فن التخطيط الاستراتيجي: الخطوات الرئيسية وأفضل الممارسات
نُشِر في Aug 03, 2023 at 12:08 PM
فعليًا لا أحد يعلم ما تخبئ له الأيام لكن ذلك لا يعني أن لا يخطط المرء لمستقبله، كذلك الأمر في عالم الأعمال فن التخطيط الاستراتيجي أمر حيوي للغاية من شأنه التأثير على إدارة الأعمال وضمان البقاء في المنافسة، إن طُبّق بالشكل الصحيح.
يتناول المقال التالي تعريف مفهوم التخطيط الاستراتيجي، مع تقديم أفضل الاستراتيجيات والممارسات لرسم مسار ناجح لأعمالك.
ما هو تعريف فن التخطيط الاستراتيجي (The Art of Strategic Planning)؟
يُعرف فن التخطيط الاستراتيجي بأنه فن من الفنون المعنية بإعداد وتنفيذ استراتيجيات وخطط واضحة للعمل وتقييم نتائجها وفق أهداف ورؤى الشركة التي تخطط لمستقبلها، يدمج المفهوم مختلف أقسام المنظمة أو الشركة من المحاسبة والموارد البشرية والتسويق والعلاقات العامة وغيرها معًا لتحقيق رؤية الشركة.
شاع ﻓﻦ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ الاستراتيجي منذ خمسينات وستينات القرن العشرين وبقي يلقى الدعم حتى الثمانينات، حينها لم يعد محبذًا مثل السابق، لكنه تمكن من استعادة التأييد من جديد في مطلع التسعينات ويستمر التخطيط الاستراتيجي كاستراتيجية هامة في عالم الأعمال التجارية الحديثة.
يتطلب فن التخطيط الاستراتيجي إﻟﻰ مدراء كفء لديهم مهارات ومبادئ التخطيط والتفكير المستقبلي من أجل تحديد كافة الخيارات الممكنة لقيادة الأعمال قبل اختيار أي خطة منهم واعتماد طريقة التنفيذ اللازمة لها، يجب أن تعود الخطة بنتائج إيجابية على الشركة مع تجنب جميع المخاطر المالية التي يمكن أن تعترض عملية التنفيذ.
ما هي خطوات اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ الاستراتيجي الفعال؟
هناك ثلاث خطوات رئيسية للتخطيط الاستراتيجي عند تطوير الاستراتيجيات المستقبلية، وهي:
- الصياغة:
الخطوة الأولى تتمثل بتقييم الوضع الحالي للمنظمة وتحديد كافة نقاط القوة والضعف لديها ومختلف المخاطر والتهديدات المحيطة بها والفرص المتوفرة لديها، بناءً على ذلك التحليل يمكن للإدارة البدء في تخطيط وصياغة الإستراتيجية عن طريق تسليط الضوء على بعض الخطط والأسواق والتخلي عن بعضها الآخر.
إضافةً لذلك يصبح لدى الإدارات القدرة على معرفة الطريقة الأفضل بشأن تخصيص مواردها وما القرارات الواجب اتخاذها في الوضع الراهن، هل تعمل الشركة على توسعة أعمالها أم تدمجها.
- التنفيذ:
بمجرد الانتهاء من الصياغة، تحتاج الشركات إلى تحديد غايات وأهداف محددة وتخصيص الموارد بطريقة فعالة بما يضمن وضع الاستراتيجية المُصاغة موضع التنفيذ، لذا يجب تطوير هيكل لتنفيذ الاستراتيجية بشكل فعال، كما يجب تعظيم استخدام الموارد وتحسين جهود التسويق لتتماشى مع الأهداف والغايات من الاستراتيجية.
- التقييم:
الشيء الناجح اليوم ليس بالضرورة ناجح غدًا، هذا هو مبدأ أي رجل أعمال رائد، ﻓﺈن التقييم حاجة هامة جدًا لضمان الاستمرار، تتضمن عملية التقييم مراجعة مجمل العوامل المؤثرة على ﻋﻤﻠﻴﺔ التنفيذ وقياس أدائها والقيام بتحسينات تجعل الإستراتيجية أكثر فاعلية.
الخطوات الثلاث السابقة هي نتاج عمل ثلاث مستويات وظيفية، هم: الإدارة العليا والوسطى والمستوى التشغيلي، وبالتالي لا بدّ من تعزيز التواصل بين الموظفين والإدارات بكافة مستوياتها الوظيفية لإعداد فريق متكاتف وفعال، تساعد دورة التخطيط الاستراتيجي أونلاين في زيادة التدريب على كيفية التفكير والتخطيط الأفضل.
