادة من تلك البيانات في التنبؤ بالموارد التي تحتاجها السلسلة، يساعد ذلك في التقليل من الإمدادات والوقت ويحسن كفاءة العمل.



في الختام،

بشكل عام التعقيد في سلاسل التوريد أمر لا مفر منه فهي عرضة لذلك بشكل دائم، لكن التحدي الأكبر يكمن في عملية فهم ذلك التعقيد بشكل متعمق وتأثير وجوده على عمل الشركة وأهدافها وقدرتها على المنافسة، وهل سيبقى العملاء يقدرون هذه الشركة ومستعدون للتعامل معها.