ما هي أفضل الممارسات المستخدمة في فن التخطيط الاستراتيجي؟
توفر القائمة التالية أربعة من أهم الممارسات الإدارية اﻟﺘﻲ من شأنها إزالة أي أفكار بالية عن التخطيط الاستراتيجي بهدف إنشاء خطة في غاية البساطة لقيادة الأعمال لكنها قوية وفعالة، وهي:
- صياغة استراتيجية تناسب مختلف الأزمنة:
تُغري الاستراتيجيات قصيرة الأجل أصحاب الأعمال في صناعة المشاريع، لكنها قد تزيد من الضرر الذي قد يلحق بقيمة الشركة على المدى الطويل، فإنَّ الحل الأفضل هو إعداد مزيج من أنواع الاستراتيجيات القصيرة والطويلة والمتوسطة الأجل وتقييمها بشكل متكرر.
يعتبر ذلك المزيج عنصرًا مساعدًا في تحقيق الأهداف قصيرة المدى والمحافظة على قيمة الشركة على طول عمرها، إذ تعمل الاستراتيجيات الثلاث وفق الآتي:
الاستراتيجيات قصيرة الأجل: تعني السياسات الموضوعة للأشهر الستة المقبلة والتي تشرح جميع المشاكل والفرص المتاحة وسبل التحسين الفورية التي يمكن إنجازها.
الاستراتيجيات متوسطة الأجل: تُعطي نظرة أوسع عن مستقبل الشركة وتدرس الإمكانات والآفاق الممكنة خلال العام أو العامين القادمين، كما تركز على معدل نمو الشركة وكيفية الحفاظ عليه وتحسينه ووضع مؤشرات تقيس أداء الشركة المالي والتشغيلي وصحتها.
الاستراتيجيات طويلة الأجل: وهي التي توضع وفقًا لأهداف ومهام الشركة، تعمل على تقييم وتحليل الخدمات والأسواق وجميع التقنيات والعمليات الحديثة لإدخالها في تطوير الخطة المستقبلية بعيدة الأجل.
- إشراك أصحاب المصلحة:
يعرف التنوع والشمولية في الفريق على أنه مفتاح تطوير خطة ناجحة، يجب إشراك الجميع معًا، إدخال موظفين جدد ضمن فرق الموظفين القديمين يمكن أن يعزز التفكير المتجدد خارج الصندوق، كما يجب البحث عن صناع التغيير داخل الشركة، ليس بالضرورة أن يكونوا من ذوي المناصب يمكن أن يكونوا موظفون عاديون لكنهم ذوي تفكير مستنير.
من الواجب أيضًا شمل كل العملاء والموردين وأي صاحب مصلحة له علاقة في فرق التخطيط، يمنح ذلك التنوع وجهات نظر مختلفة قد تفتح فرص لم تكن بالحسبان تصنع المستقبل المشرق الذي تصبو إليه المؤسسة.
- التنفيذ الجيد:
التنفيذ هو عامل نجاح الاستراتيجية وفشلها، فالتخطيط وحده لا يكفي، تشير الدراسات إلى أنّ 90% من الشركات تفشل ﻓﻲ إنجاز أهدافها بسبب سوء تنفيذ الاستراتيجيات المخطط لها.
تشكيل فريق متنوع وشامل يعد أساس قوي يضمن التنفيذ الجيد للاستراتيجيات، التخصيص الفعال للموارد والحوار والتواصل المتواصل وتقييمات التقدم جميعها عوامل ذات أهمية أساسية للتنفيذ الجيد.
- مراقبة الاستراتيجية:
كما ذكرنا سابقًا التقييم مفتاح النجاح، دون متابعة جودة الاستراتيجيات بواسطة المقاييس والمؤشرات المعتمدة مثل مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) لا يمكن قياس مدى التقدم وإدارة المخاطر المختلفة وإجراء التحسينات ﻋﻠﻰ طول الطريق.
في الختام،
يتضح مما سبق أنّ فن التخطيط الاستراتيجي هو ﻓن استباقي يتيح للشركات الاستعداد مسبقًا لأي عقبة ومعالجة أي مشكلة من منظور بعيد الأمد، بالتخطيط الفعال يمكن للشركات التأثير على المواقف بدلًا من الاستجابة لها فقط، مما يحسن العمل المؤسسي ويسمح بتحقيق الرؤية المستقبلية لتلك الشركات.
